-
الجزء التاسع :
أقترب عناد من أخته
بدأت بـ التبرير " قد طلبت من الخروج لـ .."
قطع حديثها وهو يهديها تلك الصفعة ..
رفعت يدها تتحسس موطن الألم ، عيونها تدمع
وهي تجهل السبب ..
ببكاء " لِما ؟ "
انتظرت جوابه ، و لكنه عمد إلى ضربها بقوة ..
يريد بذلك أن يفرغ غضبه بها
أقبلت منى مسرعة لتحررها من يده القاسية
اختبأت ليلى خلفها تحتمي بها ، و قد رُسم على شكلها آثار قسوته ..
منى " ما بك عناد ؟ و لِما كل هذا ؟ "
أجابها بصوتٍ يكاد أن يخترق جميع الأركان ..
" أختك العزيزة كذبت على الجميع و أوهمتهم بمصداقية حديثها ، و أظهرت أحمد بتلك الصورة القبيحة ، ليلى تكذب ، أحمد لم يقل لها شيء "
تجمدت ملامح ليلى بعد سماع أخيها !
أصبحت أشبه بجثة هامدة ، لم تستطيع تبرير موقفها ..
فقد حان للأكذوبة أن تنكشف !
لقد خسرت كل شيء
بتصرفاتها فقد خسرت كل شيء ..
خسرت ثقة عائلتها !
و غير هذا ، خسرت ذلك الزوج الحنون !
انهارت أرضاً ، فاقدة لوعيها ..
~•~•~•~
نشب شجاراً بينهم !
أحمد و والده ..
يصرّ أحمد على الانفصال
بينما والده يصرّ على بقاؤهم لمصالحه التجارية ..
أحمد بانفعال شديد
" و أنا لست ألعوبتكم التجارية "
والده " ولكن فصخك للعقد سيدمر علاقاتنا ، تريث قليلا يا أحمد ، و لا تتسرع "
أحمد بعناد " لا أستطيع "
غضب الأب و غادر الصالة ..
اقتربت والدته ..
" عزيزي أحمد ، تريث قليلاً ، قليلاً فقط "
هزّ رأسه بـ نفي ..
وضعت يدها على صدرها ..
" من أجلي "
أبتسم وهو يمسك يدها ..
" فقط من أجلك أمي ! "
~•~•~•~
ممدة على سريرها !
مٌغْمضة عينيها ،، و الجميع حولها
منى تجلس بجانِبها ، تمسك بيدها ..
" ليلى غاليتي! ليلى "
تسمع ما يدور حولها ، و لكن أغلقت في وجوهم جميع أبواب الإجابة
ألتفتت منى لهم ..
" من الأفضل نقلها للمشفى سريعاً "
ليلى ضغطت على يدها ، و أكتفت بهزّ رأسها تعبيراً عن رفضها للذهاب للمشفى ..
عناد " لا تقلقوا عليها ، ليلى وحدها تستطيع ان تتحايل على المرض نفسه "
عماد " إذ لم يكن مرضها أكذوبة أخرى "
كلماتهم كانت أشبه بأسهم تقطع لها أوصالها ،.
منى " دعوا عنكم الكلام الفارغ و اخرجوا من الغرفة لترتاح قليلاً "
أنصرف الجميع و لم يبقى سواها هي و شقيقتها ..
و ما أن انفردا ، نهضت ليلى تنظر إلى منى بألم ..
منى بـ مواساة " لا تأخذي على عناد و عماد ! فـ هُم فقط مذهولين من الموقف ، و غير ذلك من المؤكد إنهم يستشعرون بالندم اتجاه ما فعلوه بـ أحمد "
هزت رأسها باكية ..
" ليس على ما فعلوه بـي ! بل تنتابني رغبة شديدة بالبكاء ، ربما من أجله ! "
منى " أتقصدين أحمد ؟ "
أجابتها " أجـــل ، يود الانفصال "
منى " و هذا ما تودينه أنتِ "
صمتت و حاولت الصمت أكثر ، و لكنها رمت نفسها على صدر أختها تبكي بحرقة ..
" لا أريد ذلك ، لقد أحببته منى ، لقد أحببته "
منى تهدئها ..
" اهدئي قليلاً "
ليلى لازالت مستمرة في بُكائها ..
" لا أعرف كيف تحولت مشاعري له فجأة ، لم يطرق حبه باب قلبي ، بل دخل دون استئذان و تربع بداخله "
.
.
لـ الكـآتبــه / نبــــض الحنيــــن !