عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 11-21-2016, 10:42 PM
 





دوم وقت أقرأ كتاباتك
اتمنى لو معي فنجان قهوة
حتى امخمخ بالقراءة حب0


قَاسِيَةٌ هِيَ هَذِهِ اللَّحَظَاتْ, احْتَوِي الارْضَ فِي دَاخِلِي فِي حِينِ تَحْتَوِينِي هِيَ فِي
ثَنَايَا سَطْحِهَا, تُدَاعِبُ اوْرَاقَ قِصَصِي زُهُورَ حَدِقَتِي, تَبْعَثُ فِي دَاخِلِي ذَاكَ
النَّوْعَ مِنَ النَّشْوَة, مِنَ الحَنِينْ, مِنَ المَاضِي وَ الآلَمْ. ارْتَشِفُ مِنْ كَأسِي
مَا تَبَقَى لِي مِنْ نَفْسِي, اُدَاوِي جُرْحاً فِي اعْمَاقِي لاَ يُشْفَى,
اُفَكِرُ قَلِيلاً بِعَقْلِي لاَ بِقَلْبِي, أَكَانَ الآمْرُ يَسْتَحِقْ كُل هَذَا.!
لِأتَدَارَكَ فِي لَحْظَة ذِكْرَى مِنَ المَاضِي, مِنْ قَبْلِ النَّذْب,
وَقَفْتُ فِيهَا امَامَ نَفْسِي وَ حَذَرْتُهَا قَائِلَة سَيَأتِي يَوْمٌ سَتَرْيَنَ فِيهِ شِتَاتَ
نَفْسِكِ يَتَبَعْثَرْ وَ لَنْ يُمْكِنَكِ حَتَى لَمْلَمَتَه, فَيَدَاكِ الصًّغِيرَتَيْن لَنِ يَتَمَكَنَا
مِنْ إحْتِوَاءِ الرَّمَادِ وَ إعَادَتُهُ إلَى رُوحْ. تَكَرَرَ فِي عَقْلِي صَدَى كُلِ كَلِمَة,
اسْئِلَة كَثِيرة قَفَزَتْ إلَى خَاطِرِي, لِمَا لَمْ اسْتَمِعْ إِلَى نَفْسِي, وَ لِمَا لمْ اسْتَمِعْ
إلَى كُلِ تِلْكَـ الإشَارَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَحُثُنِي عَلى التَّوَقُفْ, لِمَا لَمْ اتَوَقَفْ
وَ تَابَعْتُ المَسِيرْ فِي الطَّرِيقِ الخَطَأ, مَعَ عِلْمِي الكَامِلْ بِأنَهُ خَطَأ, احَقّاً
إسْتَحَّقَ الآلَمُ كُلَ هَذَا. وَ مَهْمَا إرْتَفَعْتُ عَالِياً وَ حَلَقْتْ, حِينَ تَزُورُنِي هَذِهِ
اللَّحَظَاتْ آهْوِي فِي ثَانِيَة إلَى القَاعْ إلَى التَهْلُكَة, إلَِى حَيْثُ تَرَكْتُ طِفْلَةً
صَغِيرَة عَلَى الحَائِطِ المُهْتَرِئ لِلْاحْزَانِ مُتَكِئَة, تُدَارِي وَجَعَ قَلْبِهَا يِسُيُولِ
دُمُوعِهَا, وَ تُشَوِهُ بَرَائَتِهَا الزُّهُورُ فِي مَعْصَمَيْهَا, الزُّهُورُ الَّتِي خَلَقَتْهَا بِنَفْسِهَا.
قَلْبِي يَحْتَرِقُ لِأجْلِهَا, لِأجْلِي, اتَسَائَلُ الآنْ إذَا كَانَ بِإمْكَانِي إيقَافُ كُلِ تِلْكَ
الحُرُوبِ فِي دَاخِلِي وَ العَوْدَة لِإمْسَاكِ يَدِي طِفْلَتِي مِنْ جَدِيدْ وَ المَضِيِ قُدُماً
نَحْوَ وَهْمٍ جَدِيدْ.
يَقْتُلُنِي صَدَى صَوْتُ الإجَابَة فِي اعْمَاقِي مُعْلِناً بِالنَّفْيِ القَاطِعْ, مَانِعاً لِآيِّ ذَرَةِ
آمَلٍ قَدْ تَنْبُتُ.
فِي النِّهَايَة اُلَمْلِمُ بَقَايَا حُرُوفِي وَ اخْرُجُ مِنْ حَدِقَتِي عَائِدَة إلَى كَوْمَةِ اوْهَامِي,
وَ تَبْقَى هَذِهِ اللَّحَظَاتُ هِيَ الاقْسَى.

~

التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 03-04-2017 الساعة 01:30 AM
رد مع اقتباس