عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 11-21-2016, 09:58 PM
 



الفصل الرابع عشر : الرجلُ الوقح !

عندما حلّ صباح اليوم التالي كانت جين أفضل حالاً بالرغم من

شرود بالها بأحداث الأمس ، فارتدت زيها المدرسي وتناولت

حقيبتها المدرسية ثم توجهت نحو الدرج

"ابنتي تبدين مفعمة بالحيوية هذا الصباح .. تناولي افطاركِ

قبل ذهابك"

"أمي آسفه سأتأخر .. ستفوتني الحافلة سأتناوله هناك .. وداعاً"

" وداعاً ابنتـي .. اعتني بنفسك"

صعدت جين الحافلة ولوحت بيدها لأمها مودعه .. كانت على

علم أن هناك ما يشغل قلق والدتها عليها منذ الأمس ، شيئاً

آخر متعلق بها ولكن لم تدرك ماهيته !

ثم طرأ على بالها رجل العصابات الذي اختطفها ، وتذكرت أنه

ذكر اسم والدتها كاملاً فتساءلت ما إن كانا على معرفةٍ

ببعضهما ولكنها سرعان ما أبعدت الفكرة عن مخيلتها بأنه

من المستحيل أن تكوّن أمها علاقات مع أشخاصٍ مثله ! ،

إلا أن موقف والدتها وهلعها الزائد عليها زاد من حيّرتها كأنها

تخشى بأن يصيبها مكروه بفعل فاعل أو فعلٍ مُفتعل؟ ، قررت في

تلك اللحظة أنها ستتغيب عن دراستها لليوم كما ستفكر بعذرٍ

مقبول في حال علمت والدتـها بالأمر ثم توجهت لمكانٍ ما ظنت

أنها قد نسيت الطريق المؤدي للوصول إليه .. وكان حظها

معاوناً بأن وجدت منْ ساعدها في طريقها إليه.

"آه ..سيد ماثيو .. انتظر أرجوك ؟"

" همم! أوه هذه أنتِ.. ألستِ بجين ؟"

"أجل أنــا هي "

"سعيد برؤيتك مجدداً .. هل من مشكله ؟"

"أجل ولكن كيف علمت بذلك ؟! "

"فتاة تتجول وحيده في مثل هذا الوقت بزيها المدرسي ..

ألا يفّترض بأن تكوني بالمدرسـة ؟"

" آه لا ينبغي أن أسأل شرطياً عن هذه الأمور ، حسناً أصبت ،

أحتاج لمساعدتك "

"أنـا تحت خدمتك .. فيما ؟ "

"أخبرني أين بإمكاني أن أجد ليث ؟"

" ليث ؟"

" أجل ليث .. أرجوك لدي مسألةً مهمه علي أخبارهِ بها"

"
إذن أخبريني بها وأنا سأساعدك وإن لم أتمكن من ذلك نقلت

له رسالتك "

" كلا آسفه لا أستطيع .. آمل ألا تُسئ فهمي ولكنه أمرٌ عاجل

وعلي أن أقابله شخصياً "

" همم ! لابد بأنك تثقين به كثيراً .. لن أكذب عليك فليث في مهمةٍ

سريه وحتى أنـا لا أعرف مكانه ووحده جــاك من يعلم بشأنه "

"إذن سأذهب إلــيه "

أمسك ماثيو برسغها يمنعها من الذهاب :

" أنصحك ألا تفعلي ذلك ! فهو متكتمٌ جداً على الأمر وحتى نحن

لم يخبرنا بشأنه فكيف يخبرك أنتِ؟"

ثار غضب جين :

"حسناً لا أحتاج لإي مساعدةٍ منكم سأبحث عنه بمفردي! "

بحثت جين في كل مكان حتى الأزقة لعلها تجده ولكن دون

فائدة ... إلى أن خارت قِواهـا فقررت الاسترخاء قليلاً لبضع

دقائق ثم عاودت الكرّة مجدداً .. عندها فكرت بيأس أنه

من المستحيل أن تجده بمدينةٍ كبيرة كهذه ، البحث عنه بها أشبه

بالبحث عن إبرةٍ في كومةِ من القش ! ، ولأن بالها كان مُنشغلاً

بالبحث عن ليث غاب عن بالها نقطةٍ مهمة

تذكرتها فجأة فاستطردت قائله :

"كـــارلـــــــــــــــوس ! ، كيف نسيت ذلك ؟ "

تذكرت حوار رجل العصابات البارحة وأنه قد ذكر شيئاً عن

ادعـاء ليث بأنه كارلوس .. فعاد إليها النشاط والحماس من

جديد وانطلقت في مهمتها بالبحث عن كارلوس وليــس ليث ..

إلا أن الغريب بالأمر أنه كلما ذكرت اسمه بكارلوس

مُستفسرة الناس عنه ، كانوا يرمقونها بنظراتٍ حادة ودهشه..

ثم يتجنبونها والبعض الآخر وصفها بالجنون لـأنها تسأل عنه

وآخرون حذروهـا ألا تذكر اسمه لأنه نذير شؤمٍ بالنسبة

لهم ، حتى ساورها الشك بأنها لربما أخطأت في الربط بينما ؟

ومع ذلك دفعها حب الاستطلاع على الاستمرار وعدم

الاستسلام ، حتى وجدت من دلّها على مكانه المعتاد بالقرب من

البحيرة ، محذراً إيّها بعدم الذهاب بمفردها للقــائه .. ولكن

فضولــها تجاهل الأمر وقــادها للمكان الموصــوف ..

حتى وصلت لحيث اعتاد الجلوس وكــان نائمـاً .. اقتربت

جين في محاولةٍ لرؤيةٍ أفضل .. وسرعان ما جمد الدم في عروقها

وتصلّبت في منتصف الطريق غير قادره على الحركة .. فغرت

فاهها دهشة وبصوتٍ خافت ومتلعثم همست :

"الرجل الوقح ! هو .. هو كارلوس و .. ذاته ليث ؟!، آه لا عجب

في وجود رابط بينهما فكلاهما يشتركان في الوقاحة العظمى ! ،

ولكن كيف لم أتمكن من التعرف عليه مُسبقاً .. ترى أيعود السبب

لعدم توقعي أم لعدم تركيزي ؟ "

لاحظت بأن الوقت يمضي وأنها في هذا الزمن بالتحديد عليها أن

تعود للمنزل حتى لا ترتاب والدتها بشأنها وبما أنها قد وصلت

لمبتغــاها باتت الأمور أسهل الآن .

رد مع اقتباس