محبة الله لعباده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حب الله هو أعظم حب قد يدخل في النفس البشرية بأن يستشعر بحب الله عزّ وجل لهُ من بين الناس، فهم أناس ميّزهم الله عن غيرهم واصطفاهم لنفسهِ من مغفرة وحب ورفق في القلب، فتجدهم مميزين عن غيرهم لا يتركهم الله لأحد سواه، فما أجمل أن يحبك خالق كل شيء فهو الحب الذي لا شك فيه ولا بهتان، وهل تدري ماذا سيكون حالك عندما بحبك الله !!! . فهي قمة السعادة وأصحاب الحظوظ الكبيرة الذين صادقوا ما عاهدوا الله فصدقهم وهم الأخيار الذين الذين لا يفوزون إلاّ بها، وهم الذين أخلصوا لله عزّ وجل وشكروا الله فأعطاهم أعظم المنح فرزقهم الله حبه الذي لا حب بعد حبهِ خالق كل شيء . وهبك الإيمان : قال إبن قيم رحمهُ الله : إنّ الله إذا أحبّ عبداً أنشأ في قلبهِ محبتهُ، فالإيمان لا يأتيهِ الله إلاً من أحبهُ في زمن يكثر فيه الفتن والخداع والغش وهذا الرزق يعتبر من أكبر الدلائل على حب الله عزّ وجل لشخص يحبهُ، فالله لا يهدي من لا يحب فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء . علامات محبة الله للعبد إنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنس والجن لكي يعبدوه، ولم يجعل فرقاً بين أعجمي أو أعربي إلا بالتقوى، فذلك يدل على العدل السماوي، وعندما يؤمن الإنسان بالله تعالى ويقيم فرائضه يُكرمه الخالق بمحبة مميزة عن الآخرين، وتظهر تلك المحبة بعلامات في الدنيا، وكسب الأجر والجنة في الآخرة. أسباب محبة الله تعالى للعبد إقامة الصلاة في وقتها وعدم تأخيرها والالتزام بها كما أمرنا الرسول الكريم. إخراج الصدقات وإيتاء الزكاة، فالله عز وجل جعل للفقراء حقاً في أموال الأغنياء من المسلمين؛ لكي يعم الحب والاحترام بين المسلمين ويقل الحقد والغيرة بينهم. صلة الرحم وزيارة الأقارب. الجهاد في سبيل الله لمن استطاع له سبيلا، والجهاد له عدة أنواع أفضلها قتال الكافرين والمعتدين على أرض المسلمين، أما الأنواع الأخرى فتتضمن الجهاد بالمال أو الجهاد بالقول. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتعم الأخلاق الحميدة بين أفراد المجتمع الإسلامي. ستر العورات والالتزام باللباس الشرعي للرجال والنساء على حد سواء. اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى في ذلك : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم". علامات محبة الله للعبد الابتلاء بالمصائب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، ..."، وقد جعل الله عز وجل الابتلاء طريقاً للمؤمن لإثبات إيمانه وحبه للدين الإسلامي، فإن صبر على ما ابتلي به وشكر الله تعالى كان له الأجر في الدنيا والآخرة، وإن تذمر وكفر بابتلاء الله ولم يشكره فقد خسر الأجر وخسر محبة الخالق، كما أن الابتلاء سبيل لإزالة الذنوب عن المؤمن، وقد يكون الابتلاء بمرض أو فقر أو فقدان شخص عزيز. حب الناس له في الأرض، فمن أحبه الله جعل الناس أيضاً يحبونه، ومن علامات حب الناس له أنهم لا يهتمون بوضعه العلمي أو المادي، بل يحبونه بالله. استجابة الدعاء، فعندما يدعو الإنسان المؤمن ربه يستجيب له ويُحقق له ما يتمنى. يوفق الله المؤمن المحبوب للعمل الصالح، فيسعى المؤمن في الأرض لإقامة العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أنه يُخرج الزكاة عن أمواله للفقراء. يُحسن الله التدبير له في كافة أمور حياته، فينور عقله، ويجعله صافي القلب ونقي النفس. يُبعد الله العبد عن المعاصي ويُدخل حب طاعته في قلبه ويزيد إيمانه ويدفع عنه السوء والبلاء بلا حول ولا قوة منه. كيفية نيل محبّة الله كي تجعل شخصاً ما يحبك عليك أن تقوم بفعل ما يحبّه هذا الشخص، ومن رحمته تعالى أن ذكر للإنسان الطريقة التي ينال فيها محبته، فذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض الأبواب التي ينال فيها محبته تعالى والتي أولها الإحسان، والإحسان هو بابٌ واسعٌ جداً لا يقدر عليه إلّا من كان مؤمناً بالله تعالى إيماناً حقّاً؛ فالإحسان هو في كلّ فعلٍ يقوم به الإنسان سواءً في عمله أو مع عائلته أو في الطريق مع المجتمع. التوبة: عن طريقها ينال الإنسان محبة الله تعالى؛ فالله يفرح بتوبة العبد أكثر من فرح الضال إذا وجد طريقه أو الظمآن إذا وجد الماء، وباب التوبة مفتوحٌ لأيّ إنسانٍ مهما كان ما فعله في حياته. الطهارة، فالله يحبّ المتطهرين، والطهارة هي طهارة الجسد وطهارة اللباس وطهارة القلب أيضاً، كما أنّ التقوى هي من الأمور التي يحبّ الله بها الإنسان؛ فالتقوى هي في أن يتّقي الإنسان عذاب الله تعالى وغضبه، وأن يتقي ما نهى الله عنه؛ فهي تبدأ من القلب إلى الجوارح والجسد وأفعال الإنسان كلّها. الصبر: هو بابٌ آخر لحبه تعالى؛ فالمؤمن الحقّ يصبر على طاعة الله وعلى الابتعاد عن معصيته مهما بدا ذلك صعباً له، ويصبر العبد أيضاً للمصائب التي يقع فيها مما عظمت، فهو يعلم أنّ الله تعالى معه دائماً ينظر إليه ويعتني به، فعندما يعلم الإنسان أنّ القوة العظمى في الكون ستحبه في حال التزم بالصبر، فهذا من شأنه أن يزيد من صبره أضعافاً مضاعفة، كما قال الله تعالى أيضاً:" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، فالإقساط هي معادلة الناس بعدلٍ وإنصاف مهما كانت الظروف المحيطة بك، فلا تنصف صديقك أو قريبك وتظلم غيرهم، فعليك على الدوام أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك. هذه هي بعض الأبواب التي ينال بها الإنسان محبة الله تعالى، وقد ذكر الله تعالى العديد غيرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكنّه تعالى ذكر أيضاً العديد من الأبواب الأخرى التي تبعد الإنسان عن محبة الله تعالى؛ كالإسراف، والفساد، والظلم، والتفاخر، والرياء، وخيانة الأمانة، والجهر بالمعصية، وغيرها، فلكي تنال محبة الله تعالى عليك أن تكون معه بكلّ جوارحك وأن تطيعه ولا تعصيه وتستغفره وتتوب إليه أيضاً. في أمان الله ورعايته |
__________________
سبحان الله
الحمد لله
لا إله ألا الله
الله أكبر
التعديل الأخير تم بواسطة Tн͠uи͠d͠eя͠ ; 11-30-2016 الساعة 02:26 PM |