عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-28-2017, 09:00 AM
 



يعرض متحف فان جوخ في أمستردام المسدس الذي يعتقد أن الفنان أطلق منه النار على نفسه

رسالة من الطبيب فلكس ري ، الطبيب الذي كان يعالج فان جوخ خلال وجوده في آرل ، الجزء الذي بتره الرّسّام من أذنه اليسرى في / ديسمبر 1888

في واقع الأمر، فإن "جذور الشجرة" لوحةٌ ذات طابع استثنائي من نواحٍ عدة. فهي عبارة عن تكوينٍ مبتكر، يرتسم على طول اللوحة وعرضها، دون نقطة مركزية واحدة، تستحوذ بعينها على الاهتمام.

وبوسع المرء القول إن هذا العمل يستشرف ما سيظهر في السنوات التالية من نزعات فنية في عالم الفن الحديث؛ مثل المدرسة التجريدية وغيرها.

لكن يستحيل في الوقت نفسه، ألا ننظر إلى هذه اللوحة بأثر رجعي، من زاوية معرفتنا بحقيقة أنها رُسمت قبل وقت قصير للغاية، من إطلاق الرسام النار على نفسه. فما الذي يمكن لنا أن نستشفه من ذلك بخصوص الحالة العقلية لذاك الرجل؟ هل كانت رسالة وداع لكل شيء؟

بالقطع تبدو اللوحة جياشة بالمشاعر والانفعالات، وكذلك مفعمة بالاضطراب العاطفي. وهنا يقول بايلي: "إنها من بين تلك اللوحات التي يمكن للمرء أن يستشعر من خلالها الحالة الذهنية التي كانت تعتري فان جوخ أحياناً من كرب وعذاب".

علاوة على ذلك، يبدو موضوعها ذا مغزى ودلالة في حد ذاته. فقبل سنوات من إقدام فان جوخ على رسمها، كان قد أجرى دراسة بشأن جذور الأشجار؛ استهدفت التعبير عن جانب من "صراعات الحياة"، كما قال في رسالة كتبها لشقيقه ثيو.

وقبل وقت قصير من وفاته، كتب الرسام الهولندي خطاباً آخر لشقيقه، قال فيه إن حياته "هوجمت في جذورها". بناءً على ذلك؛ هل كان فان جوخ يرسم "جذور الشجرة" كوداعٍ لكل شيء في حياته؟

لوحة "حقل القمح والغربان" التي تعود إلى يوليو 1890 تظهر نفس الأسلوب القلق والمضطرب ، ولكن الأجواء فيها تبدو أكثر قتامة ..
وطرحت هذه الأفكار على أمينة المتحف نينكه بَكِر، وهي مسؤولة عن مجموعة اللوحات الموجودة في متحف فان جوخ، لأجدها ترد ناصحةً بتوخي الحذر إزاء هذا الأمر، قائلة: "هناك الكثير من الجيشان العاطفي في الأعمال التي رُسمت خلال الأسابيع الأخيرة من حياة فان جوخ، مثل 'حقل القمح والغربان' و'حقل القمح تحت الغيوم الرعدية'."

وتمضي بَكِر قائلة: "من الواضح أنه كان يحاول التعبير عن الانفعالات التي كانت تعصف بعقله. رغم ذلك، فإن لوحة 'جذور الشجرة' تتسم كذلك بأنها مفعمة بالحيوية للغاية، وتعج بالحياة، وتكتسي بطابعٍ مغامرٍ بشدة".

وتتابع: "ومن العسير تصور أن شخصاً رسم هذه اللوحة في صباح يومٍ ما سيحاول أن يُجهز على حياته بحلول نهاية اليوم نفسه. بالنسبة لي، يصعب القول إن فان جوخ عَمِدَ إلى رسم تلك اللوحة بمثابة وداع، (لأن) ذلك سيصبح أمراً ذا طابع عقلاني أكثر من اللازم".

في نهاية المطاف، بدت أمينة المتحف حريصةً على أن تدحض تماماً فكرة أن مرض فان جوخ كان سبب عظمته كرسام. وقالت في هذا الصدد: "كل هذه الجذور المُعذبة كثيرة العقد والالتواءات، تجعل 'جذور الشجرة' لوحةً ذات طابع محموم ومتوتر وعاطفي بشدة".

وتتابع قائلة: "لكنها ليست باللوحة التي يبدعها عقل مجنون. فقد كان مدركاً للغاية لما يفعله. فحتى النهاية، كان فان جوخ يرسم رغم مرضه، وليس بسببه. من الأهمية بمكان أن نتذكر ذلك".

__________________



رعشةُ الأحْلامِ مَالَت عَلى قلبي

M A R A M

مدّونتي : MERO : مشاعر تائهة
رد مع اقتباس