[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_09_16147492622651611.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
الفصل العاشر : ليث أم كارلوس ؟!
ظل ليث يراقب كارلـا عن كثب واهتمام لعله يكتشف سراً آخر من
أسراره ولكن دون فائدة تذكر .
وفي يومٍ ما قرر كارلـا السطو على ممتلكات عصابةٍ أخرى وقاد
معه ما يقارب السبعة من رجاله بما فيهم ليث كذراعهِ اليمين ،
وأمر بأن يتلثّم الجميع حتى لا يتعرّف أحداً عليهم .. وبينما كان
ليث منشغلاً بتحركات عصابته لاحظ أن وجه كارلا وهو مُلثم بتلك
العينان السوداوان كفيلٌ بإخضاع أياً كان تحت سيطرته دون مقاومه
لما فيها من شرارة غضبٍ و قسوة ، وكما هو متوقع نجح
كارلـا في هدفـه وبسبب سعادته طلب من الجميع أن يفعلوا
ما شـاء لهم لبقية اليوم لأن في الغد مهمةٍ أخرى .
كــان الجميع سعداء عدا ليث حتى أنـه لم يفهم سبب انزعاجه فقرر
الخلو بنفسـه في مكان ما والنوم ، حيث لأول مرةٍ نام بمكان آخر
غير ما أعتاده لأنه بمنطقةٍ أخرى بعيدة عن مكان بُحيرته .
في منتصف الليل عاد ذلك الحُلم المزعج يـطارده مجدداً كشبح ..
وأمر تلك العصابة برؤية غير واضحه.. ومن ثم ذلك الرجل على
مقدمتهم الذي لم ير سوى عيناه وكأنما بان له أنه يتقدم نحوه
بخطوات مُسرعة وبيده مسدس ، ففزع من نومه والعرق يتصبب من
على جبينه بسبب حرارة الطقس والخوف معاً .. تناول كأس ماء
كعادته ثم حاول العودة للنوم عدة مراتٍ دون فائدة .. فظل مُتيقظاً
حتى صباح اليوم التالي سارحاً بفكْرهِ كأنه بعالم آخر معزولٍ
عن الواقـع .. حتى استيقظ بقية الأفراد و تذكروا حديث كارلا
البارحة وتعليماته وأن عليهم الاستعداد باكراً .. فذهب أحدهم
لإيقاظ ليث فإذا به يٌفاجأ باستعداده مُسبقاً فسأله عن معلومات
المهمة الجديدة ، وتجاهل ليث سؤاله وكأنه بعالم الآخر ،
فتركه الرجل على أمل أن يلقى توبيخاً من سيده ..وعندما جاء كارلا
ووقف أمامه .. لم يبدوا عليه علاماتٍ داله باكتراثه لشيء ،
عندها استفسر كارلا عن الأمر :
"كارلوس ماذا أصابك اليوم ؟ تكاد شخصاً آخر لا أعرفه"
لم يفعل ليث سوى حملقته المطولة بوجه كارلا بملامح
خاليه من المشاعر فاردف :
"حسناً يبدوا لي بأن هنالك ما يزعجك بشده ! لا بأس إذن سنتدبر
أمرنا وحدنا بشأن هذه المهمة دونك و.. "
قاطعه ليث ببرود فجأة قائلا :
" كلا ، سأذهبٌ معكم"
"عجبـاً ألـم تكن للتو ترفض التحدث؟، كما تشــاء "
أثناء المهمة لم يكن ليث منشغلـاً بها كعادته وكبقية الأفراد
بل كان اهتمامه مُوجّه على مكان واحد حيث كارلـا وبعد أن كاد
ييأس من مراقبته .. لأول مرة شاهده ينزع تلك الربطـة في يده
اليُسرى بسبب تقليه لإصابةٍ في تلك المنطقة فشاهد ما كان
يخفيه ، وشم على شكل حبــار ! وبعد أن انتهى من تعقيم
وتضميد الجرح عاد بلف الربطة مجدداً إلى وضعها الطبيعي
مُغطياً ذلك الوشم .. ذلك الوشم المميز..
فغالباً ما يتخذ رجال العصابات شكل العقارب أو العناكب
وليس حباراً .. أي أن هنالك سراً وراء اختياره وللأسف
ذلك السر بات ليث يعلمهُ الآن .. تمنى لو أنه لم يعرفه ! .
فخرج لاستنشاق بعض الهواء دون إخبار كــارلا برحيله ولمحه
أحد أفراد العصابة فأطلع سيده بالأمر .. عندها قرر كارلا التمتع
قليلاً بالذهاب في نزهه بتتبعه بما أن تصرفاته باتت غريبه
وكأن هنالك سراً يخفيه وما أكد شكوكه سير ليث على غير
هُدى يتخبط يميناً وشمالاً وكأنه تائه بمتاهة أبديـه .. أخيراً شاهد
امرأةٍ ما أوقفته بيديـها ثم تجاهل ليث لها ومع ذلك لاتزال
مُستمرةٍ بالركض خلفـه وعندما لم تستطيع اللحاق به أكثر
صاحت بصوتٍ عالٍ متألمٍ باسمه .. والمفاجأة كانت
بأن خرج الاسم بليث وليس بكارلوس ..عندها تعجب كارلا
وشعر بالإثارة تغمرهُ وتزداد أكثر فأكثر لديه على وشك التهامه ،
من هو ليث ؟
و لماذا يدعي بكونه كارلوس ؟
و ما صلته بتلك المرأة بالتحديد؟ ..
وكأنما وصل كارلا لنقطة حاسمه وطريق مسدود وعليه انهاء
تلك النقطة في الوقت المناسب وشق طريقاً آخر .
[/align][/cell][/tabletext][/align]