عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 10-18-2016, 01:24 PM
 


أنرت الموضوع أخي حكيم
كل الشكر والتقدير لك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أختي الفاضلة روبي
كيف حالك ؟؟ أتمنى أن تكوني بتمام الصحة والعافية

أولا أشكرك جزيل الشكر على الدعوة الطيبة والكريمة
وكما أهنئك وأبارك لك هذا الطرح المميز والراقي جدا
ولا ليس ببعيد عنك وأنت الراقية خلقا وفكرا وثقافتا

الموضوع جدا هام وحساس ولابد من مناقشته
مع أنه أكبر من أن يناقش هنا في أروقة النت المخفية
لكن من المهم التطرق له وتسليط الضوء عليه
لنتعلم مع بعض أخلاقيات الاختلاف وثقافة الحوار وتقبل الآخر

القصة التي ذكرها الإمام الغزالي عليه رحمة الله واستشهدت/ي بها أنت وافتتحت/ي بها المناقشة
كانت افتتاحية قوية وحركة ذكية منك لتضعي القارئ أمام حقيقة
أن اختلافنا لا يعني بالضرورة أن يكون أحدنا على خطأ دائما
وهذه ليس قاعدة ثابتة ،قد نكون كلنا على صواب
لأن كل واحد منا ينظر للأمر من زاويته ويأخذها من خلال منظوره
لهذا وجب علينا دائما في النقاش والحوار أن نتعقل ونتريث وأن نضع
أنفسنا مكان محاورنا لعلنا نفهم وجهة نظره من منظوره ومن زاوية رؤيته للأمور

مثل قصة الرجلين الذين اختلفا على رقم الستة والتسعة
لنقل أن أحدهم يقف عند ذيل الرقم والأخر عند رأسه
الأول يراها تسعة والثاني يراها ستة
واختلفا اختلافا شديدا وقوي وصل لحد الشجار
مع أن كلاهما محق وعلى صواب

لكن تعصبهما أعمى بصرهما وبصيرتهما وحال تعنتها وعدم قبول الآخر
لعدم التفاهم والوصول إلى نتيجة أنهما محقان معا ،لأن منظور الأول يختلف عن الثاني

لو تقبل أحدهما رأي الآخر وقبل به
هل كانا سيختلفان ؟؟ طبعا لا
سيدرك كل منهما أنه أخطأ في حق صاحبه
لحظة تعصبه وتمسكه برأيه وإلغاء رأي الآخر

لو تبادلا فقط الأماكن ليرى كل منهما من منظور الآخر
هل كانا سيختلفان ؟؟؟ طبعا لا
هذا فقط لو فتحا باب الحوار بينهما
وقبل الأول أو الثاني برأي صاحبه

أخية مشكلتنا الحقيقية نحن العرب تكمن في اختلافنا الدائم
نختلف في كل شيء حتى في البديهيات ومسلمات الأمور
نختلف من أجل الاختلاف ،نختلف لأننا مختلفون
لونا وشكلا وعرقا ومذهبا ولهجتا ولغتا واسما ولقبا ....ووو إلخ
نختلف لأننا نشأنا في بيئة مختلفة ،وثقافة مختلفة
نختلف لأننا نشأنا في وسط كله اختلاف مختلف متخالف متناقض متخلف
،وصنفنا فيه على أننا مختلفين يوم ولادتنا

نختلف لأن الوطن والحكومات علمتنا أن هناك
مواطنون من الدرجة الأولى والدرجة الثانية والدرجة الثالثة والرابعة والخامسة
وهناك من هم غير مصنفين إطلاقا ،

في وطننا نختلف لأنه لابد أن نختلف ،وبعدم اختلافنا سنكون متخلفين مختلفين كليا عنهم
ادخل في الصف أو مت هذه القاعدة التي نشأنا عليها في أوطننا العربية

أعتذر منك أخية أعتقد أنني تعمقت كثيرا وتحمست أكثر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمس فقط يخالفني صديقي في ذوقي
وأنا أقول له أن الأذواق لا تناقش
أنت تحب وتميل للأحمر وأنا أحبذ البني أين المشكل
وفيما نختلف ولماذا ؟؟

مجرد مثال بسيط طرحته لأبين أننا فعلا متشبعين بثقافة الاختلاف
والمشاحنة والمجاكرة إن صح التعبير

كنا دائما نسمع أن الاختلاف رحمة (هذا فيما يخص المذاهب الأربعة)
لكن هل هو فعلا كذلك ؟؟ هل أصبح هذا الاختلاف فعلا رحمة ؟؟

أعود إلى كلامك أختي الفاضلة
[img]file:///c:/users/elwafa%7e1/appdata/local/temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/img]وكما رأيتم من خلال محتوى الموضوع,, أن الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية إن نحن أحسنا استغلالها..
أعتقد أن نظرتنا السطحية في تناول قضايانا ومشكلاتنا.. وحصر ذلك داخل النظام الثنائي -صواب/خطأ-.. هو الذي يحول دون استفادتنا الاستفادة الحقيقية من ظاهرة الاختلاف النافعة








الاختلاف ظاهرة صحية ،هذا عند الغربيين ،لكن ليس عندنا
عندنا نحن العرب ،إن لم تكن معي فأنت ضدي
وإن خالفت فكرتي فقد خالفتني وعاديتني وسفهت فكري وثقافتي
الاختلاف عندنا يعني العداوة والكره والحسد والبغض
هذا ما عاينته شخصيا قبل أيام فقط ،اختلفت مع شخص ما
رد قائلا ما بك أنت تقف ضدي ،ضعي ألف خط تحت كلمة ضدي


لم نفهم بعد ولم نعي أننا نناقش الأفكار والآراء دون مخالفتها أو إلغائها
وهذا من أجل أن نتوصل إلى فكرة صالحة مشتركة ورأي صائب مشترك
هنا نحن لا نخالف الأشخاص ،مثل أننا نكره التصرفات والأفعال المشينة لا أصحابها

مثال ،أنا أبغض فعل التدخين وأكره رائحته ،هذا لا يعني أنني أكره المدخنين
ومنهم أخي وأبي سابقا ولله الحمد تخلص منه

مجرد مثال أقيس عليه

أخية هي الجاهلية والجهالة تأخذ شكلا معاصرا جديدا
وتلبس ثوب الثقافة والرقي

هناك قاعدة تقول والله أعلم هي للأمام الشافعي نرددها دائما لكن لم ولن نعمل بها

رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب

هذه قاعدة عظيمة ،إن فهمنا معناها وأدركنا حقيقتها ،لن نختلف أبدا
لأننا بذلك نترك مساحة للحوار والنقاش والتفاهم دون تعصب وعنجهية وتعنت

فما رأيكم أنتم؟؟
وما الذي يقودنا إلى التفكير بهذه الطريقة؟؟
وهل هناك أسباب أخرى أدت إلى حال التعصب والتأزم التي نعاني منها حال الاختلاف؟؟
وما هي الحلول من وجهة نظركم ؟؟




أعتقد أنني أجبت عن كل أسئلتك
أما فيما يخص الحلول أقول
الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حجة الوداع

"
تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي"وهذه رواية الإمام مالك في الموطأ.

في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف التي تعلمنا
أخلاقيات وأسس الاختلاف والتحاور والتشاور دون تعصب وجاهلية
وما علينا الا إحيائها واستذكارها والعمل بها

أما بالنسبة للتقدميين أو من يحسبون أنفسهم كذلك وللعلمانيين أيضا
نقول لهم لكم في الأمم الغربية أسوة حسنة
بأن تتعلموا منهم ثقافة الاختلاف والحوار وقبول الآخر بكل ما يحمله
من فكر وفلسفة وعقيدة وتناقضات

والله أعلم
__________________
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)



للرائعة والمتألقة والمتميزة والمبدعة دائما أختي روزيتا شكرا لك



رد مع اقتباس