عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 09-24-2016, 02:36 PM
 






3

وضعت يدي على معصم الباب الفضي وعالجته بهدوء ففتح الباب وهو يصدر صوت صرير مزعج , برز لي المكان من خلفه معتم بالكامل فدخلت هامة أن أشعل المصباح وبخطواتي الأولى أقشعر جسدي على سائل بارد مسكوب على الأرض , أبتعدت عنه بملامح تخفي قليلاً من الدهشه ورحت أبحث بالحائط عن زر المصباح , أضئته ووجهت نظري وجسدي للخلف ثانية كي أواصل طريقي وهنا أنتفض قلبي بقوة وأفلت مني شهقة صدمة عالية نسبياً من أعماقي وأنا أوسع عيني لمصرعيهما لدرجه أنهما تكادان تخرجان من مكانهما وأوجه قرصي مباشرة لفوضى الدم التي تلطخ المكان .. إيميلي , والسيد جيمس , وزوجته.. كانوا جميعاً على الأرض ممدة أجسادهم بشكل فوضوي بدون أن تلوح منها أي أشارة للحياة وهي غارقة ببركه من الدم .
لمعت عيني بلون الدم الذي كان ينعكس صوته داخلها عندما أثارت رائحه الدماء ومنظرها غريزتي القوية , رفعت قدمي التي بدت لي ثقيلة جداً بصعوبة لأتراجع خطوة للخلف كانت تفصلني عن الحائط بملامح مستائلة مصدومه .. ما الذي حدث هنا! إيميلي .. قاومت شعور اللذة بصعوبة وتقدمت بخطوات بطيئة أسير على بقع الدم تلك لهم .. وكلما أقتربت كنت أقدر مدى بشع منظرهم والدماء تغطيهم , دونت لإيميلي ببطء أرمق وجهها الشاحب وجلست بقربها ووضعت يدي برفق على كتفها أهزها مراراً وتكراراً .. أحاول أن أوقضها وأنا أرمق وجهها الشاحب .. كنت أوهم نفسي وأقنعها أنها ستفيق الآن .. ستفيق حتماً !

علقت نظري بها بملامح هستيرية جامدة أنتظر أن تفتح عينيها المسبلتين دون أي حركه .. قبل أن أستفيق على واقعي بوحشية على منظر ذلك الدم الذي بلل يدي بعد أن كان ينزف من رأسها فرفعت كفي المرتعشه أرمقها لوهله قليلاً قبل أن أرفع رأسي للأعلى وأهز أركان المكان بصرخة هستيرية عالية كادت أن تمزق أحبال صوتي " إيميلي!! "

أختفى بريق عيني الأحمر ونظري مثبت للأعلى بنظرة مصدومه , تلبس الصمت أركان المكان لثوان قبل أن يمزقه صوت صرير الباب وهو يفتح بهدوء وتلاه صوت
خطوات كانت تسير حذوي , خطوة تسبق أخرى حتى أستقام شخص ما بطوله أمامي وأنعكس منظره على عيني وهو يقابلني بظهره لكني تعرفت عليه
, ليام! كان يقف ويرمق منظر المكان بعين يضيق عدستها قليلاً
" وأخيراً أتيت "

وسعت عيني قليلاً بأهتمام لما هيئ لي أنه صوت كاي ووجهت نظري مع ذلك الأخير لمصدر الصوت مباشرة لكني لم أرى كاي الذي توقعت رؤيته أنما رأيت ذلك الشاب الذي كان يرافق ليام المرة السابقة يقف عند أحد الغرف بملامح هادئة وسرعان ما بدأ يتقدم نحونا يقول " الى إين ذهبت لهذا الوقت؟ "
تجاهل ليام سؤاله وأردف " هل خرج؟ "
رد بذات صوته " أجل .. وجه نظره لي يرمقني " بعد أن أثار الجلبة بالمكان وهو يبحث عنها .. كان ثائراً جداً "
وجه الآخر نظره نحو عيني الذابلتين بخفوت ثم أردف
"
أرجوا أنك بدأت تفهمين الأمر , طالما أنت طليقة لن تجدي مهرباً منه ولعلمك فهو ليس الوحيد الذي سيسعى لقتلك .. تقدم خطوات نحوي وأردف بخفوت " سألك للمرة الثانية هل ستأتين معي؟ "



داخل حلكة الظلام .. كنت وحيدة أسير بقدمي العاريتين بخطوات هادئة , خطوات يتردد صوت صداها في المكان بوضوح .. وبينما أنا أسير بتلك الطريقة شعرت بسائل بارد يلامس قدمي فأصابتني الدهشة ودنوت للأرض وضعت كفيّ على الأرض وأغرقتها به قبل أن أرفع قرصي عن الأرض وأصعق بمنظر الجميع وهم على الأرض غارقين بدمائهم التي كنت أبلل كفي بها .
" وأخيراً أتيت "

مزق أجواء الصمت صوته الخشن الجهوري فرفعت نظري بسرعه ناحية ذلك الصوت الذي تعرفت سريعاً عليه بسرعه للخلف لأجده يقف وحلته ملطخة بالدم .. كاي ! رفع كفه ومسح فمه من بقايا الدم بأبتسامه واسعة أظهرت أسنانه ونابيه الحادين وأردف " انتظرتك كثيراً حتى ظننت أني سأموت وأنت لا تزالين مختبئة .. رفع سيفه من غمدة الذي يثبته حول خصره وتقدم يجري بملامح جادة وهو يوجه نحوي قاصداً عنقي مباشرة وهو يصرخ بأنفعال فشهقت من أعماقي بهلع



فتحت عيني لمصارعها وانا أشهق من اعماقي برعب وأرفع جسدي العلوي تلقائياَ عن الفراش , رحت ألتقط أنفاسي بصعوبة وكأني أتنفس من ثقب أبرة وزخات العرق مرسومه على وجهي لكني لم ألبث حتى هدأت عندما أستوعبت انه مجرد كابوس , وسرحت أتذكر ذلك المشهد الملوث ببقع الدم وأستقرت أفكاري بصورة كاي وهو يبتسم فأطبقت عينيّ بألم وضيق " ليته كان كابوساً وحسب "
قطعت أفكاري لما لفت أنتباهي منظر المكان حولي ورحت أقلب نظري على المكان لأجد نفسي في غرفة متوسطة الأستساع , تبدو على قدر كبير من البساطة .. حائطها أبيض وأرضيتها خشبية , توجد بها خزانة متوسطة تأخذ مساحة بالحائط , ويتوسط تلك الغرفة ذلك المفرش الأبيض وغطاءه الأزرق .. كانت تشبه تصميم منازل اليابانيين القديمة .
هذا هو شكل الغرفة إذاً .. أخفضت نظري بشحوب أتذكر ما حدث بالأمس ..

بعد ما ذهبت معهما لم نطل السير حتى وصلنا لهذا المكان الذي لم أرهه بحياتي .. خطوة خطوتي الأخيرة قبل أن أتوقف وأرمق المكان حولي بتمعن , هدوء قاتل .. ظلام لا يخلله سوى ضوء القمر .. منازل خشبية متلاصقة ببعضها , بدت لي قرية صغيرة مهجورة .. رمقني مرافق ليام " تعالي "
واصلت تقدمي خلفهما .. لكن مع تقدمي كان يتوضح لي أن المكان ليس مهجوراً كما يبدو , الأضواء الخافته التي تصدر من خلف النوافذ والهمسات القليلة , الماء المتروك أمام بعض المنازل .. إين أنا بالضبط؟ .. بعد سير قطعنا تلك المنازل وأبتعدنا عنها , داخل غابة قاحلة يعمها الضباب خالية تماماً من النباتات ما بين جبلين كبيرين كان يوجد منزل خشبي متوسط الحجم .

تذكرت ذلك بخفوت , المكان كان مظلماً جداً وقتها ولم يتسن لي رؤية شكل المنزل حتى , باغت أفكاري صوت الباب وهو يسحب جانباً فصوبت نظري نحوه بسرعه , دخل من خلفه ذاك الفتى الذي كان بصحبة ليام المرة السابقة ..وهو شاب يبدو صغيراً في العشرينات من عمره بشعر أسود , وعينان صغيرة محشوه بلون بني داكن , رموشها قليلة وقصيرة ! وجهه مستطيل طويل , وأنفه صغير ! يبرز بملامح وجهه الألتزام , والصرامة قامته طويلة نوعاً ما .. وجسده نحيل بعض الشيء ! ما إن رمقني أدلف نحوي بعد أن أغلق الباب , توقف قريباً من المفرش الذي أنام عليه بأمتار وهتف " هل استيقظت آنسه إنديرلا "

رمقته بملامح خالية من الحياة فواصل بنبرة لا تحوي أي مشاعر , فقط رسمية " كيف أصبح حالك الآن؟ هل أنت بخير؟ "
لم يتلق أي جواب مني فطأطأ رأسه بنفاد حيلة وقد ظن أنه لا فائدة من الحديث وتوقع أني لن أجيبه لكني هتفت بصوت هادئ " أين أنا؟ "
" أنت في منزل السيد ليام " لم يرى أي ردة فعل مني فظل صامتاً للحظات , لا يعلم ماذا عليه أن يقول ! وأخيراً نطق " أمرني السيد ليام أن أشرح لك كل شيء بالتفصيل .. وواصل بصوت واثق وأهدأ " بالرغم أنه سيصعب على بشرية مثلك أن تصدق ما سأقول .. صمت لوهله وواصل " أم تراك غيرت موقفك للأمر بعد كل ما حدث "
لم يحصل على جواب مني , فتقدم وجلس على الأرض قريباً من فراشي طاوياً قدميه للأسفل وهو يفرقها قليلاً وأردف " نحن أيضاً لا نفهم الأمر , ما حدث لكِ حتماً شيء يصعب تصديقه " وجهت مسامعي له بأصغاء وهو يواصل بلكنه صريحه متسائلة " رغم أنك كنت مجرد بشرية ,كيف لكِ فجأة ومن دون سبب أن تتحولي لمصاصة دماء .. هذا شيء لا يصدق ولم يحدث قط مسبقاً "

قلت بنبرة ميته لا تحمل ولو قليلاً من الأمل " ألن أستطيع العودة كبشرية مجدداً "
رد بذات هدوءه " هذا مستحيل! لقد تحولت تحولاً كاملاً , لا يمكنك الفرار من واقعك هذا بعد الآن "
فشعرت وكأنما هو يقبض قلبي بين يديه بقوة وشحبت ملامحي , واصل بملامح قرأت فيها شيء من التأمل " لو أستطعنا معرفة سرّ تلك الطاقة التي أستطاعت تجريدك من بشريتك وضعفك ربما نستطيع منع سلالة مصاصيّ الدماء من الأنقراض حتى "
أنقراض سلالة مصاصي الدماء ؟! رمقته بطرف عيني وأنا أتذكر حديث ليام وكاي

" قد مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها حقاً , ومن بين تلك السنين التي مضت كلهما لم أرك يوماً منفعلاً هكذا .. ما بك ليام يبدو عليك القلق واضحاً؟ .. أنها في قبضتي الآن وسأتمكن من الحصول على دم بوّر المزروع بداخل جسدها .. واصل ضاحكاً بإزدراء " حينها سأخفي وجودك من هذا العالم للأبد .. لابد أن الأمر يزعجك ويشكل نقطة ضعف لك صحيح "

ضيقت عيني بأستياء , هناك أشياء لم تتفسر لي , وعلى الأغلب أن كاي وليام هما من يحملان أجوبتها , وقلت بتسائل " وهل كاي يريد الحصول على تلك القوة أيضاً؟ "
رد بشحوب " هذا هو حال البقية آنستي , العديد من مصاصيّ الدماء الآن في تقلص , لو علموا بوجود طاقة مثل هذه بداخلك , سيطمعون للحصول عليها بالتأكيد .. أتسعت عيني لمصارعها بصدمة ولم ألبث حتى صرحت بأهتمام كبير " تعني أنهم سيسعون لقتلي "
رمقني قليلاً وكأنه يجيبيني بنعم فثارت مشاعري ونهضت من المفرش وأنا أصرح بصدمة " مستحيل! .. واصلت بانفعال " ما الذي فعلته أنا لأتعرض لكل هذا , ما الذي فعلته لأقتل ! لم أعد أستطيع التحمل , أود العودة "
نهض خلفي بسرعه ووضع يديه على كتفي وهو يخفض نظرة لطولي " اهدئي آنسه إندريلا "
أزحت كفيه بقوة وأنفعال وصحت " أتركني ! .. أنا لست إندريلا حتى ! أخرجني من هنا , أود العودة لمنزلي حالاً "
" أهدئي أرجوك "
فصحت وأنا أرمقه بحنق " اقول لكِ أتركني , لا أريد أن أقتل هنا , أود العودة "
" آنستي ... "

بينما نحن مشغولان بالتجادل , فتح الباب بغته ودخل من خلفه ليام ليوجه بصره ناحيتنا .. لم يلبث سوى ثوانٍ وقاطع تلك الأجواء بلكنته الهادئة " الى إين؟ "
فرفعت نظري مع ذلك الأخير لأجد يقف أمام الباب بملامح حازمة وواصل " الى إين تودين الذهاب؟ .. صمت قليلاً وأردف " للشرطة ! "

عم الهدوء المكان بالكامل فواصل بعد صمت قصير " هل نسيتِ الطفل؟ الذي أزهقتِ روحه بباحة المشفى " .. صمت قليلاً وواصل " أنتِ لا تعلمين ما الذي حدث , لقد وجدت الشرطة بقع دم ذلك الطفل على ملابس المشفى التي كنت ترتدينها عندما بلغ عليك أحد الأشخاص لما وجدك مغشاه في الطريق وبقع الدم تبلل قميصك وبعد أن أعتبرتك الشرطة متهمة رئيسية بحادثة مقتل ذلك الطفل أرسلوك مجدداً للمشفى ... وسعت عيني لمصارعها بصدمة " .. وهروبك من غرفة المشفى على الأغلب جعلهم يضنون أنكِ القاتلة , هم يبحثون عنك الآن بالتاكيد , ولابد أنهم أكتشفوا ما حدث لعائلتك وتضن أنك من قمتِ بقتلهم حتى .. صمت لحظه ركدت ملامحي أنا ثم قال " أتركها جيهان "

أبتعد جيهان عني وهو يرتسم ملامح التفاجئ قليلاً فتقدم ليام نحوي وأردف " بعد سماعك لما حدث , ما زلت تودين العودة؟ ماذا ستقولين للشرطة حتى تبرئي نفسك من دم ذلك الطفل؟ , إندريلا .. صمت قليلاً وصرح " جولي .. ففتحت عيني بأهتمام لحظه واصل " عائلتك ليست بأنتظارك , الوحيد الذي سيكون بأنتظارك هي الشرطة "
أردف جيهان بلكنة تخفي غضب " السيد ليام أنقذك! كوني شاكرة "
عاد ليام يرتسم ملامح الهدوء واللا مبالاه وأردف " يبدو أنك فهمت الأمر أخيراً "
رمقته بصمت فترك مكانه وأستدار ثانية ليغادر فوجه جيهان جسده له يقول " سيدي "
وجه وجهه له وأردف " جيهان سأترك أمرها لك "
" أمرك "



غادر ليام الغرفة تحت نظراتي الميته وأنا لا أكاد أصدق ما سمعته .. كيف يمكن للوضع أن يكون أسوء من هذا .
لقد أنتهت حياتي السابقة .. وقطع جميع ما يصلني بها !

ترك جيهان مكانه للخزانة وسحب بابها جانباً فبرز له بداخلها فستان طويل أخضر فاتح تملؤه الزرخشات المختلفة ذات اللون الأبيض ويتداخل به الأخضر الشبه داكن , ألتقطه بيده وأستدار نحوي قائلاً " هيا , بدلي لهذا الثوب "
رفعت نظري له وألقيت نظره عليه بصمت ثم أعرضت عنه فأردف " آنسه أندريلاً , ملابسك ممتلئه بالدماء والقذارة .. لا يمكن أن تضلي بهذه الحالة "

وجهت نظري لثياب المشفى تلك , كان بياضها قد تدنس تماما بمنظر الدم , هذا الدم .. أمسكت أطراف الثوب الملوثه بالدم بشحوب , هذا الدم .. تذكرت لحظات جلوسي بقرب إيميلي ومعانقتي لها والدماء تشكل بركه تحتها , فضيقت عيني بهستريه .. إيميلي!
ترك مكانه وأقترب مني فصحت كالمجنونه " هذه ليست قذارة!! "
رمقني لثوانٍ بهدوء ثم أبتسم بشكل مفاجئ وأردف بهدوء ولكنه فيها سخرية " هل تنوين تفجير غضبك الآن على الثياب؟ "
رمقته بذات نظراتي المنفعله قليلاً قبل أن أهدأ مجدداً وقلت بصوت حاد " إذاً؟ .. ألن تخرج؟ "
توردت وجنتاه بشكل طفيف للغاية وترك الفستان على المفرش وسحب نفسه للخارج , ما إن أغلق الباب حتى تهاويت على الأرض وأنا أضم ثوبي لصدري وأدفن وجهي به .



داخل ذلك الممر الطويل العريض الخالي , كنت أسير بخطوات هادئة وعيني تجوب المكان أو بالأحرى اللوحات المرقمة الموضوعة بجانب كل غرفة وأنا أتمتم بصوت هامس " الغرفة رقم ( 34 )! .. الغرفة رقم ( 34 )! " منذ مغادرتي ليلة البارحه وأنا لا أستطيع التوقف بأمر تلك الشابة ومرضها , وما أثار قلقي أكثر هو أن الدكتور جعلني أنصرف رغم أنه لم يكن وقت الزيارة قد أنتهى .. أتسائل أن كان قد أصابها شيء جديد مجدداً أم أن هناك أعراض جديدة ظهرت للمرض .. أرجوا أنها بخير حقاً .
تناسيت أمر قلقي لوهله أفكر في ما أفعله , هل فكرة قدومي بأستمرار هكذا جيدة ؟ أنا أضن أن ذلك سيعطي أنطباعاً سلبياً فقد تضن أني أشفق عليها ويحق لها أن تفكر بهذه الطريقة فأنا لا أعرفها .. قطعت أفكاري برؤية أحد الممرضات اللاتي شاهدتهن من قبل عندها فصحت بلكنه هادئة " المعذرة "
توقفت بمنتصف سيرها ووجهت نظرها المتعجب لي فرحت أسير نحوها وأنا أقول " تعرفين المريضة جولي صحيح؟ "
عقدت حاجبيها بتساؤل " جولي؟ "
آهه يالل حمقي , وكأنها الوحيدة الموجودة بالمشفى قلت بتوتر " ءء لا أعرف أسمها الأخير , لكنني أضن أن رقم غرفتها هو ( 34 ) "
شحب وجهها بشكل واضح فجأة " تعني تلك اليتيمة! "
عجبت من ملامحها وأهتممت لكلامها " يتيمة ! .. أهي يتيمة الأبوين؟ "
عجبت من سؤالي وأستفساري " أولست تعرفها؟ "
نفيت ذلك " لا , ليس تماماً "
أشارت بكفها للخلف وهي تستدير بنصف جسدها " تعال معي لو سمحت "
عبرت خلفها وأنا لا أزال أفكر بكلامها , يتيمة؟! إذاً من كان أولائك الذين أتو المرة السابقة لزيارتها معي .

عبرت خلفها خطوة خلف أخرى لأفاجئ برؤيتها تقف آخر خطواتها أمام غرفة الطبيب المسؤول عنها فقلت بتسائل " لماذا أتيت بي لهنا؟ "
وجهت نظرها لي واردفت " تفظل من فضلك وستعرف الأمر "
خفق قلبي , شعرت بشعور سيء .. هل أصابها مكروه ؟ تقدمت بخطوة مرتجفه لحظة أردفت هي بكل هدوء " أخبره أنك أتيت تبحث عن المريضة التي كانت تستعمل الغرفة ( 34 ) .
كانت تستعمل ؟ .. أوليست تستعملها الآن ! ما القصة؟ ما الذي حدث؟ وضعت يدي على مقبض الباب ودخلت بأضطراب .
فتح لي الباب وبرز لي الدكتور من خلفه جالس على مكتبة الموضوع بمنتصف الغرفة ويقلب بأوراق ما وهو يرتدي نظراته الشفافة الطبية , طرقت الباب وقلت " أيها الطبيب "
رفع نظره لي ثم عدل نظراته وأقام ظهره على الكرسي وهو يقول " تفضل "

دخلت وأغلقت الباب خلفي ثم وجهت نظري له وقلت " أتيتك لأسأل بشأن المريضة التي تستعمل الغرفة ( 34 ) "
فوسع عينه قليلاً جداً بأهتمام وأردفت " تفظل بالجلوس "
تقدمت ناحيته وجلست بأحد الكرسيين اللذان يتقدمان مكتبه وأنا أهيئ نفسي لسماع الأمر .
وقبل أن يبدأ الحديث أردف " آه تذكرتك , أولست الشخص الذي أسعفها لهنا " فوجئت للوهله الأولى ثم قلت " أجل "
سألني بأهتمام " أخبرني إين وجدتها أنت؟ "
فأجبته " لقد وجدتها في الطريق بالمصادفة , كانت تعاني من أخنتاق شديد وقمت بأسعافها وجلبها لهنا "
تعجب فقال متسائلاً " أسعافها؟! هل أنت طبيب أو شيء كهذا؟ "
أبتسمت أبتسامه هادئة " كلا , والدي هو الطبيب وكنت أستعير سيارته وهو يحتفظ ببعض الأدوات الطبية في سيارته وكان بينها جهاز التنفس , ومن حسن الحظ أني كنت أعرف طريقة أستعماله "
أبتسم " هكذا إذاً .. أخفض نظره قليلاً وكأنه سرح قليلاً فقلت بتعجب " أيها الطبيب "
عاد يبتسم بتصنع وأردف " أسمع أيها الشاب , أود منك التوقف عن القدوم لهنا "
تعجبت من قوله فعلاً وقلت بصوت منفعل قليلاً جداً " لما؟ .. واصلت " هل حدث شيء للفتاة؟ "
رد بهدوء " لا , أنها بخير .. لكن ءء لقد نقلت لمشفى آخر لتكون تحت أيدي الأطبة الأمهر بالعالم "
هنا أطمئن قلبي لحظه واصل " لهذا أرجوا منك عدم زيارة هذا المكان ثانيةً يا .. "
" دانييل "
واصل " دانييل , فسؤالك عن تلك الفتاة قد يسبب لك بعض المشاكل "
عقدت حاجبيّ " ماذا تعني؟ "
واصل بذات لكنته " ءء أعني أنه قد يضن البعض أنك كنت تعرفها , وقد يضنون أنها قد نقلت العدوى إليك مثلاً فمرضها ليس معروف حتى الآن "
أومأت رأسي بتفهم لحظة واصل " لذا من الأفظل لكِ أن لا تورط نفسك بالسؤال عنها , حسناً؟ "
رمقته وأومأت رأسي بالموافقة , ثوانٍ ثم نهضت ثانية أقول " أشكرك , سأنصرف الآن "

" الى اللقاء .. رمقه وهو ينسحب من الغرفة بخفوت وأردف بخلدة " هذا أفضل من أن أزجه مع الشرطة وتحقيقاتها فهو بريئ ولا شأن له بالقصة "




وضعت يدي خلف عنقي وأستخرجت كامل شعري الطويل من أسفل الفستان الذي أرتديته للتو والشرود بادي على وجهي , لقد حدث الكثير في هذا اليومين لدرجه أني لا أملك القدرة على أستوعاب ما يحدث , أمسكت بنهاية خصلات شعري , هل حقاً سأظل هكذا طوال حياتي القادمة .. مصاصة دماء , عبرت بخطى هادئة بقدماي العاريتين نحو النافذة وفتحتها لأرمق المكان من الخارج بهدوء , داعبت الرياح خصلات شعري قليلاً .. كنت أشعر بالراحه على ذلك قبل أن أشعر بصدري يقبض بقوة فجأة فتهاويت على الأرض بقوة وأنا أضع يدي عليه بخفه وأطبق عينيّ بقوة ألم رهيب , مـ .. مجدداً ! فتحت عيني قليلاً جداً , مـ .. مؤلم !
هنا أشتعل لهيب أحمر بها مجدداً وداعب أنفي رائحه دم لذيذة فتركت مكاني بصعوبة وصعدت على تلك النافذة المستطيلة واقفة على طرفها ثم هبطت منها للأسفل ورحت أسير بأتجاه ذلك الدم

 

STOP , أرجو لكم قراءة ممتعة

~~ الأسئلة ~~
 
كيف ستقضي جولي بقية حياتها مع ليام ؟!
هل ما حكاة جيهان لها عن كونها ستغير قدر السلالة صحيح أم لا ؟!
ماذا عن القصة التي يخفيها كاي وليام , أتراها ستكتشفها ؟!
هل سيعود كاي ليحاول قتلها ؟!



__________________
خَلفَ أكْبادِ آلّسنِين وَآلشُهُور لِقَآء مَحّتُوم .. وَقَدَرٌ صعْب .
حُبٌ تَرَآقصت نَغَماتُهُ تحْت بُقع آلدَمّ , وحِقدٌ غَلَفتُهُ مَشَآعرُ رَقِيقَة .
رَأيُكُم يٌهِمٌنِي

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-18-2017 الساعة 02:33 PM
رد مع اقتباس