الفصل الثالث : سأكون أنتِ كأنا . .مَرَ ثلاثة أشهُر علي ذلك الحادِث ، علي سقوطي عن الدَرَج ، علي سقوطي بداخل "مي"
لقد نَفِد الأمل لديّ ، أنا لن أعود أبدًا ، تَوَقَف التقيوء ، لذلك سأعود إلي العَمَل ، لست مُتحمسة ، ولا حتي قليلًا ، رأيت صورًا ل"مي" ، تلك الابتسامة التي تستطيع استدعائها في أي وقتٍ ، أنا لا أقدِر عَليها !
كان "سوشيرو" معي ، كالعادة ،أمام الجميع وقت جلسات التصوير هوَ مُدير أعمالي ، وأحيانًا بالصالة الرياضية هوَ مُدربي ، أما بالمنزل فهوَ رئيس الخَدَم ، "سوشيرو" يُدير كُل شيء ، رُبما كُنت قتلت نفسي لو لم يكُن موجودًا !
هل يُفتَرَض أن أرتدي هذا ؟ لن يحدُث أبدًا ، "مي" لم تكُن لِتُعارِض .. لكن أنا لستُ "مي" !!
ولن أكون .. أبًدا !!
أشَرت علي البلستَر الأبيض جوار حاجبي : ما رأيك أن نتبَني الأستايل الجانح للوقت الحالي ؟
كان المُصوِر ثلاثيني بُني الشَعر ، بدا وكأن الفكرة أعجبتهُ !
بدا الاستغراب علي وجه "سوشيرو" وكذلك السعادة !
اللطافة المُفرِطة كانَ الستايل المُعتَمَد مِن قِبَلِها ..
أما أنا .. فسأفعلها بطريقتي !
.
.
أخيرًا لديّ الحياة الطبيعية التي طالما أردتها ، اليوم عُطلة لذلك .. أنا أجلِس هُنا طالَة علي حديقة المنزل وأتناول البَطيخ كأي مُراهِقة عادية .. عَدا أني أقرأ موضوع عن نفسي بمجلة أزياء وتلك ليسَت أنا !!
"هيجيكاتا مي" تفقد ابتسامتها الشهيرة.
"هيجيكاتا مي" تزداد شعبيتها في الفترَة الأخيرَة.
"هيجيكاتا مي" كانَت مُصابة ب"الأنوركسيا" لكنها تعافَت.
والخبَر الصاعِق !
"هيجيكاتا مي" تستعرِض كدماتها قائلة : لا بأس في أن نكونَ بَشرًا ، نسقُط ونُصاب أحيانًا..
كانت تجلس علي كُرسي خَشَبي بالمقلوب مُعطية الكاميرا ظَهرَها ، تعرِض بنطالًا أسود من الجِلد ، حِذاء طويل بنفس اللَون وبلوزَة قصيرَة بيضاء لمنتصف الظَهر أظهَرَت كَدمة زَرقاء بِظَهرَها ..!
بينَما شَعرَها رفعتهُ ، لم أري وجهها ..
رميتُ بالمجلة : إنها أنا أفضل مني !
تعافَت هاه ؟ أيضًا ازدادَت شَعبيتها ؟ إن جَنَت مالًا أكثَر فستستطيع الخروج من ذلك المنزل !
زَفَرت مُصَفِقة : مُبارَك !
الآن .. مِن صالِح "ساي" أن تبقي بهذا الجِسم !
أصبح لديها كُل شيء كما هَدَدَت !
*
إذن لماذا ليسَت سَعيدة ؟! هل تشتاق لأمها ؟! هُراء ! علاقتهما لم تكُن جيدَة من الأساس ! هذا ما اكتشفتُه ! وأيضًا ما أصلحتُه !!
هيّ "مي" جيدة ، أنا "ساي" جيدة !!
الجميع بخير !!
عدا أنها تبكي في الصف عندما يكون فارِغًا !!
"نورين" غائِبة اليوم لذا أنا هُنا وحدي ، تقدمتُ إليها ، كانت تجلس فوق مَكتبها تنظُر خارج النافِذَة ، مددتُ يدي بدون تردُد لأمسح دموعها : أنتِ تُشوهين صورَتي !
حَولَت بَصَرَها لي ، كانت عيناها ميتة وكأنها لا تَعرِفني : إنها صورَتي الآن !!
لم تُبعِد يدي ، لكنني أزلتُها كما لو أنها تحتَرِق ، لقد ماتَت "ساي" وأنا من قتلتُها لأحيا !
.
.
لقد تأخر السائِق ، لا أستطيع أن أعود علي الأقدام ، الجميع يرحلون ، حاوَلت ألا أبدو خائِفة وأنا أري مجموعة من مُتنمرين مدرسة أُخري يقتَرِبون حيثُ وقفت ، كانَ واضِحًا جِدًا أنهم ليسوا مُسالِمين ، قائِدهم لديهِ غُرة شَقراء مصبوغَة وبأُذُنُه اليُمني قِرط فِضي علي شَكل حَلَقة ، ابتسم ابتسامة لا أدري كيف أصِفَها ! أليس الابتسام للتعبير عن السعادة ؟ كانَت خالية من السَعادة !!
حَدَث أتباعُه : انظُروا من لدينا هُنا ! "هيجيكاتا مي" بِنَفسِها !
تَحَلَقوا حولي في دائِرة لأنطِق برباطِة جأش من الصَعب التَخلي عَنها رغم عِلمي أني لم أعُد بنفس قوَتي السابِقة ولن أستطيع ضَربُهم لكن شيء كهذا لا يُنسي ، العادات تموت بصعوبة !
-ما الذي تُريدُه ؟ مال ؟
مددتُ يدي إلي حقيبَتي في أول مُحاولَة لي للتفاوض، عادةً أستخدم يدايّ! ، عليّ التأقلُم مع موقفي الحالي !
اقتَرَب مني ليلتصق ظهري بالحائط مع ذلك لم أُحول عينايّ عن عيناهُ ، اخفَضَ رأسُه ليهمس قُربي : لِمَ توقفتِ عن ارتداء الملابس اللَطيفة ؟ الأسوَد لا يليق بِك! يُخفي كُل ما ابتغي رؤيتُهُ !
تبًا !
كيفَ لم أُدرِك هذا ؟! "مي" مشهورة ! الجميع يَعرِف وَجهها ! والمشاهير يتعرضون لمواقف كهذِهِ أحيانًا ! أنا بالفِعل لستُ مُعتادَة علي ذَلِك !!
لم أُدرِك إلا وقدمًا تطير في الهواء لتستقر بوجهُه مُسقِطة إياه أرضًا لتنطق صاحبتها : ما تَفعَل ليسَ لطيفًا جِدًا !
حاولت عَبَثًا الأمساك برُكبتاي قبل أن أنهارَ علي الأرض لكن لم ينجَح هذا !
هُم أربعة ، لكنهم غير مُدربون ، وبطريقةٍ ما فازَت عليهم !
كانت أنا ! ، أقصِد "مي" بداخل "بِذَتي" ..
اقتَرَبَت لتُمسِك كَتِفاي وتُنهِضني عن الأرض بَعد أن جروا بعيدًا : هذا لا يعني شيئًا .. مازلت أكرهِك وأنوي أخذ كُل ما لديكِ !
هذا كانَ ما قالتهُ لكنها لم تبدُ صادِقة جِدًا لي ، ليسَت هُدنة ، الأمر ليسَ بشيء ..
-شُكرًا علي أي حال..
*
تَقَلبت في الفراش مرة أُخري ، لقد ساعدَتني "مي" ، الأخوات يُساعِدن بعضهُن ، لكننا لسنا ككُل الأخوات !
"مي" ليسَت بذلك السوء الذي تُحاول أن تَظهَر لي بِه!
لَكنها تَطمَع بما هوَ لي !
هذا يُذكِرني .. بابنا آدم ، قابيل وهابيل ..
أحدهما قتَل الأخَر وعاش ، لكن ألا يعني يعني هذا أننا -البشرية جمعاء- ابناء القاتِل ؟!
رُبما لا ، رُبما لا جيدون بقِصَتي !
جميعُنا سيئون!
يُقال أن هابيل كانَ أقوي من قابيل لكنهُ رَفَض أن يَرفَع يدُه ضِد أخيه ، لقد كانَ الأخ الصالِح ..
لكن عندما رَفَعت "مي" يدها بوجهي ، رفعتُ يدي !
بعد التفكير ؟ كيفَ رفعتُ يدي بوجهها ؟ لكنني أيضًا لم أمُدها لها مُساعِدة !!
من مِنا الأُخت الصالِحة ؟!
تقلبت للمرة الأخيرة قبل أن أسحب اللحاف وأتجه للنوم بالأرض تحت المكتَب : رُبما لا جيدون ..
لم أعتد هذا السَرير بعد ، إنهُ ليسَ لي ..
.
.
لننسي كَون "ساي" غير سَعيدة رغم أن لديها كُل شيء ، لِمَ لستُ أنا سعيدة ؟!
هَذِهِ هيّ الحياة الطبيعية التي طالما رَغِبت بها ! لِمَ أشعُر أن قَلبي فارِغ جِدًا ؟!
وأجِد صعوبة في النَوم ، ما الفائِدة من حياتي ؟ في السابِق لم أجِد وقتًا لهذا السؤال أبدًا ، جلسات التصوير ، التمارين ، دِراسَتي التي مهما بذلت فيها من مجهود مازِلت سيئة ، ما الذي كانت تَشغَل بِهِ "ساي" كُل ذلِك الوقت ؟ ما الذي كانَت تقضي بِهِ يومها ؟ لِمَ أشعُر وكأن الزمن يسير ببُطء ..؟
زَفرت : لقد أشتقت ل"سوشيرو"!
.
.
كانَ عليّ وضع شيء من "كريم الأساس" لأُخفي أني لم أنم جيدًا بالأمس ، استمر بالتفكير في وضعي مع "مي" وما الأمر الصواب لفعلُه ومن مِنا المُخطئة، أنا أعلم أنها فتاة جيدة! ، منذ ثلاثة أشهُر فقط لم أكُن أعلم حتي أن "هيجيكاتا مي" موجودة علي وجه الأرض!
-رفعتِ شعرِك مُجددًا ؟
ألقيت ببصري علي المُتحدث وأنا أهبط أخِر سلمة : نعم !
كانَ موضوعًا علي شكل كعكة فوق رأسي ، اقترَب ليفُكها !
تلك ليسَت المُشكلة حقًا ! الأمر أنهُ آلَمَني !!
صِحت قبل أن أُدرك : فقط لِماذا تُعامل "مي" بهذِهِ الطريقة ؟!
لم يلحَظ أني تحدثت عن "نفسي" بصيغة الغائِب للتو أم فعل ؟ لكنه أجاب علي أي حال !
-عندما أنظُر إليكِ أتذَكَر الطِفل الذي هجرتُه !! لا أُريد النظر لوجهك !!
ما الذي تقوله ؟! أتقول أن "مي" أخفَت وجهها وراء تلك الغُرة طوال حياتَها بسببي ؟ إنها عاشَت حياة تعيسَة بسببي ؟! ما قالتهُ هُناك في المدرسة لم يكُن مُبالَغَة ؟! أنا فِعلًا أقف في طريق سعادَتها !! أنا الأُخت السيئة !!
جريتُ !
نعم ! خرجتُ من البيت وجريتُ !!
لا أعلَم إلي أين تأخُذني قدماي ! الرؤية مُشَوَشة بسبب شيءٌ ما !!
رفعتُ يدي إلي خدي ، دموع ؟! أنا أبكي ؟! لِماذا ؟! من أجلي ؟! لا .. تلك أول مرة في حياتي أبكي من أجل شخص أخر ..
في رأسي وَصلَني صَوت يقول شيئًا ك"اتبعها" !
*
مَن تَبِعَني كان "سوشيرو" ، وبطريقةٍ ما نحنُ نتدَرَب الآن معًا في صالة التمرين ، أي أننا لم نخرُج من القَصر!
اليَوم عُطلة علي أي حال !!
لَكَمت الحقيبة الرملية التي يُمسك بها وقد تدلَت من السَقف : أتظُن الانتقام أمرٌ مُبالَغ فيه ؟!
ضَحِك ! من قلبُه أيضًا !
لكمة أُخري مني : ماذا ؟!
توقف ليرُد باسِمًا : لم أرَكِ غاضِبة في حياتي أبدًا ! أحيانًا أنسي أنكِ طفلة !! الغضب يجعلك لطيفة !
أنا ؟ لطيفة ؟!
ماذا عن ستايل "مي" ؟! ألم يكُن هذا لطيفًا ؟! الملابس الوردية وكُل ذلك ؟!
قاومت تورُد وجنتاي : علي أي حال أنا سانتقم فِعلًا !!
جاراني : لِماذا ؟!
رددتُ : من أجلي ، من أجل أُختي .. أوتعلم ماذا ؟! من أجلك أنت أيضًا !!
لم يسألني كيف عَلِمت أن الطفل الذي هجرُه أبي هيّ بالفعل -أُخت- !!
تَعَجب وهوَ يترُك الحقيبة الرملية : أنا ؟!
توقفت عن توجيه اللَكمات : أعلم كُل شيء !!
صَفَق بكلتا يداه : تمرين البطن !!
افتَرَشت الأرض بسُرعة بعد أن تعودت علي أسلوبُه هذا ليُمسِك بِكلا كاحِليّ : اشرحي !
-أبي وأباك !
-1
-كانا أصدِقاء
-2
-لكنَ أبي أسقَطَ شَرِكتُه !!
-3
-ولم يكتفي بهذا بل جَعلَ منكَ خادِمًا !!
-4 ، غير صحيح !!
توقفت لثانية ، من الصعب فعل هذا والتحدُث !
-ما الصحيح إذن !!
-سَقَطَت شَرِكة أبي ! ، 5 !
-..
-ماتَ بعدها بأشهُر قليلة ، 6 !
-..
-كانَت أُمي ميتة بالفِعل ، 7 !
-..
-السيد "هيجيكاتا" آواني لديه بعد أن تم الحَجر علي كُل ما لديّ .. كون لا أقارب لي أيضًا !
توقفت في مكاني علي الأرض ليُتابِع : برأيك من يتكلَف بمصاريف دراستي ؟! و.. أنا من أختار أن يعمل !! لن استمر في أخذ الأموال فقط من دون مُقابِل !!
حدَقت في سَقف المكان : إذن أبي ليسَ سيئًا بعد كُل شيء ..
زفرت بقلة حيلة : لكنهُ ..
قاطَعَني : أتَذَكر وقت .. كان السيد "هيجيكاتا" فيه لطيفًا جِدًا .. كان دومًا يبتسم ! لكنهُ توقف فجأة !! كُنتُ صغيرًا وقتها .. لم أفهم الأمر !!
حاولت تذكُر شكل ابتسامتُه ، أنا لم أرهُ يبتسم قط !
-متي كانَ هذا ؟!
-أعتقد .. عندما مَرِض جدك قبل أن يموت..
تذكرت كلام أمي عن كونه تَرَكنا بسبب احتضار والدُه !
قضَبت حاجِباي في تساؤل : أتظُن أنهُ مازال يُحب زوجتُه الأولي ؟!
ابتسم ليرُد : انهضي الآن !
ومَدَ يدُه ليشُدَني عن الأرض : فقط .. من أنتِ ؟!
لم أهتَز لهذا السؤال بل لم تتغيَر نظرَتي : هل ستُصَدِقني ؟!
*
مَرَ يومان منذ أن اعتَرَفت ل"سوشيرو" عن هَويتي الحقيقية !
الغريب أنهُ صَدَقَني ! ، هوَ الآن يحمي ظهري بطريقة أفضل أيضًا وقد حافظنا علي نوع من الصداقة !!
لم يكُن لديّ من أُحدِثُه عن مشاكلي ك"مي" لكن ليسَ بعد الآن !
أريتُه ما توقفت عندُه كثيرًا في مُذكرات "مي" ، عن كَون أُمها خائِنة لأبيها ولا أحد يعلم سِوي "مي" !!
هذا يُفسِر عدم إنقاذِها لي عندما سقطت عن الدرَج !! كانت تُريد التخلُص مني !! .. أو علي الأصح من "مي" !
أخبرتُه أن "مي" لم تكُن تنوي فضحها ، لكنني لستُ "مي" !!
لكنها أُم "مي" ! لا أستطيع فعل هذا !!
لكنها لم تُنقذ "مي" !!
وأيضًا تُعامِل أبي كمُغفل ! لا أستطيع أن أبقي صامِتة !!
أحتاج رأي "سوشيرو" في هذا ! ، أنا لا أعلم كيف ستشعُر "مي" حيال ما أنوي فعلُه ! ، لكنهُ .. أبي أيضًا !!
ورؤيتُه لتلك المرأة كُلَ صباح تمنعهُ من الابتسام !!
-يُمكنُنا فقط تهديدَها !
-هل تظُن أن "مي" ستحزَن أن طردت أُمها من المنزل ؟!
*
يا لي من رائِعة ! لقد أفسدت كُل شيء !!
اختفائها لم يُعِد ابتسامتُه !! بل أسقطُه تمامًا !!
عُدت للتو إلي المنزل ، لم تكُن جلسة تصوير مُهمة ، كانَ أبي يجلس في الأرض أمام المدفئة رغم أن الجو ليسَ بارِد ! وبيدهُ زُجاجة من الخَمر : هذا ذَنب "ناتسومي" ، هاقد آتت جَريمتي الأبشع لتعُضَني في المؤخرة ..
شخص غَيري لم يكُن ليفهم عما يتحدث ذلك العجوز ، لكنني أعلم من "ناتسومي" !
-أنا هَجرتَها ! هيّ وطفلها .. طفلتها .. لا أعلم حتي !!
جلست إلي جوارُه : إنها فتاة .. معي بالصف ..
ألتَفَتَ إليّ بسُرعة : حقًا ؟!
لم أدرِ أأضحك أم أبكي ؟!
أخذتُ منهُ زُجاجِة الخَمر : نعم ، لأنها ذكية جِدًا ..
ابتَسَم : مثل "ناتسومي" ..
عَبَست لثانية : أبي .. أنت تُحِبُني صحيح ؟!
لماذا أسأل هذا الآن ؟!
لأنهُ لم يبتسم من أجل "مي" بل ابتَسَمَ لي أنا !!
لسببٍ ما ، أردتُها أن تكون محبوبة أيضًا من قِبلُه !!
لأول مرة أري عينيه بهذا الوضوح ، لأنهُ لا يرتدي نظارتُه الطبية ، بدا أصغَرَ سِنًا وأقل قوة .. وأكثر حُزنًا ..
-أنتِ ابنتي "مي" ، شاهدتِك تكبُرين أمام عينيّ يومًا بعد يَوم .. خطواتك الأولي ، كلماتك الأولي! بالطبع أُحِبك !! .. لكن أُختِك !! .. "ناتسومي" هيّ حُب حياتي .. وقد هجرتها ! لهذا هجرتني أُمك الآن !! إنهُ دَيني القَديم ..
جَذَبت ذِراعُه لأضعُه علي كَتِفي : تعال إلي هُنا أيُها العجوز ..
تمتم : لا بُدّ أن "ناتسومي" تكرهني !!
سَخِرت مازِحة : ناتسومي ناتسومي ، قُل شيئًا أخر !!
وضعتُه في سريرُه بعد أن كِدت أقع مَرَتان !!
سَحبت الغِطاء عليه ولسبب غامِض حتي لي قَبلت وجنتُه قبل أن أهُم بالرحيل : أحلام سَعيدَة أبي !
أمسَك بِرسغي قبل أن أرحَل لثانية : أنا آسِف "مي" !
رُبما لن يتَذَكر شيء من هذا في الصباح !
.
.
آتاني صوتها : ساي ؟ هل انهيتِ واجِبك ؟
رددت صارِخة : نعم أمي !
تابَعَت : جيد! انزلي ! نحتاج للتحدُث !!
جَلَست علي الأرض أمامها لتبتسم بمرح : خَمني !
دُرت بعيناي : هيا اخبريني !!
ضَمَت يديها أمام صَدرَها : سأتَزَوج مَرة أُخري !!
رَمَشت مَرَتان : ماذا ؟! أعني !! .. أوه .. أعني .. حقًا ؟! .. أعني !!! مُبارَك أيتُها الجميلة !!!
ضممتُها وأنا أقفِز بسعادَة !
الآن ... لا أهتَم لِردة فِعل "ساي" علي هذا الأمر ! ، تلك المرأة طيبة وتستَحِق فُرصَة ثانية في السعادة !!
-إذن من ستتزوجين ؟! هل لديّ أخوة بالفعل (*) ؟!
-تعرفينُه بالفعل !
"هيجيكاتا" ، أبيكِ !! - (*) : في اليابان لما بيتجوز اتنين مُطلقين ابنائهم بيحملوا اسم الراجل وبيبقوا أخوات قانونيًا حتي لو مش بالدم -يُتبع-