اليوم أخطو بمهل نحو حياه مختلفه
بعد ان تخرجت من الثانويه،بدأت أتقدم للدراسه الجامعية
ومن سوء الحظ لم تكن هناك جامعات في بلدتي
لذلك حزمت حقائبي وسافرت الى العاصمة
وهناك تتوفر كل الوسائل التعليميه المتقدمة التي تغري طالب علم مثلي
اليوم الرابع من شهر أغسطس
يألهي الجو يكون حار جدا في مثل هذا الوقت من السنة
غادرت المطار وأستقللت أحدى سيارات الأجره
لتقلني حيث المكان الذي سأسكن فيه
الزحام كان خانقا وأبواق السيارت الصاخبة كادت أن تثقب طبلتي
والأمر الأسوأ أنه لايوجد تكييف في السياره
كان علينا أن ننتظر تقدم السيارات التي تقف أمامنا
الفوضى كانت عارمه ومستنزفه للأعصاب
بالله عليهم اي تقدم يتحدثون عنه!
لو أنني فقط أقتلع الجامعة بأرضها وأضعها في بلدتي
لما أضطررت لمعاينه هذا الشقاء...
ولم ينتهي الأمر عند هذا الجنون
فهاهو السائق يخرج سيجاره من جيببه ويدخن!
هذا ماكان ينقصني أنني مصاب بالربو
ألا يكفيني حر النهار وفوضى الزحام ليأتي هذا السائق
ويزيد الطين بله....
أخذت أسعل بقوه ثم أخرجت له بعض النقود من محفظتي
وألقيت بها نحوه
فتحت الباب وهربت بحقيبتي لايهمني أين سينتهي بي الأمر
طالما بأمكاني النجاه بنفسي!
اليوم الأول كان صاخبا منذ بدايته
الان علي العثور على ذلك المبنى السكني حيث حجزت الشقه
وسينتهي التسجيل في الجامعه بعد أسبوع!
وسط كل تلك المخاوف التي عصفت بداخلي
وجدت بصيص أمل وأنا هائم على وجهي في الطرقات
أقتربت مني سياره من طراز قديم
يقودها شيخ وقور
أبتسامته أنستي كل الشقاء الذي مررت به
قال وهو يبدو قلقا علي:
أركب ياولدي ستموت ان بقيت تحت لهيب النهار
لم اصدق ماسمعته اذناي!واخيرا جاء الفرج
ركبت معه ثم سألته وأنا التقط أنفاسي:
عفو ياعم هل تعرف عماره النسيم
انا لست من سكان العاصمه
فأجابني وهو يقدم لي قاروره ماء:
نعم أعرفها أنا حارس تلك العماره
تفضل واشرب الماء،،
لم أذق في حياتي أطيب من ذلك الماء البارد
شكرته وطلبت منه أن يأخذني أليها
فأنا مستأجر جديد حجزت أحدى الشقق فيها
وطول الوقت كان العم الطيب يحدثني ويقص علي القصص
شعرت كما لو أنني ولده وهو بادلني نفس الشعور
الحمد لله فلا يزال هناك أناس طيبين،
بعد نصف ساعه وصلنا الى وجهتنا
عماره النسيم،الشقه رقم 5في الطابق الثاني
أخذ العم يحمل حقيبتي وهو يرحب بي ببشاشه
فأخذتها منه وحملتها بنفسي
لايجب أن يعامل كبار السن بدون أحترام...
وحينما دخلنا طلب مني أن أتوجه الى المكتب
حيث سأقابل مالك السكن الذي حجزت الشقة من موقعه في الأنترنت.....