عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 11-07-2016, 05:11 PM
 


الفصل السادس

حفل التتويج💎


الكابوس الذي راودني في تلك الليلة
منعني من ان اعود ثانية الى النوم
من حسن الحظ ان احدا لم يكن بالجوار حينما صرخت مذعوره !
انه منتصف الليل..

اعتصرت رأسي بيدي وانا اتذكر تفاصيل الرعب
الذي عشته في ذلك الكابوس
سحابه قاتمة من الكآبه هطلت بهمومها على قلبي
من تكون تلك الفتاه الحزينة
ولماذا كلامها كان غامضا !
اهو مجرد حلم عادي
ام انها رؤية حقيقة..

غادرت الفراش وخرجت اتجول في انحاء القصر
الهدوء كان يخيم على المكان ربما انا الوحيده
التي لاتستطيع النوم هنا..
وحينها حركت رياح بارده خصلات شعري
لقد كانت احدى النوافذ مفتوحة!
وجدت سفان يجلس وحيدا على حافه النافذه
بدى لي حزينا وشارد الذهن فقلت له بقلق:
سفان هل انت بخير؟
فنظر نحوي بتفاجىء وقال مستفربا:
انسة جانيت الاتزالين مستيقظة!
رددت عليه بأبتسامة عفوية:
لقد غادر النوم عيناي
ثم اردفت بعلامة أستفهام:
وماذا عنك؟
الاتستطيع النوم انت ايضا
فخطى بعض الخطوات حتى اصبح امامي
قال بأبتسامة لطيفة:
أنت تعانين من الأرق
تعالي معي الى المطبخ سأعد لك حليبا ساخنا
فقلت وأنا أهز رأسي بنفي:
لاأرغب بتناول اي شيء شكرا لك
ثم أردفت بقليل من الحزن:
سفان أنا أريد التحدث معك فقط
تنهد سفان قبل أن يرد علي
ثم أرتسمت عليه ابتسامه هادئه وقال لي:
حسنا آنسة جانيت تفضلي بالحديث
فقلت بعد أن شعرت بالأطمئنان:
أشكرك...ترددت في حديثي ثم قلت بقلق:
بشأن مراسم التتويج يراودني الكثير من التوتر نحوها
قل لي ياسفان ماهي طبيعة ذلك الطقس وكيف يتم؟
قلتها وأنا أضع يدي على قلبي...

سفان بعد أن لاحظ ملامحي القلقة:
أميره جانيت فهمت الان سبب عدم قدرتك على النوم
ربت على كتفي وقال:
المراسم لاتدعو الى ان تقلقي بشأنها
أنها بسيطة جدا وغدا ستعرفين بنفسك
أتسعت عيناي بدهشة وقلت لسفان وانا اعبث بأصابعي:
وهل....هل سيأتي كثير من الناس!
قلتها بصعوبة وتوتر
سفان وهو يضحك بضحكة مكتومة:
انسة جانيت هل انتي خائفة من الحشود؟
فقلت بأنزعاج بعد أن تورد خداي:
بالطبع أنا خائفة
حينما كنت في عالمي لم اكن اخرج الى
الحشود التي كانت تأتي لزياره أبي..
عشت منعزلة عن العالم،اخشى ان اصاب بالذعر امامهم
وارتكب خطأ ما!
سفان رجاء قل للورد أني لاأريد أن أقابل احد!
قلتها وانا أمسك بقميصه...
سفان وهو متعجب من أمري:
أيتها الأميره طلبك مستحيل
عليك ان تقابلي الشعب
انهم متلهفين لرؤيتك
كوني هادئه وتقبلي الموقف
فقلت بتنهد وأنا أسحب يدي عن قميصه:
أنت لاتفهم ياسفان
ستحدث كارثة أنا متأكده

جال الصمت بيننا للحظات..اردت ان اغير الموضوع
فسفان كان محرجا ولايستطيع مساعدتي
نظرت ببصري في ارجاء القصر وقلت بتعجب:
هناك امر يحيرني
فمنذ ان قدمت الى هنا لم اقابل احد عدا كيل
وانت وبعض الخدم؟
اين هم حاشية اللورد؟
فقال سفان بأستغراب:
ماذا تعنين بالحاشية؟
رددت :
لااعرف ماذا تسمونهم في عالمكم
ولكن نحن نطلق على الحاشية الوزراء والحرس
والمعنيين بشؤون القصر والحكم؟
فأنا لم ارى احد منهم حتى الان!
هل ذهبوا في أجازه
فأجابني سفان قائلا بدهشة:
أميرتي الحكم هنا يختلف عن الحكم في عالمكم
اللورد ليس بحاجة لوزراء وحرس فهو يدير شؤون
الحكم بنفسه..
لديه قوه تغنيه عن طلب المساعده
وأنا هو حارسه الخاص
ثم يتنحنح قائلا بتواضع:
وثالث أقوى رجل في هذا العالم...
أندهشت مما أسمع وقلت له بحيره كبيره:
حقا ان عالمكم غريب ومعقد
ثم اردفت بسؤال:
قلت انك ثالث اقوى رجل واذا كان اللورد الأول
فمن يكون الثاني؟
سفان بعد أن تحولت ملامحة الى الجدية:
للأسف..أنه الكونت سيرث


في تلك اللحظة شعرت بأنقباض شديد في قلبي
حينما تذكرت امر زارس وتلك الرسالة!
والتي لايعلم اللورد بشانها حتى الان..

قلت لسفان وأنا أبتسم له:
شكرا لك ياسفان لأنك أصغيت الي...اسفة
اخرتك عن النوم
لاشك أنك متعب من ثرثرتي
فأجابني قائلا بلطف:
لاتعتذري آنستي
لم تسببي اي ازعاج
ربت على رأسي وأردف:
أذهبي لأكمال نومك فغدا لديك حفل مهم
طابت ليلتك أميره جانيت
فرددت عليه وأنا أتذمر:
أرجو فقط أن يمر الأمر بسلام
ثم أردفت بأبتسامة:
طابت ليلتك انت ايضا
تصبح على خير....


ماأن أستلقيت على السرير حتى عدت الى النوم
دون ان افكر بشيء....حديثي مع سفان ازاح عني العبء الذي كان يسبب لي الأرق

اللورد فعلا محظوظ لأنه لديه خادم رائع ومخلص كسفان

كنت قد نسيت أمر ذلك الكابوس أو هذا ماظننته
لكن ماينتظرني سيكون أكبر مما اتصوره!
ولكن الشيء الذي لم أعرفه لما كان سفان حزينا
حينما قابلته!


دلف من باب غرفته وأغلقة بقوه
خلع معطفه الأسود وألقى به على السرير
ثم جلس بمحاذاه المرآه وفتح درج الخزانة
مخرجا منها صندوقا صغيرا باللون الأحمر!

فتح غطائه وأخذ منه دبوس شعر بلون ذهبي تزينه
ورده زرقاء...
ضم برفق ذلك الدبوس بين راحه يديه
وتساقطت الدموع من عيناه كحبات اللؤلؤ...
نطق أسمها بتألم قائلا بأسى مفجوع:
مالاكايت
أين أنتي؟

لقد كان ذلك الشخص هو سفان..



وفي الصباح أشرقت الشمسين الجميلتين والدافئتين
في سماء مملكة أكتافيوس

في غرفة جانيت كانت الخادمات يساعدنها في التجهيز
لحفل التتويج...أرتدت جانيت فستان أحمر حريريا
ذو أكمام ضيقة وطويلة وعند ذيله كان مزينا بريش
الطاووس الأبيض
زينت عنقها بعقد عريض من الكريستال اللامع
أما شعرها فكان مرفوعا الى الاعلى بشريطه بيضاء وحريريه...

أتت أحدى الخادمات وهي تحمل معها تاج مرصع بالاحجار الكريمة والملونة
وضعته على رأس جانيت فبدت في غاية الجمال!
تأملت جانيت نفسها في المرآه،أحست بحجم التغيير
الذي طرأ على مظهرها! فأبتسمت بخجل
أخذت الخادمات يتهامسن فيما بينهن عن مدى تأنق
وجمال الأميره تمنت كل وحده منهن لو تمتلك لو قليلا
من حسنها،ثم طرق باب الغرفة وكان صوت مألوفا لجانيت!
هل أنتهيتي ياأميرتي!
فأربكت الخادمات وقلن:
لقد وصل اللورد هيا فلنذهب
فتحت أحدى الخادمات الباب وقالت بتهذيب:
سيدي لقد أنتهينا من تجهيز الأميره جانيت
بأذنك...وتنصرف الخادمات من المكان
كيل وهو منبهر من تألق جانيت:
قال بتلعثم:
صباح الخير ياعزيزتي،تبدين رائعة
ثم أخذ يمرر سبابته على خده مردفا بخجل:
كيف كانت ليلتك
هل نمتي جيدا؟
فقالت جانيت بأستحياء وهي تنظر الى الجهه الأخرى:
نعم...لقد كانت ليلة هادئه..


كانت جانيت منبهره من تألق اللورد
لقد شعرت بتلك اللحظة كما لو أنها في يوم زفافها
لكن هي قررت من قبل ان تؤجل أمر الزفاف
ألى مابعد حفل التتويج...
وبعدها قال لها اللورد:
لقد حان الوقت
فلنذهب....
جانيت وهي متردده:
حسنا ياكيل هيا بنا

أمسك اللورد بيد جانيت وأخذها نحو مكان الحفل
كان قلبها يخفق بشده وهي تأمل أن لايقع ماكانت تخشاه


في ساحة القصر الخارجية أجتمعت الحشود ليشهدوا
مراسم التتويج وليقدموا التهنئه للأميره
كل طبقات المجتمع قد حضرت من الفلاحين والتجار
جميعهم لاتفرق بينهم العنصرية ولا حجم المكانة!
وهم محملين بالهدايا والفرحة تغمر قلوبهم
فهذا يوم انتظروه منذ زمن طويل...


هذا اليوم سيشهد حدث بالغ الأهمية
لمملكة أكتافيوس..فهل سينتهي هذا اليوم على خير؟




أعتذر منكم يامتابعي الاعزاء على قصر الفصل
وأعدكم بفصول طويلة في الاحداث القادمة ان شاء الله


والى اللقاء❤



__________________




{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}



- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور
رد مع اقتباس