عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-01-2017, 03:23 PM
 
تحدثنا هنا عن القلق النفسي الذي هو من الأمراض التي يكون فيها الفرد بينه وبين نفسه ومواجهته لها ، أما الأمراض الأخرى والتي يكون فيها الشخص في مواجهة مع الآخرين فمنها ما يسمى( الرهاب الإجتماعي ) : وهو ما يمكن تعريفه بأنه الخوف من المواقف العامة والتي يكون فيها الفرد في مواجهة عدد من الأشخاص أو الجمهور ويتطلب مثلاً منه التحدث أمام عدد من الناس أو حتى الظهور أمامهم في حفل أو محاضرة ، وعلى الرغم من أن النسبة المحددة لحدوث هذا المرض حسب عدد من الدراسات تتراوح بين 3-5% من عامة الناس إلا إنه يعتقد بأن النسبة أكبر من ذلك وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية ، وفي هذه الحالات لا يذهب المريض إلى الطبيب ويبقى يتألم كلما وضعته الظروف في هكذا موقف إجتماعي . ويتشابه هذا المرض مع مرض إضطراب الشخصية التجنبية والذي يتميز بتجنب الشخص للمواقف الإجتماعية لما يحدث له من قلق وإرتباك ، وقد يصاب بعض الأشخاص بالتوتر والقلق والإرتباك في وجود بعض الناس أو عند التحدث أمام جمع من الناس وتبقى هذه الأمور مجرد سمة وسلوك ولا تزداد معها الأعراض فلا يمكن إعتبارها مرضاً . وبما ان الحالات النفسية متعددة ومختلفة كما قلنا ففي بعض الحالات يمكن للفرد أن يساعد نفسه في تخطي الحالات البسيطة التي يتمكن منها ، وكما قلنا في حديث سابق بأن هناك طرق متعددة يقوم بها الفرد ، إلا أن هناك مسألة أخرى في طريقة العلاج تختلف عن الطرق التي ذكرناها ، فيمكن للدين أن يدخل في العلاج النفسي كطريقة حديثة وهنا يحدثنا الدكتور رامز طه إستشاري الطب النفسي ( دكتوراه في الطب النفسي كلية الطب جامعة الأزهر ) فيقول (( بعد صدور كتابي (وداعاً للقلق .. بالعلاج النفسي الذاتي ) وذلك قبل أكثر من عشرة سنوات والذي تضمن أحدث أساليب العلاج النفسي الذاتي التي إبتكرها وطورها مجموعة من كبار علماء النفس والعلاج النفسي حتى أصبحت مدارس وأساليب واسعة الإنتشار في أمريكا والعديد من الدول الغربية منذ ذلك الحين وأنا أشعر بالمسؤولية تجاه أبناء الوطن وأشعر بحاجتهم في هذا العصر المليء بالصراعات والإضطرابات إلى طرق وأساليب في العلاج النفسي الذاتي يمكن الفرد علاج مشكلاته النفسية التي لا تستدعي الذهاب إلى الطبيب النفسي ، وأيضاً كأساليب مساندة للعلاج الدوائي ، ويضيف الدكتور رامز قائلاً (( مسؤوليتي ضخمة في البحث عن أساليب علاجية جديدة ومبتكرة وتكون نابعة من القرآن الكريم وأخرى من السنة المطهرة ، ووضعها في إطار عصري وبمنهج علمي حديث يعالج مشكلات الإنسان في هذا العصر بلغته وأدواته وبطريقة مبسطة يسهل لأي شخص أن يستخدمها للتخلص من إضطراب أو مشكلة أو مرض نفسي ..)) ومن هذا نستدل على أن القرآن الكريم دخل في عملية الطرح النفسي وقد قام العلماء والدكاترة وعلى رأسهم د. رامز طه تشخيص المرض وفق أحدث مناهج التشخيص ومن ثم إختيار العلاج ومقارنته بأساليب علاجية أخرى ، بعدها التطبيق ثم قياس النتائج وفي حالات كثيرة تمت إعادة التجربة على عينات مختلفة من المرضى الذين تم إختيارهم بطريقة عشوائية. وقد أجريت سلسلة من الدراسات العلمية للإستفادة من القرآن الكريم في علاج عدة أمراض ومشكلات نفسية مختلفة مثل القلق والخوف والوسواس القهري وخلافه وقد كانت النتائج في 80% من الحالات تفوق نتائج بأساليب ومدارس غربية . وقد أكدت دراسات عديدة قوة الجانب الديني في الشخصية العربية وأن الكثيرين يلجأون إليه بدون أي توجيه في لحظات الشدة والألم النفسي . ويحدث ذلك في الوطن العربي لأن الشخصية العربية تميل إلى الأسلوب الذي تتبعه مدارس العلاج المعرفي ( لآردن بيك) والعلاج العقلاني (لآلبرت أليس) لأنها تلجأ إلى العلاج عن طريق مخاطبة العقل والوعي وتعديل التفكير من خلال المناقشة المطبقة ودحض الأفكار الإنهزامية الخاطئة وعدم الخوض في العقد الجنسية واللاشعور وخلافه وهذا الأسلوب يتوافق تماماً مع أسلوب القرآن الكريم في علاج النفس وتصحيح إنحرافها. وعلى مر العصور يتضح أنه قد أعتمد العلاج النفسي على الدين وإستعان به لمساعدة الإنسان في مواجهة لحظات الهزيمة والألم واليأس إلا أن إساءة البعض في إستخدام هذه الجوانب الجيدة والمهمة في حياة البشر لا يجعلنا نرفضها أو نبتعد عنها ، وإن تجاهل الحضارة الغربية لأهمية الجوانب الروحية والدينية يضعها في مأزق وذلك لأنها تكشف كل يوم آثار الإيمان والإعتقاد في النشاط النفسي والذهني وفي تغيير بيولوجيا الجهاز العصبي وكافة أجهزة الجسم وعلى سبيل المثال فقد تم التأكد بصورة جازمة على إزدياد قدرة جهاز المناعة على قهر الأمراض المختلفة حتى الأمراض الخبيثة عندما ينجح الإنسان في توظيف طاقات الإيمان الهائلة الموجودة داخله . وقد أكد عالم النفس الأمريكي وليم جيمس wiliam james على أهمية الإيمان للإنسان لتحقيق التوازن النفسي ومقارنة القلق ، أما عالم النفس الأشهر كارل يونج carl jung فقد قال (( لم أجد مريضاً واحداً من مرضاي الذين كانوا في المنتصف الثاني من العمر من لم تكن مشكلته الأساسية هي إفتقاره إلى وجهة نظر دينية في الحياة )) .

التعديل الأخير تم بواسطة Zana .ZH ; 03-01-2017 الساعة 09:03 PM
رد مع اقتباس