- no escape -
توّقفتُ عن حث الاحلامِ منذ زمن، تخليت عنها باجمعها.
قررتُ الاكتفاء بلا ندم، سأخطو بلا شيءٍ أريده من دنياي هذه !
بكل حزم، بكل عزم؛ سأمشي وأسير وخلفي أجنحةُ الحرية ترفرف.
تخلصتُ منها، والباقي على خطى الزوَال ، سأطير قريباً.
إلى السماء البرتقالية، الشمسِ الصفراء المريدةِ أن تغيب..
أحس بغرابة، ألستُ انا تلك الجبانه؟ كلمَا اقترب مني خافقُ الموت أرتعد.
وإن أصبح لي شيئاً ليسَ بغريبٍ بعد الآن، أليس هذا غريبا ؟
اظن ، كلّا ، فما أُريد من عالمٍ تتكسر فيه كل احلامي.
ولا تستطيع أجنحتي فيهِ أن تطير ، أن تبدأ بالرفرفة حتى السماء !
لستُ أعلم حقا ما انا فاعلة، لستُ بشيءٍ عالمة.
سوى أني منذ وُلدت لست منتمية .
لَم اعتبر نفسي كيومٍ طفلة، كنت كائنا غريباً زُجّ به إلى هذا العالم.
منذ خطواتي الاولى وانا أترنح بين الجدران، تنتصب اماميَ أسوار.
أسوار تختبئُ خلفها معرفة، فقط.. فقط.. إن ولجتَ عبرها فقط.
أريد منها ان تتحطم، طرقتها، حاولتُ خدشها، كسرها.
لكنها لم تتزحزح ، وكلما حاولتُ فردَ أجنحتي كُنت أسقط..
ماذا أفعل؟ سأنتظر، فقط سأنتظر وأصبر إلى آخر رمق، سأصبر وأرى.
فليس لي سوى الصبرِ على هذا !
فحتى أحلاميَ التي كُنت أرتكز عليها لأعيش قد سقطت،
لكن مَع سقوطها نهضتُ أنا.
أصبح ليَ عصرٌ جديد، عيشٌ أكيد.
إن لم يكُن لي احلامٌ فلي إله، بيده مقاديرُ جميع هذه الارض والسماوات.
لذلك سأعيش، لعبادتِه حتى آخر رمق.
حتى تحين النهاية، النهاية التي لم ترعب في هذا العصرِ شخصا كما أنا.
سأنتظرها بخطىً واثقة، بانتظار هذا العالمِ المنتشر فيهِ الفسادِ لكي يمُوت.
سيموت، وأموت، وأفرد اجنحتي بعيدا، سأحلق للمرة الاولى والاخيرة.
سأحلّق ~