أبي رايك بهالمقاطع لاني أحس بخلل فيه
واسفة عالازعاج
إستدارت لتلبي طلبه و أثناء سكبها البيرة بالكأس و لمعانه كالمرآة
كانت تسمع وقع أقدام أشخاص لم تكن بحاجة لتراهم لكي تعرفهم فقد حفظت الجلجلة الصادرة منهم كالعادة و توقيتهم الدائم
و بعد أن انتهت من تجهيز طلب الجالس بالطاولة التي بجانب النافذة وبيده دفتر صغير يدون فيه شيئا ما سلكت طريقها إليه و وضعت طبقه وكأسه أمامه وهي ترجع غِرتها وراء أُذنها قائلة
"هاهو طلبك سيدي"
لم ينظر لها بل بقي يكمل كتابته وهو ينظر لما يكتبه مجيبا
"حسنا شكرا لك"
أكملت شَقّ طَريقها للطّاولة الأخرى التي تضُم ثلاثة مَقَاعِد على اليسار نظرت لِلجَالسين عليها ِبهدوء وعلى شَفَتَيها ابتسامة تحاول إخفائها فتحت ثغرها لِتخرج جُملتها المعتادة
"ما هو طلبكم يا سادة"
رد الجالس ذو الشعر المُحمر والعينين المُخضَرّة على اليسار بِسخرية
" انا أريد بيرة "
نظرت لمتوسطهم ذو الشعر البندقي وابتسامتها أبت التّوارِ عن المسرح
رفعت حاجبها بإنتظار إجابتِه وهو بدورِه إنتَبَهَ لها أجابها وهو يشيح بِعينيه الزرقاء بعيدا
" شاي "
أكمل مُردِفاً "لا تُكثري من السّكر"
رد عليها الأخير بينما يرفع شعره اللّيلكي بتملل
" أريد فقط ماء بارد "
إلتفتت لِتقديم طلبهم وهي ترى المُلقب بالجاموس يخرج لِلمنزل
أطلقت سراح زفرتها المُحتَبَسَة من بين سِجنِها الرّماني
وكأن همّا جديدا قد حَطّ على صَدرِها
إنتَهَت بتعجل من طلب الثلاثي
و أكملت سيرها حامله كؤوسهم المنشودة
أخرجت كلماتها بخفوت " هاهو طلبكم يا سادة "
لم تقرع أّذنها سوى إجابة بندقي الشعر بـ
"شكرا لك"
و الإثنان تناولا كأسيهما بدون أي كلمة موجهة لها