تحت قطرات المطر وصوت الرياح وهي وتهز الأشجار والنوافذ
كانت صاحبة الشعر الحالك تغسل يديها ذات الندوب الحمراء عند البئر وهي تنادي الطفل الواقف عند باب المنزل " جوليان تعال لأغسلك و أنزع ملابسك المبتلة" فتقدم لها ذا العينين الزمردية وشعره كخيوط الذهب و أخذت تغسل وجهه الأبيض من الوحل الناتج عن لعبه فالمطر "جوليان تعلم أني لا أحب رؤيتك تلعب تحت المطر "رد بانزعاج" اذا لماذا نحن الان تحت المطر و أنتي أيضا كنتي تحت المطر" نظرت له بغضب و أجابته بعد برهة" لأنك مغطى بالوحل و بحالتك هذه لا أستطيع ادخالك المنزل و أنا كنت بالمطر لكي لا تبتل ملابس الغسيل " أردفت بعدها" ثم ان المطر توقف منذ مدة بسرعة فلننزع ملابسك قبل أن يرانا الجاموس" أخذ ذو الشعر الذهبي يحاول بصعوبة نزع سترته وذات الشفاه الأشبه بحبتي رمان تضحك و تساعده بنزع ملابسة الموحلة و اذا بها تمد يدها لدلو ماء وباغتت الصغير بسكبه عليه وهو يشهق من الصدمة وبرودة الماء " ليليان انه بارد " سمعته وهو يتمتم بانزعاج " اللعنة" صرخت به وهي تغطيه بمنشفة "جوليان لا تردد ما يقوله الجاموس" واذا بصوت يهتف من خلفهم" من الجاموس؟ أيتها الحشرات" شهقا الاثنان وقد تجمدت أطرافهم فزعا أخذ يحملق في الاثنان بتفحص و أظهر انزعاجه "ألا تعتقدين بأنك أنهيتي البئر في هذا الطفل القذر"ردت بتوجس وهي تبلع ما في فيها لعله يقلل من توترها" عمي أرجوك لا تتكلم هكذا مع أخي مازال طفلا ثم أنه لم يفعل شيئا سيئا" قهقهته الساخرة ملأت أرجاء الحي" ليليان ألم تملي من الدفاع عنه؟" أردف بعدها " هنالك زبائن في الطريق عليك التحرك وتجهيز الطاولات و الطعام" ردت عليه بهدوء وهي تلبس زمردي العين ملابسة" لقد سبق وجهزت الطعام ونظفت الطاولات و الأرضية " عيناه تحدق فيها باشمئزاز وهو يبعدها عن طريقة بقسوة و يقول"لعينة ابنت لعين ابتعدي "
انها تسمع وقع أقدامه وهي تبتعد لباب المنزل ما ان اختفى الصوت حتى تنهدت و كأنه شيطان قد رحل وليس زوج أمها وهي تتمتم "شكرا الهي لم يركز على كلامنا" بعد أن انتهت من الباس أخاها حملته وألصقت جبينها بجبينه وقالت له "عليك أن تنام بما أني سأنشغل بخدمة الزبائن" رد عليها رافضا" لا أشعر بالنعاس " شق على ثغرها الكرزي ابتسامه مكر" اذا فلتعمل اذهب وأطعم الكلب و الأحصنة" جحظت عيناه بفزع و رد منفعلا" لا ان الأحصنة ضخمة ومخيفة"نظرة له بتأمر وهي تدلف الى المنزل وقالت" اذا الى النوم " اردفت وهي تسرح بالفراغ"اتعلم أصبحت ثقيلا مؤخرا يبدو أنك كبرت, هل تعتقد بأن أمي مطمئنة كونك معي أم قلقة؟!" أحست بقبلة حبيبها الذي تحمله على وجنتها بعدها قال" أنا لا أتذكر أمي جيدا أحبها ولكن ليس مثلك " وضعته في فراشه بينما عينيها أخذت دورها في الهطول بعد المطر نظرت له بحزن قائلة " جوليان أنا أحبك وسأضحي لأجلك حتى لو كلفني حياتي لن أتراجع عن كلامي هذا" أحست بأنامله البيضاء كالعاج وهي تمسح دموعها وهو يواسيها " ليليان وأنا كذلك لذا لا تبكي" سحبن أنامله تقبلها وكأنها ستفقدها حينها قالت " اذا أخبرك الجاموس بشيء ما غريب أو سمعته يتكلم عني عند أحد ما فأخبرني حسنا؟" أجابها وهو يحاول فهم ما تعنيه عبثا" حسنا " انتصبت على قدميها راحلة لتغلق باب حجرتهما الرثة قاصدة بطريقها للحانة الملتصقة بمنزلهم الصغير توقفت عند المراه لترا عينيها حبتي اللؤلؤ وقد أنهكها التعب لكن رغم تعبها لم تفسد جمال وجهها الخزفي و وجنتيها المتوردتين أخذت تلم لم شعرها الأسود وترفعه للأعلى لكي لا تزعج خصلات شعرها رقبتها الرقيقة ما أن انتهت الا وقد أكملت طريقها حيث باب الحانة الخشبي وقد التقت بشخص اعتادت رؤيته رحبت به قائلة"أهلا بك سيدي" و المعني استمر بالتحديق بها بعينيه المشابهه لحجر الكهرمان وكأن الكهرمان قد أذاب وسكب بعينيه ولم يمتزج بل بقي كما هو خليط من الذهب والعسل الصافي شعرت بالغرابة من تحديقه فقالت " هل هنالك ما يزعجك " أجابها بنظرة هادئة " لا فقط كنت أفكر بأن كونك فتاة يجلب لك المشقة" لم تعلم ماذا عليها أن تقول فقد ألجم لسانها لقد أحست بأنه يعلم شيئا عنها تعلمه هي
أنتبه لنظراتها الحائرة والمليئة بالفزع فحاول التقليل من خوفها بقوله " لا تقلقي ففي النهاية لن تتركي على الحافة بدون مساعدة ولا تفكري بما أقوله مليا"
ارجوا اعطائي نصائح لأني مبتدئة و اول مرة لي اكتب
التعديل الأخير تم بواسطة eugene ; 09-07-2016 الساعة 08:50 AM |