لا حق لضعيف ولا واجب على قوي جنود اختبؤوا خلف الدروع. ليرتعشوا بخوف من رجل يحمل حجر وهم يرددون صلواتهم لإله لم يعبدوه من قبل .... لتقام بعدها مراسم الفرح على جثة رجل تكتل بها الرصاص. مراسم فرحٍ عبرت عن خوفهم من رجال عزل ومن حجارة متفرقة ومن ابتسامة رجل مقتول
اربعة رجال سقطوا مدرجين بدمائهم ذات الطابع الملكي ... دماءٌ ورثوها من ملوك عاشوا كحاكم العالم مئات السنين وذاقوا مرارة الخسارة للحظة وهو يقضون نحبهم ليحيا بعدها شعبٌ مئات السنين حياةً تكبلت بالخسارة يعيشون حياتهم وهم يسعون للموت ليعيشوا النصر ولو للحظة .
اربعة رجال تساقطوا ليعلن خسارة ربع المقاومين ولكنها ليست بخسارة بالنسبة لهم بل انها لحظة النصر التي افنوا اعمارهم يكدحون بالصخر لاجلها. ليقف بعدها رجل في وسط ساحة المعركة يحمل هالة القيادة على كتفيه بعدما ربت على رأس صديق دربه الذي قضا بضعة دقائق يبكي على كتفه فقد حانت لحظة النصر بالنسبة له.
تقدم قليلا من موقعه السابق ليجذب اكبر عدد من الاعداء إليه ليفتح طريق الهروب ... فحسب نظره هو من طلب من الذين قتلوا ان يتبعوه وهو ايضا من وعد بالنصر للذين على بعد خطوة او اقل من الموت.وعدهم بنصر عظيم ولكنهم يقفون ليرون خسارة محققة. ليس الامر انهم لم يتوقعوا امراً كهاذا ولكنهم امنوا بكلمات قائدهم صديقهم اخيهم ولو للحظة.
خرج من مكانه وقد تحزمت كتل من الحجارة على خصره رفع يده ليعطي الاشارة بالانسحاب بينما هو يتقدم وهو يرمي الحجارة هنا وهنالك وهو يرسم ابتسامة منتصر على وجهه ... ابتسامة ابكت افرحت اخافت وبعثت شعور النصر و الرعب لكل من رأها. لحظة وسقط احد الحجارة على رأس عدو ليبعث شعور النصر لقائد انتحاري شعور تفاقم عندما رأى العدو المصاب يسقط على الارض ليسحب السكين وهو يرى نفسه قريبا من عدو اخر ولكنه توقف مكانه مجبرا بعدما تخللت عشرات الرصاصات جسده ليترائى امامه شبح اسود اللون ذي منجل عريض ليخطو خطوة اخيرة جرحت يد عدوه خطوةٌ زرعت شعور النصر مجددا ولو بالقوة بعدما ترائى امامه عدوه الساقط واقفا مرة اخرى وكأن الحجر الذي ضربه تربيتة ولد صغير على رأسه. لحظة وخرجت دمعة اكتست الاحمر ثوبا لها وابتسامة عذبة بيضاء من شدة احمرارها شقت طريقها على وجنتيه وهو يقول شكرا لانتظارك للشبح الشامخ امامه. ليرتسم مشهد سقوط اصدقائه بالرصاص كآخر مشهد اغلقت عليه عيناه الدامعتان. لتنتهي رسمة لوحة بستة عشر قتيلا مبتسمين وسبعون حيا خرجوا بفوز مذلول. فهم فازوا ولم ينتصروا عاشوا ولم يحيوا احتفلوا على انتصارهم وهم مجرد فائزين. لوحت عبرت عن ستة عشر مناضلا لهدف سامي وسبعون رجلا يقاتلون ليخفوا اللا شيء و اللا تاريخ الذي خلفهم. لوحت وقعت بأن الاهم من تحقيق الهدف هو ايجاده. شكرا لكم على قرائتكم كتابتي المتواضعة واتمنى انها اعجبتكم. وتذكروا النقد فهو سرداب التطوري .. فبنقدكم ساتمكن من وعدكم بانكم سوف ترون شيئا اعظم من ما قرأتم سابقا ... شيئ يليق بمستواكم ويستوفي اهوائكم ويشبع رغباتكم. |
|