قطرةُ دمّ تسقُةُ على أوراقي
ويسيلُ دَمّي من عَيّنيّ
يُحَدِّثُني قلمي ويقول
عِش حياتك،كما عاشهاويعيشُها الباقون
عِشها كما سَيَعيشُها القادِمون
إني لكَ المألوم وإنَّك ليَّ المكلوم
أُحَدِّثه ،أنَّ مايقولُهُ هو الحق
وكلُّ ما يقولُهُ الباقونَ خيال. لكن
وأُ كَرِّرُها لكن
كلُّ شيٍّ يشَتِّتُني. صوتُ هبوبِ النَّسيمِ يُشَتِّتُني
إنشودَةُ الصباح. صوت العصافير
حتّى خِيوطُ البُزوغِ تُشَتِّتُني
أخافُ وِحشَةَ الموت. صَمتَ القُبور
عَبَقَ السِنين حَديثَ الآخَرينَ عنِّي. يُشَتَّتُني
فأعودُ إليك. يامن تُحَدِّثُني ولا تَغفَل
يامن أُكَلِّمُهُ فيَصمت أنّتَ يا قَلَمي أَنّتَ وأوراقي ودَمي
تَتَحَدَّثونَ عني بِما أخافُ من فِقدانِه
تِلكَ الإشراقَةُ في النَّهار أخافُ أن تَزول
يطولُ اللَّيل. ضَوءُ القَمَرِ يُفارِقُني
تِلكَ النُجومُ التي نادَيتُها لاتُجيب
أهيَّ خَرساء أم لا تُجيد لُغَةَ البَشَر
أتساءَل هل هي تُجيب وأنا لا أُجيدُ السماع
أُكَلِّمُ نَفسي لا تُجيب
أُكَاِّمُ الآخَرين ولا يُجيبون
لا أحَد مِنكم يُجيب سِوى قَلَمي
الصامِتَ والجّالِسَ على أريكَتهِ المُعتادَةِ تِلك
يَجلُسُ ويستَمِع في البَعضِ يَتَكَلَّم
إلى أن أصمُتَ وأنام
نَومَتي الأخيرة. لأَنّضَمَّ لأهلِ القُبور
لَعَلَّ صَدى صوتي يَصِلُ لَهُم
لِيُكَلِّمون ذَلِكَ المَّكلوم
مُحَدِّثُ القَلَمِ ذُو الدَّم والسُطور
فَلِما لايَسمَعون مع أَنَّهُم يُصغُون
مَع أَنَّهُم مُصغُون فَلِما لايَسمَعون