المرآة المكسوره / الفصل الحامس " الشهوة "
في الفصل السابق تحدثنا عن الجشع و كيف أن ايميتو لم يكُن ملاكاً يمشي على أرض الرحمن
وأيضاً عودة القاضي ميلو نوراكي ، والدُ البطلين كيث و كيتي ..
أتركُكُم لتُتابعوا الأحداث للتعرف عليه ....
"الشهوة"
ومُنذ ذلك اليوم دخل ايميتو حياة کيتي ، مستغلاً کونها ابنته القاضي لبناء سمعة نظيفة بين التجار ،،
و لم يروي کُل هذا المال جشع هذا المخلوق ،
بل وقد استغل جميع من يرتبطُ اسمهُم بکيتي من أجل مصالحهُ الشخصية !!!
هنا و الآن و في الوقت الراهن يقف القاضي بعد أن اکتشف کل هذه الحقيقة
أمام مارثا التي شارکت ايميتو کُل خططهِ الوضيعة وهو ينظُر نحوها نظرةً لا تسرُ الخاطر !!
*****
رفعت کاغوري جوالها و اتصلت بکيث مرة و ايميوي مرةً أخرى
ولکن لم يرُد أي واحدٍ منهما ! ترکت الجوال من يدها بغضب
واتجهت إلى المطبخ و رتبت فوضى العشاء
ثُم خرجت بعد أن أطفأت الأضواء و کان والدها قد ذهب لغرفته
نظرت من عتبة الباب إليه کان يبدو هادئًا و يقرأ في کتابه بهدوء
قالت له من مکانها بقلق :
" ماذا حدث معهُما يا أبي ؟ ولما لا يُجيبان علي اتصالاتي ؟ "
رفع والدها بنظره وقال بصوتٍ هادئ :
" لا تقلقي صغيرتي إنهما بخير ! اذهبي لغُرفتك واخلدي للنوم . "
غادرت باستسلام بعد أن مَست على والدها بصوتٍ مُنخفض !
دخلت غرفتها و جلست علي سريرها تُحاول الاتصال مراراً و تکرارًا
ثم استسلمت وترکت جوالها .......
مع ذلك لم تتوقف عن التفکير بتصرف کيث المريب وتجاهلهما اتصالاتها ،
"" عندما تعودان أو أعرف مکانکُما ، سآتي وأجرکُما من أذُنيکُما کي لا تتجاهلا اتصالاتي ثانيةً !
أيها الأبلهان عديما النفع ! حسناً أتوقع هذا التصرف من أخي ولکن لما أنت يا کيث ؟ ""
هي لم تقصد ذلك إنما تشعُرُ بغيظ لا أكثر ! نفضت أفکارها و نهضت من مکانها
و جلست أمام شاشة حاسبها وبدأت تعمل به ...
*****
في المشفى حيث کيث و ايميوي بعد ذهاب ايکوکو ؛ بقي الأثنان مکانهُما ينتظران استيقاظ کيتي ،
کان المصل علي وشک الإنتهاء حين ما بدأت کيتي تستعيد وعيها تدريجياً ،
اقترب کلاهُما وهما مسرورين بذلك ، و ما إن استعادت وعيها وأدرکت موقفها ومکانها ،
حتى ضمت کيث بکلا يديها بقوة! کان ايميوي مصدوما کما کيث ،
إلى أن قالت کيتي بحزنٍ شديد :
" لا تترکني وحدي ثانية يا کيث ، أنا لم أفعلها صدقني ..
صحيحٌ أني أمقتٌ ايميتو ، لکنني لم أفعلها !! "
لحظات قطعت سکون أمواج الحياة !
کان ايميوي الأکثر فوضى بين الآخرين ، لم يعد يفهم شيءٍ من تصرفاتها البته
لو کان غيرها لکان الآن قد حقد أو کره کيث لفعلته المُتسرعة لکن کيتي ...
کيتي مختلفة ، ببساطه کيتي منبعٍ لا ينتهي من السماح و العطاء ..
أيعقل أن يکون هنالك شخص مثلها ؟
حدث لحظتها أن تلقى کيث اتصال من المرکز ، اتصال في وقت غير مناسب و طبعاً لا مفر من تجاهلهُ الآن
کان مارو هو المتصل ! وبعد أن قُطع الاتصال ، استأذن کيث ذاهباً و طلب من ايميوي أن يبقي مع کيتي ،
ريثما يأذن لها الطبيب بالمُغادرة ... وثُم تفقد اتصالات الواردة وأعاد الاتصال بکاغوري و هو يُغادر ...
بعد أن قطع الاتصال التفت مارو نحو السيد نوراکي :
" المحقق نوراکي في الطريق سيدي .. "
قال ذلك و هو يؤدي التحية العسکرية بثبات ، رفع القاضي رأسهُ قائلاً باستفسار :
" أين ملف القضيه ؟ ولما لا أجدهُ هنا ؟ "
بعد أن أنهى کيث حديثهُ مع کاغوري في أثناء القيادة تابع طريقهُ إلى أن وصل للمرکز و دخل لمکتبه
مواجهاً والدهُ بابتسامة طفيفة قائلاً : " أهلاً بعودتك يا أبي .. "
رفع القاضي رأسهُ قائلاً :
" شکراً بُني ، لکن أين ملفٌ قضية مقتل أيميتو ؟ أنا لا أجدهٌ في أي مکان ! "
دخل في صُلب الموضوع بسُرعه خلف ذلك التوتر في نفس کيث ..
ابتلع کيث ريقهُ و قال و هو مُغمض العينين :
" لم تعُد قضيتي ! سلمتُ ملفها للمحققة ايکوکو ، ولکنني لازلتُ أتابع مُجرياتها .. "
تنهد القاضي قائلاً ببسمه : " خيراً ما فعلت حين سلمت القضية لها ! "
صُدم کيث لذلك و فتح عينيه مواجهاً عينا والدهُ الزرقاوتان
بعد أن استوى أمامهُ ليتابع كلامهُ و هو يربت على كتف كيث :
" عندما تجد نفسك في قضيةٍ تتعلق بفرد من العائلة،
خيرٌ لك و للعدالة أن تتركُها لغيرك !
ثق بي يا بُني ... هذا ما فعلتهُ أنا في الماضي !! "
في المشفى بعد ذهاب كيث بفتره ،،
كان كيتي و ايميوي يتسامران بوجوه بعضهُما إلى أن جاءت المُمرضة و فحصت ضغط كيتي
و انتزعت كيس المصل بعد أن انتهى و خرجت لدى انتهاء عملها ..
قُطع هدوء الغرفة حين قال ايميوي بسعادة :
" كُنتُ واثقاً من أنك بريئة ! "
رفعت كيتي رأسها لتواجه الأخر مُستغربة :
" و من أين أتتكَ تلك الثقة ؟ "
أعاد رأسه للخلف قائلاَ :
" في ذلك اليوم .. خرجتي من منزلك مرتبكة و خائفة ، و كانت بقع الدم تُغطي قدميك ،
لكني كُنتُ واثقاَ أنك لم تفعليها !! أتعلمين ... أنا أعلمُ کُل شيء !! كُل شيء .. "
أعاد بنظرهُ إلى كيتي ليُقابل الصدمةُ التي تعتلي ملامحُها ،
نهض من مكانه قائلاً و هو يقترب إلى أن جلس مقابلها :
" لكنني لستُ من يصدقُ كل ما يراه وحسب ! "
كان ايميوي قد جلس أمام كيتي و تابع كلامهُ و هو ينظرُ في عينيها بعد أن تلامست جبهتاهُما :
" جريمتُك الحقيقية ، جريمتُك هي أنك لم تُعلمي الشرطة في ذلك الوقت !
أليس كذلك ؟ أليس هذا ما تُخفينهُ و تخشينهُ يا كيتي ؟ "
أغمضت كيتي عيناها و هي تبكي بهدوء و البسمة تُزيينُ ملامحُها التعبة ...
*****
في المركز بعد أن أعلمَ القاضي كيث عن ما كشفهُ في أثناء رحلتهُ خلف آثارُ ايميتو ..
كانت الصدمةُ موقفهُ و هو يتنقل بين المستندات التي تخضع بين يديه
أخذ القاضي الملفات من بين يديه قائلاً :
" دعك من هذا الآن ، و دعنا نذهبُ للبيت ...
ألا يكفي أني لا أعلمُ ما ستكونُ مواقفُ كيتي حيال هذه الحقائق ! "
تردد كيث لكنهُ تشجع قائلاً بجديه :
" هُنالك ما ينبغي أن تعلمهُ يا أبي ! "
فروى لهُ كُل ما حدث كما حدث ... وكان ردهُ كالآتي :
" تسرعت كثيراً يا بُني .. أنا لن أقول أو أفعل أي شيء هذه المرة ،
دبر نفسك يا ولد فغضب كيتي كلهيب جهنم ! "
ثُم ضربهُ على ظهره و ضحك عالياً و كان كيث يُفكر مع نفسه :
"" إنهُم جميعاً يبحثون عن خلاصهم
و يتركوني في مقدمة المدفع حفاظاً على سلامتهم .. ""
نظر نحو والدهُ بملل ليُكمل في نفسه : "" حتى هو ! ""
عند كيتي بعد أن سمح لها الطبيبُ بمُغادرة المشفى ، خرجا معاً و قد أصر ايميوي أن تُرافقه بشدة ..
لكن كيتي رفضت ذلك و بنفس الإصرار ، فاعترض قائلاً :
" أتُعاقبين نفسك بالبقاء في بيتك ؟ هذا لا يجوز .. "
كان ايميوي مُدركٌ تماماً لموقفه .. هو لن يسمح لها بالبقاء في البيت الذي شهد موت ايميتو ..
لكن كيتي و في قرارة نفسها تُحاول إقناع نفسها ، أن هذا ذنبها و يجب أن تدفع الثمن ...
ذهابُها بعيداً و عدم فعل شيء لزوجها يُعذبُ فؤادها المكسور ..
هي حتى لم تكُن قد تأكدت إذا ما كان حيٌ أم ميت ! ربما كان من الممكن أن تُساعدهُ أو ما شابه ذلك ...
و من جهةٌ أُخرى ايميوي الذي باتت تُدركُ بأنهُ يتستر عليها .. ترى هل تستحقُ أن يحميها ؟
ايميوي من جهة و ايكيجي من جهةٍ أخرى .. بات هُنالك شخصان يُحاولان أن يُساعدانها ،
المساعدة التي لم تُدرك إذا كانت تستحقُها أم لا ..
تعمقت في هذا الواقف أمامها هي حتى لا تُدركُ سبب تصرفاته ، هل هو راضٍ بما يفعل لها ؟
و ما دافعهُ من كل ما يفعلهُ يا تُرى ؟ هل أنت مقتنع بما تفعله يا ايميوي ؟!
جالت بأفكارها بحثًا عن إجابات ، و لم تجد نفسها إلا وقد وصلت لبيت عائلة ايتاكورا الدافئة ..
اتجهت كيتي لغرفة كاغوري ، لقد اعتادت على مُشاركة الغُرفة معها كُلما أتت إلى هُنا ..
وسلمت نفسها للنوم آمله أن يُريح بالها و يُصفي ذهنها ..
وفي صباح اليوم التالي ،، استيقظت كاغوري و هي مُستغربة من تواجد كيتي بجوارها ..
لطالما كانتا تتحدثان في كُل شيء ..
لكن هذه المرة كيتي بعيدةٌ كُل البُعد عن البوح بأي شيء
ليس لأنها خائفة ، بل لأنها تائهة بين الماضي و الحاضر ..
توالت الأيامُ على كيتي كنسمة شتاءٍ باردة .. وقد كانت تُحاولُ أن تُشغل نفسها مع كاغوري ..
و كاغوري تستغل قُربها من كيتي لمساعدةُ كيث على إعادة الرابط الذي حسدهُ الجميع مُنذُ صغرهما ...
لم تكُن مُنزعجة أو غاضبة من شقيقها كما اعتقد الجميع ، إنما كانت خجلة من نفسها ...
عصر أحد الأيام جاء هيكيجي لبيت المفتش ايتاكورا كان مُتردداً من ذلك قبل الآن ،
استقبلتهُ كاغوري عند الباب و طلبت منهُ الدخول و الإنتظار ..
لم يكُن هيكيجي يحظى بحُب هذه لفتاة ، تكرههُ بلا سبب !!
و كُلما سألها كيث عن السبب ، تُجيبهُ نفس الإجابه :
" أكرههُ و حسب ، يُثيرُ في البُغض و الكُره كلما رأيتهُ حتى لو من بعيد !! "
إجابةٌ كررتها على مسمع كٌلٍ من كيث و كيتي كثيراً وكانا يضحكان عليها و يسخران من إجابتها ،
كيف لك أن تكرهي شخصًا لاتعرفين عنه سوى اسمه ؟؟
تعرُف عائلة نوراكي و ايتاكورا على هيكيجي كان عبر ايميتو في حفلة زفاف كيتي ..
مُحاولة هيكيجي في مُحادثة كيتي باءت بالفشل و رفضت مُقابلتهُ ،
في المرة الأولى وصل للمشفى بعد خروجها منه ،
و لاحقاً حين عرف بتواجدُها هُنا امتنع عن مقابلتها بعد
أن قابل ايميوي و طردهُ مانعاً إياه من مُقابلة كيتي !
و اليوم أدرك حقيقة أن كيتي ترفضُ مقابلتهُ من تلقاء نفسها
و ليس لأن ايميوي يُشكلُ حاجزاً أمامه .
خرج من هُنالك و كاغوري تودعهُ بابتسامه ، دخلت بعد أن حرك سيارةٌ و أغلقت الباب
ثم تنفست الصُعداء قائل بفرحةٍ بارزة :
" تستحقُها أيُها الطُفيليُ المُتعجرف "
في اليوم التالي ، اجتمع الجميع لتناول العشاء وكانت كاغوري سعيدةٌ لحضور كيث و والدهُ أيضاً
كان القاضي يسألُ عن أحوال ابنتهُ من كاغوري دائماً
و اليوم بعد أن لاحظت هدوء كيتي قررت دعوت كيث و والدهُ
كاغوري هي الرابط القوي الذي يجتمعُ هاتان العائلتان ليس لأنها خطيبةُ كيث وحسب ،
بل لأنها تحرصُ على سلام العائلتين طوال الوقت ، مع أنها الأصغر بينهُم جميعاً !
حديثُ كيتي مع والدها أثار أمواجُ تفكيرها مُجدداً .. فبعد العشاء كانت كيتي تجلس على النافذة
و تُسندُ رأسها على زُجاجها تنظرُ للقمر بشُرود .. تقدم نحوها و قال و هو يضمها لصدره :
" لما القمرُ شاردٌ اليوم !؟ "
أجابتهُ بنبره تائهة : " لأن ظلهُ ضائع ! "
" هل بحثتي في البحر و المحيط فقط ؟ "
نظرت باستغراب ، واضحٌ أنها لم تفهم فتابع و هو مُغمض العينين :
" لن تجدي ضلهُ لأنكي لم تبحثي جيداً ،
فحتى البركة الصغيرة تعكسُ جمال القمر بتواضُع ! "
معهُ حق ، هي لا تنظرُ للأمور إلا من منظورٍ هش .. ضمتهُ بقوه و هي جالسة في مكانها على النافذة ،
فكرت في نفسها بدقة ، ووصلت لنتيجةٍ واحدة لا غير :
"" كيف أعميتُ و ذبُل بصري عن رؤية حُبك لي يا أبي ؟
أيُعقلُ أن تُبعدُني السنوات الثلاث ، التي عشتُها في بيت زوجي ، عنك كُل هذه المسافة؟ ""
رفعت بعينيها تُحملقُ حول عينيه ، عانقت عيناهُ بابتسامة .. فقالت لهُ بصوت مسموع و هي تلعب بذقنه :
" لم أعد أريدُ الابتعاد عنك يا أبي ، فلا تُبعدني عنك .. "
ابتسم لها :
" ألم تكبُري ولو قليلاً ؟ لا تزالين تُفكرين كالأطفال ، من قال لكي أني أبعدُتك عني يا صغيرتي ؟
إنما أنا أحملُ مسؤوليةٍ أكبر من عائلتي ، إنهـ .. "
قاطعتهُ و هي تُقطبُ حاجبيها بحزم :
" إنها مسؤوليه بعيدةٌ عن الأنانية ، لا تضعُ حياة شخصٌ واحد في خطر،
بل المجتمعُ الذي تتمحورُ نتاج القرارات البناءة و المستهترة عليه ،
إنها ليست عائلة صغيرة بالعائلة كبيرة يجمعها القانون و يُحافظ عليها . "
ابتسم لها راضياً ، ثُم قال و هو يُخلخلُ أصابعه بين خُصلات شعرها البُني :
" يبدو لي أنك حفظتي درسك جيداً ، هذه هي أميرتي الصغيرة ... "
أجابتهُ بصوتٌ طفولي :
" ليست إلا مسألة وقت ، فأنا أعلمُ أن كاغوري هي أميرتُك الصغيرة .. "
" هذا صحيح ! " قال ذلك مستفزاً نظرت لهُ بقيض فأكمل : " لأنكي أميرتي الكبيرة ! "
اقترب كيث قائلاً : " عما تتحدثان ؟ هل يعنيني بشيء ؟ "
نظرا إليه و قالا معاً و هُما يبتسمان بخُبث : " أجل كُنا نتكلم عنك ! "
ثم تابعت كيتي وحدها : " كُنا نُناقش مسألة زواجك يا بطل"
استدار كيث خلفهُ و نظر لكاغوري وهي تُقدم الشاي ، لاحظت ذلك فابتسمت لهُ
تلك الابتسامة التي تعكسُ ضوء القمر في ليلةُ بدر ..
أعاد نظرهُ مُحرجاً ثُم قال بملل : " لا داعي لتفكيرُكُم الزائد بي يا جماعة .. "
عاتبتهُ كيتي بجدية :
" جدياً لما تؤجل ذلك ؟ المفروض أن يُقام الزفاف في الشهر المُقبل ، تقريباً
و حسب تقديري بقي أربعون يوماً أو رُبما أقل .. "
ثم تابع القاضي بنبرةٍ آمره :
" إياك و الظن أننا سنؤجل هذا الزفاف للمرة الثانية ، في العام الماضي أخذت بعين الأعتبار
حُجة ، بأنك تُريدُها أن تُنهي دراستها .. حسناً حدث ، ماذا الآن ؟ "
أجاب كيث بصوتٍ مُنخفض بالكاد يُسمع : " الوقتُ ليس مُناسباً! "
ثُم بدأ يُحركُ عينيه يميناً و يساراً ثُم إلى الأسفل و بعدها
نظر في عيني كيتي و تشابكت نظراتهُما تتحدّثان سراً ..
هكذا كان الأمر إذاً ! وأخيراً فهمت كيتي و اتضحت الصورة ،
يعتقد كيث أن الوقت ليس مُناسباً بسبب موت زوجها ،
لم يمُر على موته إلا سبعة أشهُر ، فكرت كيتي قائلة مع نفسها :
"" أنت حقاً شخصٌ عظيمٌ يا أخي .. لكن .. لكن ايميتو لايستحقُ ذلك ""
ثُم قالت بحدة و بصوتٌ مسموع :
" إذا كُنت تُفكرُ بذلك من أجل ايميتو ، فانسى الحكاية يا أخي ! "
لفت ما قالتهُ انتباه الحاضرين ليُتابعوها و هيّ تُتابعُ كلامها مُهتمين :
" لا يستحقُ أن نؤجل ذلك من أجله ! "
قاطع كلامها قبل أن تُزيد شيءٍ آخر : " لكنني لا أفعلُ ذلك من أجلك وحسب ! "
عم الصمتُ صادماً الحاضرين .. حتى من لم يكُن يعلمُ عن ما كان الحديث ،
أدرك أنها مسألة الزفاف .. ترى ، هل سيؤجل الزفاف ثانيةً أم لا ؟
بعد تلك الليلة الحافلة و في الصباح التالي ..
جهزت كيتي نفسها للعودة لبيت والدها ، كان يمُرُ بجانب الغرفة حين قال فور إدراكِ ما تفعل :
" فقط انتبهي من أن لا تُفسدي الأمور وأبقي فمُك مغلقً ! "
التفتت لهُ فزعة : " هذا أنت ؟! ماذا تقصد ؟ "
قال و هو ينظرُ حولهُ لألا يسمعهُ أحد آخر :
" لقد اكتشفت الشُرطة كُل شيء عما حدث لايميتو ، طبعاً عدا تواجدك في البيت يوم المقُتل ..
لذلك لا تُضيعي مستقبلك من أجل رجُل لم يستحق حُبكي له ،
صدقي حين أقول ، أنهُ لايستحقُ السنون الثلاث التي قدمتها من شبابك له ..
اعتبريها جزائك و أغلقي الموضوع .... إنها مسألة وقت و ستنسين ! "
نظرت له ثُم ليدها ، لايزالُ هذا الخاتم اللعين يُزينُ إصبعها بغرور .. أخرجتهُ و تأملتهُ بحُزن ثم ضغطت عليه
كما لو كانت قد تذكرت كُل ما حدث معها منذ قابلت ايميتو و حتى الآن .. ثم خبأتهُ فيّ جيبها بغضب ..
غادر بعد ذلك فلحقت به و نادتهُ و هيّ تقفُ بجانب الباب و يدُها عليه :
" ايميوي ؟ "
عاد ينظرُ خلفه مترقبًا لما تنوي قوله ، طال الانتظار و مل منه ، سألها ما تُريد ؟
لكنها لم تُجب سوى ببسمة فرد لها ذلك و استدار ذاهباً ..
ليقف بعد عدة خطوات و قبل دخول غرفته أثر طنينُ صوتها المُمتن :
" شُكراً لك"
.
مضت عواصف لم تعلم كيتي عنها ، في أثناء انشغالها بتجميع شتات حياتها المُضطربة
و إعادتها لمكانها ، كان كيث و ايكوكو مُنشغلان بتجميع قطع الزُجاج من الصورة المتناثرة ..
اليوم أنهى المحققين تجميع الصورة وباتت واضحة لهُما .. رفع كيث الملف وقدمهُ لشريكتهُ مبتسماً :
" إنجازٌ مذهل ايكوكو ،، تهاني لك .. أرفعُ قُبعتي بتواضع لفخامتك ! "
ابتسمت الأخرى بشيء من الغرور :
" كُلُ ذلك بفضل الأدلة التي جمعها والدُك .. ثم لدي مُلاحظه صغيرة ،
أنت لا تضعُ قبعةً يا كيث ! "
...
في عمق الظلام ، و بين صفحاتُ الأحداث أخذ إثنان يتحدثان في عمق الأسرار ..
" هل قتلتهُ حقاً ؟ "
" ربما ! "
" لماذا ؟ "
" لأنني لم أستطع منع نفسي من ذلك !
كُنتُ أريدُ ذلك بشدة .. لقد استحقها ذلك الخائن ... "
" وما دخلي بذلك ؟ لما ورطتني ؟ "
" لا تجعلني أجيبُك كما أجبتُ ايميتو ! "
" وماذا تقصد يا هذا ؟ "
في لحظة قفله رفع القاتلُ سلاحهُ نحو الثاني و وجه رصاصةً و بكُل برود نحوه ،
غير آبه لزيادة نقطة سوداء أخرى في حياته هو غارقٌ في مستنقع نتنٍ على أي حال !
للي منتبه ، أنا خليت الشهوة في القاتل الغامض نهاية الفصل ،
هو مقدر يمنع نفسه عن قتل ايميتو لما سنحت له الفرصة ..
و وسام قال أنو الشهوة تعني الرغبة في الحصول علي شيء بشده
~~~
ماذا حدث ؟ و من القاتل ؟
من هذا الغامض الذي ظهر نهاية الفصل ؟
و هل ستكشفُ كيتي ما لديها ؟
ماذا يحوي الملف القابع بين يدي ايكوكو و كيث ؟
و من الضحيه الجديده ؟
إلى المُلتقى القادم و في رعاية الرحمن |
التعديل الأخير تم بواسطة Y a g i m a ; 01-16-2019 الساعة 11:03 PM |