10-05-2016, 08:11 PM
|
|
_كَانَتْ وَحِيدَة, هَادِئَة, كَأنَ لاَ شأنَ لَهَا بِكُلِ مَا يَفْعَلُهُ البَشَرْ,
طِفْلَة بَرِيئَة فِي عَالَمٍ غَادِرْ, لاَ تُخِيفُهَا الوُحُوش بِقَدْرِ مَا يُخِيفُهَا
البَشَرْ, لاَ تَنْتَظِرُ شَيْئً مِنْ آحَدْ, تَصْنَعُ سَعَادَتَهَا بِنَفْسِهَا, لاَ
تَحْمِلُ الحِقْدَ لِآحَدْ, لَهَا قَلْبُ ابْيَضْ مِنْ السُّحُبِ إخْتُزِلْ,
تَمْضِي فِي حَيَاتِهَا مُبْتَسِمَة, تَمْلَئُ كُلَ صَبَاحٍ دَلْوَهَا سَعَادَة,
تَسْقِي الزُّهُورَ وَ تَزْرَعُهَا, مُوقِنَة انَّ كُلَ زَهْرَة تَنْبُتْ هِيَ رُوحُ
شَخْصٍ انْهَى رِحْلَتَهُ فِي الحَيَاة, وَ وَجَدَ السَّكِينَة وَ الآمَانْ
تَحْتَ التُرَابْ, فَأنْبَتَ مِنْ تُرَابِهِ زَهْرَة لَعَلَهُ يُسْعِدُ رُوحاً حَيَّة,
كَانَتْ لَدَيْهَِا دَائِماً تِلْكَ الافْكَارُ الرُّوحَانِيَة, اوْ السَّمَاوِيَة
كَمَا وَصَفَهَا يَوْماً, كَأنَهَا مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاء, اوْ رُوحٌ مِنْ
عَالَمٍ آخَرْ, مِنْ عَالَمِ الاحْلاَمٍ مَثَلاً, كَانَتْ جَمِيلَة,
جَمِيلَةٌ جِداً, جَمِيلَةٌ بِرُوحِهَا لاَ بِشَكْلِهَا, بِقَلْبِهَا بِعَقْلِهَا,
كَانَتْ دَائِماً تُذَكِرُهُ بِالوَطَنْ, حَتَّى آمَنَ بِأنَهَا هِيَ الوَطَنْ. ~ |