[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_11_16147975281634751.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
الفصل الثالث عشر : ماذا أفعل ؟
طلب كارلا ايقاف السيارة بمكانٍ مهجور ونــائي ..
وتحرك الرجلان بأنزال الفتاة وادخالها إلى منزلٍ مُحطم ،
وحالما غابت الشمس حتى أفاقت
عينان ناعستان في محاولةٍ للاستكشاف بعد أن أزيل عنها الغطاء ..
فسحب كارلا كرسياً وجلس يواجهها وأردف مطمئناً :
" أنتِ بمكانٍ آمـن عزيزتي ولن يصيبك مكروه إن كنتِ فتاةٍ مطيعه "
ردت جين بانفعال وكأنها على وشك البكـاء :
" من أنتم .. وماذا تريدون مني .. ولماذا قمتم بخطفي ؟"
" انظري إنكِ تسألين ثلاث أسئلة دفعة واحده و أجوبتها تعرفينها
مُسبقاً"
" كيف أعلم ما أسئلة أيها المخادع ؟!"
تحرك الرجلان الضخمان في محاولةٍ للتهديد فأوقفهما كارلا
بإشارة بيده
" جيـد أنكِ لم تفقدي رباطة جأشكِ بعد .. ما عنيته أن وجودك هنا
من أجل معلومة واحده فحسب "
"و ماهي تلك المعلومة ؟"
" مـن يكـون ليـث ؟"
فور سماعها بالاسم بانت عليها آثـار الصدمة إلا أنـها كافحت
لإخفائها ثم قالت بسرعه :
"و ما أدرانـي به ؟"
" أتعلمين أنـا ذكي للأسـف ! مثل هذه التغيرات التي طرأت
عليك للتو لقد شاهدتها على ماري جيسون من قبل فهل
أمرها لا يهمك أيــضاً ؟"
"من أين لك بمعرفة اسمها .. من تكون؟"
"لا أريد منك سوى أجوبـة لا طرحـاً لأسئلة أخرى ..
كما أن مصيرهـا الآن بين يديك! .. سأكرر سؤالي لآخر مرة ..
منْ يكون ليث ؟"
صمتت جين لبضع لحظات ثم أجــابت :
" إنه شاباً ما قام بإنقاذي مرةٍ عندما كنت في خطر "
" همم! هكذا فقط و ما صلته بـأمـك ؟"
" لا أعلم .. سوى أنه منذ أن أنقذني أحبته أمي كأبنٍ لها "
" ولماذا يدّعي بأنه كارلـوس ؟"
"ليس لدي علم بما تتحدث عنه .. فقد مضى وقت طويل منذ آخر
مرةٍ شاهدته فيها"
" لمــا.. هل يعمل ؟"
ترددت جين قبل أن تجيب :
" لا "
نظر كارلـا لأحد رجاله ليأتـي بالقرب ثم همس شيئاً في أذنه
وبعدها رحل مبتعداً عن طريق جين ، فاقترب الآخر إليها وكادت
تصرخ بدورها بسبب ضخامة هيئته .. فوضع يده على فمها
يمنعها من الصراخ وتحرك رفيقه وأرجع الربطة إلى عينيها ومن
ثم أخبرها بالتزام الصمت وإلا لن ترى والدتها ابداً ،
وعندما كادا يرحلا أخيراً أوقف كارلا أحدهما ببقائه معه وترك
الآخر يذهب برفقتها ، فأتاه الثاني وعلامات الحيّرة على وجهه إذ
وقف ينظر إلى سيده ، فأجابه كارلا :
" ما الــأمر ؟! "
"سيدي .. طلبت مني عدم مرافقتهما ؟"
" وماذا إذن ؟!"
" لا أفهم لما فعلت ذلك "
" رجلٌ واحد ضخم بإمكانه التصرف معها فلا تقلق ،
أعني هو فقط سيقلها لمنزلها"
"لكن سيدي لماذا أمـرتـنا بخطفـها ثم بتـركها الآن ؟"
"ستفهم الأمر لــاحقــاً ! "
أنزل الرجل جين في مكان قريب من منزلها ..ثم فك ما نُصب
علي عينيها وتحرك بالسيارة مبتعداً .. ولم يكن عليها سوى أن
تسير ما تبقى لها من مسافةٍ إليه ، وحالما وصلت وفتحت الباب
استقبلتها ذراعين وعينين دامعتين
" جين أين كنتِ ، لقد أرعبتني عليك ؟"
نظرت جين بأسى لأمها وهي ترى حالتها وهلعها عليها
فتساءلت منذ متى وهي على حالتها هذه فأردفت :
" أمي سامحيني لتأخري، كان علي إخبارك ولكنني نسيت
وظننت أنني لن أتأخر كثراً"
"ماذا تعنين ؟ هل أنتِ بخير ؟"
" أجل أنا بخير ..كل ما في الأمر أن صديقةٍ لي قد اقترحت
عليّ الذهاب برفقتها لأتفقد حال أختها لأنها تغيبت اليوم ،
ومضى الوقت سريعاً ثم حدث ما حدث الآن.. أنا حقاً آسفه أمي"
"يـــا لكِ من ساذجــة ! ألم تفكري بـي كان عليك إعلامي
مُسبقاً بالفعل"
" أمي لمــا الضجة الآن ؟ لقد عدت وتأسفت وها أنا ذا لم يصبني
إي مكروه ، تتصرفين كما لو كان هناك سوءاً متوقعاً سيصيبني،
هل تتوقعين حدوث شيئا ما مثلاً ؟"
بلعت ماري ريقها في توتر ، كانت تخشى أن ينفذ كارلا تهديده
بها فأجابت كاذبه :
" لا ، لا ! ، هل يجب أن يكون هنالك مبرراً لأقلق على ابنتي
حسناً اذهبي ولا تعاودي الكرّه وإلا لن أسامحك البته ؟"
" أعدك ألا يتكرر ذلك .. سأذهب لأستريح "
استلقت في فراشها وهي مهمومه لا تعلم ماذا تفعل .. كانت
راغبه بإخبارها بالأمر ولكن عندما شاهدت كيف كانت حالتها
لم تستطع البوح .. حتى لم تدرك كيف سيطرت على أعصابها
حينها وتصرفت على سجيتها دون أن تُفضح ، أعصابها الآن
على الهاوية ولو أرادت التغيب غداً عن الدراسة
ستُثيـر شك والدتها بأنها على غير ما يرام .. فماذا تفعل ؟.
استمر الحال حتى الساعة الواحدة صباحاً وهي تتقلب بفراشِها
وعقلها مشغول بالبحث عن حل .. حتى تغلب عليها الإرهاق
الفكري فاستغرقت رغماً عنها في نومٍ عميق ..
[/align][/cell][/tabletext][/align]