عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 11-21-2016, 10:11 PM
 




فيوري رائعة كالعادة
احب كتاباتك يا فتاة :




يكادد العمر يرهق كاهلها ويرحل بما تبقى منه ؛ لإمرأةٍ مسنة ادركت الحياة بالصبر
وقد رسمت السنوات في خطوط وجهها حكايات من التعب والجهد وحدها !
عكازها الثقيل ذاك الذي تتكأ عليه يكاد يكسر الرخام من تحته بثقل الهموم
تخفي شيب شعرها بحجابٍ ابيض طويل تنظر للسماء او بالأجدر ان اقول إلى قمة المسجد
تنتظر ان ينعش قلبها صوت الأذان من ابنها ..

لفت نظرها وحرك هدوءها الصامت رائحة عطرٍ ثقيلة عصفت بذكرياتها وما زادها تحطيماً هو صوت تلك الخطوات الواقرة
المنتظمة كـ طرقات عقارب الساعة ..
توقف أمامها كما توقف لسانه عن الكلام وإيقاف الحوار الذي كان بينه وبين معشوقةٍ أخرى على الهاتف
غير خجلٍ من شيبته وكبر عمره ؛ يتمتع بالأموال ويضيع بها حتى ما كان لأحدٍ ان يعرفه

تلفظ بكلمةٍ اجنبية دالةً عن تعابيره المندهشة
أزاحت نظرها بسخرية عنه وقالت بصوتٍ مبحوح ملأته الشيخوخة والمرض
" أما زالت نَفسُك في تلك البلاد ؟! "
تخلى عن لغته الأم وتكلم بالعربية كمان كلمها قبل ثلاثين سنة مضت في لقائهما الاول بجنوب استراليا
" لم نلتقي منذ زمن ! "
هزت رأسها بسكون " اجل .. يا لها من صدفة مررت بها من هنا "
وضع يده في جيبه وقال بضمير ميت يحملق في المكان
" مروري من هنا نشأ بسب سائقي الذي تاه في المنطقة "

" الله اكبر "
رن الصوت في المكان تلاه بدء الأذان ؛ ابتسمت بحنان ما إن ادركت الشخص الذي حدق بها حتى تحولت بابتسامة استهزاء
صحبها القول " أتعرف صوت من هذا ؟ "
التوى جانب فمه بسخرية " كيف لي ان اعرف ؟ أرينني خبير اصوات شيوخكم "

" انه صوت ابنك "
اتسعت مقلتاه وخَرس ؛ لم يعرف ماذا يقول ، فعاد تكرار الكلمة مؤكداً
" ابني ! "
أومأت برأسها في صمت قاتل جعله يلتفت مرتجفاً ناظراً إلى السماء باحثاً عن مصدر الصوت من أي قبة يصدر
تمتم " مـ ماذا يقول ؟ "
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 03-04-2017 الساعة 01:27 AM
رد مع اقتباس