الموضوع: Memorise
عرض مشاركة واحدة
  #286  
قديم 09-12-2016, 01:38 AM
 




اشتقت للشتاء، للهواء البارد ورائحة الفحمِ المعبأ بها الهواء،
لزجاج سيارة ابي البارد، ألمسه فأندهش من عدم انكساره تحتَ
وطئة هذه الأجواء الثلجيه، تبوك إحدى مدنِ المملكةِ الباردة
شتاءاً، باردة أكثر من الجليد ، إنما بدون ثلج ! لا يختلفُ
مظهرها على مر الفصوُل ، سوى بعض الاحيان حينما تتكسر
ارصفتها من المطَر، المطر.
اشتقت لذلك المطَر، حينما يهبّ قويا، وأنا في البيت استمع
للرعد ، والبرقُ يرقص خارجاً، أنظر إليهما من تحتِ لحافيَ
الدافئ ، على مطرحةٍ وضعتها على ارض غرفة إخوتيِ لخوفي
من النوم وحيدةً، حينما اصحو فجأةً من نومي على صوت
طبل، أضخم طبل قد تجده، موجاته مكونة من كهرباء.
أفتح عيني بهدء، وأنا أقترب إلى الواقع قليلا بعد حلمٍ دام
طوال الليل، حينما اعود لاستيعاب اني " خزامى " ولستُ
مقاتلة كاراتيه في المدرسَة .
أستعيدُ استيعابي لذاتي واسمي، ثم أُصاب بصدمةٍ خفيفة.
أهذا برق؟ إما هذا وإما انه صوتُ عملاق جاك جاء لتبوُك.
لما سياتي العملاق لدينا؟ كلا ، لا وجود للقصص الخرافيه،
إنه البرق؛ إنها تمطر !
اصحو، أنزع لحافيَ الدافئ وأركض للباب ، أفتحه فيصطدمُ
هواء بداية الفجر البارد المعبئ برائحةِ المطر بوجهي، أصدم كالعاده
بهذا الجو وانا من كانت تحتَ تأثير المكيف الدافئ لعدةِ
ساعات ، أبتسم ، إن السماء تُفرغ مائها ! شعورٌ لطيف ، بارِد،
جليديٌ ومنعش، بالرغم من ارتعاد فرائصيَ من البرد إلا
أن السعادة كانَت اقوى من الجليد ، أجري إلى صالةِ منزلنا و
الامل يحدوني بخبرِ تعليق الدراسة؛ النعيم، لا حصّة احياء،
لا للبرد ، سأجلس في البيت ، اعود لأختبئ تحت اللحافِ
الحار واخرج قدمي من آخره إن أحسستُ بالحر !
سأنام، ثم اصحوُ لأفطر في مجلس بيتنا ، أشاهدُ أنمي وأستنشقُ
رائحة الطين الآتيةِ من الخارج ، أشغل المكيف الدافئ واقبع
بين احضان الاريكة البنية .
- ذكريات، ذكريات .
كانَ بيتنا السابق لطيفاً، بشوشا ، كان كحضنٍ لنا في الشتاء ..
كانت مطرحتي القابعةُ على الارض وبطانيتي الخضراء
منجدتاي بعدَ الله في تخطي جميع ما يُهّم - فاعل الهَم -.
اشتقتُ للشتاء، كيف سيكون الشتاءُ في هذا البيت ؟
لا يهم ، ساخلد للنوم ، غدا عيدٌ مختلف، عن كل باقي الاعياد .





__________________
-



يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.