جاء الرّبيع فماس الكون ترحيباً
وغنّت الورق فوق الأيك تطريبا
وصارت الأرض مُخضرّاً جوانبها
بالنّبت تلقاه مفروشاً ومنصوبا
فلو نظرت ضحىً نحو الرّياض وما
فيها من الحسن مبثوثاً ومسكوبا
وطالعت عينك الأزهار باسمة
والطّير صادحة والماء مصبوبا
أيقنت أنّ الرّبيع الغضّ مؤتلقاً
مغنىً من الخلد لكن ليس محجوبا
ثمّ أرتمت عنك آلام الحياة كما
قد أسعد الأمل المحبوب مكروبا
فهل غدوت إلى أعشابٍ مُشجّرة
كيما ترى بكمال العيش مصحوبا
ورحت تنظر تصعيداً إلى أفق
ناء وطوراً إلى الأشجار تصويبا
وأبصرت عينك الغدر أنصافية
تصطف من حولها الأزهار ترتيبا
لأنت نشوان رحب الصّدر حين ترى
وجه السّماء بوجه الأرض مقلوبا