في البيت الأبيض معتوه
كلمات /عماد خالد حاج علي

يا للمهازل والعجب !!
يا للجنون والمآسي والصخب !!
حقاً إذا عُرف السبب بطل العجب !!
يالشعوب الأرض المهيضة!!
إذ أصابها الوصب ،،،
ها هي تحلّقت حول المرئي
في خشوع و في أدب
شاخصة الأبصار مهطعة الرؤوس
ترقب الحال عن كثب ،،،
فهناك يا قوم أمرٌ خطيرٌ
قد اشرأبَّ و قد إنتصب ،،
حتماً سيدونه التأريخ
بمداد من ذهب ،،
و ستلوكه الألسنة كثيراً
وسيقبع طويلاً في بطون الكتب ،،،
الشعوب في ذاك اليوم
كانت تفور و تثور
تموج و تضطرب ،،
كما تلاميذ المدارس يتصارعون
يتشاكسون في الفناء في شغب ،،
اﻵن و قد حانت لحيظات الحقيقة
و جرس الدخول قد ضرب ،،
فكأنه لعمري يوم العذاب
قد دنا و قد إقترب ،،
أخيراً قد بُثّ الخبر الصعب ،،
أخيراً قد كسب الرهان و فاز أبولهب ،،
قلب الطاولة على حمالة الحطب ،،،
نزل الخبر كالصاعقة على الرؤوس
فصعق الجميع
و جاء البلاء و حلّ الكرب ،،،
ما كان هذا النبأ المشؤوم
ليدور أبداً في خلد حصيف أرِب ،،
وما كان ليراود خاطر عرافة
على مقاصل الدجل البغيض
قد صُلب ،،
و لم يخطر على بال
كل من قرأ فنجاناً
أو حتى على صدر الأرض
قد رسم تعاويذاً و قد ضرب ،،
ما كان ليساورهم شك أبداً
أن ساكن البيت القادم
بشحمه و دمه سيكون هو أبولهب ،،
ثار البيت الفخيم هياجاً
و استشاط بالغضب
فالساكن الجديد
سليط اللسان
غريب المزاج
وضيع الرُتب ،،
ما كان في يومٍ من نجوم ساستهم
إلا أنه كان مثل قارون
يكتنز الفضة و يعبد الذهب ،،،
لكن الماكر راوغهم جيداً
أسقطهم جميعاً أرضاً
ثم إلى داخل البيت الفخيم قد هرب ،،،
ثارت ثأئرتهم
جن جنونهم
والعقل فارقهم و احتجب ،،
تعالى الصراخ
تصاعد مد الهياج
و عمّ الصخب ،،
حذار من المهووس
إن أشعل البيت الفخيم باللهب،،
حذار من المعتوه الذي تمرّد
على كل الحقب ،،
والشارع الموتور قد كساه التعب ،،
ثائرون ساخطون
من كل حدب ينسلون
يهتفون في غضب ،،
ضد زعيمهم المنتخب ،،
زير النساء
سئ السمعة
عديم الأدب ،،
يا لوجعها حمالة الحطب ،،
قالوا عنها مخضرمة
ذات باعٍ طويلٍ في معترك اللعب ،،
ضليعة حصيفة رزينة
تطاول هامتها
قامات الشهب ،،
يالحسرتها حمالة الحطب
ما أجداها نفعاً
ما جمعته من حطب ،،
قد كان غالبه
أضغاث مكرٍ
و دهاءٍ خالطه الكذب ،،،
راحت على الفور
تستجير بحاشيتها
ليأتوها بالسحرة
من كل فجٍ و من كل حدب ،،
طفقتْ المسكينة تستجدي
كلّ من هبّ و دب ،،
لا جوار السياسة قد حماها
و لا بريق المال قد أواها
و ما أغني عنها شيئاً
أهل الطرب ،،،
يا للمهازل و العجب !!
أخيراً قد أضحى حاكم الأرض
أبولهب ،،
ماذا دهاكم أيها العرب !!!
متى في يومٍ
كان ساكنو البيت الفخيم
قد صانوا العهودا
متى أوفوا بالوعودا
و عاملوكم بالأدب ؟؟
متى أكرموكم بسخاء
إلا و بعدها قد أحرقوكم باللهب ،،
و الدم سال منكم للركب ،،
هذه أمريكا
قد فضح جليّاً أمرها
فماذا فاعلون أنتم أيها العرب ؟؟؟؟؟؟

الجمعة 18 نوفمبر 2016