12-30-2016, 04:59 PM
|
|
الآلام تملأ قلبي الصّغير ، قنوط و ذلّ و كرامة ، كما تكون خيبتي و طموحي . هي زهور تتفتّح في الرّبيع و تذبل في الخريف .الأمطار تنهمر لتطوي الأيّام صفحات جديدة من كتاب مخطوط بالدّموع فتمحي أحزاني . و لكنّ النّسيان و بعضا منه قد يعيدني لأيّام خوال ... أيّام عصفت بي نيران الغربة و الشّوق و الوحدة و الحنين . أيّام لم تذق فيها عيناي طعما للّرّاحة و السّكون ، بحيث نضبت فيهما الدّموع ... تلك الأيّام كانت مجزرة حقيقيّة لآلاف النّاس ، أرواح مزهقة و دماء مسفوكة و أحلام محطّمة ... أرى في اللّيالي العاصفة أطياف أنسائي و قد علا صراخهم كتغاريد الغربان المتصاعدة ناحبة من بين الأشجار الجرداء على تلك المراعي القاحلة ... فسكنت إلى نفسي قصرا مهجورا من الخراب ، تسري فيه عين جارية من الدّموع ... و غدوت أتناول آلة الأسى أعزف عليها كلّ مساء أناشيد العزاء لأولئك الضّحايا البؤساء ... |