- منتصف الخريف, حيث تتلون باقي أوراق الاشجار المخضرة بالأصفر أو الأحمر أو كلاهما لتعطي بريقا برتقاليا باهتا مع كل عقرب ساعه يمر ! , تتساقط بعض الأوراق ويدوس الكثير عليها , لتموت ببطئ قبل أن يصل اِليها الشتاء . رغم أني ارتدي معطفي الجلدي تحسبا من الغيوم الممطره التي شاهدتها صباحا , اِلا أن الجو قرر أن يلعب معي ويجعل قرص الشمس الدوار يلاحقني! اِن الطقس في أكتوبر مزاجيً أكثر من رئيسي في العمل ! - نزلت مسرعا درج المحطة , وجدت أحد المشردين يمد يده نحوي طلبا للمال لكن واصلت مسيري متجاهلا اِياه ,يمكن أن تسموني عديم الرحمة اِن اردتم ولكن لتعلموا أنه يحصل على المال أكثر مما أجنيه أنا في ست سنوات ! سمعته يشكر سيدة عجوزا قدمت له المال والطعام , تنهدت بداخلي , اِن العجائز لطفاء جدا , أليس كذلك ؟ . حسنا لا بأس أنا لست عجوزا بعد ! اشتريت تذكرتي وجلست في أحد المقاعد الباردة , نظرت للساعه في معصمي , يبدو أن القطار لن يصل اِلا بعد ثمانِ دقائق . بقيت أنظر هنا وهناك , أخطف بصري لأرى كيف يعيش الجميع . ووقع بصري على تلكَ الفتاة مجددا ! ترتدي زيا مدرسيا صيفيا و رأسها موجه نحو الأسفل دوما, دائما ما تجلس في المقاعد الأمامية قبلي , و كثيرا ما تأتي تلكَ القطة لتحتكَ بين ساقيها وتطلب منها أن تمسح على رأسها , فتفعل. دون أشعر , وجدت البلاغ أن قطاري قد وصلَ , نهضت وعندما مررت بجانبها , لمحتها بطرفه عين , انصدمت! لقد كانت تنظر لي بابتسامه ميتة ! لم أستطع رؤية عينيها جيدا , أسرعت بخطواتي , تنفست الصعداء بعد أن اُغلق الباب , لم أتجرأ على النظر للخلف . لقد كان هذا يتكرر مرارا كلما كنت أذهب للمحطه وأجدها هناك , قررت أني سأتتبعها لأعرف ما قصتها . لقد مرت ساعة , اثنان , أربع , ثمانِ ! يا اِلهي تلكَ الفتاه لا تتحرك من مكانها حتى! ولا تركب أي قطار, أخر قطار سيصل بعد قليل هل ستركبه ؟ أم أنها تنتظر أحدا ؟ لا أعلم حقا ما بها لقد ذهب آخر قطار وهي لم تحرك ساكنا . فجأه وجدتَ تلك القطة التي معها تحتك بين أرجلي أبعدتها فأنا لا أحب الحيوانات كثير , رفعت بصري مجددا نحو الفتاة , فلم أجد أحدا . - عدت الى البيت خائبا , لا أصدق أنني اخذت يوم اجازة لأجل شيء كهذا أنا بالفعل أملك وقتا لأضيعه !. بعد غد ذهبت كالعادة كانت تلكَ الفتاة موجودة ووجدت سيدة عجوز تجلس بجانبها , لم أكن أسمع ما يقولانه لكن بدى أن كلتاهما تستمتع بالحديث. حسنا من الجيد أن أحدا يكلمها, للحظة كنت أحسبها شبحا ! لم يمض كثير من الوقت حتى جاء قطار وركبت فيه ! لقد كان ذلكَ القطار موجودا سابقا لماذا لم تركبه ؟ هل غيرت رأيها ؟ على كل يبدو أنني كنت أهتم بشيء لا معنى له . أشعر بقليل من الصداع . ذهبتُ لشراء كوب قهوة ساخن, وعدت لمقعدي لأنتظر الثلاث دقائق القادمة لوصول قطاري , بمجرد أن رفعت ببصري قليلا تلكَ الفتاة كانت موجودة في مقعدها ! مالذي يجري ؟ أنا متاكد أني رأيتها تصعد على متن القطار وقد أغلق الباب! هل أصبحتُ أتوهم! أغمضت عيني لأتنفس بهدوء وفتحتهما مجددا, كما توقعت أنا فقط أتخيل , لم يكن هناك أحد . - سينتهي شهر أكتوبر قريبا , وستسقط كل الأوراق معه . تم تغيير مكان عملي لهذا لم أعد أرتاد تلكَ المحطة ولم أر الفتاة بعدها . التقيت مرةَ بتلك العجوز التي رأيتها تكلمت معها , لقد كانت مثلي عجوزاتستعمل تلكَ المحطة كثيرا قررت أن أسألها عنها , لكنها قالت أنها لم تكلم فتاة أبدا ! حسنا لن أرتاب من هذا في النهاية هي عجوز وهي قد لا تتذكر ماذا فعلت قبل قليل فما البال أذا كان قبل أسبوعين ! لكن بدى لي كما لو أنها تذكرت شيئا , قالت على عجل : تلكَ المحطة قد اغلقت قبل اسبوع ! تعجبتُ من ذلك , لم أسمع أبدا . ولكن في طريق عودتي رأيت الملصقات التي تحذر من الدخول موضوعة حقا ! كنت سأواصل المشي لكن سمعت مواء قطة ! من المستحيل ان تكون تلكَ القطة . قررتُ تجاهل الأمر ! لكن كلما مشيت من تلكَ الطريق أسمعه ذلكَ الصوت بوضوح , لهذا أنا اخطو نحو الدرج , انتبهت على أن لا أحد يراني, لم يمض وقت على اغلاق المكان لهذا مازال يبدو جديدا ! سمعت صوت مواء القطة مجددا , لا أصدق ! اِنها حقا تلكَ القطة الرمادية ! لقد كانت تقفز ثم تنزل ثم قفز مجددا فوق مقعد تلكَ الفتاة , مرارا وتكرارا , عندما لمحتني توقفتْ ! أسرعت بالنزول للسكة وهربت . يالهي يبدو أني اُحب تضييع وقتي كثيرا , اِلتفتُ لأصعد مجددا لكن هناك ما حثني على النظر للخلف , ففعلت . لباس صيفي , شعر تباين لونه بين أغصان الشجر الميت و خيوط النحاس الصدئةورأس ينظر نحو الأسفل . بسرعة مشيت للأمام دون أنأنظر مجددا .
لم أعد أعلم شيئا , من تلكَ الفتاة ؟ ماذا تريد ؟
هل هي تنتظر أحدا ؟ لماذا هي موجودة هناك ؟
ما سرٌ تلك القطة الرمادية ؟
لم أعد أعلم , ولم أعد أُريد ان أعلم .
تلكَ كانت آخر مرة أدخل فيها لمحطة القطار تلكَ . *, " ربما أحيانا بقاء بعض الأمور جاهلة أفضل للجميع!" *,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كيف الحال ؟
أتمنى بخير .
هذه قصتي القصيرة في مسابقة " أبجديةة السنة "
من فترة لم أكتب قصة قصيرة
فكان الأمر ممتعا
المهم أتمنى اني وفقت في الكتابة عن الغموض لأن هذا ما اِخترته بس ما كنت أعرف عنه شي
وبالتوفيق لكل المشتركين أب البهدلة امس كنت اكتب القصه وفصل النت :heee: |
__________________
لست هنا
|