عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-01-2017, 03:10 PM
 



وهناك العديد من العلاجات النفسية الحديثة التي تختلف إختلافاً جذرياً عن التحليل النفسي وعن الكثير من أساليب العلاج التقليدية الشائعة والتي يسهل تعلمها وممارستها ، وذلك لتعريف المتخصص والقارئ العادي بها خاصة بعد أن اكدت عدة دراسات على القصور في مهارات المتخصصين في العلاج النفسي ، ونقص خبرة بعض الأطباء النفسيين على دمج الأدوية الحديثة مع برامج العلاج النفسي المناسبة مما ترتب عليه تأخر الشفاء وكثرة الإنتكاسات وبقاء بعض المرضى النفسيين أسرى المرض والعجز لسنوات.


وقد بدأ بعض المعالجين بالإستعانة بالدين وفق منهج علمي في علاج العديد من الأمراض النفسية ، وهناك أيضاً التعبير عن النفس ، والتنفيس عن الإنفعالات عن طريق الفنون المختلفة مثل الرسم ، الرقص ، والتمثيل ، وكذلك الموسيقى وممارسة الأنشطة الرياضية ... الخ .


ويمارس بعض الأطباء نوعاً من العلاج النفسي يسمى ( العلاج النفسي التدعيمي ) من خلال إقامة علاقة حميمية مع المريض ... تتسم بالود والتقدير والإهتمام والتوجيه والتشجيع ... ويسمح للمريض بالإفصاح عن متاعبه وآلامه والتحدث عن بعض مشاكله وأحزانه دون الخوف


ولا عجب إذا علمنا أن الكثير من وسائل العلاج الشعبي مثل الزار والرقي .. الخ قد إعترف بها بعض علماء النفس كوسيلة من وسائل التنفيس الإنفعالي في حالات مرضية معينة ، ولكنها لا تؤدي إلى تعديل إيجابي في تفكير أو سلوكيات المريض .


وقد تسمح العلاقة الحميمة التي تنشأ بين صديقين بالتنفيس الإنفعالي وإخراج شحنات الغضب والتوتر وأيضاً المساعدة في فهم وتحليل المشكلات وتعديل التفكير فهي أيضاً تعتبر علاقة ذات طبيعة علاجية .


وهناك أنواع من العلاج النفسي منها ما يعتمد على رغبة الفرد وإرادته في تعديل سلوكه وهي تقع خارج العلاقة العلاجية التقليدية ، مثل العلاج بالإستبصار وهو أن نوع من العلاج التوكيدي ، حيث يطلب من المريض أن يتعرف بنفسه على أخطائه ، وأن يتعلم أساليب أخرى بديلة تتيح له الفرصة لتعديل السلوك الغير سوي.


وهناك أسلوب آخر في العلاج النفسي يستهدف تدريب المريض على التفكير المنطقي في حل المشكلات وإتخاذ القرارات ، والمشاركة الإيجابية في خلق القيم الإجتماعية .


ومن الأساليب البعيدة عن العلاقة المباشرة بين المعالج والمريض العلاج الموجه بالمحاضرة ، وأسلوب التجريب الذاتي يتبعه المعالجين من مدرسة العلاج النفسي ، حيث يعطى المريض بعض التعليمات للقيام بتنفيذها .
هذا إلى جانب العلاج التعليمي ، والعلاج عن طريق العمل والعلاج عن طريق الفن بوسائله المختلفة.


وقد ذكرنا في البدء عن الأمراض النفسية المختلفة بأشكالها ودرجاتها وكذلك طرق علاجها منها البسيط والذي يمكن التغلب عليه ومنها ما يعتبر مرض يحتاج إلى طرق علاجية مختلفة فمثلاً القلق النفسي الذي يندرج ضمن الأمراض النفسية التي يصاب بها بعض الأفراد فيمكن تعريفه بأنه خوف غير محدد مع توتر شديد وتوقعات تشاؤمية ... يستمر لفترة طويلة تزيد عن الستة شهور .


تشخيص المرض:
تنقسم الأعراض إلى أعراض نفسية تستجيب للعلاج النفسي ، وأعراض بيولوجية جسمانية تتحسن على العلاج الدوائي فمنها :
•1) قلق وشعور بالخوف من أشياء غير محددة .
•2) توقعات متشائمة .
•3) الخضة وسهولة الإستثارة والتشاجر أو الخوف .
•4) زيادة الحذر والترقب .





وتنقسم الأعراض إلى :


•1) أعراض نفسية : تؤدي هذه الأعراض إلى خوف الفرد من المواقف الإجتماعية وكذلك الإمتحانات خاصة وأنها تكون مصحوبة بصعوبة في التركيز والتذكر مع الأرق وإضطراب النوم ، والطالب القلق لا يستطيع أن يجلس ليستذكر دروسه بل يظل يتحرك هنا وهناك ويشعر بالملل وعدم الرغبة في الإستذكار .


•2) أعراض جسمانية وعضوية : توتر عضلي وإرتجاف أو رعشة، سرعة الإجهاد والشعور بألم في العضلات خاصة عند الإنفعال ،
أعراض زيادة توتر الجهاز العصبي المستقل تشمل زيادة خفقات القلب وسرعة وقوة ضرباته ، العرق وصعوبة التنفس والشعور بالإختناق أو كأن الهواء لا يدخل إلى الرئتين وبرودة في الأطراف ، الدوخة ، الغثيان ، الإسهال وإضطراب المعدة والأمعاء ، كثرة التبول .


وإن هذه الأعراض لا تحدث جميعها في وقت واحد وغير ضروري أن تحدث في وقت واحد حتى يتم التأكد من التشخيص بل يكفي وجود بعض الأعراض النفسية مع الأعراض الجسمية لفترة لا تقل عن (6 شهور) حتى يتأكد التشخيص ، بشرط أن لا يكون ذلك بسبب مرض آخر أو تناول عقاقير أو مواد منبهة مثل القهوة والشاي بكميات كبيرة .


علاج القلق النفسي:
إن علاج القلق النفسي يكون مختلف من حالة إلى أخرى فمنه


•1) العلاج النفسي المعرفي : يعد من أفضل أنواع العلاج النفسي للقلق ويعرف بالعلاج المعرفي السلوكي ومن الأساليب التي تأخذ منه مثلاً تعديل التفكير والإسترخاء والتطمين التدريجي وأساليب العلاج الديني ولا بد من الإشارة إلى أن الكثير من حالات القلق ، خاصة التي تتضمن أعراضاً جسمانية تتحول إلى حالات مزمنة وفشل علاجها بسبب عدم الجمع بين العلاج النفسي المناسب والأدوية التي يجب إختيارها بدقة حتى لا تؤدي إلى الإدمان والمضاعفات الأخرى .


•2)العلاج الدوائي:والأدوية المضادة للقلق هي البنزوديازبينBenzodiazepines وتعرف بإسم المطمئنات الصغرى وإستخدامها حسب تعليمات الطبيب *لا يؤدي إلى الإدمان ، بحيث يجب إستعمالها لفترة محددة لا تزيد عن الشهر ودون المبالغة في جرعاتها فإذا إستخدمت بهذا الأسلوب كانت آمنة تماماً وساعدت المريض كثيراً في التخلص من عذاب وألم وكذلك التوتر والخوف والقلق ، وكما قلنا فإن تناول الأدوية النفسية يجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص حتى لا يتعرض الفرد لأي مضاعفات تزيد الحالة سوءاً .


ومن الأفضل عدم إيقاف العلاج فجأة وإنما بتخفيض الجرعة وحسب العلاج بالتدريج وأيضاً يجب الحذر أثناء أداء العمل خاصة إذا كان أمام آلات ويمنع المريض من قيادة السيارات بسبب التهدئة التي تسببها هذه الأدوية بما يؤثر على الإنتباه وسرعة ردود الأفعال .
وإذا زادت جرعة هذه الأدوية عن الجرعة المضادة للقلق فتكون كمنومات .
وإن دواء البنزوديانزين هو مجموعة من الأدوية تشمل : عقار ديازبيام Diazepam وينتج كدواء تحت عدة مسميات منها الفاليوم Valium ، والفالينيل Valinil وعقار آتيفان ، وعقارليكيوناتيل ..ألخ وغيرها من العقارات


ويوصي الطبيب المختص عند تناول هذه الأدوية يجب الإمتناع عن تناول الكحوليات والمثبطات الأخرى للجهاز العصبي ، ولأن بعض هذه الأدوية يبقى لفترات طويلة في الدم ويزداد بالتالي عند تناول جرعات أخرى ( تأثير تراكمي ) مثل ما يحدث في دواء الفاليوم ، ولذلك فالأدوية قصيرة المفعول التي لا تبقى في الدم طويلاً تكون أفضل خاصة مع كبار السن.
ومن الأدوية المستخدمة ما يسمى بأدوية المطمئنات الكبرى لعلاج القلق و التي تستخدم يومياً منها دواء ميلريل melleril وتستخدم بجرعات صغيرة وغيرها من الأدوية .




التعديل الأخير تم بواسطة Zana .ZH ; 03-01-2017 الساعة 08:46 PM
رد مع اقتباس