الفصل الثالث
بعنوان:
سر السيف
الظلام هو الحياه لمن سلب منه النور،
هو العالم الذي تقبع فيه ارواح
حجب عنها دفء الشمس...
في مملكة الداركنس
حيث قصر الكونت المظلم
-لقد وصلت الأميره ياسيدي الكونت
ماهي أوامرك.؟
أنطلق ذلك الصوت من تلك الحنجرة بنبرته الخشنة
وسرعان ماتلقى صاحب الصوت الأجابة
التي نطق بها كونت مملكة الظلام المدعو بسيرث
-سأدعوها لزيارتي فأنا في شوق لرؤيتها
وضع فنجان الشاهي من يده على تلك الطاولة الخشبية
وهو مغمض العينين
ارتسمت ابتسامة غامضة على تفاصيل
وجهه
صمت لبرهة قبل ان يكمل حديثه الغامض
وهو يردف:
زارس
أذهب الى مملكة أوكتافيوس
قدم للأميره بطاقة الدعوة وعرفها من اكون.
قالها وهو يضع يده على خده بغرور..
زارس وهو ينحني للكونت بأحترام:
لك ماتريد ياسيدي...
الكونت وهو يستوقفه:
على مهلك يازارس
يربت على كتفه ثم يردف:
كن حذرا،
زارس وهو ممتن للكونت:
سيدي،أشكرك
لاتقلق علي سألزم الحذر....
ويغادر زارس المكان متوجها الى حيث امره الكونت
لتنفيذ المهمة!
زارس هو الحارس الخاص بالكونت
طويل القامة ذو بشره بيضاء
عينيه بلون الشمس ولون شعره رمادي يصل
طوله الى منتصف ظهره مع بعض الخصلات المرتبة
والمنسدلة على عينيه
وهو كالحارس سفان يرتدي زي الخدم
اما الكونت فهو شاب ذو وجه شاحب وملامح فيها لمحة
من الوسامة عيناه سوداء داكنة وكذلك لون شعره الذي يصل طوله لشحمه أذنه..
يرتدي زي النبلاء المشهور
بنطال أسود وقميصا أبيض وعليه معطف اسود طويل
نقش عليه صوره تنين باللون الازرق الملكي ،
وفي قصر اللورد كيلمورث
بمملكة أكتافيوس
سمعت جانيت صوت طرق على باب جناحها الخاص
فأمرت الطارق بالدخول وقد كان الخادم سفان
كان يجر طاولة متحركة فيها أصناف من الطعام الشهي
لتقديمها للأميره
-لقد أحضرت لك الطعام لاشك أنك جائعة
قالها وهو يبتسم
فردت عليه جانيت بضحكة رقيقة:
لقد جاء في وقته فأنا أتضور من الجوع
لقد غادرت عالمي ولم اتناول طعام الأفطار حتى
قالتها وهي تطلق تنهيده تذمر
سفان بأستغراب:
ولكن لما تتناولي الطعام أنستي؟
جانيت:
شهيتي كانت مسدوسة
شعوري بالقلق والخوف قضيا عليها تماما
ولكن الان اشعر بتحسن
سفان وهو يبتسم براحة:
يسعدني أنكي تحسنتي ياأنستي
حسنا تفضلي وتناولي طعامك
بالهناء والشفاء
وقبل ان تتناول جانيت الطعام قالت بأندهاش:
سفان انت لاتضع قناعا على وجهك
كيف تتنفس الأكسجين؟
فقال بأبتسامة عريضة:
أنه بفضل هذه الشريحة الصغيره التي
ألصقتها على نحري فهي تسمح بتوازن مستويات
الهواء المناسب للتنفس
ثم يقترب منها ويعطيها شريحة اخرى لها
جانيت وهي تتفقد الشريحة بحذر:
ولكن هل انت متأكد بأنها ستفي بالغرض
سفان:
من دون شك هيا ضعيها فقط وسترين النتيجة بعينيك
جانيت وهي تضعها على نحرها:
انها رائعة
شكرا لك
سفان:
وهكذا تنتهي مشكلة التنفس بسلام
ثم ينحني ويردف:
عن أذنك اميرتي
وقبل ان يغلق الباب
أستوقفته جانيت قائلة:
أريد أن أسألك عن اللورد!
بدا لي متعب وشاحب حينما وصلنا لهنا
اهو بخير؟
أرتسمت نظره حزينة في عيني سفان وقال:
كلا ياأميرتي
انا اسف لأنه طلب مني أن لااخبرك بذلك
ولكنه استنزف جميع قوته
حينما فتح البوابة من عالمكم
وأوصلها بعالمنا.
السيف سحب كل ذره طاقة من جسمه
وهو الان يعاني حتى يستعيد تلك القوه من جديد
لذلك يااميرتي هو قد يتأخر في مقابلتك
لم أشعر بنفسي ألا وأنا موشكة على البكاء
لقد تأثرت كثيرا فأنا السبب في معاناته تلك
-سفان ارجوك خذني الى اللورد
أريد ان اراه وأن اطمأن عليه
سفان بأرتباك:
ولكن اللورد يرفض أن أسمح لأحد بالدخول عليه
وهو على تلك الحاله
ثم يردف وهو يتنحنح:
بصفتي حارسة الشخصي
فأنا أمنعك من الذهاب أليه
جانيت بأصرار:
وأنا امنعك من ان تمنعني
سوف أراه وأن كنت أميرتكم بالفعل
فأنا أمرك بتتفيذ طلبي
سفان وهو يحك ذقنه بتذمر:
حسنا انك بالفعل أميرتنا ثم يتنهد ويردف:
أظن بأن اللورد سيعاقبني على ذلك
فتقول له جانيت وهي تطمئنة:
لن أسمح له بمعاقبتك فأنا أميرتة
وسأمره بأن لايعاقبك...
سفان وعلى رأسه علامة أستفهام كبيره:
أنهما يمارسان سلطتهما التنفيذية علي
لابأس انه من احدى ضرائب الخدمة على كل حال!
تذهب الاميره جانيت بصحبة الخادم سفان
حيث غرفة اللورد الخاصة والتي لايجرؤ احد
على دخولها من الخدم
بينما كانت تمشي في الممرات كان الخدم ينظرون
نحوها ويبتسمون بفرح وهم يتهامسون فيما بينهم
انظروا اليها
انها الجوهرة يال جمالها
وااو اللورد محظوظ بها
ستكون زوجة مثالية
فاحست جانيت بالخجل من كل تلك الأطرائات
التي انهالت عليها!
وحينها تدخل سفان وأمرهم بالأنصراف الى أعمالهم
لقد كان الجميع متلهف لرؤية الأميره والتحدث معها..
ثم وصلا في نهاية المطاف الى المكان المنشود
سفان بعد ان توقف عند باب الغرفة وقال معتذرا:
هذا اخر حد يسمح لي بتجاوزه ياأميرتي
سوف تدخلين على اللورد بمفردك
سأنتظرك هنا حتى تخرجين
فقالت جانيت وهي تضع يدها على صدرها بقلق:
ولكنني أشعر بالتوتر رجاء سفان رافقني الى الداخل
فأجابه سفان بنفي شديد:
لايمكنني الدخول الى غرفة اللورد
اسف اميره جانيت...انه قرارك انت وحدك
فردت عليه جانيت بعد ان انتفخت وجنتيها بغضب:
حسنا لست بحاجة لك
ابقى حيث تشاء
سوف ادخل اذا لوحدي
وتقوم بتحريك قفل الباب حتى اخذ يفتح تدريجيا
ثم ترددت قليلا ودلفت بعد ان استجمعت شجاعتها
وماان دخلت جانيت الغرفة
حتى اقفل الباب تلقائيا!
سفان بعد ان اتأكا على الجدر
واخذ يتأمل السقف بنظرات حزينة:
كيلمورث
ادرك حجم معاناتك الان
أتمنى ان تخفف الأميره من ألمك..
قدماي لاتكادان تحملانني
احسست بأن المكان يدور من حولي وكأنني ريشة تسبح في الفضاء!
اللورد أنه أمامي ولكنه يبدو كالميت
لقد كان مستلقي على الأريكة ويداه تتدليان الى الأسفل
وجه يتصبب من العرق وتجاعيد الألم نحتت على وجه!
كان يبدو كجسد بلا روح
أنا لم ألتقي به الا اليوم
ولكنني تألمت جدا على حاله كما لو أنني أعرفه
منذ زمن بعيد....
جلست على الأرض وبجواره
لااعرف لما فعلت ذلك؟
تمنيت لو كان بأستطاعتي أن أزيل عنه التعب
فأغمضت عيناي ودخلت في حاله أشبه بما تكون
من تأمل عميق
في تلك اللحظة سطع نور احمر من داخل قلبي
شده وهجه كادت ان تحرق عيناي
فوضعت يداي على وجهي وأنا فزعة...
وبعد ثواني اخذ النور يخفت ويخفت
ألى أن تلاشى تماما ففتحت عيناي وأنا غير مصدقة لماقد حصل!
وفي تلك اللحظة ايضا
استعاد اللورد وعيه وبدا افضل حالا عما كان عليه
من قبل...
نهض من مكانه وحرك يداه وهو يشعر بالطاقة
تنتشر في عروقه ودمه
فألتفت عن شماله ليجد جانيت ترمقه بنظرات مصدومه وخائفة!
-كنت اعلم بأنك الوحيده التي بمقدورها أن تمحو آلامي
جانيت انتي فعلا الجوهره الحمراء
قالها وهو يمسك بيديها...
جانيت وهي تسحب يديها منه وتتراجع خطوات الى الخلف
أنا اسفة لدخولي دون اذنك
ولكن هل انا حقا من فعلت ذلك؟
وتقبض يديها بأرتباك
اللورد وهو يبدو متفاجىء من تصرفها:
جانيت !!!
الا تزالين تشعرين بالخوف مني
الم تثقي بي حتى الآن
جانيت وهي تطأطأ رأسها بحزن:
لقد فهمت
أنت ممتن الجوهرة اذا
اسفة
ماكان علي اقتحام عزلتك
وتغادر المكان وهي تركض بسرعة
والدموع تتلألأى في عينيها
سفان وهو متعجب من سرعة ركضها:
انسة جانيت ماذا حصل؟
لكنها تتجاهله وترحل...
فيخرج اللورد من غرفتة وهو ينادي بأسمها!
ويجد سفان واقفا عند الباب
سفان بتفاجىء كبير:
سيدي اللورد انك تبدو بحال جيده
كيف حدث ذلك؟
فأجابه اللورد:
جانيت استعملت قوه الجوهره
وبددت اثار استخدام السيف السيئة
سفان:
حمدا لله كنت قلقا عليك
ثم يردف بتسأئل:
وماذا عن جانيت لما كانت تركض؟
اللورد بملامح بائسة:
لاأدري أظنها فهمت الأمور بشكل خاطىء
سوف أذهب وأوضح لها الحقيقة
أنها تعتقد بأنني أستغل قوتها لمصالحي
سفان وهو يربت على كتف اللورد:
سيدي مثل هذا المواقف تحصل في اول لقاء
اعرف بأنك منبهر بقوه الجوهره
ولكن لاتنسى ايضا مشاعر الأميره
عليك ان تتعامل معها بتفهم وشفافية
اللورد:
شكرا لنصيحتك سفان
سأعمل بها...أنت حقا صديق مخلص
وفي غرفة جانيت اغلقت الباب على نفسها
ارتمت على السرير سامحة للدموع بأن تبلل خديها
وفي ذهنها افكار متشائمة وسوداء
لقد احضرني الى هنا لانه يريد الجوهره
هو لايكترث بمشاعري ولابأحاسيسي تجاهه!
لن أتزوج بشخص مثله حتى ولو قتلت نفسي...
-ليس عليك ان تفعلي ذلك
فهو سيموت في النهاية لأجلك
وصلت تلك الكلمات المخيفة الى مسامع جانيت
وارعبتها تلك النبره المخيفة فصرخت بفزع:
من هناك؟
وحينها تشكلت زوبعة من العدم مصدره رياح قوية
وتجسد أمامها رجل ملتحف بالسواد
من رأسه الى أخمص قدميه
أحست جانيت بأن صوتها اختفى من حنجرتها!
كان ذلك الطيف لايضع قدميه على الأرض
لكنه سرعان ماانخفض وأصبح بمستوى وقوف جانيت
ثم تلاشى السواد عن جسده
فظهر امام الاميره بشكله الكامل!
لقد كان زارس؟
الى اللقاء في الفصل القادم |
__________________ {[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}
- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 05:47 AM |