الموضوع: {بقايا عطر }
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-04-2017, 04:34 PM
 
{بقايا عطر }




¤ بقايا عطر ¤



قصة حزينة ومؤثرة
احسنت التاليف، استمري
~زوزي دادو~


مقتا للعازف ، موسيقى نتجت من أوتار مهترئة
تعودنا على سماعها يوميا ، لم ، لأننا بشر


ثنت حجابها على رأسها بطريقتها المعتادة البسيطة ، ووضعت قليلا من مساحيق التجميل فقط لتبرز تلك المعالم الانثوية،
فعيناها الجميلتين خير قالب لكحل الحجر الاسود ، وخديها شكلت لوحة لبيكاسو كان ينقصها رشة أحمر خدود ،، أما شفتيها فقد أزدانت بذلك المرطب الرقيق والذي أتخذ من رقتها رقة لونه ،، أكملت طلتها برشة من عطرها المفضل ووضعت زجاجة عطر أخرى في علبة خاصة بالهدايا .
نظرت الى نفسها في المرأة المواجهة لها وهمست *حقا انا جميلة لا عجب عندما يقولون لي جل خالقك * ،،،!!!
أبتسمت لنفسها ووضبت اغراضها في الحقيبة ،،
خرجت من غرفتها نحو السلم وفي كل خطوة لقدمها تتخيل شكل صديقتها وهي تتلقى الهدية بمناسبة عيد ميلادها العشرين ،، لمجرد تخيلها للموضوع ظلت تبتسم حتى وصلت الى نهاية السلم ،،
قابلها وجه آأمها المشرق فما كان منها ألا ان ذهبت وطبعت قبلة على جبين أمها وآاكملت *صباح الخير أمي *
_ صباح الخير والعافية عزيزتي ،، فليسكنك فسيح جنته .
_ ياقوت بأبتسامة ؛ ليقبل دعواك الرحمن .
_ امين يارب العالمين .
_أنظري أمي الى هذه الهدية هل هي جميلة ،،؟؟
_ تشبه صاحبتها ولك حرية الفهم ،
_ سأصاب بالغرور ،،!
_ وهل قلت كذبا .
_ ما مناسبتها ،،؟؟
_ اليوم عيد ميلاد فرح ،وقد وعدتها بأن أهديها ما هو عزيز على قلبها ، وعرفت مؤخرا بأن هذا العطر مفضل لديها ،،
فأثنت أمها على خطوتها تلك ،،
فأبتسمت ياقوت مودعة ؛ الى اللقاء ،،
_ رافقتك السلامة بنيتي .
فذهبت هي الى الباب فتحته وخرجت وأغلقته خلفها ،، تمشت بضع خطوات الى أن صادفتها سيارة اجرة قادمة بأتجاهها فرفعت يدها لتوقفها فوقفت ،،
_ السلام عليكم
رد السائق ؛ وعليكم السلام ورحمة منه ورضوان ،،
_ أتذهب الى الجامعة المستنصرية ،،؟؟
فأومأ لها بالايجاب ،، فتحت الباب وركبت ،
تحركت السيارة لتقطع الشارع تلو الاخر ،، أما هي فعيونها كانت على الطريق وتناجي نفسها محدثة *أوهل حقا سأحصل على وظيفة عندما أتخرج ، لا اعلم ،!! فأمور الدولة لا تبشر بالخير ولا تزال في تراجع ،ولكن أنا مهندسة تكنلوجيا وبحكم اني كذلك ساحصل على تعيين ، أقنعت نفسها بتلك الكلمات وأبعدت هذه الفكرة من رأسها لتحل محلها أخرى ،، *سأخرج الهدية وأضعها في يدي حتى أعطيها لفرح عندما اصافحها فأكون بذلك أول مهدي لها في هذا اليوم ،،* أهدت بها فكرتها هذه الى الابتسام حتى بانت أسنانها الخلفية ،،
لكن سرعان ما أيقضها صوت السائق وهو يقول *وصلنا أنستي *،،
حاسبت السائق وودعته شاكرة بعد نزولها ،
خطت بضع خطوات وكادت تصل الى باب الجامعة ، فلمحت فرح من بعيد وصدف ان فرح رأتها ايضا فلوحت لها فبادلتها تلك الأخرى التلويح ، لم تكد تكمل خطوتها التالية حتى أخرس صوت الدوي جميع الحركات وأصبح السكون الفارس الوحيد في ذلك المكان ،، علا الدخان وأمتزجت رائحة الجلد المحترق برائحة الثياب التي تلقت نفس المصير، ، تناثرت الدماء في كل صوب وناحية وتوزعت الجثث على المساحة بأكملها ،، تعالت أصوات الناجين متسائلة عن السبب ، بعد عدة دقائق تبينت الشرطة أنها كانت عبوة لا صقة موجودة بأحد السيارات المركونة جانبا ،،
كان ذلك الأنفجار هو المفتاح لتحقيق دعوة أم ياقوت الصباحية تلك *فليسكنك فسيح جنته *
كان وجهها الملائكي مغطى بالدماء وملابسها رسم عليها بقايا الأحتراق أما روحها فقد تعالت الى بارئها في حسرة تحقيق أمنية ،، عانق جسدها الأرض وفي يديها بقايا عطر ،،،،،




__________________
إِنْ كُنْتَ لَسْتَ مَعِي، فَالذِّكْرُ مِنْكَ مَعي … يَرَاكَ قَلْبي وإِنْ غُيِّبْتَ عَنْ بَصًرِي
الْعَــيْنُ تُبْصِـــرُ مَنْ تَهْـــوَى وَتَفْقِـدَهُ … وَناظِــرٌ الْقَلْبِ لَا يَخْلُــو مِنَ النَّظَرِ

التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 02-04-2017 الساعة 05:48 PM
رد مع اقتباس