عرض مشاركة واحدة
  #201  
قديم 02-09-2017, 05:18 PM
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني :الجزء الثاني


كنت قد استيقظت اليوم باكرا...ربما تمام السادسة ، أخذت حماما منعشا و نزلت للإفطار بينما رن الباب ففتحت الخالة الباب
.....:"هل آن مستعدة؟"
الخالة:"بعد قليل ، تفضل إيريك " نعم نحن بكلية واحدة انا و هو و اليوم أتى لاصطحابي معه في اول يوم و تعريفي على المكان إذا أنني سأنتقل إلى هناك أخيرا ، انتهى الصيف و أتى الخريف و بدا موسم الدراسة ، أشعر برغبة كبيرة في التعلم عن تخصصي الجديد و التعرف على زميلتي بالسكن ، أنهيت فطوري وودعت الخالة و خرجت مع إيريك و رأيت والد ريان متجها للكلية نفسها لأنه أستاذ هناك أما ريان فقد غادر أمس لأنه لا يعمل هنا و لليوم لا أعرف أين يعمل و لم تواتيني الجرأة لأسأله عن خصوصياته بالرغم من أننا صديقان منذ زمن و علاقتنا توطدت أكثر إلى أنني و لسبب ما لا أستطيع...
إيريك:"هناك سكن الطالبات ، أنا لست مقيما لانني أعيش هنا أصلا لذا ستكونين بمفردك أحيانا و سنلتقى في الحصص فقط و الدروس"
آن:"لا مشكلة ، بإمكاني الاعتناء بنفسي أنا أشكرك "
إيريك:"في أي وقت " و ربت على شعري و خربه لي
آن:"آآآه أنا أصففه منذ الصباح "
إيريك:"ههههه حقا ؟ لا يبدو ذلك ، على كل اتصلي بي إذا احتجت أي شيء "
آن:"سأفعل ، إلى اللقاء" مباشرة افترقنا كل في طريقه بينما أنا توجهت إلى حيث أمرني أن أذهب ، إلى ذاك البناء الضخم ، ما إن دخلت حتى وجدت عشرات الأبواب و الأدراج و كذلك المصاعد الحركة غير متوقفة و الناس داخلون و خارجون و في كل مكان ، إنها حقا جلبة كبيرة..
لا أدري إن كان إيريك يتصرف بلطف معي لأنني جديدة و كوني صديقة طفولته أم أنه يشفق علي مثلا ؟ نعم فلم يمر الكثيرا على وفاة حبيب القلب و الروح ، و ها هم أصدقائي يحاولون ملء الفراغ الشاسع الذي خلفه غيابه ، فتارة يأتي إيريك ليطلعني على الدراسة و الجامعة و تارة ياخذني جاك في نزهة ناهيكم عن ماكس الذي يكون حاضرا دوما حتى مع قدوم الشقيقين يكون هناك ، كذلك ويل لا ينسى أن يتصل بين الفنية و الأخرى يستفسر عن حالتي بينما لم أحاول قط كتابة رقمه أو تسجيله على الأقل بل كل مرة يفاجئني الرقم حتى اعتدته و حفظته ...هو يتصرف بلطف لكن أنا متوترة قليلا و لا اقوى على أن أحدثه مجددا ، الأمر سيان بالنسبة لآدريان ففي هذا الوقت لا أطيقه لكنني لا أكرهه البتة، هو لم يعلم بأي شيء حدث...بدون أن أنسى شيرا و جازمين طبعا و من حولي ،لا ، لا أحد قرر أن يتركني لحظة واحدة وحيدة إنما هم حولي حتى وقت النوم تتفقدني الخالة ليا و تتمنى لي ليلة سعيدة....لم يسمحوا لي أبدا بأن أختلي بنفسي لأبكي عليه..أبدا ولا ثانية واحدة...أن أتذكره و أحزن ، أن أشعر بالوحدة....أدين لكم جميعا .
كل هذا فكرت فيه و أنا أنتظر في الطابور الطويل بعض الشيء لأتكلم مع المرشدة...
آن:"صباح الخير " كانت هناك فتاة في مكتب عند الباب ترشد الطلبة إلى مساكنهم و حجراتهم
الفتاة:"صباح الخير ، كيف أخدمك؟"
آن:"لا أعرف أين بالظبط غرفتي"
الفتاة:"أرني بطاقتك" ما إن أريتها إياها حتى ابتسمت و أرتني الطريق بالظبط....
الغرفة 306 نعم أنا هنا
طرقت الباب لأسمع صوتا يقول :"تفضل" ما عن دخلت الغرفة حتى رأيت تلك الفتاة التي كانت قد جهزت و رتبت أشيائها "
آن:"أهلا أنا آن "
الفتاة:" سيدالي ،نادني سيدا " و مدت لي يدها بعد أن نهضت من الأرض لأنها كانت تلمع غيتارا
آن:لهجتك غريبة بعض الشيء "
سيدا:"لأنني من استراليا" أستراليا؟ لست الغريبة الوحيدة حقا
آن:"واو ، أنا من سياتل "
سيدا:"لا تخبريني بانك هربت من هناك أيضا"
آن:"و لو لم أقبل هنا لجننت "
سيدا:"مرحبا بك في عالمي " ابتسمت لي و عادت إلى مكانها
الغرفة تتكون من سريرين و خزانةواحدة بأربع ابواب و أربع أداراج كما يوجد مكتبان في الوسط ملتصقان ببعضهما و توجد طاولتان صغيرتان بمرآتان لنضع عليهما أشياءنا من عطور مثلا او أدوات للتجميل
آن:"أرى أنك قد رتبت أشيائك "
سيدا:"وصلت قبلك بساعة ، لقد تركت لك الجهة المطلة على الخارج ، لا أحب النوافذ ، آمل أن لا تمانعي"
آن:"أبدا " لم تكن سيدا كثيرة الكلام ، فتاة فاتنة جدا ، وجهها دائري و بشرتها بيضاء مائلة للسمرة أنف صغير تعلوه بعض النمشات الرقيييقة لا تكاد ترى و فم وردي صغير ، عينان شاسعتان بلون فيروزي خلاب اما شعرها فقد كان قصيرا جدا مقصوصا بعبث و مصبوغا بلون زهري مائل للبنفسجي بينما أرى عندما تنزل رأسها أن شعرها الأصلي أشقر ، ترتدي سروالا ممزقا عند منطقة الركبة و قميصا رجاليا أبيض بدون ذراعين بينما تلف الكثير من الاكسسوارات الملونة الغير براقة أو لماعة و معظمها خيوط كما أرى و أظن أن لها ستايلا مميزا
ما يعجبني فيها انها فتاة جاااادة جدا ، لا تحب الثرثرة كثيرا و لديها طبع مرح يظهر نادرا و لكن ساعمل على إظهاره ، هي من كنت احتاجه لأنني انوي أن أدرس و أحصل على شهادة مرموقة و أعمل بعدها و لن افعل هذا إن كنت مع فتاة متهورة ثرثارة .
بدأنا نتعود على بعض و أعجبت بعقليتي كثيرا غير أنها كتومة و لا تتحدث عن أسرتها او أصدقائها أبدا ،كل مرة تنزعج أو أحس أنها بها شيئا تجلس إلى قيثارها و تعزف لحنا حزينا يبدأ بالارتفاع و القوة تفرغ كل الظغط إلى أن ينقطع الوتر فتهدأ و تصلحه مجددا...لكنني لا أقدر على سؤالها فهي لم تسألني يوما أو تتدخل في خصوصياتي أو تعبث بأشيائي و لا تبدو لي كالفتاة التي تحتاج النصيحة بل هي شابة رزينة جادة و مكتملة النضوج ..لذا أكتفي بسؤالها عن حالها لتجيب:"أنا بخير" و ينتهي كل شيء..
نفطر معا و نذهب لحضور الدرس و كانت المفاجأة ان والد ريان أحد
أساتذتي و من كنت أخافه لجديته و صرامته و لكن يعجبني و أحب حصته
و لم أعد بحاجة إلى إيريك ابدا كما ظننت في بادئ الأمر أنني ساجعل المسكين يجن
الجامعة مكان كبير جدا ، نلتقي فيه الكثير من الناس الجدد و معظم الناس يتغيرون بمجرد وصولهم إليها لكنني لا أنوي ذلك لا سيما بعد ان بدات الأمور تتحسن قليلا و لكن لا زال آيزيك يرفض مغادرة ذاكرتي لليوم....و أغلقت الدفتر
.....ألازلت تكتبين يومياتك ؟"
آن:"هذه ليست يوميات بل ذكريات و لا شان لك بها ، ابتعد عني"
.....:" دفتر الذكريات ههههه لعبة اطفال"
آن:"قلت لك هذا ليس من شانك أبدا ، أفففف مزعج "
بعد شهر
اليوم دخلت قاعة الدرس متأخرة أنا و سيدا و اظطررنا للجلوس في المقاعد الأخيرة بينما نظر إلينا 200 طالب عندما دخلنا نلهث .. على كل وجدنا مكانني بآخر الصف في المدرج .. دخلت سيدا و جلست أنا بعدها ، مقابلا لي يجلس فتى ...يجلس على ظهره ، إذ أنه مستلق و ليس جالسا ـ يا له من مستهتر لم ألاحظه يوما إذ أنني اعتدت الجلوس مع سيدا في المقدمة
سيدا:"أتت الدكتورة"
آن:"نجونا بأعجوبة "
سيدا:"اكاد لا أصدق " بدأ الدرس و الأستاذة تشرح و الجو يبعث على النوم ، الصبي الذي كان مستلق أغمض عينيه و اظنه نام أصلا ، لم أتعب نفسه بالمجيء أصلا ؟
الأستاذة :" ويليام شكسبير، أريد أن تعالجوا موضوعا من مواضيعه ، قصةأو مسرحية و تناقشوها مع إبداء رأيكم فيها .." أهذا واجب؟ يعطوننا واجبات هنا ؟
الأستاذة:"هذا مشروع أريد أن تنقسموا مثنى مثنى و تقدموه الأسبوع المقبل مع بعض النقاط التي يجب التزامها فلا أريد أن يكون أحد متوترا او خائفا أو أن يعتمد في شرحه على ورقة أو دفتر ، أريدكم أن تكونوا عفوين و تقدمو البحث كما لو أنكم أستاذة مكاني "
سيدا:" معا؟"
آن:"أكيد "
الأستاذة:"ستنقسمون حسب القائمة المرتبة حسب ترتيب الأسماء"
سيدا:"سحقا "
آن:"أتمنى أن تضعني معك"
سيدا:"تعلمين أن هذا مستحيل اسمك بعيد عني كل البعد " بدات الأستاذة بالنداء ثم وصلت إلي
الأستاذة:"بداية امممم بنسون ، ستعملين مع ديزل "
آن:"حاضر... أين ديزل هذا أو هذه ؟ا " كنت أنظر في الأفق للأمام لعله يرفع يده إلى ان سمعت
.....:"هاااي انا هنا مقابل لك تماما " ماذا ؟ أعمل مع النائم ؟ بالله عليك سيدعني أفعل كل شيء بمفردي لااا...لحظة هذا جيدا ، سأفعل كل شيء بمفردي و لن يزعجني
آن بانزعاج مصطنع:"لا أصدق "
سيدا:"سأتحرى لك عنه "
آن:"هههه أعتمد عليك ، أراك الليلة " كان باقي اليوم راحة و فرصة لنا للخروج من الكلية و التمتع ، خرجت مع سيدا حتى سمعنا زميلها ينادي عليها و اسمه ستان
ستان:"مرحبا سيدا و انت آن صحيح ؟"
آن:"صحيح تشرفنا "
ستان:"الشرف لي أردت أن اتناقش في موضوع المشروع معك عن لم تمانعي ، أحب الانتهاء بسرعة لأتخلص منه"
سيدا:"فكرة لامعة ، لم لا تبحثين عن شريكك و تبدإي العمل أيضا "
آن:"حسن ، أراك لاحقا"
سيدا:"إلى اللقاء " لا رغبة لي أبدا برؤية ذاك الكسول ، لذا توجهت للمكتبة و قررت بدأ العمل وحدي قد لا يلاحظ حتى فوالواضح أنه لم يكن حتى يستمع لما قالته الأستاذة لذا لا فكرة لديه عما يدور المـ...
.......:"مرحبا آنابيلا "
آن بانزعاج:"أن من فضلـ...أنت ؟"
.....:"ماذا ؟ ألسنا شريكين ؟"
آن:"أجل و لكن الا تظن أن الوقت مبكر ، لدينا أسبوع طوييييل و عريض "
.....:"لا بأس ، أنت حتى لا تعرفين شريكك "
آن :"بالطبع اعرف أنت ديزل "نظر إلي بغباء و شعرت بنفسي صغيرة أمامه ما الذي تفوهت به للتو
...... ":نعم يا بنسون و لكن هل تعرفين اسمي؟" و هل هذا يهم ؟
آن:"هههههه آسفة ، ما هو اسمك ؟"
.....:"اسمي أليكس يا حضرة العمدة ، تبدين لي مغرورة "
آن:"هههه حقا ؟ دمك خفيف "
أليكس:"اتعلمين انك أول فتاة أقول لها هذا و لا تذهب غاضبة أو تصفعني؟"
آن:"نعم ، تبدو لبقا مع الفتيات ، على كل بما أنك هنا ، أريد العمل بسرعة لأنتهي بسرعة "
أليكس:"ألم تقولي بأنه أسبوع طويل عريض؟"
آن:"عدلت عن فكرتي ، سأبدأ حالا"
أليكس:"ابتهجي قليلا ، باقي اليوم راحة و غدا لدينا برنامج طويل لذا إن عملت الآن فستتعبين بسرعة و لن تتمكني من مواكبة الغد ، هيا لنخرج و نرفه عن أنفسنا قليلا ، قد نشاهد فيلما "
آن:"أفضل البقاء هنا .. أرفه على نفسي بالقراءة "
أليكس بمرح:"هيا يا مملة " لم أستطع سوى الشعور بحركة يده تسمك ذراعي مجبررة إياي على الخروج
آن:"أنت مجنون؟اتركني"
أليكس بملل:"كثيرون يقولون هذا ، هيا ، أتخافين الأشباح؟"
آن:"لماذا ؟"
آليكس:"سيعرض فيلم رائع ، و لدي التذاكر مسبقا "
لم أمانع لأني أحب أفلام الأكشن و الحروب لاسيما المخيفة و كان المسكين متفاجئا مني إذ انني لم أبد أية ردة فعل بل أغرمت بالفيلم
آن:"واو إنه رائع ، لم لم اذهب للسينما قبلا ؟"
أليكس:"أمرك يحيرني"
آن:"لماذا ؟"
آليكي:"ظننتك ستخافين و تتعلقين بي طول السهرة "
آن بمرح:"هههه طول بالك يا عزيزي انا أحب هذه الأشياء ، لنعد تأخر الوقت "
عدنا للكلية كيث كان الكل يتناولون العشاء ، لم أستطع العثور على سيدا فجلست في مكاننا المعتاد حتى أحسست بظل خلفي
آن:"أنت مجددا ؟"
أليكس:"ماذا؟ نحن شريكان "
آن:" نعم في العمل و ليس الأكل "
أليكس:"أنت أول شخص أحدثه منذ اتيت إلى هنا لذلك تعلقت بك "
آن:"ههه أنت جرئ جدا"
أليكس:"إنها طبيعتي فلا تظني بي سوء صدقيني نيتي صافية و أحب الضحك و المرح لا أكثر و لا أعني بكلامي شيئا لذا لا تنزعجي مني "
آن:"هههه أنا أعرف ، لدي أصدقاء مثلك و أعرف انك لا تعني ما تقول "
أليكس:"لقد عنيت كلامي عن الأصدقاء فأنا لا أعرف أحدا هنا "
آن:"ماذا عن شريكك بالسكن ؟"
أليكس:"ليس لدي ، أقيم هنا قريبا"
آن:"آآه فهمت و ماذا تفعل هنا ؟ من المفترض انك عدت لبيتك منذ ساعات "
أليكس:"هههه أعرف و لكن شعرت بالملل و لن يعرف أحد لأنك لن تتكلمي أبدا"
آن:"فقط عد لبيتك و غدا بعد انتهاء الحصص نبدا العمل "
أليكس:"حسن حسن مع أنني واثق ان المشروع لن يهرب"
آن:" يا لك من ثرثار هيا اغرب عن وجهي حالا "
أليكس:"تطردينني؟ لقد آذيتني"
آن:"سأقذفك بالشوكة ..عند ثلاثة ...1...2..."
أليكس:"حسن حسن ، أراك غدا "
آن:"نعم حاضر حسن فقط غادر "
أليكس:"لقد ذهبت" أخيرا.... لم أكن أعني ما قلته إذ أنني كنت اتحدث معه بمرح فقط ليغادر و يتوقف عن الثرثرة
آليكس:"تذكرت شيئا"
آن:"ماذا الآن؟"
آليكس:"سأخبرك غدا" بقيت أنظر إليه حتى تأكدت من انه غادر فعلا ثم أعتدلت و جلست لآكل لتخرج ضحكة من الصميم نابعة من أعماق قلبي ...لم أضحك هكذا منذ مدة طويلة....مجنون حقا هذا الأليكس
في الغرفة
آن:"أنت هنا؟"
سيدا:" نكاد ننهي العمل "
آن:"تمزحين "
سيدا:"ههه أبدا فستان ذاك عبقري معقد ملتزم بالوقت و قد أرغمني على العمل و أشعر براحة كبيرة ماذا عنك ؟ هل تفاهمتما؟؟"
آن:"شاهدنا فيلم رعب "
سيدا بدهشة:"حقا ؟"
آن:"أجل ، عرفت أنه لا فائدة منه لكنه حقا مرح و مجنون "
سيدا:"ذاك المجنون كما تسمينه هو أليكس ديزل أحد الحاصلين على منحة لهذه الكلية "
آن:"أنت تمزحين ، ذاك ؟"
سيدا:"أجل، أخبرني ستان أنه مهتم كثيرا بالأدب و لديه قدرات كبيرة مع أنه لا يبدو كذلك "
آن:"حقا أدهشني أمره لا يبدو ذكيا "
سيدا:"هو ليس كذلك ، درجاته متواضعة بل و بضعها حتى متدن و لكن درجاته في الأدب الإنجليزي مرتفعة جدا و لهذا حصل على المنحة على عكسنا نحن الذين درسنا بجد ليتم قبولنا "
آن:"صدقيني لقد أدهشتني كثيرا ....هناك فائدة منه"
سيدا:" أنت محظوظة ، على الأقل تسنت لك الفرصة للترفيه عن نفسك ذاك المعقد جعلني اجن"
آن بابتسامة:"أود سؤالك عن أمر شخصي"
سيدا:"تفضلي"
آن:"هل لديك أصدقاء؟"
سيدا:"امممم في الحقيقة انا لا أؤمن بالصداقة "
آن:"ماذا؟"
سيدا بجدية:" خاصة صداقة الفتيات "
آن بريبة:"لازلت لا أفهم "
سيدا:" كما قلت الفتيات غيورات و شريرات و يتحدثن خلف بعضهن حتى لو كن أقرب الأصدقاء فإن الغيرة ستعميهن يوما و ستطعنك في الظهر"
آن:"لا تقولي هذا ،إنه.."
سيدا:"لا أقوله عبثا ، إنه عن تجربة صادقة عشتها ، الفتيات يحببن الصبيان ، حتى أقرب صديقاتك مستعدة لبيعك مقابل التحدث إلى فتى أتفهمين ؟"
آن:"لا أنا لا أفهم ..اسمعي ..مرورك بتجربة واحدة لا يعني أن كل فتيات العالم هكذا ، هناك الأصدقاء بحق ، هناك من تستطيعين أن تثقي بهم "
سيدا بعد أن تنهدت:" كلامك صحيح يا آن ، الفتيات أكبر موقع للثقة و لكن كما قلت نقطة ضعفهن الصبيان لا أعرف إن كنت تفمينني و لكن قد تحسين بالأمر يوما ما ،و لكن لا أثق بأحد خاصة الفتيات ، لديك صديقة مقربة ؟"
آن:أجل واحدة ...." انتبهت لكلامها للحظة ، أنا لا أعاني من هذه المشكلة لأن كل أصدقائي صبيان آيزيك ماكس ستيفن جاك و إيريك كاميرون و حتى أليكس لأنني أعرف أننا سنصبح صديقين بينما من الفتيات شيرا أقربهن و جازمين تخلت عني و كذلك نانسي لم تحدثني مجددا لأنها تكبرني بعام و بدات الدراسة قبلي ، معها حقا ، لم تدم لي صديقة و أخشى ان أفقد شيرا...حتى أننا افترقنا و ما يصل بيننا الهاتف فقط...
آن مواصلة:"لدي صديقة واحدة و هي الأقرب و الكل صبيان"
سيدا:"لهذا لا تلاحظين الفرق ، صديقك لو كان صبيا لن يكرهك او يغار منك أو يأسف لحدوث شيء جيد لك أما الصديقة فمهما فرحت لفرحك فإن شعلة الغيرة تحرقها داخليا مهما كانت ضئيلة و ستغدر بك ، قولي لي "
آن:"ماذا؟"
سيدا:"صديقتك جميلة ؟"
آن:"شيرا ، نعم إنها جميلة جدا "
سيدا:"أجمل منك ؟"
آن:" نعم ، جمالها خارق"
سيدا:"إذا تهانيا الحارة ، هي لن تفعل لك شيئا إثر الغيرة لأنها أفضل منك بل الضرر الآن منك قد تغارين منها و تخذليها يوما"
آن بانزعاج:"توقفي عن هذا الهراء ، لدي صديقة مقربة و أحترمها ولا أظن أنها ستقبل على شيئ سيء يوما"
سيدا بابتسامة:" هههه كما تشائين ، هذه هي نظرتي للصداقة و أنا مقتنعة منها "
صدمتني تلك الليلة بمشاعرها الجليدية ، كنت هكذا سابقا لكن ليس لهذا الحد ، لا أمقت الصداقة أبدا و لكن كلامها منطقي أبدا لقد حصل الامر قبلا في المخيم حين غارت كلوي مني لأن كاميرون يحدثني أكثر منها ...نعم إنها محقة و لكن شيرا صديقتي و أثق بها و يستحيل أن تغدر بي و مع هذا لم أستطع نزع الامر من بالي أبدا..
صباح اليوم التالي دخلت المدرج الذي لم يمتلئ كثيرا و جلست في المقدمة في مكاني ، سيدا مع ستان هناك لا يزالان يتناقشان و أنا وحدي و لا أدري لم أنا أشعر بالضيق كلما أنظر إليها ، بما أنها لا تؤمن بالصداقة و لا تثق بالفتيات خاصة فهذا يعني أنها لا تثق بي و لا تعتبرني صديقة وما يجمعنا هو رابط زمالة أو شراكة بالغرفة لا غير ....و أنا التي حاولت التقرب إليها لما سألتها ، معها حقا ...
......:"إيييي نظراتك مخيفة " أفقت من شرودي إثر سماع صوت ذاك المجنون خلفي
آن بابتسامة خفيفة:"أنت ؟"
أليكس:"صباح الخير ، فيمن تتوعدين ؟"
آن:"هههه صباح الخير و انا لا أتوعد أحدا "
أليكس:"لا يبدو لي ذلك ، عيناك تلهبان "
آن:"انا فقط أفكر في أمر تافه "
أليكس:" لنجلس في الخلف ، المكان هنا يشعرني بالدوار"
آن:"أفضل البقاء هنا "
أليكس:"هيااا لا تكوني مملة لهذه الدرجة ، الدرس نفسه و ستسمعينه هنا أو هناك "
آن:"أنت قلتها ، درس واحد و سأسمعه هنا أو هناك ، لم لا تجلس من الواضح أن سيدالي لن تجلس بجواري "
أليكس:"أجلس هنا؟ لساعتين ؟ بجوار المهووسين ؟ تمزحين ، انا ذاهب للخلف و أدعوك للمرة الألف " لم أكن لأرضخ له ثم وجهت نظري للذي جواري و حقا يبدون مملين ثم انظر للجهة الأخرى لأرى سيدا تتحدث مع زميلها ستانلي و كأنني غير موجودة أو لم ترني أبدا ....استشطت غضبا ثم تنهدت واستسلمت و تبعته للخلف...
آن"هنا ، لن أعود أكثر "
أليكس:"هياااا لا زلنا في المقدمة"
آن :"يوجد هؤلاء... المخيفون ، لن أرجع صفا آخر "
أليكس:" حسن ، أقنعتك اليوم و بإمكاني إقناعك غدا "
آن":هذا إن لم أقنعك أنا بالتقدم أكثر"
أليكس:" سنرى بشأن ذلك " و دخل الأستاذ و بدأ يلقي محاضرته ... الدراسة صعبة جدا فلقد تغيرت كثيرا و كلها متشابهة و متداخلة ببعضها لذا أنا أعمل بجد و أرغم نفسي على الدراسة لأنني محظوظة لكوني هنا
أليكس مستلق كعادته و يضع يديه خلف رأسه و قبعته على وجهه ، أنظر إليه و نظرتي تغيرت عن الأمس فلقد بدا لي قبلا مستهترا أما اليوم فيبدو لي ظريفا جدا
آن:"هاااي استيقظ لقد انتهينا" انتبه لي و أزاح قبعته عن وجهه ثم أدارها للجهة الأخرى على رأسه و جعل الجزء المظل من الخلف...
أليكس:"أنا لم أكن نائما ، كنت أستمع"
آن:"حقا ؟ بوضعيتك هذه؟ عجيب"
أليكس:"أتعرفين ؟أريد الانتهاء من ذاك المشروع بسرعة "
آن:"لا أصدق أنك تقول هذا"
أليكس:"لدي فكرة أفضل ، بما أننا اجتمعنا لأسبوع فلم لا نقضيه في المرح أكثر بدل العمل فهو مجرد أسبوع و سينتهي بسرعة و سنفترق"
آن:"أأنت ذاهب لمكان ما ؟"
أليكس:"لا لم؟"
آن:" إذا لم سنفترق.. لنظل أصدقاء "
أليكس:"ألا تمانعين صحبة مجنون مثلي؟؟"
آن:"هههه لا أمانع البتة "
أليكس:"هذا مفاجئ نوعا ما "
آن:"و لماذا ؟ألا تريد انت أيضا صداقتي؟"
أليكس:" لا، ليس الامر هكذا و لكن ،لم أظن أن الأمور ستؤول إلى هذا ، أليكس إيفان ديزل"
ضحكت لولهة و كأنه لقاء أول إذ أنه وقف باحترام ووضع يده على صدره و انحنى ...
آن:"آنابيلا كلير بنسون تشرفت بمعرفتك"
أليكس:"الشرف لي ، بالناسبة سأخبرك أمرا لكن لا تنزعجي أرجوك"
آن:"لا أنزعج بسرعة ، قل ما عندك"
أليكس:"جدتي تدعى آنابيلا " نظرت له بغباء لثوان ثم انفجرت ضاحكة و ضربته بخفة على رأسه
آن:"يا وقح" اتجهنا للمكتبة و بقي طول الوقت يثرثر و يعلق عن كل شيء حتى علي و يظهر عيوبي غير أنني و لسبب ما لا امانع ،فمه أطول من قطار و يطلق دعابات كل الوقت و ما يعجبني فيه انه جريء و لا يخجل أبدا ، أليكس ذو شعر فحمي شديد السواد و عيون ضيقة كعيوني غير أنهما بلون بني مائل للعسلي ، بشرته مسمرة بعض الشيء و أسنانه متداخلة ببعضها كبناء فوضوي شكله مقبول على العموم لكنه حلو و يدخل القلب بمجرد حديثه و نبرته المرحة ، إنسان متواضع جدا جدا
آن:"لا أقصد شيئا و لكن لم لا تضع تقويما للأسنان ؟"
أليكس:"وضعته عنما كنت صغيرا بصعوبة بالغة و لم أرض به فخرجت و انتزعته بعدة والدي و انتزعت معه بعض أسناني "
آن:"ههههه هل أنت إنسان ؟"
أليكس:"قلت لم أكن راضيا عنه كما أن الطبيب كان يؤلمني و لاسيما أن أسناني مائلة و متداخلة ببعضها كثيرا "
آن:"ههههههه و انظر لنفسك اليوم"
أليكس:"لما كبرت ادركت قيمته و لكن لم أستطع وضعه لاسيما الثانوية و انت تدرين ، كنت لأكون موضع سخرية الجميع لقرون"
آن:"أنت تسخر من الناس ، لا أظن أنه بإمكان أحد التغلب عليك أو الرد على ما تقول"
أليكس:"أنت محقة و لكن لم أرتح صحيح أنه بإمكاني الرد و لكن العلاج الأمثل هو الصمت و إذا صمت فساكون مصدر للإهانة و ها أنا في الكلية و أنت تسخرين مني"
آن:"أنا أقول أنه عليك وضعه و لا تتكلم لكيلا يلحظه أحد وأنا لن أخبر أحدا و لن أسخر منك "
أليكس:"انظروا من يهددني بالسخرية ، سأستخرج ما تبقى من عيوبك إذا تجرأت " منذ عرفته و أنا أضحك و في الواقع صرت مثله ، تمكن من فتح قلبي للحياة بعد وفاة آيزيك و الصدمة من سيدا و صرت أتكلم و أخرج كل ما في قلبي دون خجل منه و صرنا مقربين جدا و لكن لن يأتي اليوم الذي سأحبه فيه أبدا ، هو يعلم ذلك و أنا واثقة من ذلك كما أنه غير قابل للحب أبدا أبدا
نعمل على المشروع منذ يومين ساعات متأخرة من الليل حتى تقفل المكتبة ، برزت مواهبه و قدراته و أجد نفسي صغيرة أمامه و جاهلة مقابل ما يحمله من علم و أفكار
آن:"من أين تعرف كل هذا ؟ أتقرأ الكتب؟"
أليكس:"هههه أبدا ، هذه مجرد صدف لا غير "
آن:"ماذا تعني بصدف؟ هل معرفتك للتفاصيل صدفة؟"
أليكس:" أنا أشاهد التلفاز كثيرا و شاهدت هاملت مرتين او ثلاث، أعرف كل شيء عنه و صادف ان مشروعنا يتعلق به "
آن:"تقصد أنك هنا صدفة "
أليكس:"يمكنك قول ذلك ، أستاذتي كانت تحبني لذا هي من تقدمت بطلب لي في هذه الكلية و بفضلها حصلت على المنحة"
آن:"ماذا كنت تريد أن تفعل قبلا؟"
أليكس:"امممم الكثير من الأشياء ، في البداية عملت لسنوات لأجمع تكاليف الجامعة و الشقة التي ساذهب إليها ثم خطر ببالي أن لا ألتحق بها أصلا "
آن:"حقا ؟ و لم عدلت عن رأيك ؟"
أليكس:"أردت الالتحاق بالبحرية و أردت ذلك بشدة ثم و فجاة حصلت على منحة مجانية و قرب البيت أيضا "
آن:"ههههه محظوظ و تملك ثروة أيضا "
أليكس:"أجل ، أفكر في إنفاق المبلغ هذا الصيف ، سأجول الولايات الخمسين "
آن:"أنت في أفضل ولاية ، اذهب خارجا ربما فرنسا أو ماليزيا "
أليكس:"لا رغبة لي ، أود البقاء هنا و اختصار الوقت و المال الذي سأنفقه فسيكون إما في الوقود او في الطعام ، عملة واحدة و لغة واحدة فلم أتعب نفسي بالذهاب لبلد غريب؟"
آن:"على كل كل يفكر بطريقة خاصة به ، لنكمل العمل و نخرج لأنني بدأت أسأم منه كثيرا "
أليكس:"75 ساعة على مشروع و سننهيها فورا ، و اصلا لدي مشروع خاص بي"
آن:"بم يتعلق ؟"
أليكس:"سأخبرك لاحقا لننه فحسب "
قضينا حوالي أربعة أيام نعمل عليه و شعور ينتابني أننا الأفضل لأنه لم يبق شيئا لم يتكلم عنه و عالجنا كل شيء ، كانت خمسة أيام فقط منذ عرفته و لكن انا بدوري تعلقت به و صرنا أفضل الأصدقاء في خمسة أيام فقط ، صحيح انني لا أعرف عنه شيئا و لا أثق به تلك الثقة العمياء و لكنه صديق و أقولها و لتموتي غيظا سيدا
أليكس:" أنت احتفظي به عندك لأنني ساضيعه "
آن:"سأفعل ، لنأخذه لغرفتي"
أليكس:" و بعدها نذهب للخارج "
آن:"لماذا؟"
أليكس:"سترين ،آه وارتدي شيئا أحمر "
سرت بحيرة نحو للغرفة ، لم أرتدي الأحمر؟ و هو أيضا يلبس قميصا أحمر لأحد اللاعبين في فريق ما ، هل يريدنا أن نكون متماثلين ؟ سرت قشعريرة في بدني ثم تناسيت الأمر فهو ليس أكثر من صديق مقرب و إن زادت مكانته فستبلغ محل الأخ لا الحبيب...
أليكس:"هياااا أسرعي قليلا"
آن:"تعال معي و انتظر هنا"
أليكس:"أنا لن أدخل مهجع البنات هيا أسرعي"
آن:"ههههه حسن "بسرعة ذهبت للغرفة ووضعت أوراق البحث في درج المكتب ، على كل فتحت خزانتي فلم أجد سوى قميص يملك ذاك اللون الذي لا أحبذه كثيرا ، ارتديته مع سروال أسود و حذاء رياضي أحمر ايضا
هممت أغير ملابسي حتى سمعت طرقا
آن:"تفضل"
سيدا:"صديقك سينفجر ، قال لك أسرعي و إلا سيتكركك و يغادر"
آن:"ههه حاضر ، قادمة ، ألن تذهبي لمكان ما؟"
سيدا:"لا ، أريد البقاء وحدي بعض الوقت"تبقى وحدها ؟ لو لم أكن ذاهبة لبقيت جوارها رغما عنها بل و لفعلت ما في وسعي لأزعجها
آن:"طيب ، سأعود لاحقا ، إلى اللقاء"
سيدا :"إلى اللقاء" خرجت مسرعة لذاك الذي سينفجر بعد لحظات
آن:"آسفة إن أطلت البقاء"
أليكس:"ليتك بقيت أكثر "
آن:"قلت آسفة ، هيا إلى أين سنذهب؟"
آليكسك"لن أخبرك ، و لن أكلمك مجددا"
آن:"هيا أيها الصغير لقد سبق و اعتذرت لك "
أليكس:"أصلا يفترض بي أن أكون مع فتاة أخرى و ليس معك "
آن بدهشة:"أكنت على موعد ؟ أنت ؟"
أليكس:"و لم لا أكون؟ ألست شابا ؟"
آن:"أنت لا تصلح للمواعيد ، ما إن تخرج معك فتاة حتى تجن ـ اصلا لا تجيد اختيار كلماتك و ستنتقد المسكينة و حتما ستجعلها تبكي"
أليكس:"حسن حسن لقد فهمت لست صالحا للعلاقات الغرامية و لكن حقا كنت سأخرج مع فتاة ، عقدت رهانا مع صديق و الخاسر يأخذ التذكرة الإظافية للمباراة شرط أن تكون فتاة"
آن :"ما هذا الرهان السمج ؟"
أليكس:"إنه كنوع من التحدي فأنا و صديقي لن نذهب و لو مرة في موعد"
آن مقاطعة :"فقررتما أن من يصطحب فتاة سيكون البطل المغوار"
أليكس:"الامر مخجل نوعا ما خاصة بالنسبة لي فأنا لا أحب الفتيات أبدا "
آن:"و لم ؟ و هل تكرهني حاليا؟ "
آليكس:" أعيش وحيدا مع ثلاثة فتيات و أمي خامسهن "
آن:"ههههههه يا لك من مسكين ...لكن انظر للجانب المشرق فبدل أن تكون مع فتاة متعجرفة أنت مع آنا "
أليكس:"يا لك من متواضعة و لكن انا حقا متفاجئ ظننت أنني سأذهب مع فتاة جميلة "
ضربته بخفة على رأسه الفارغ
آن بغضب:"و ما تظنني ؟"
أليكس بمرح:"هل تريدين مني الإجابة حقا ؟"
آن:" لا لم أعد أريد ، الآن انا غاضبة منك "
أليكس:"لازلت لم أسامحك حتى تغضبي مني أنت "
آن:"اصمت لقد وصلنا " دفعنا التذاكر ودخلنا الملعب الكبير الذي يعج بالجماهير ، أليكس يعرف الكل تقريبا لأنه مشجع مداوم للفريق ، الكل يرتدي الاحمر،الآن فهمت ... دخل الفريقان و بدات المباراة و أرى الكرة كيف تتطاير خارج الملعب و أليكس يتابع بتدقيق و تمعن و كأنها مباراة مصيرية و كم يفرح عندما يسجلون نقطة و لا أستطيع وصف مقدار غضبه إذا ما أخفقوا مثلا هو متأثر بقلبه و جوارحه ووجدانه في حين أنني أنتقده و نادرا ما ألتفت للمباراة التي انتهت
أليكس:"فوز مثالي"
آن:"شعرت بالملل طول الوقت "
أليكس:"لاحظت ذلك و كأن المقعد جواري خال ، أنت لا تنفعين في شيء سوى أنك ملأت المقعد"
آن:"لا أحب كرة القاعدة ، لدي فكرة لنقرأ كتابا " لم أكن جادة لأنني أعرف ردة فعله
أليكس:" أنت تمزحين صحيح ؟"
آن:"إنها هوايتي المفضلة"
أليكس:"الآن عرفت شعورك تجاه البيسبول و لا ألومك ، بدل ذلك اتبعيني " ذهبنا لمتنتزه قريب ، مكان جميل جدا يتسم بالخضرة في كل مكان ، مليء بالأشجار الظليلة و معظم مساحاته تغطت بالأزهار في حين غرست أشجار الورد على طول ممراته المرصوصة ، تتوسطه بحيرة كبيرة فيها بعص طيور البجع و البعض يطعمونها ، أما البعض فيمارسون الرياضة و الباقي يتنزهون في ذاك المكان الذي يطرد ضجة نيويورك بعيدا
أليكس:" هذا أفضل من المكتبة "
آن:" أحب هذا المكان ، ساحضر كتابا و أعود " ما إن نهضت حتى أمسكني من رسغي و أجلسني رغما عني
أليكس:"بالله عليك ، عندما أرى شخصا يحمل كتابا أحس نفسي غبيا ـ لنتكلم في شيء ، أخبريني عنك لدي أخوة ؟"
آن:"هههههه أجل شقيقتان و ليس لدي أخ "
أليكس:"ليس لدي أخ أيضا "
آن:"سبق و أخبرتني ،ماذا عن والديك ؟"
أليكس:" أمي أستاذة رياضيات ووالدي يعمل في مكتب و أسكن في شقة قريبا من هنا ماذا عنك"
آن:" أنا أختلف عنك هنا ، والدتي ربة منزل ووالدي يعمل في قسم الجراحة في مشفى فلوريدا ، لذا لا يبقى معنا غالب الوقت و اتضح بأنه يعود لكن ليس إلينا "
أليكس:" أنا آسف "
آن:"ليس الامر ما يدور في عقلك ههه هو لا يخون والدتي مثلا و لكنه قرر هجرتنا فقط و استقر بمفرده و قد انفصلا هذا الصيف و عادت أمي للمكسيك ، الآن هو في أقصى الشمال و هي في أقصى الجنوب و أنا في أقصى الشرق ،عائلة غريبة صح ؟ هههه"
أليكس :" هذا مربك نوعا ما ، آسف لم أقصد طرح السؤال، لا شك أنني حركت شيئا داخلك " هنا صعقتني كلماته لأنني...لأنني ...لأنني لم أحس بشيء مطلقا
آن بنبرة هادئة :"لا تظن أنني قاسية القلب و لكن لم يتحرك شيء داخلي"
أليكس:"ذلك لأنك مللت الروتين لذا أنت فرحة لأنك غيرته و لكن لا يمنع من أن تتصلي بامك يوما"
آن بابتسامة:" أنا أفعل ، كل ليلة "
أليكس:"هذا جيد "
آن:" هههه لكن الغريب أن المجيب الآلي دائما ما يرد ، لم أسمع صوتها يوما و لازلت أفعل "
أليكس:"لا يعقل "
آن:"اقترب" فورما فعل أخرجت هاتفي القديم و ضغطت على عدة أرقام لأسمع ....هنا ليندا فوانتيس...اترك رسالة عند سـ ..
آن:"سماعك الصافرة و شكرا ...رأيت ؟" اعتلت الصدمة ملامح وجهه و بقي يحدق في دهشة و صمت فقط غير مصدق لكن لا شيء غير منطقي
أليكس:"أظن أنها اشترت هاتفا غيره لتمنع والدك من الاتصال بها "
آن بابتسامة:"نعم...أطن ذلك ، على كل دعني من الأمر لأنه يثير تساؤلاتي كثيرا و غالبا ما أشمئز"
أليكس:"الخطأ خطئي لأنني تكلمت في الموضوع "
آن:"بل خطئي أنا ، انس الأمر"
أليكس:"ابقي هنا ، سأحضر المثلجات " و غادر مسرعا ، إنه خطؤك لأنك كلمته في خصوصيات لم يعلمها أحد قبلا
ماذا يحدث لك آنا ؟ لم أخبرته ؟
اهدإي مجدر صديق و يمكنني الوثوق به
لا لا لا تعلمي من سيدا لا تثقي بأحد
و لكنه قريب جدا لي و أشعر بالأمان عندما أحدثه
لديك الكثير من الاصدقاء دعك منه
أبدا أنا أحترمه و يحترمني و إن تجرأ على فعل شيء فسيدفع الثمن
لست مظطرة حتى ، لا تكلميه و اعفي نفسك من المشاكل
و لكـ...قطع هذا التناقض الساخن صوته و هو يعطيني مخروط المثلجات
آن :"شكرا"
ابتسم لي و تابع الاكل و ملأ ثيابه و فمه و كافة وجهه
آن:" و كأنني أربي صغيرا خذ هذا المنديل"
أليكس:"أتعلمين ؟ كنت أفكر"
آن :"فيم؟"
أليكس:"أين سنكون بعدما تنهي الدراسة ؟"
صمت بابتسامة رضا هادئة ثم أجبت:"لا أحد يعلم..."
دعوني أخبركم ، عدنا تلك الليلة معا بعدما افترقنا عند مدخل الجامعة ، هو عاد مبتسما كعادته بينما زفرت بضيق لأنني سأكون مع سيدا..صارت تزعجني و لكنني حقا تفاجأت من ردة فعلها المباغتة..إنها تبتسم و تضحك و حكت لي قصة صديقتها بل و طلبت النصيحة ، ليس لدي ما أبخلها به و قلت ما لدي و جعلتها تضحك و ربما تقتنع
أليكس بعد انتهاء العام الدراسي انطلق في رحلته ليجوب الولايات المتحدة ووعدني بعدة تذكارات ، يس صديقي المقرب لكن شخص طيب أعترف بصداقته
على كل هذا باختصار شديد عن حياتي الجامعية و الجزء الثاني من الرواية يتضمن بداية جديدة و حياة جديدة لآن ..مستقبلا

و دمتم في أمان الله
__________________
`~'*¤!||!¤*'~`(( روايتي :"جزء من عالمي الخاص" ))`~'*¤!||!¤*'~`
http://3rbseyes.com/t480608.html[/SIZE][/B][/I][/CENTER]
رد مع اقتباس