[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_10_16147761453370341.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
الفصل الثاني عشر : الخيط الثاني لهوية كارلوس
بعد لقـاء كارلا بماري قصد التوجه لحيث يعمل ليث فاستفسر
من رجاله عن الموقع
" هلّا أخبرتماني عن الموقع ؟"
" إنه في آخر ذلك الزٌقاق الذي يقابلك مباشرةً "
"هكذا إذن .. حسناً من هنا سأتدبر أمري أما أنتما فعودا للملجأ "
سأله أحدهما بقلق :
" وماذا سنفعل سيدي إن صادف وقابلنا كارلوس في وجهتنا
قاصد ذلك المحل ؟"
"حاولا تظليله قدر الإمكان ولو عن طريق الكذب بمهمةٍ من
قبلي .. المهم ألا يعترض طريقي البته مفهوم ! "
و مضى الرجلين في طريقهما للعودة بينما قصد كارلا المحل
مباشرةً إلا أنه تذكر شيئاً قبل دخوله إليه ، فاستطرد قائلا :
" ذلك الرجل المُسن يعمل كناحت مما يعني أن علي طلب شيء
كزبون ثم أبدأ باستجوابه على رويه .. لذا ينبغي أن أغير
ملابسي لتليق بسيدٍ محترم أولاً "
فذهب كارلا لمتجر ملابس بالجوار وأختار ملابسه على
الذوق الكلاسيكي وعلى رأسه قبعةٍ سوداء وفي يده عصاة
على نفس اللون ثم خرج بعدها راضياً بحسن اختياره كأنه
رجلٌ آخر للمقابلة ، وحالما أصبح بالداخل تجولت عيناه بالمكان
ثم ألقى التحية كسيد محترم
" مرحبـاً .. هل أستطيع الحصول على تمثالٍ صغير على شكل
ذئب منحوت إن أمكن ؟"
"بكـل سرور .. تفضل بالجلوس هنا ريثما أنتهي من صنعه "
" همم! هل تعمل هنــا وحدك ؟"
" كـلا، هنالك من يُساعدني "
" فتــاة ؟"
" بل فتىً"
" أوه ! يبدوا عملاً مُرهقاً لرجلٍ مُسن لاشك أن منْ يساعدك
بشاب ؟"
" تستطيع قول ذلـك "
" آسـف، أنا أثرثر كثيراً ، إذ أكره الانتظار دون فعلٍ ما ..
كما أنني أشغلك عن عملك فلا تهتم بي "
" لا بأس ! لست من النوع الذي يتشتت فكره بسبب حديث ،
كما أنها مِهنه احترفتها منذ الصغر فأصبحت هوايتي "
صمت كارلا لبرهه يفكر بطريقةٍ قد تساعده في استخراج
المعلومات المهمة عن ليث ولو بالقليل ، فعاد يثرثر مجدداً
"همم !قلت لي أنها كانت مِهنه احترفتها منذ الصغر قبل أن تصبح
هواية.. فهل كنت تعمل لدى شخصاً ما ؟"
" أصبت .. عندما كنت في سن التاسعة ، لم أكن من محبو
النحت اطلاقاً بل كرهت كل ما تعلق بالفن حتى التقيت بمن
غير نظرتي كلياً ومع الوقت أصبح النحت هوايتي ، لذا
عندما أصبحت بسن الرشد عزمت على انشاء محلٍ خاص لي"
" وها قد فعلتها بالفعل ! أراهن أنك نقلت المهنة بالمثل لمُساعدك
الحالي "
" نعم ذلك صحيح عندما قدم إلي كان في مثل سِني إلا أنه
أصبح ماهراً الآن "
"غريـــب "
" ما الغريب بالأمر ؟!"
" بالرغم من أنه مُساعدك إلا أنني لا أراهُ بالجوار ؟"
" في الوقت الحالي إنه غير متواجد "
" آه ، يؤسفني سماع ذلك "
" لقد اعتدت على غيابه .. إنه يحمل هموم العالم على أكتافه
نظراً لسنه "
" لما هل يعمل أعمالاً أخرى .. خطيرة مثلا كشُبان اليوم ؟"
" لا أعتقد ذلك .. ولكنه كثيرُ الانشغال "
" أثرت فضولي ..أرغب في رؤيته حقاً .. ترى هل لديه
المهارة ذاتها كمهارتك في النحت ؟"
" أجل إنه كذلك ومن المؤسف أنه يحب عمله كمهنةٍ لا غير"
أراد كارلا أن يُطيل الحديث إلا أن طلبه بات جاهزاً إلى جانب
أن ما بجعبته الآن من معلومات كافيه ليوم حتى لا يرتاب الرجل
بشأنه خاصةً وأن أسئلته تركزت في جانبٍ واحد ، فنهض عن
كُرسيه وهمّ بالرحيل ماداً يده لمصافحته
" حسناً كُنت أرغب بإطالة الجلوس فلقد استمتعت كثيراً
بالحديث معك سيـد.. "
أكمل ماركو عنه :
"ماركو اسمي هو ماركو ، وأنـا أيضا استمتعت برفقتك ..
بالرغم أنك كنت تنتظر طلبك فحسب .. على كلٍ نأمل
زيارتك لنا مجدداً"
"سأفعل .. طاب يومك"
عندما أصبح بالخارج كان يقلب بفكْره .. طريقة للقائه مجدداً
في حال رغب بذلك لعله يتمكن من استدراجه بشكلٍ أفضل ،
وبينما كان يسير في الطُرقات دون وِجه محدده ، لمح عن بُعد تلك
الفتاة الصغيرة التي شاهدها سابقاً وهي تستقيل الحافلة من
منزل ماري بذلك الزي المدرسي وفي الحال لمعت في ذهنه فكرة
أخرى ..فهاتف رجاله وأمر بحضور اثنين منهم بأسرع ما يمكن
إلى حيث تواجده .. قبل أن يمضي نحوها بخطوات مُسرعة
خشيةً أن تضيع عليه الفرصة !
"مرحباً يا آنسه .. آه هل لي بسؤال ؟ "
ولأنه بالطبع بدا كسيد محترم في مظهره العام وأكبر
بسنواتٍ من الفتاة لم ترتاب بشأنه ، استدارت لتجيبه :
" نعم تفضل "
"من إي مدرسةٍ أنتِ ؟"
" من مدرسة أزهار الكرز .. لمــا تسأل ؟"
" أتعرفين فتاة تدعى ماريبل أنطوان صحيح ؟"
ثم شاهد رجاله يأتون من مكانٍ ما خلفها
" نعم أعرفها .. أأنت أحد أقاربها ؟ "
"لا ، فهي ابنة صديقٍ لي .. آه أجل كدت أنسى أتعرفين ذلك
المكان الذي خلفك ؟"
أدارت جين رأسها لترى المكان المقصود فانتهز كارلا
الفرصة وأشار بيده بعلامةٍ ما للرجلين يفهمانِها
"أجل إنه متجر للملابس التنكُرية "
" آه ليس للملابس الكلاسيكية إذن .. آسف لقد عطلتكِ
كثيراً ألا تعرفين بواحداً للكلاسيكية ؟"
" بلى هنالك واحداً في آخر ذلك الزقاق الذي يقابلك قد تجد
به ملابس من هذا الطراز الذي ترتديه الآن"
" هلّا دللتني إليه فأنا غريب عن هذه المنطقة بعض الشيء "
" بكل سرور رافقني "
كان كارلا على علم بوجود ذلك المتجر، لكنه رغب بأن
يستدرج الفتاة إليه لأنه نائي و بآخر الزقاق لينفذ مخططه
وحالما وصلا إليه ، ظهر رجلان ضخمان
فجأة من خلفها وما إن شاهدتها حتى صاحت في هلع ولكن
يد أحدهما كانت أسرع في كتم الصيحة أما الآخر فنصب
على عينيها ربطه ولأنها أكثرت من الحركة في محاولة
فاشله بالإفلات فتلقت ضربة على قفاها أفقدتها وعيها ممْ سهْل
عليهم حملها في سيارة سوداء ، عندما أصبحا بداخلها سأل
أحدهم كارلا :
" سيدي .. هل نعود بها إلى الملجأ أم لمكانٍ آخر ؟"
" غبــي ! بالطبع لمكانٍ آخر هذه الفتاة لها صلةٍ بصديقنا كارلوس
ولا أثق بوالدتها لذا علينا الانفراد بها في مكانٍ نائي و بعيد
عن هنــا "
[/align][/cell][/tabletext][/align]