الفصل الثاني بعنوان:
لاشيء يبدو حقيقيا
حينما عبرنا من خلال البوابة خرجنا من خلالها
الى طرف اخر
عالم موازي لعالمنا!
وحينها اصبحت العربة تحلق في السماء كما تطير
الطيور بأجنحتها...
كنت مشدوهه مما أرى لدرجة أنني فقدت الأحساس بنفسي
كل شيء هنا مختلف لاشيء هنا يبدو حقيقيا
وبينما كنت مستغرقة في التأمل
وجدت الكونت يضع على وجهي قناعا زجاجيا
كان يخرج منها غاز!
ظننته اراد قتلي فجفلت وتسمرت في مكاني
لكنه سرعان ماهدأ من روعي وقال بعد ان خلع الخوذه عن رأسه:
اسف ياأميرتي لتصرفي الفض
لكنك ستموتين ان استنشقتي هواء عالمنا
يوجد اكسجين في هذا القناع سيكفيك الى ان نصل الى المكان الذي جهزتة لك...
كانت الرؤيا مشوشة في عيني!لكنني تمكنت من رؤية ملامحة الغير واضحة
ان شكله كالبشر لديه عينان وفم وانف
هو ليس وحشا كما اعتقدت...بل انه يبدو صغيرا
ربما في العشرين او الثلاثين من عمره،
أخذت أسعل بشكل متواصل فشعر اللورد بالقلق علي
فقال:
يبدو ان القليل من غاز الهيليوم وصل الى رئتيك
لاتشعري بالذعر فالأكسجين سيحسن من تنفسك...
ثم عاد وجلس على كرسية وأردف بنبرته الهادئه:
أميره جانيت مرحبا بك في عالمي
دعيني أوضح أمرا لسموك
نحن هنا نتنفس غاز الهيليوم بخلافكم انتم البشر
فلو تنفستم هذا الغاز لأنفجرت رئتيكم كالبالون
وهذا الأمر ينطبق علينا فأن استنشقنا الأكسجين فستمتلىء رئتنا بالسوائل ونختنق
لذا رأيتني وانا ارتدي الخوذه على وجهي
كانت ممتلئه بغاز الهيليوم
قالها وهو يبتسم لجانيت..
أغمضت عيني وأستجمعت شجاعتي
تنفست بعمقت ثم قلت له بحزم:
هل تحاول ان تعطيني درسا في الأحياء أيها اللورد
أنا لست طفلة حتى تستصغر عقلك معي في الحديث
قلتها وانا ألتفت الى الجهه الأخرى...
صمت لوهله قبل ان يرد علي،تغيرت نظرته بعد ان برح الحزن في عينيه البنفسجيتين
حينما رأيتك تبكين أمامي
تملكني شعور رهيب ،كنت اود ان انزع الخوذه واخفف عنك ألمك
لكنني لازلت حينها اشعر بالغثيان لأن الأكسوجين تسرب أليها حينما كنت في عالمك...
أميره جانيت أرجوك لاأريد ان أرى تلك الملامح البائسة
على وجهك مره أخرى
أتسعت عيناي بدهشة وسررت القشعريرة في أوصالي
كلماته بدت لي صادقة احسست بها وهي تدخل عميقا الى قلبي!
لكن
هل هو حقا يحاول ان يخفف عني؟
ام انه يكذب؟
أنه السؤال الذي يكون أولايكون
حينها فاجأني بجلوسه أمامي وهو ينحني كتحية الفرسان للأميرات..
أمسك بيدي وقال بعد أن ألتمع البريق في عينيه:
مهمتي هي حمايتك أيتها الأميره جانيت
أنا هو حامي الجوهره الحمراء
سأحميك من كل خطر
وسأفديك بكل ماأملك
سأحميك حتى من نفسك..
سطعت الشمس بقوة وأخترقت أشعتها زوايا العربة
فألتفت الى مصدر الضوء وأذا بي ارى شمسان
في تلك السماء الزهرية!
هززت رأسي بنفي وأنا اردد لايمكن أن يكون هذا حقيقيا
هناك شمسان بالفعل قلتها بعد أن ارتفعت نبره صوتي
بذهول كبير....
فترك الأمير يدي وألتفت ألى الجهه الأخرى وهو يقول بحزن:
هناك شمس ثالثة أيضا لكن ضوئها أنطفىء منذ مئه عام
فسألته وأنا مندهشه من الأمر:
ماذا تقصد أيها اللورد؟
مالسبب الذي جعل تلك الشمس تغرب دون ان تشرق من جديد!
فأجابني بصوت يملؤه الأسى:
بسبب قتل الاميره السابقة
أختفت الجوهره الحمراء وأندثرت معها الشمس
ثم ألتفت نحوي وأردف:
أميرتي هناك حكايا كثيره سأخبرك عنها
ستعرفين أشياء قد لايصدقها عقلك
ولكنها بالفعل حصلت هنا...ألتفت مره اخرى نحو النافذه وقال مبتسما:
هاقد وصلنا ألى قصرك اميرتي
حالما تكونين هناك لن تكوني بحاجة لأرتداء هذا القناع
فقد هيئت لك كل الظروف الملائمة لعيشك كما لو أنك على الأرض
-أنه يستلطف معي وأسلوبة في الحديث يبدو مهذبا!
لكنني أشعر بالضيق والقلق
يألهي،ماذا كان يعني بالجوهره بالحمراء!
وماعلاقتي بها؟
اخذت نفسا عميقا
فما يجري من حولي يؤثر على قدرتي على الأستيعاب....
أيها اللورد أخبرني ماأسم هذا العالم؟
ومن تكونون!
أشعر بأنني سأفقد عقلي قريبا ان لم تجب على كل أسألتي
قلتها بنفس متقطع..ووجنتين محمرتين من الغضب
وقبل أن يرد علي سمعت صوت احد ما
وهو يرحب بقدومنا الى القصر
فنظرت نحو مصدر الصوت ورأيت
فتى يبدو اصغر من اللورد يرتدي زي الخدم
بشرته كانت سمراء وعيناه بلون البحر أما شعره الأسود فكان جعدا يصل طوله الى اذنيه!
أنحنى أمامنا وهو يقول بأدب كبير:
مرحبا سيدي اللورد
الجميع كان ينتظر قدومك
واخذ منه ردائه والسيف الذي كان يحمله..
ثم أردف:
كل التحضيرات جاهزة ياسيدي
فقال له اللورد:
أجلها فيما البعد، ثم همس في أذنه:
سفان
خذ الأميره ألى جناحها الخاص فهي متعبة
وأياك أن تسمح لأحد بالدخول عليها
دون اذن مني
فأجابه:
أمرك ياسيدي...ثم ألتفت نحو جانيت وأردف:
أتبعيني من فضلك أيتها الأميره
سأصطحبك ألى مكان أقامتك
لدى سيدي اللورد بعض الاعمال وسيأتي لاحقا لأخبارك
عما تريدين معرفته
فقلت له بقليل من التوتر:
حسنا،أخبرني ماهو أسمك؟
فأجابني بهدوء وهو يبتسم:
ناديني بسفان ياسيدتي
أنا الخادم الأمين للورد ومستودع أسراره
ويشرفني أن أقوم بخدمة سموك
ثم اخذ الحقيبة التي كنت أحملها من يدي وتبعته حيث ذهب!
لم أصدق مارأيته عندما وصلت ألى جناحي الخاص!
اخيرا يمكنني خلع هذا القناع المزعج وتنفس الهواء
كانت الجدران مطلية بالذهب ومزينة بالأحجار الكريمة
ذات الألوان الزاهية كل شيء مطلي بالذهب
وكانت النافذه تطل على منظر طبيعي خلاب
أنه أجمل بكثير من حدائق قصرنا
لقد شعرت حقا أنني في عالم أخر...
وضع سفان أغراضي على السرير ورحل
طلب مني ان أناديه ان احتجت شيئا، رحت أتفقد المكان
حالما ذهب بفضول كبير وحينما فتحت خزانة الملابس
رأيت جمال تلك الفساتين التي سحرت عقلي
لاتوجد مثل هذه الأقمشة في عالمي!يال جمالها
هذا اللورد حقا يتمتع بذوق ساحر
أحسست أن مخاوفي قد تبددت
لربما هذا المكان ليس بذلك السوء الذي أعتقدته
جلست على سور النافذه متأمله سحر الطبيعة من حولي
نظرت الى تلك الشمسين اللتلان توسطتا كبد السماء
وهما تستطعان كلؤلؤتين رائعتين!
وتذكرت أمر الشمس التي أختفى نورها عن هذا العالم؟
الجوهره الحمراء ماهي علاقتها بالحادثة
ذلك اللورد
أرجو أن لايخفي عني شيئا
وفي مكان قريب تحديدا حيث يقيم اللورد كيلمورث
كان يقف بأستقامة وهو يتأمل لوحة الفسيفساء
التي كانت أمامه وصوره ذلك الرجل ذو الشعر واللحية
البيضاء المرسوم فيها
أخذ يناجي تلك اللوحة بحزن ويقول:
-أبي العزيز لقد أشتقت أليك
لو تعلم حجم المسؤلية التي ألقيت على كاهلي
أبي العزيز هل سأنجح في حماية الأميره؟
أم أنني سأفشل كما فشلت....
الى اللقاء في الفصل القادم |
__________________ {[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}
- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 05:46 AM |