المرآة المكسوره / البارت الثاني " الكذب "
کان على کيث أن يؤدي عمله و يکون منصف و متحمل لمسؤولياته أتجاه عمله ..
کل القضايا التى عرقلت طريقه فى مسيرته المهنية المشرفة کتب لها النجاح المکلل ...
وها هو الاختبار الحقيقي رفع القناع عنه ، وعلى کيث ان يثبت بدليل صدق براءة أو تورط شقيقته !!!
ما مصير العلاقه العائلية المهددة بالانهيار ؟؟؟ هل يستطيع کيث فعل شيء من أجل کيتي ؟؟؟
ما جريمة کيتي و هل هي مذنبة ؟؟؟
شخصيات جديدة و علاقات متناثرة على حافة الضياع تنتظرکم
" الكذب !! "
أدار قامتهُ بسلاسة و هدوء ، أهدأ من الهدوء قبل العاصفة ، و خرج من غرفة التحقيق مُغلقًا الباب خلفهُ يَجر أذيال الخيبة ....
اقترب شاب لم يکن سوي الجندي المساعد له ليستفسر قائلًا : سيدي هل أنت بخير ؟؟؟
رفع نظره للجندي مارو وقال له بهدوء : سأخرج لأتمشي !!! اذا سأل المفتش عني اخبره بأني سأعود مساءًا !!!
حرك قامته بسرعه ولم يسمح لمارو ان يعلق بشيء غير التحية العسکرية ...
*****
قاد نفسه بلا وعي منه إلى آخر مکان توقع الوصول إليه ، قاد بصره مستطلعًا المکان ..... مضت ساعات وهو
يسير فى شوارع المدينه أنى له الوصول الى هنا !! اتخذ خطوة تلتها خطوة إلى أن وقف أمامه ينظر بحزن لفترة طويلة ...
نطق يخاطب التى امامه بحزن : نحن بحاجة إليکِ کثيرًا يا أمي !!!
*****
عاد للبيت ورمى بنفسه على الاريكة الکبيرة فى غرفة الجلوس و هو يفکر بعمق حول القضية ،
أخذ يعبث بشعره بفوضوية من کثرة التفکير !!!
انتفض من مکانه بعد أن تذکر شيء مهم سمعه من کيتي قبل فترة فعاد أدراجه للمرکز و
أمر الجندي أن يحضر کيتي إلى غرفة التحقيق ....
کان فى طريقه إلى هناك لکن المفتش أوقفه فى منتصف الطريق حين رفع بصوته الخشن قائلًا :
"المحقق نوراکي !!!"
التفت إليه بهدوء و أخذ يمرر نظرات الاستغراب على المفتش منتظرًا ليعلم ما يريد ...
ناداه ليُلحق قائلًا : اتبعني سيد نوراکي !!!
شعر برعشة تسري فى اوصاله لما طلب المفتش منه اللحاق به !!!
فى مکتب متوسط الأبعاد جلس خلف مکتبه الکبير المکدس بالملفات ، مثبتًا مرفقيه على الطاولة
واضعًا يد فوق يد و ينظر نظرات الواثق بثقة ...
بعد بريهات من الصمت القاتل نطق أخيرًا : محقق نوراکي أنت معفي من التحقيق فى قضية
مقتل الضحية ايميتو جاستري ابتداء من اليوم !!!
انتصب من مکانه فزعًا ، مصدومًا و غير مصدق !!!
فتح فمه ليعترض مستفسرًا عن السبب ولکن قاطعه صوت ناعم من الخلف : سأتول القضية من الآن فصاعدًا ...
أدار وجهه للخلف قائلًا بحماس : ولكن آيکوکو هذه قضيتي أنا !!
نهض المفتش من مکانه و وقف بينهما قائلًا :
ايکوکو أعتمد عليکِ !! کيث هذه القضية أصبحت قضية شخصية أکثر من ذي قبل بعد تورط السيدة کيتي !!
قال معترضًا بهدوء مخيف : لکن کيتي متهمتي ، و أنا ألقيت القبض عليها بنفسي ، أتشک بمهنيتي و وفائي للقانون ؟؟؟
قالت آيکوکو محاولة التخفيف عنه بعد أن رفعت نظارتها بخفة : بالطبع لا لو کان شخص آخر غيرک لما قام بفعلتک النبيلة !!
رفعت يدها لتواسيه ولکنه أبعد يدها و تحرک نحو الباب قائلًا : ابذلي جهدکِ يا آيکو !!
تحرک المحقق من مکانه قليلًا : إلى أين أنت ذاهب يا کيث ؟؟
أدار قامته قليلًا قائلًا بثبات : إلى غرفة التحقيق !! اليوم ينتهى عند الثانية عشر بعد منتصف الليل !!
غضب المفتش قائلًا بصوت مرتفع : محقق نوراکي !!
لكن کيث تجاهله و ذهب إلي غرفة التحقيقات بسرعة ، أمسکت آيکوکو کتف المفتش قائلة بابتسامة طفيفة :
اترک أمره لي حضرة المفتش !!
فى الممر المؤدي لقسم التحقيقات
رکضت خلفه بکعبها العالي ولم يمنعها طولها من الرکض بحرية !!
- انتظر يا کيث ... انتظر .... اسمعني ارجوک ...
رفعت صوتها أکثر قائلة بغضب : أقول لک انتظر أيها المتعجرف !!!
وقف مکانه للحظات ببرود .. و فى طرفة عين إن لم أبالغ ، استوى واقف أمامها ولا تحمل ملامحه إلا نفاذ صبر ...
- أنا سأتابع العمل فى القضية حتى لو سرًا !!
ابتسمت و هىّ موقنة إنها لن يغير رأيه فى الموضوع قائلة بسخرية : ولمَ تخبرني بذلک إن کنت تريد المتابعة حتى لو سرًا !!!
و قد شدت على الکلمة الأخيرة بأستفزاز ... فلم يجد ما يقال !!!
بعد التحقيق لساعات ...
لم تعترف کيتي على مضمون الاستجواب و لم تفتح فمها بکلمة و لو لا !!!
خرج کيث مستاء من غرفة التحقيق و أغلق الباب وهو يتحدث مع مارو أن يعيدها إلى الزنزانة ...
و قد أتجه إلى الغرفة الثانية حيث تنتظره آيکوکو ... فتح الباب بملل و أغلقه بعنف و قال متذمرًا :
أشعر إني لا انجح فيما أفعل !!!
رفعت نظرها له وقالت باهتمام : ما مناسبة هذا الکلام ؟؟
رکل الباب و قال متذمرًا : لا أفهم کيف يعقل .... يفترض أن تکون استنتاجاتي صحيحة !!
- ألا وهىّ ..
ثم اخذت علبة العصير و رمتها نحوه ...
تراجع قليلًا و أمسک العلبة وقال وهو يعبث بها و يهزها بکلا الطرفين : أنا واثق ولکن !!
قاطعتة بسرعة : لا دليل !!
تنهد بملل : أجل .... لا دليل يؤيد استنتاجي !!! تأخر کيتي ساعتان عن
الوصول إلى ذلک المکان کان دليل کافي لتوجه لها أصابع الأتهام !!!
أضافت بثقة : لکن هذا لا يعني إنها قد قتلته !! و وجود بصماتها فى مسرح الجريمة و سلاح الجريمة أيضًا ، ليس دليلًا کافيًا !!!
نظر بإهتمام : لکن أيضًا ذلک لا يعني إنها بريئة ، بل ولاتزال متهمة !!
تنهدت آيکوکو بملل : لمَ تبدو کمن يحاول توريطها أکثر يا کيث !! ثم إني لم انتهى من توقعاتي !!
نظر باهتمام کبير لتکمل کلامها و هىّ تبحث فى ملف القضية بدقة ...
-: أنا أعني أن بصماتها على سلاح الجريمة يعتبر أمر بديهي فذلک المکان کان بيتها إن کنت تذکر ،
و کامرأة مسئولة عن بيتها و حياتها الزوجية أمر بديهي أن تنظف تحفة الزينة !!
فوجهت نظرها له : ألن تعلق على تحليلي الصغير ؟؟
أمسک ذقنه و قال : ولنقل إن تاخرها عن مکان ذهابها بسبب زحمة الطرقات و قلة السرعة ،
فکيتي تقود بهدوء و ليست من محبي السرعة !!!
بعد تفكير طويل لا فائدة منه ....
قال الاثنان فى آن واحد بعد أن تنهدا معا : هنالک حلقة مفقودة !!!
*****
~ قبل ساعات اثناء التحقيق ~
دخلت إلى غرفة الاستجواب برفقة مارو و هىّ حزينة غير قادرة على فعل أي شيء ...
سألها مارو من باب الأحترام کونها شقيقة کيث : أتريدين أن أحضر لکِ أي شيء سيدتي ؟؟
رفعت رأسها إليه و لم تنطق بحرف بل اکتفت بتوجيه نظرات الحزن التى کست وجودها بعد العاصفة الاخيرة ...
شعر مارو بحزن وقد أراد مواساتها قائلًا : لا تقلقي سيدتي کيث يفعل ما بوسعه ليخرجکِ من هنا !!!
توسعت عيناها مصدومة و مدهوشة من کلام مارو الأخير و أرادت أن تقول حقًا ، لکن کيث قاطع الجو قائلًا :
- انصرف يا مارو !!!
أدى مارو التحية و غادر المکان بهدوء ... اقترب کيث من الکرسي المقابل لکيتي وسحبه قائلًا : مساء الخير !!!
أدارت کيتي وجهها ولم تنظر فى وجهه البتة ... ليس لأنها تکرهه بعد أن صرحت بشعوره نحوه بل لأنها کانت محرجة حتى الجنون ...
رفع کيث خصلات شعره الأمامية و أعادها إلى الوراء قائلًا بأهتمام : لمَ کنتِ تکذبين اثناء استجوابنا لمارثا دانتيل ؟؟؟
توسعت عيناها مدهوشة ولم تعرف بما تجيب ... أعاد النظر إلى الملف الذى بين يديه ثم قال مکملًا حديثه :
-أتهمتيها بقتل ايميتو و قد کنتِ تلومينها و تتهمينها طوال فترة التحقيق معها !!!
لم تترک نظرات الأندهاش وجهها و لم تستطع قول کلمة تنفي أو تؤيد !!!
عاد يقلب صفحات الملف ليقول بعد أن توقف فى إحدى الصفحات :
يشير کشف حسابکِ البنکي أنکِ قد ملأتي الخزان فى الساعة الثامنة صباحًا فى محطة ايدوتي و
نظرًا لمسافة الطريق إلى القرية السياحية يفترض أن تصلي فى الساعة العاشرة ولکن فريق العمل
شهد أنکِ وصلتي فى الثانية عشر ظهرًا و تاخرکِ کان سبب تأجيل التصوير للرابعه ظهرًا !!!
رفع نظره ليجدها تستمع له بکامل انتباهها و نظرات القلق بادية على وجهها !!
أکمل کلامه بسؤال محير : أين کنتِ خلال الساعتين الضائعتين يا کيتي ؟؟؟
کأن کيتي لحظتها ابتلعت لسانها ولم تقل أي شيء لتدافع عن نفسها ؟؟؟
بعد ساعات من التحقيق الفاشل الذى لم يثمر أي نتيجة و بعد حديثه مع آيکوکو ....
خرج من مقر الشرطة و هو مستاء فلم يستطع کشف شيء و ها هو مستلقيًا على
سريره و لا يفکر سوى بملامح کيتي اثناء التحقيق !!! مما زاد الأمر سوء فلم يستطع النوم طوال اليل .....
عاد يفکر يوم کانوا يحققون مع المدعوة مارثا دانتيل !!!
کانت کيتي توجه کلامها لمارثا وکلها غضب و کيث يمسکها من خصرها بکلتا يديه ليمنعها من ارتکاب الحماقات :
- کيف تجرؤين على قتل زوجي ستدفعين الثمن باهظًا أيتها الخائنة ... و تسمين نفسکِ صديقتي !!!
أنا أکرهکما أنتما الاثنان إيها الخائنان ... ستدفعين الثمن باهظًا .... أعدکِ أعدکِ !!!!
الکذب حول ذهابها و الفترة الضائعة و إتهامها الکاذب حول مارثا و عدم تصريحها بالکثير !!! لحظة ...
کيف علمت کيتي بالأمر !!! أنا و آيکوکو و والدنا و بعض من عناصر الشرطة المسئولين عن القضية فقط
من نعلم عن موضوع الخيانة و أخفيناه حرصًا على مشاعرها فکيف علمت بالموضوع فور قدومها للمدينة
و بعد معرفة عن موضوع قتل زوجها مباشرة .... آيکوکو محقة هناک حلقة مفقودة ... أي سر تخفين يا کيتي ؟؟؟
نهض من دوامة الأفکار على صوت جرس الباب فنهض من مکانه و ذهب لفتح الباب ليتفاجأ من هذا القادم فى بداية الصباح !!!!
يتبع ~~~
حبل الكذب قصير مهما طال الزمن فسيكشف !!!
اذا وقد کشف سر الجريمة بحق المدعو ايميتو جاستري !!!!
ما سر کيتي الکبير ؟؟؟
سبب کذبها الکثير من التناقضات في عقل کيث فما الحقيقه ؟؟؟
اين ضيعت کيتي الساعتين ؟؟؟
و لما يعجز کيث عن تبرءة کيتي او ادانتها ؟؟؟
و من هذا الزائر عند الصباح المبکر ؟؟؟
ومع الکثير من الأسئله و الاجوبه في الفصل القادم !!! |
التعديل الأخير تم بواسطة Y a g i m a ; 01-15-2019 الساعة 10:23 PM |