الفصلُ الثامن : ~ زوبعةُ زيفِ الواقِع استرجاع للأحداث
لم تذق السعادة قبلاً
فالمآسي تأتيها قُبَلاً
و من أنزلاقٍ الى انزلاقٍ هي تسقط ارضاً
حتى أتى يومٌ رأت فيه من كفلها ميْتاً
و انقلب المُحِّب مُكِّباً
لا مدركين ان ألمها كان جمّاً
زادوا هم قلبها هماً
و زادوا الطين بِلاً
فأنتهى الامر بكرههم و هدموا كيانها هدماً
لجأت بعيداً عنهم ، مُقسمةً انها لن تعود قطعاً
فلم يتركوها و عرضوا لصيدها الجوائز عرضاً
ثم أتى لها الصائد فغير رأيه كما لو كان الامر سحراً
أبت الذهاب معه و كان جوابها بالنفي دوماً
حتى خرَّ أمامها من ساعدها جثةً و كان هرِماً
بعيدةٌ أحلامها و الآن باتت وهماً
فذهبت معهُ لتكتشف لاحقاً ان الجهل كان فضلاً
##$##
انتشى القمرُ في كبدِ السماء و لم يُعِر اي انتباهٍ لمرآةِ النجومِ تِلك التي فضحها الليل ...
و مع حلولِ الساعةِ العاشرةِ تماماً دون استباقِ دقيقةٍ او تأخير ..
طرقَ ذو الشعرِ الفاحِم باب قصرٍ واسع كانت قد عانقتهُ الأشجارُ من أكتافِه حتى أطرافه ، سمِعت صاحبةُ العينينِ اللازورديتينِ صوتَ فتحِ أقفالٍ عديدة حتى شُقَّ البابُ قليلاً لتدلُف مِنهُ امرأةٌ في الأربيعينيات سمراء الوجه ، سوداءُ العينينِ و الشعر نظرت تِلك للقادمَينِ فتعرفت الشابَ فوراً لترحّب بهِ قائلة :" اوه سيد دميتري اهلاً و سهلاً بك " ثم ألقت بطرفِها نحو الضيفة لتهمس بأذن دميتري بـ :" أهذه هي الـ...... " أومئ هو برأسه و اردف :" سامنثا اين جدتي ؟ "
اجابتهُ مِن فورِها :" في الجناحِ الغربي "
تفكّرَ هو قليلاً ثم قال :" هذا جيد هكذا سيسهلُ الأمر .."
استدارَ نحو الواقفةِ هَناكَ دون حِسٍّ او حركة و امسكها من يدِها ليشدها مُتجهاً نحو الجناحِ الغربيّ
بينما نظرت سامنثا له بتعجب لتتذكر ان هذهِ هي المرةُ الاولى التي يحضر فيها سيدها فتاةً للمنزل بل و يمسِكُ بيدِها
مجرد التأمل بذلك كان كفيلاً بإحمرارِ خديها خجلاً....
* * *
فتحَ دميتري الباب الكبير مستعجلاً و صاح :" جدتي هاهي صوفي ، انها معي "
لم ترِدهُ ايُّ استجابةٍ لنداءه ، فتركَ صوفي و راح يبحثُ في الداخل
بينما تمعنت صوفي بالمكان
زهورٌ فوّاحةُ العبير تعبقُ المكانَ رائحةً عطريّة
مختلفةُ الألوانِ و الاشكال متفاوةُ الاحجامِ و الأنواع
و من بينها كلّها اجتذبتها زهرةٌ برّاقة ، تلمعُ بأضواءٍ ملونة
اقتربت منها فلّما لمستها أضاءتِ الوريقاتُ من حولِ بتلاتِها و غلّفت قطراتُ الندى أوصالها ....
منظرٌ يرّدُ للنفسِ روحها و يبرّأُها من الهموم ...
" إذن فقد عثرتِ على زهرتِكِ صوفي .."
ارتعدتْ صوفي رعباً و قد زاد من روعِها انها لم تجِد صاحبَ الصوتِ عند استدارتِها
ليجذب انتباها الصوتُ مجدداً قائلاً :" في الاسفل "
خفضتْ ناظريها لتجِد عجوزاً قصيرة القامة قد ضحِك الشيبُ في رأسِها و قد غرس الزمنُ معالِم الشيخوخةِ بين ثنايا وجهها
تنهدت صوفي بعد ان تيقنت ان مصدر الصوتِ لم يكُن شبحاً
ليستوقِف طُمئنينتها كلامُ تلك العجوزِ و هي تداعب الزهرة :" انها زهرةُ التايفور ، لا يعلمُ احدٌ بوجودِها سوى قاطني هذا المنزل و من كان موجوداً وقت ابتداعها و الآن انتِ ، انها زهرةٌ تمثِّلُ التعاقد الشرعيّ بين البشري و الطيف "
قطّبتْ صوفي حاجبيها و نطقت متعجبة :" تعاقد ؟ طيف ؟ مالذي تهذين بهِ ايتها العجوز "
ردت عليها :" فعلاً بحوزتكٍ لسانٌ سليطٌ متخفٍ تحت جمالِ ملامِحكِ ، سوف ألخصُ لكِ الامر الـ...."
قاطعها صياحُ دميتري عندما رآها :" جدددتي ، وجدتُ صوفي مصادفةً و جلبتُها معي لذا دعينا نشرح لها الامـ..."
اوقفتهُ ضربةُ العكازِ على ساقه ، ليقفز مُتألِماً ...
تنهدتِ العجوز ثم انفعلت قائلة :" ألا ترى اني اشرحُ الامر بالفعل !! لا تزال متهوراً كالعادة .. "
ردَّ :" آسف "
فأردفت و هي تنكزُ ساق صوفي :" اتبعيني سأكملُ حديثنا و نحن نشربُ الشاي "
لحِقت بها و هي تضحكُ في سرِّها على شكلِ دميتري الذي تهجم وجهه و توردت ملامحه خجلاً مما فعلتهُ جدتهُ امام صوفي ...
* * *
ارتشفتْ رشفةً من الشاي الذي ملأ كأساً أبيضاً من الخزف
وضعت الكأسَ جانباً و سألت :" هيا أبدأي الشرحِ فـ كُّلي آذانٌ صاغية "
اجابتها لتكشف لها كل خوافي الأمور قائلة :" بعد اجتماعِ اكثر من مئاتِ العلماء و الكميائيين و السحرة منذ أكثر من عشرينَ سنة لتحقيقِ أكثر المساعي غُموضاً ، ألا و هو جعلُ البشر قادرين على التحكم بما وراء الطبيعة ، فبذلوا كل جهودهم و علمهم و معرفتهم لتحقيق ذا الهدف ، و بعد ان بدأت بوادِر الاستِسلام تتوغلُ في أفئدتِهم قرر احدُ السحرةِ إستدعاء شيطان ، و فعل ذلك راسماً نجمةً بالدماء واضعاٍ الشموع في كلِّ مكان و لافظاً كلماتٍ دونَ معنى ، استهزأ به الجميع رافضين هذي الافكار التي يدحضُها العلم ، حتى تفاجأوا بتكاثفِ الضبابِ في المكان و بصوتٍ هزّ الاركانَ قائلاً * البشرُ و عقولهم الهشة ، يلحقون دوماً ما يؤذي و لكني أهوى أذيتهم لذا سأحققُ رغبتكم و أسلمكم ثلاثَ أطيافٍ من خلال تعاقدكم معها ستعرفون الموت و الزمن و فراغ الافكار و لكن يجب معرفة ان المفعول لا يعملُ الا مع الاطفال * و بعد ذلك انكشف الضباب ليجدوا ان ثلاث زهراتٍ قد نمت و تم تسليمُ زهرةٍ لثلاثةِ أشخاص هم الاكثر استحقاقاً لأختيار متعاقديهم و هم الساحر و انا رئيسةُ الكيميائيين و رئيسُ العلماء و كانت قوى زهراتهم على الترتيب هي # الموت ، الزمن و فراغ الافكار و الان انا اعرف اثنين من الاطفال المتعاقدين الا و هم صوفي و دميتري "
انتفضت صوفي لتسأل:" و كيف اصبحتُ واحدة من المتعاقدين"
لتجيبها العجوز قائلة :" الساحر كان جيورجي غابون !! و قد علمتُ بعد بضعةِ سنين انه وجد رضيعةً امام باب كنيسته فألزمها بالعقد
و تلك الفتاة هي انتِ ....... "
~ يُتبَع ~
الأسئلة
1- شو رأيكم بهذه الحقيقة
2- توقعاتكم للقادم
3- اكثر مقطع اعجبكم من الفصل
4- انتقادات و الخ
و فقط
نلتقي قريباً بإذن الله |
التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 12-23-2016 الساعة 06:56 PM |