[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_10_16147641367404841.jpg');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
((إذا لم أحصل على نعمتك ، سأجردك منها))
ركضت في الطرقات كالمجنونة و كأن حاصد ارواح يركض خلفها ، قلبها يكاد
ينخلع من صدرها و عرق يتصبب منها ، ركضت وركضت حتى ارتمت
في فراشها.
كان جسدها يرتجف كورقة الخريف في وجه العاصفة ، عصف بكيانها هاجس
لطالما هربت منه ، كطفل صغير اختبأت تحت غطائها و تهمس بصوت مرتجف
لذاتها المرتعبة : ليستا عيناي !! انهما ليستا عيناي !!...
اغلقت عينيها وخانتها دموعها لتسلك طريقها على خديها وردتين ، اجتاحت
عقلها ذلك الوسواس وتذكرت ما حدث معها منذ ساعات (( كانت مصدومة
تنظر لانعكاس وجهها في مرآة ولكن عينياها كانت كلون الشمس )) .
فتحت عينيها وخوف يعزف على اوتار قلبها ، قفزت من سريرها كالمجنونة واخذت
ترمي اغراضها على الارض حتى وجدت مبتغاها ، رفعت مرآة نظرت لعينيها كانتا
بلون الكرز ، انهارت أرضا وسكن قلبها و اطمأنت روحاها :- انه وهم !! لن
تخفيني !!
تلاشى الظلام و تسللت أشعة الشمس ذهبية لأرواح البشر لتنير دربهم ، عبق
مكان برائحة زكية ، خبز محمص و اومليت ساخن و كوب حليب طازج مع كوب
قهوة داكن ، ترتسم ملامح اشراقة النهار في وجهها باسم و روح الشمس تشتعل في
جسدها نشاطا لتوقظ الجميع كما توقظ أشعة الشمس الكون ، قرعت باب أحد
الغرف :- ساكورا !! استيقظي ستتأخرين على المدرسة!!
هجر النوم عينيها و لم تستطيع تذوق طعم راحة البال طوال الليل ، نظرت لوجهها
في مرآة كأنه أصبح هاجسها الوحيد ، كان ارهاق بادئ عليه ، بعد فترة نزل
للأسفل و النعاس واضح في عينيها ، قاطعتها والدتها بابتسامة مشرقة : الفطور
جاهز!!
تقدمت نحو طاولة وسحبت احد الكراسي ، صدمت عندما رأيت تلك الصورة
موضوعة على مقعد المقابل لفتاة تبدوا في ريعان الشباب ذات شعر أسود كليل و
عينان صفراوان كذهب على حافتها شريط اسود ، انزعجت وهي تصرخ :-لما هذه
الصورة هنا ؟ لقد تعبت من هذا !! ...ركضت مغادرة
ظهر ملامح الحزن على وجه والدتها : لتزال مصدومة حتى بعد سنتين !!
وضع رجل يده على كتفها : لا عليك !! ستتأقلم بمرور الوقت !!
ركضت و ركضت محاولتا الهرب من كل شيء ، وقفت تلتقط انفاسها : اكرهك !!
حتى بعدما اختفت لأزال أكرهك !! أكره عينيك ذهبيتان !! أكره ابتسامتك
الواسعة !! أكره صوتك الناعم !! أكره طيبتك !! أكره كل شيء بك !! انا ألعنك
!!....تنهدت ورفعت رأسها : لا يهمني لقد اختفت للأبد!!
انعكس وجهها في زجاج نافذة المحل وكان يشبه وجه تلك الفتاة في الصورة، ارتعبت
و سقطت مبتعدة : دعني و شأني !! لما عدت ؟
ابتسمت لها ابتسامة رقيقة و اختفت ، اقترب منها أحدهم ومد يده : هل انت بخير
ساكورا ؟
صفعت يده و وقفت : دعني و شأني !!...التفت مغادرة
اوقفها وهو يمسك يدها : لا يمكنني تركك !! لقد وعدت هيماواري ان أهتم بك !!
نظرت له وغضب يتطاير من عينيها : يكفي لا تذكر اسمها!! لقد رحلت ولن تعد
أبداً!! فنسى كل شيء !!..وركضت مبتعدة
رقرق دمع في عينيه : لا يمكنني ذلك !! ...رفع رأسه لسماء ليمنع سقوط دموعه :
أختك الصغيرة لا يمكنها نسيانك !!
جلست في مقعدها و تقدمت نحوها فتاة أنيقة : ساكورا !!...جلست و نظرت لها
بانزعاج :لما تركت السيرك بالأمس دون ان تخبرني ؟
تنهدت ووضعت رأسها على منضده : تمنيت لو لم أذهب !!
ظهرت ملامح الحزن على وجهها و وضعت يدها على رأسها: انا أسفة ساكورا !!
لقد نسيت لطالما تشاركت كل شيء مع اختك!!
تنهدت ساكورا :ابعدي يدك هيذر!! اريد بقاء لوحدي !!
في حصة كان الجميع منتبه على الدرس بينما ساكورا كانت شاردة الذهن، نادت
عليها المعلمة :ساكورا !!
وكزتها صديقتها و انتبهت للمعلمة ، علا وجهها ملامح الصدمة وهي ترى معلمة
تشبه أختها ، كانت معلمة تسألها بينما ساكورا في حالة انهيار وهي ترى اختها و
تقول لها :انا احبك أختي !!..
صرخت ساكورا : ارجوك دعني و شأني !!
استغربت معلمة : ما بك ساكورا ؟...تقدمت نحوها
ارتعشت رجلها و قلبها يدق بسرعة و عرق يتصبب من جبينها ، اصفر وجهها:
هيماواري !! ارجوك لا تقتربي !!...وركضت هاربة من الفصل
كان جميع يبحث عن ساكورا ، وفي سطح المدرسة كانت جالسة تبكي : سامحني
!! سامحني !! لطالما حسدتك على جمالك ، على ذكائك ، على طيبتك و
معاملتك للأخرين !!كان جميع يقارنني بك أمي ، أبي والجميع !! .....اجتاحت
هذه كلمات من ماضي عقلها: انظر لدرجات اختك كوني مثلها !! لما لا تصبحين
لطيفة كأختك !! انت فتاة فاشلة انظر لأختك إنها افضل في دراستها !! انا أفتخر
بك يا ابنتي عزيزة ، ساكورا تعلمي من اختك!!..
ضربت رأسها في الحائط : يكفي !! لقد دمرت حياتي !!....تذكرت ذلك فتى :
حتى هيرو !! احببته قبلها ، كان الوحيد الذي يطلب مني ان اكون كما انا و لكنه
أيضا فضلها هي علي انا !! انا العنك !!
في ظلمة نفسها مضطربة الحاسد ة، انطلق صوت ضحكت عابثة ولمعت عينان
حمراوان مخيفتان لظلها ، ظهر طيف اختها امامها ، نظرت ساكورا نظرة حاقدة : لما
لا تختفين !! لطالما تمنيت ان تفقدي كل شيء !! حاولت بكل طرق ان اجعلك
تفشلين ولكنك دائما تفوزين !! انت تستحقين الموت !!
نزلت دمعة من عين اختها و اختفت!!
في المساء كانت عائدة للبيت وقف أمامها شخص مقنع ذو شعر احمر ، تفاجأت
و ابتعدت ، اقترب منها من الخلف و همس : هل تردين ان تتخلصي من شر
الذي يلحقك ؟
صدمت والتفت نحوه : كيف عرفت ذلك ؟
اشار نحو حديقة القمر الضاحك :هناك شخص سينتزع ذلك الشر !! أيتها العين
الدامية !!
شعرت بخوف من كلماته مبهمة وشكله مريب ولكنها مرهقة من طيف أختها تريد تخلص منه بأي طريقة ، رفعت رأسها نحوه : انا موافقة !!... لم تجده
امامها تقدمت نحو الحديقة بخطوات مترددة.
يرقص في السماء تحت القمر بوجه المخيف ، على انغام تهويدته وفي ظلام ارتفعت
صوت انفاس متقطعة بينما يخلط تلك الاوراق برشاقة و سرعة ويقفز من مكان
لأخر ،تلك روح تركض محاولتاً هروب من الموت، وقف برجل واحدة على ساعة
كبيرة ، سقطت أمامه على ركبتيها من تعب وهي تقول بصوت متقطع : ساعدوني
!!....ليساعدني أحد !!
سحب أحدى تلك الأوراق ، وابتسمت بسمة خبيثة :-الجزاء من جنس العمل!!
رفعت رأسها لذلك صوت المخيف ، لينعكس قمر في عينيها ورديتان وصوت عقارب ساعة ينقر الصمت ، من خلفها رفع ظل اسود سيفين و غرزهما في
عينيها.
نظر لها نظرة بائسة و رمى أحدى الأوراق ، تأرجح بندول الساعة وارتفعت صوت
ضحكات عالية ساخرة من تلك الدماء دافئة !!
لامست اشعة الشمس سطح الإسمنت البارد ، لتبرز بشاعة المختبئة خلف لحاف الليل ،عج المكان بسيارات الشرطة وامام ساعة بندول القمر الضاحك تقدم ري
نحو مسرح الجريمة و ملامح انزعاج على وجهه ، اشعل سيجارته و نظر لبقع الدم :
لقد حدث مرة اخرى !!....
لمح بعينيه ورقة على الأرض ، ارتدى قفازه ورفعها ، نظر لها كانت تحمل صورة عينان حمراوان و وجد كتابة عليها : العين الدامية !!
1- ما الذي حدث في الماضي؟
2- لما كانت ساكورا تخاف من طيف اختها؟
3- من خلف القناع ؟
في النهاية أرجوا ان تنال اعجابكم
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]