مابين ذكرى واخرى ذكريات من الماضي :
كانت جميله تلك الصباحات القديمة , ذات الرائحه الصباحيه العبقه كم كانت جميله عندما تقوم والدتي ب تسريح شعري الطويل , اشعر بالحنين حقا ل لمسات اصابعها وهي تتغلغل فيه , وكلماتها التي اعتدت سماعها ف ذلك الوقت " سواده يشبه سواد السماء في منتصف ليلها" كلماتها التشجيعيه لنا ف كل صباح وتوديعها لنا عند باب المنزل قبلاتها التي تغمرنا بها , جميعها كانت ذكريات عالقه ف ذاكرتي الطفوليه , ضحكات تلك الصديقات , التي لم اظن يوما انه يمكن فقدانهم , كما يفقد الطفل اسنانه , بين يوم واخر يصبح الوقت هو الكفيل الوحيد ب ابعادهم عني , دون مشاجرات ولا تبريرات , فقط اصبحت كل واحدة فيهم يشغلها امر في حياتها , بينما كن نتشارك الاسرار اصبحنا غرباء كفاية عن بعضنا لدرجة تمنعنا من معرفة وجوه احدنا الاخر , جارتنا التي كانت تبيع الحلوى لنا دون مقابل , بحكم عدم انجابها الاطفال اصبحت تحبنا ك ابناء لها , حتى ذاك اليوم كم الذي ايقظتنا والدتي فيه لتخبرنا انها تعرضت ل حادثه وتوفت ع اثرها , انتقال بقية الجيران واحد تلو الاخر , حتى اصبح ذلك الحي يعمه السكون , لا اصدقاء لا حلوى .. لكنني وحتى الان لا زلت عالقه في ذلك الماضي , انني مثل السجين الذي يحفر نفقا في زنزانته ل عشرين عاما ثم اكتشف ان النفق الذي يحفره يقوده الى زنزانه اخرى .. |