حماس ايران ام ايران حماس... محاولة للبحث في لب الارتباط ومساماته
العلاقة بين حماس وإيران.. تحالف أم تبعية؟
خلف خلف من رام الله من يقف لجانبنا فهو آخ لنا الدكتور خليل أبو ليلة عضو القيادة السياسية لحركة حماس ومسوؤل العلاقات الدولية فيها، يؤكد أن حركته قرارها مستقل، واستراتيجيها ثابتة وفق ميثاقها. ويقول ل"إيلاف": "نحن نعمل بكل جهد لإعادة القضية الفلسطينية لبعدها الإسلامي والعربي، وبالتالي لا نجد أي بأس في تمتين علاقاتنا بكل الدول العربية والإسلامية سواء كانت إيران أم غيرها من الدول". وأضاف: "لكن للأسف هناك جزء من الشعب الفلسطيني ارتبط بالأجندة الأمريكية الصهيونية، وهذا بحق أمر مخجل". كما أن د.أبو ليلة، لا ينفي أن لحركته توافق في الرؤى مع منظمة حزب الله اللبنانية، ويقول: "هم مثلنا حريصون على تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من الاحتلال، وبالتالي فنحن نتفق معهم، وكل من يقف لجانبنا، فهو آخ لنا". أضرار الارتباط الخارجي في موجة الاتهامات العاصفة بين حركتي حماس وفتح، لا يتوانى العديد من قادة الأخيرة عن اتهام حماس بتنفيذ أجندة خارجية، وهو ما يلحق الضرر بالشعب الفلسطيني، كما يقول النائب عن حركة (فتح) وليد عساف: "القضية الفلسطينية هي قضية لكل العرب والمسلمين، ولا يجب أن تتبع لأجندات خارجية". ويشير عساف إلى أن الانسجام في الرؤى بين إيران وحركة حماس ليس خافياً على أحد: "رجال حماس يتدربون في طهران، والتنسيق بين الطرفين في الرؤى والمواقف ليس بقضية سرية، وهي مسألة غير قابلة للنقاش". لن نكون بجيب أحد حماس من جانبها، تؤكد أن قرارها مستقل، وهو ما يشدد عليه الناطق الرسمي باسمها فوزي برهوم، قائلاً: "عند إلقاء نظرة للوراء، نجد أنهم قالوا فيما مضى إن حركة حماس مرتبطة بالأجندة السورية، ثم أعلنوا أنها تتبع لدولة قطر، ومرة أخرى قالوا إن حماس مرتبطة بالرؤية السعودية". وتابع: "ومن هنا يمكننا القول إن البعض يكيل التهم لكل دولة ترفض الارتباط في الكيان الصهيوني، ويرحبون في الوقت ذاته، بالأجندة الأميركية الصهيونية". ويضيف: "نحن نرحب بأي دعوة أو دعم عربي أو إسلامي، ولكننا نؤكد أننا لن نكون بجيب أحد". لكن ماذا عن الدعم المالي؟ وفي رده على سؤال، فيما إذا كانت حركته تتلقى دعماً مالياً من إيران، قال برهوم: "كل هذه الاتهامات تصب في ذات السياق، ونحن نؤكد أننا لسنا تابعين لأحد، ولكننا في الوقت نفسه، نرحب بأي دعم والذي هو بالطبع لتعزيز صمود شعبنا". وبخصوص العلاقات بين حركة (حماس) ومنظمة حزب الله، قال: "علاقتنا مع الجميع طيبة، وليس لدينا أي عداء سوى مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن واجبنا أن نصوت ونؤيد كل من يرفض المشاريع الأميركية الصهيونية في المنطقة". العيب والخطر.. أما تيسير نصر الله القيادي في حركة (فتح) وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، فيعتبر أن العلاقة المتينة بين حماس وإيران واضحة، ويقول: "لا أعتقد أنّ علاقة حماس بإيران تحتاج لإثبات، فهي حقيقة، وحماس لا تنكر ذلك، ومن وجهة نظري ليس عيباً إقامة علاقات مع إيران أو غيرها من الدول العربية والإسلامية، أو أي دولة تدعم حقنا الفلسطيني". ويستدرك نصر الله: "ولكن العيب والخطر أن تقوم هذه الدول بمصادرة استقلالية قرارنا الوطني، ووضعنا في دائرة تحالفاتها الإقليمية والدولية، مما ينجم عن ذلك الدخول في تناقضات نحن كفلسطينيين بغنى عنها". المهم المحافظة على التوازن ويضيف تيسير نصر الله: "نحن بحاجة لكل موقف يساند قضيتنا ويدعم شعبنا بالحرية والاستقلال دون أن يكون ثمن ذلك الارتماء بهذا الحضن أو ذاك". ومضى قائلا: "فتاريخياً كانت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح على علاقة وثيقة مع إيران في نفس الوقت الذي كانت تقيم علاقات مع دول تعادي إيران، لذلك لا ضير من إقامة العلاقات، مع أهمية الحفاظ على التوازن، والابتعاد عن المحاور الدولية التي قد تضر بالقضية الفلسطينية". حجم أموال إيران لحماس وفي رده على سؤال، حول ما يقال عن دعم مالي إيراني يصل لحماس، يقول نصر الله: "أعتقد أنّ هذا السؤال يجب أن يوجّه لحماس وليس لي، رغم أنّ قضية دعم إيران لحماس مادياً هي الأخرى في متناول وسائل الإعلام وليست سراً، والسر قد يكون في حجم هذه الأموال". "وأكرر أن دعم الفلسطينيين من قبل أشقائهم العرب والمسلمين هي مسألة عادية، بل هي واجب وفرض، ولكن أن لا يكون هذا الدعم مشروطاً لتحقيق أهداف سياسية، كما يحلو لبعض الدول المانحة وضع شروط على الفلسطينيين لتقديم المنح لهم، وإذا ما وافقنا على ذلك فإننا سندخل في التحالفات الإقليمية التي نحن لسنا أهلاً لها قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من أرضنا المحتلة". كما يقول تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني. روح الفريق والأحزاب الدينية النائب عن حركة (فتح) نجاة أبو بكر تلكأت قليلاً قبل الإجابة، عن كيفية نظرتها للعلاقة بين حركة حماس وإيران، وقالت: "رغم أنني لا أحبذ الدخول في نفق كيل الاتهامات، إلا أنني أؤكد أن حركة حماس ارتضت لنفسها أن ترتبط بأجندات خارجية، وبالأخص الإيرانية، ومن المعروف أن روح الفرق تسيطر على التيارات والأحزاب الدينية، والتي تعمل دائماً على الاقتران بالخارج". "كما أنها دوماً تسعى لتوجيه بنادقها للداخل، وهو ما ينطبق على حركة حماس، بانقلابها على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، ولكننا نحن في حركة (فتح) نرفض مثل هذه التوجهات، لأن رؤيتنا قائمة على الشراكة وتقبل الآخر"، كما تقول أبو بكر.
: تثار الكثير من التساؤلات حول مدى العلاقة وطبيعتها بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والجمهورية الإيرانية. حيث يذهب بعض المراقبين والسياسيين لاعتبار الأولى ورقة ضغط في يد طهران. وفي المقابل، يرى آخرون أن حماس تحافظ على مسافة جيدة مع الجميع، وأجندتها ثابتة لا يحكمها منطق التابع والمتبوع. وحالة الجدل السابقة قائمة سنوات عديدة، وتغذيها التطورات على الدوام. فليست مثلاً زيارة أي من قادة حركة حماس الكبار، كخالد مشعل أو إسماعيل هنية لطهران، بحدث عابر يمكن تجاوزه بسهولة، بل هو تحرك ينتج موجة من القراءات والمواقف التي يتردد صداها طويلاً. ولما تشكله العلاقة من مادة خصبة للجدل على الساحة السياسية والشعبية الفلسطينية، حاولت "إيلاف" بدورها سبر غور العلاقات الحمساوية الإيرانية، ولهذا الغرض، استطلعت آراء بعض قادة حماس وفتح حول الموضوع.