عرض مشاركة واحدة
  #90  
قديم 12-19-2016, 07:44 AM
 



الفصل ال
حادي عشر:لست وحدك



الظلام يحيط بي من كل جهه وكأنني أغوص في أعماق
بحر مظلم!
صرخت في ذعر:
يألهي ماذا يحصل

كادت أن تفقد عقلها من شده الظلمة التي أحاطت بها
وفي تلك اللحظة الجنونية ربتت يد دافئة على كتفها
ونطق صوته بجانبا قائلا:
لاتخافي أنا معك
فرددت عليه وهي ترفع صوتها بفزع:
ماكل هذا الظلام الذي يطوقنا ياكونت!
بسط يده اليسرى أمامها وأنبثقت شعلة صغيره من راحة يده

مما جعل نور ضئيل يتشكل حولهما...
لاشك أنكي متفاجأه مماترينه ياجانيت..البشر لايمكنهم فعل مثل هذا الشيء،

هذا بعض من قدراتي التي أمتلكها...قال وهو يبتسم
اجابته الأخرى بأندهاش شديد:
بأمكانك أخراج شعلة من راحة يدك!
ثم تهمس لنفسها بقلق:
هذا الشخص لديه قوه غير عادية،لاشك أن اللورد يهابه
لهذا السبب...
رد على تسائلها بأجابة مختصره:
نعم...يمكنني
ولكن هذا ليس وقت الأسئلة..
جانيت بعد أن ازادت نبضات قلبها :
ألى أين أخذتنا تلك الجوهره،ماسر هذا الظلام
الكونت بعد أن أغمض عيناه وتغيرت ملامحه للحزن:
نحن في ضريح والدي
الكونت الراحل خافيرو أدوارد
جانيت بصرخة مكتومة:
ضريح!!!!هل نحن في مقبره
الكونت بعد ان لاحظ خوفها من الأمر:
لاتفزعي ياجانيت...حسنا سيري الى جواري
حتى نصل الى قبر أبي...قالها بنظرات خاوية
جانيت وهي تمسك بذراع سيرث:
يألهي الى أين سيأخذني هذا الرجل..


كانا يسيران بهدوء في وسط ذلك السكون الرهيب
لايسمع ألا صوت وقع أقدامهما!
وحينما وصلا ألى شفير القبر
علت أبتسامة غامضة وجه الكونت وقال لجانيت:
سيظهر أمامك الآن...ستعرفين الحقيقة منه شخصيا
ولكن جانيت كانت على وشك الأغماء
شعرت بأن الأرض تدور بها وكل ذلك الضغط من مشاعر الهلع والخوف تكتم أنفاسها....
فوضعت يداها على وجهها وصرخت بقوه:
لاأريد أن ارى شيئا...
جثت على ركبتيها وأردفت وهي تنتحب:
كفاك عبثا بأعصابي أيها الكونت...أنا لاأحتمل كل هذا الجنون الذي تقوم به....
خرجت ضحكة مكتومة من ثغر سيرث ثم جلس الى جوار جانيت وقال وهو يضع يده على رأسها:
أنا أسف ياأميره كنت متأكدا بأنك لن تحتملي رؤية ذلك المشهد...
فنظرت جانيت الى عينيه وقالت برجاء:
أن كنت حقا صادق في أعتذارك
فأخرجني من هذا المكان الموحش..
شقت محياه أبتسامة ملتوية...ثم أردف بهدوء وكأنه قد خاب ظنه:
لك ذلك ياأميرتي، فرقع سيرث أصبعيه الأبهم والسبابة
وعادا الى حيث كانا في القصر...
نظر نحو جانيت وخاطبها قائلا:
لقد غادرنا ذلك المكان الذي أفزعك
هل أطمأننتي الآن!
جانيت وهي تحاول أن تكتم غضبها:
من سيكون سعيدا ببقائه هناك!
ثم توردت وجنتيها مردفه بخجل:
أيها الكونت أنا أخاف الظلام وبشده
قهقه ساخرا وقال لها:
لهذا السبب كنتي فزعة
جانيت بتذمر:
لاتسخر مني أيها الكونت...ثم أردفت وهي منزعجة:
أنا لست مثلك..
انت عشت في الظلمات وأنسمجت معها،ولكن الأخرون
لايستطيعون أن يفعلوا مثل مافعلت لذا لاتتعجب من خوفهم من الظلام...

كانت أجابه الكونت على جانيت هي نظرات عميقة
طواها الصمت....جلس على الأريكة
ثم قال لها بنبره هادئه:
معك حق
ليس بوسع احد ان يحتمل الظلام
أحست جانيت بأنها قد تكون جرحته بكلامها فقالت:
أنا آسفة
فقال وهو يبتسم بسخرية:
ولماذا تعتذرين
انه قدري وانا راض به
ثم وضع يديه على فخذيه ونهض مردفا:
في ضريح ابي كانت هناك وصيتة
أنتي لم تحتملي ان تريها بنفسك...لذلك سأخبرك بها
ياأميره جانيت
جانيت بشيء من القلق:
تفضل...أنا أسمعك
سيرث:
أنها وصية مسجلة...أبي تركها لي حينما كان يحتضر
بعد أن أستنزفت هالة الظلام كل ذره من أرادته
تركته وهو في حال رديئه جدا من الضعف
ألتمعت عينيه بغضب وكأن جمرا قد أتقد فيها
شد على قبضته وأردف:
تركته ليموت وحيدا بعد ان استغلته لتحقيق شرها
جعلته يقتل الأميره السابقة فأختفى ضوء احدى الشموس
أرادت أن تخلق جو تتكيف معه وهو الظلام
أن هذا ماكانت تسعى اليه منذ البداية.....
جانيت بتفاجىء كبير:
وكيف تمكن والدك من تسجيل تلك الرسالة!
سيرث وهو يطرق رأسه بحزن:
كانت تلك الجوهره الزرقاء هدية من والد كيل
أنه صديقة المقرب
بوسع تلك الجوهره أن تختزن
مشهدا وتحتفظ به الى الأبد....ثم اردف:
كان أبي يحذرني من أن أحذو حذوه في الكراهية
وأوضح لي ان والد كيل ليس السبب في موته
بل تلك الهالة اللعينة....
لذلك استجبت لرغبته وتخليت عن أنتقامي من اللورد منذ ذلك اليوم...
جانيت بنبره حزينة:
ولماذا بقيت طوال تلك المده صامتا
لما لم تقل الحقيقة لكيل!
نظر لها بنظرات بارده وهمس:
لأنه كان أعمى عن اي شيء لايصدقه
حتى ولو اخبرته كان سيجد سببا اخر لمعاداتي
جانيت بنبره حازمة:
عليه ان يصدقك
هذه العداوه بينكما يجب ان تنتهي
وسأفعل هذا بنفسي أيها الكونت!
سيرث وهو يبتسم لجانيت:
سأكون سعيد حقا ان نجحتي بأقناعه
فأنا لاأود التحدث مع ذلك المغرور
جانيت بأبتسامة تحدي:
سيقتنع بالحقيقة ورغما عنه
أقترب سيرث منها وقال مبتسما:
شكرا لك ياجانيت
ثم ينحني لها بتبجيل ويردف:
شكرا لك مره اخرى لأنك وثقتي بي
ابتسمت الاخرى:
أن كان هناك شيء يمكنني القيام به لحماية عالمكم
فلن اتردد في فعله...أنا الأميره وهذا واجبي
سيرث وهو يبدي أعجابه لجانيت:
أنك فتاه حكيمة،وتفكيرك يسبق عمرك بأعوام كثيره
جانيت وهي مرتبكة:
لقد أخجلتني..
ثم تردف:
حسنا الجميع يقول بأنني ورثت الحكمة من أبي
لاأدري..ولكنني أتصرف أحيانا بأندافع ولاأرى نفسي مثلما يقال عني
سيرث وهو يحاول رفع معنوياتها:
بل أنتي كذلك،وهذا مالمسته فيك أيتها الأميره
وضعت يدها فوق صدرها وهي تبتسم:
أرجو أن أكون كذلك
سيرث:
جانيت شكرا لأنك أعرتني جزء من وقتك للحديث معي
هل ترغبين بالعوده الى القصر لاشك انهم لاحظوا غيابك؟
جانيت:
لاداعي للشكر انا اسفة لأنني أسأت بك الظن
سيرث:
لابأس أنتهى ذلك الأمر.حسنا سأطلب من زارس أن يعيدك وارجو ان تزوريني مره اخرى فأنا قصرت بحق ضيافتك
جانيت:
لاتعتذر ياكونت أعدك بزياره قريبة وسأحضر معي كيل
حتى نتفاهم حول المشكلة

وحينها طرق احدهم الباب ثم دخل منه وكان على عجله من امره...
سيرث وهو يعقد حاجبية بدهشة:
زارس!هل لازلت مستيقضا
فأجابه الأخر بنبره جاده:
سيدي لقد جائنا ضيوف
الكونت وهو يضع يديه في جيوب بنطاله ويردف ببرود:
اذا لقد جاء كما توقعت
جانيت وهي مندهشة:
هل ذلك الضيف هو كيل؟
زارس بسخرية:
اجل انه اللورد ويبدو غاضبا
جانيت بقلق:
يألهي أن تقابلتما في هذا الظرف المتوتر فسوف
يحصل أمر سيء!
ثم تردف جانيت بطلب:
رجاء أيها الكونت دعني أقابله اولا
سأحتوي غضبه وأقنعه بمقابلتك...
سيرث وهو يأخذ عبائته المعلقة ويرتديها:
لك ذلك ياجانيت،
زارس رافقها وأنا سأنتظركم في قاعة الضيوف
زارس بأنحناءه:
أمرك ياسيدي




وبعد ذلك المشهد الذي تطرقنا أليه في الفصل السابق
أقتنع كل من اللورد وسفان بكلام الأميره جانيت
وذهبوا ثلاثتهم يصحبهم زارس الى قاعة الضيوف
حيث كان سيرث بأنتظارهم...


تقدم زارس وفتح الباب الكبير للقاعة
كان المكان واسعا وبلاطه من الرخام الأبيض
وتزين أركانه بورق الجدران الفاخر المنقوشة بأروع النقوش بلوني الذهب والبحر...
وعلى مد البصر كانت الآراك الفخمة منتشره في كل ركن من اركان القاعة!
وفي المنتصف كان الكونت يقف مقابلا للشرفة
والتي كانت ستائرها تتمايل بفعل الرياح!
بقي الجميع صامتا لبرهه حتى نطق زارس:
وصل ضيوفك ياسيدي الكونت
فألتفت أليهم وهو يضع يديه خلف ظهره...
بأبتسامة بدت شبه باهته قال مرحبا بهم:
اهلا بك أيها اللورد في قصري
فأجابه الأخر بملامح شرسة:
لسنا ضيوفك
وانت تعلم جيدا لما نحن هنا
فقاطعت جانيت ذلك الموقف المشحون
وقالت في محاولة منها لتلطيف الجو المتعكر:
سيرث وكيل ان هذا وقت السلام
لم يعد هناك سبب لخلافاتكما
رجاء دعونا نتحدث بهدوء
كيل بسخرية ممزوجة بالغضب:
اي سلام سيحدث مع هذا الوغد!
جانيت تعالي هيا...قالها وهو يسحبها بيدها
فرد عليه الكونت بنبره رزينة:
أيها اللورد أنا أحترم وجودك لأجل الأميره جانيت
ولكن أن كنت مصرا على توجيه الأهانات لي
وفي عقر داري فسيكون هذا اخر شيء تتفوه به
كيل وهو يصر على أسنانه:
أرني كيف ستفعل هذا..
جانيت وهي تعتررض طريقهما وتصرخ:
كفى كفى....
لماذا لاتفهمان ألا لغة العنف
ثم تلتفت جهه سيرث وتردف:
أين ذهب كلامك ايها الكونت
الم تقل انك تريد السلام؟؟؟
ثم تنظر نحو كيل وتتابع:
وانت أيها العنيد لماذا لاتنسى الماضي
لماذا تستمرون في كراهية بعضكم وانتم تجهلون
العدو الحقيقي لهذا العالم.....
سيرث وهو يرفع صوته بتهديد:
يااميره حاولت ان اتحدث بلطف
ولكن الاخرق لايريد تغيير اي شيء في تفكيره
كيل وهو ينظر نحوه بأستياء:
ومن انت حتى تقيم تفكيري!
جعلت جانيت تنحاز لصفك لأجل كذبة افتريتها كعادتك
هل نسيت مالاكايت أيها الحقير...هل اخبرت جانيت
عن قتلك لها؟
لن تجرؤ على ذلك فأنت تعرف حقيقتك السوداء أكثر مني
زارس بعد ان شعر بالغضب واراد ان يبوح بسر ما:
أنك تتمادى في ظلم سيدي ايها اللورد
وتجهل حقيقة مااصاب الفتاه....ليس لسيدي اي يد في موتها
الكونت وهو يأمر زارس بالصمت:
كفى يازارس أخبارهم لن يفيد بشيء
وحينها نطق سفان الذي كان الحزن قد تملكه عندما ذكرت اخته:
شقيقتي تخلت عنا لأجلك
وثقت بك بل وأحبتك
وانت في المقابل قابلت ذلك الحب بالغدر وقتلتها
ثم خرج عن هدوءه بصرخة مدوية هزت المكان:
أليس هذا سبب كافيا لأن نكرهك
جانيت والدموع تترقرق في عينيها:
سفان أهدأ هناك تفسير اخر لما حدث
انا متأكده بأن...
سفان وهو يبتر جملتها:
لاتبرري له
أنه لايستحق دفاعك عنه
زارس بعد أن نفذ صبره من التهم التي توجه لسيده:
اللعنة....
قالها وهو ينفجر غاضبا
جميعكم مخطئون كنت شاهدا على ماحدث
أحمر وجه سيرث ثم صرخ:
زارس..قلت كفى
فرد عليه وهو يهز رأسه بنفي:
سيدي لن أسمح لك بأن تحمل نفسك ذنبا لم تقترفه
أيها اللورد وأنت أيضا ياسفان ألم تسمعوا من قبل
بحفره الهلاك!
اللورد بنظره حازمة:
نعم اعرفها ورأيتها ايضا
سفان بعد أن شعر بشيء من القلق:
سمعت بها...ذلك المكان هو أخطر مكان في عالمنا
أن من يسقط بتلك الحفره لايمكنه الخروج منها ابدا
وسيظل يهوي في أعماقها الى ان يموت...
جانيت بعد أن تملكها الذعر:
يألهي أنه مكان مخيف
زارس وهو يطرق رأسه بحزن بعد أن أنسدلت خصلات
شعره الرمادية على عينيه:
مالاكايت
سقطت في تلك الحفره....


وفي تلك اللحظة وقع ذلك الخبر كالصاعقة على قلب سفان
فشحب وجهه جانيت وتسمر كيل !
أما سيرث فقد دفن نظراته بالأرض ولم ينطق بأي كلمة!
سفان وهو يمسك بقميص زارس ويشده بعنف:
مالذي تقوله....
كلامك هذا كذب
لايمكن ان اصدق انها سقطت في تلك الحفره!
لايمكن ان يحدث ذلك لها
فأجابه زارس بصوت شبه ميت:
حاولنا أنقاذها ولككنا قد فشلنا
عليك أن تتقبل الأمر ياسفان...

شعر سفان بطعنات مريره في صدره
فسقط جاثيا على ركبتيه وهو يبكي!
نعم أخذ يبكي ومن يلومه في فاجعته
في مثل هذه المواقف فقط
تكون دموع الرجال نادره وهي تفتت الصخر....


في تلك اللحظة ايضا اغمض سيرث عيناه وارتخت ملامحه
شيئا فشيئا
راح يسرح بفكره بعيدا
لحظات من الوجع تكاد تخمد أنفاسه حتى الموت
أشاح بوجهه عن الجميع ثم أنحدرت من عينيه دمعه
بينما شعر زارس بغصه في صدره بترت ماكان سيقوله وهو يرى الكونت وقد عادت اليه تلك الذكرى المريره!

اما جانيت فأتجهت نحو كيل وهي تحتضنه فذلك المشهد كان قاسيا جدا على قلبها الرقيق
اما كيل فضمها برفق تحت جناحه وهو يتأمل كيف ان الأمر أنتهى بذلك الشكل المأساوي....


وبقي الجميع في حاله من السكون الرهيب وكأن
على رؤوسهم الطير...الى ان تحدث كيل قائلا:
جانيت...سفان..هيا فلنعد
فأومأت جانيت برأسها ونهض سفان وهو في حال مؤسفة،،،،
أمتطى اللورد حصانه وأردف خلفه جانيت
وكذلك فعل سفان وغادر الثلاثة قصر الكونت متوجهين نحو مملكتهم!

القت جانيت نظره سريعة وهي تتأمل القصر وقالت في نفسها:
أيها الكونت....ألى أي درجة انت وحيد!





رمى بجسده المنهك على السرير وهو لايكاد يشعر بما يدور من حوله!
في سواد عينيه الذابلتين حكاية عنواها مأساه بنكهة الألم
راح يفكر في ذلك اليوم السعيد...
اليوم الذي ألتقاه فيها...
اليوم الذي اخذ قلبه فيه ينبض من جديد...


ثم جالت في خاطره هذه الكلمات!
التي أحتوتها ذاكرته وأبت أن تنساها....



الى اللقاء في الفصل القادم
بعنوان:ذكريات لن يطويها النسيان






التعديل الأخير تم بواسطة Gene ; 12-19-2016 الساعة 11:30 AM
رد مع اقتباس