عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-03-2017, 03:46 PM
 









قبل ماابدأ كتابة القصه رح تكون البطله هي من تروي مايدور حولها ولكن عند هذه العلامه * سيتحدث الرواي بالاحداث التي تجري


تلك السعاده التي تغمرني وذلك السرور الذي يأسرني
حتى ظننت بأني اسعد فتاة في هذا الكون الشاسع،املك شقيقان احدهما كـ عيناي التي لاارى من دونهما سوى الظلام والاخر كـ روحي التي اموت ان غابت شقيقي الاكبر يفصلني عنه بضعة سنوات تقدر بخمسة اعوام
بينما الاخر الفرق بيننا هو ثلاثة اعوام،

من يرانا يكاد لايفرق بيننا وكل مايقال عنا هو اننا وبلا شك توأمان
لم يعرف الحزن لقلبنا طريق.وكان عندما يذكر اسمه فمن المؤكد بأن اسمي سـ يليه
فنحن لانفترق دقيقة واحده وإن صح القول لقلت ثانيه

اصوات ظحكاتنا ترنيمةً يسمعها جميع سكان الحي وكاننا نشاهد فلماً كوميدياً يجعلنا عاجزين من التوقف عن الظحك،تلك السعادة التي ظننتها مؤبده مادام موجوداً معي لم ارغب في فراقه مطلقاً ورغبت في عيش بقية حياتي برفقته،حتى اننا كنا في نفس الغرفه معاً، سريري بقرب سريره وخزانتنا مشتركه

يبعثر ملابسي ويرميها ارضاً ويخبرني بأن اعيدها بمكانها وتلك الإبتسامه تزين ثغره
ابدأ بالصراخ واقوم برمي ملابسه ارضاً وتبدأ المعركه،تأتي والدتنا التي قد سمعت اصواتنا العاليه سلفاً
وتقوم بتوبيخنا وبنفاذ صبر تقوم بعقابنا بجعلنا نرجع كل شيء الى مكانه والافأننا سنقع في ورطه
ننصاع لأوامرها على الفور ونقوم بإعادة الملابس وكلاً منا يقهقه بصوتاً مرتفع

لكن ماشد انتباهي هي تلك الادويه الموجوده على الرف انه يتناولها دوماً؟
ذهبت الى والدتي متحججه واردفت"لما لااستطيع ان اخذ القليل منها"
ابتسمت برقه وتحدثت مجاريةً لحديثتي"ولمِ قد تحتاجينها؟"
كتفت يداي بدلال مفرط قطبت حاجباي متحججه
ابتسمت بجانبيه وسحبتني نجوها لتبدأ بدغدغتي حى كدت اموت من الظحك

مرت السنوات والوضع كما هو تلك الإبتسامه لاتغادر شفتاي مطلقاً
وفي ليلةً ممطره في فصل الصيف لم يستطع اخي مغادرةً فراشه خارت كل قواه فجاءه
بقيت بقربه اتحدث معه مطولاً،واستمر الحال كما هو لشهران متتاليان

وفي احد الليلي المظلمه كنت الهو ببعض الالعاب في الاعلى بينما سمعت صوت والدتي تنادي بأسمي
ذهبت لاجيبها على الفور لكنها اخبرتني بأن الشخص الذي يرديني هو شقيقي وليست هي
ركظت نحو سريره بسرعه وكلي توقاً لما سيقوله

كان والدي موجوداً بقربه بينما والدتي تلبسه سترته استعداداً للذهاب الى مكاناً ما
نظر الي بعينان ذابلتان وضع يده على راسي وربت على بلطف
"توتو كوني قويةً كما عهدتك وابتسمي دوماً"

كنت حينها في الحادية عشر من عمري ولم ادرك مالذي يقوله وقتها
قبل وجنتاي وذهب"الى اين ستذهب؟"

اجابني والدي نيابةً عنه بأنه مريض ويجب نقله الى المستشفى

نظرت نحوه متجهمه"ولن تعود الا بوقت متأخر"
نظر الي وابتسم ابتسامة شاحبه وواصل سيره نحو الخارج وقبل خروجه بثانيه نطق بإسمي للمرةً الأخيره ورحل

اصطفت العصافير امام نافذتي لتبدأ نشيدها مبكراً
استفقت من النوم وتحركت بتثاقل سمعت صوتاً يصدر من الاسفل فظننت بأنهم قد عادو
اغتسلت بسرعه وغيرت ملابسي ونزلت نحو الاسفل بإبتسامةً مشرقه
نظرت نحو الشخص الواقف في الزاويه،انه احد اقاربنا لكن مالذي يفعله هنا

بمجرد رؤيته لي اخبرني بأن والداي اخبراه بأن يوصلني اليهما
ابتسمت وقلتومالذي تنتظره اذاً"

اسرعت نحو سيارته الشبابيه ذو اللون الاحمر الداكن،واستقريت في الكرسي الامامي لها
شغل محرك سيارته وانطلق حاملاً لي معه نحو المجهول
بقيت اسأله طوال الطريق ماإن كنا قد وصلنا ان لا وكان يحرك رأسه بنفي ولم يرغب في التحدث مطلقاً

بعد ساعة وصلنا لوجهتنا،ترجلت من السياره وجلت بعيني في الأرجاء
انه بيت احد اقربائي وهو شيء مؤكد لقد ترعرعت هنا منذ طفولتي انه منزل الجد الاكبر
اسرعت للداخل وانا اسمع صوت نحيب لبعض النساء
اتجهت بإتجاه احد الغرف في نهاية الممر للطابق الاول
وهنا كانت الفاجعه.....

كل الكلمات تبعثرت وذلك الإحساس الذي اعترى كياني ليجعلني في حاله بين الادراك وعدمه
تلك الجثه الهامده التي لاروح فيها امامي ناظري
شعره الاسود الداكن وانفه المعقوف وبشره كبياض الثلج لكن بياضه شاحب
لما لايصدر اي صوت لما لايتحرك بحقكم مالذي جرى هنا
اسرعت نحوه وجثيت بقربه ملامسه لوجنتاه 'انها باردةً كالثلج'
خلعت معطفي وادفئته بدموعي قبل ان ادفئه به

اغلقت جميع النوافذ وبقيت اتحسس لأي حركةً منه
صوت احد افراد عائلتي المبحوح الذي زاد بكائها عند النظر لحالتي
"اخاكي قد توفي"

مالذي تقوله تلك النرجسيه بحقكم في البارحه كان يبتسم لي
هو لن يتركني وحيده هذا لايمكن،
بصوت مسموع صرحت"مالذي تهذون به بحقكم،ابي اخبرهم بأن يكفو عن ذلك"

ماهذه المزحه التي ثقلها كالحجر القابع فوق قلبي في منتصف صدري بميلوه
ارجوكم كفوا عن ذلك هو لم يمت هذا لايمكن
اسرعت نحو والدتي التي كانت دموعها كالشلال الذي يأبى التوقف

حالتها اكدت لي صحة ماسمعته،فقدت الشعور بأي عضواً في جسدي حتى حضن والدي الدافئ لم اشعر به
نظرت للخلف نحو تلك الجثه التي اسميتها اخي انهم يحملون نعشه الى ذلك المكان المظلم الذي يدعونه بالقبر
"توقفوا الى اين تأخذونه انه لايحب الظلام لاتحجبون عنه النور ارجوكم

لم يستمع احداً الى صوتي ركظت تابعة لهم لكني لم استطع اللحاق بهم
اصبحت كقشة تقذفها أمواج الحياة بعشوائية مجنونة .
قادتني قدماي نحو ذلك المنزل الذي فقد طعم الحياه لتوه
ارتميت على سريره وتبعثرت خصلات شعري بتمرد،لامست تلك الدموع التي تغطي وجنتاي
"إنها دافئه"
انخرطت في البكاء حتى تلاشى صوتي وجف بئر دموعي

اغلقت جفناي وغصت في الظلام،لم استيقظ حتى عندما اخترق نور الشمس ستائر غرفتي
صوت ظربات الباب تتعالى لكني كنت لاادرك اي شيء من حولي
صوت ظحكاته مازلت اسمعها وكلماته تتردد في اذناي كالصدى
فقدت الشعور بما هو حولي ورمت غمامة الحزن بضللها على قلبي

بالكاد وقفت من مكاني متوجه نحو ذلك الرف،اخذت جميع الادويه الموجوده فوقه وسرت بها نحو فراشي
كدت ان اشربها جيمعاً لكن صوت تحطم الباب سبق ذلك
سحبت والدتي الادويه من يداي بهستيريه،لكني لم اشعر بشيء
سمعت صوتاً قادماً من الاسفل،لااعلم لما انتفض قلبي حينها

هرعت نحو الاسفل لاارى حشداً من الناس يحملون اشياء اخي ليقومون بإخراجها نحو المجهول
حاولت منعهم لكني لم استطع،كانوا ينظرون الي بشفقه لااعلم مالشعور الذي اعترى كياني بعد تلك النظره
اسرعت نحو غرفتي خوفاً مني من ان يأخذوا اشياءه من غرفتي

دخل والدي الى الغرفه وبصوت مبحوح اخبرني بأنا سيأخذ ملابسه وسريره من غرفتي
اصبت بحالةً هستريره حينها وحتى انني قمت بطرده من الغرفه
ارتميت على السرير واحتضن قدماي واخفضت رأسي وتلك الذكريات تعرض كمتحف يقام في ذاكرتي
صوته ترنيمةً اسمعها في اذني حتى ظننت بأن ذلك الصوت يتحدث معي فعلياً

نظرت نحو سريره بيأس الن يعد الن ارى ابتسامته مجدداً الن اسمع صوته يناديني مطلقاً
دام الوضع لمدة ثلاثه ايام لم اغادر سريري لبرهه رغم ان والداي حاولا ذلك عبثاً
وبعد مدة وجيزه دخلت والدتي الغرفه بفعل صوت حديثي معا احدهم
"معا من تتحدثين صغيرتي؟"

*نظرت نحوها بحده وكأنها قطعت محادثةً مهمه
اعادت السؤال مرةً اخرى لكنها لم تتلقى اي رد
لم تعِ بأن ابنتها باتت تتوهم وجود شخص يحدثها اصبحت تهلوس بتلك الاشياء
فـ مرةً تصرخ ظناً منها بأن هناك شخصاً يحاول قتلها وتارة تتحدث من اشخاص لاوجود لهم!

ضل الامر لمدة طويله تقدر بـ شهران على الارجح
عرض والديها الصغيره المدعوه بـ تولين على طبيب نفسي فقام بإعطائها بعض الادويه المضاده للإكتئاب
لكنها كانت تعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة حتى تراكمت مكونة مرض نفسي وهلوسه

بعد فترةً وجيزه عاد الاخ الاكبر الى المنزل بعد ان كان مسافراً لغرض الدراسه
لم يكن في حالةً جيده وهذا مؤكد وفاة شقيقه في غيابه جعلته يفقد جزءاً من كيانه
صعد نحو غرفة شقيقته الصغرى بخطى ثابته متجاهلاً كل ماحوله *

كنت اختبى تحت غطائي الازرق بسبب تلك الضجة التي لااعلم مصدرها
حينها سمعت صوت احداً يفتح الباب فتشبثت بالغطاء بقوه ظناً مني بأن ذلك الشخص عاد لقتلي

لم اشعر بإقتراب اكحل العينين مني بل شعرت بيده تلامس شعري الاسود
انتفضت فزعة وصرخت"اتركني مالذي تريده مني"
بدأت بالبكاء بهستريه ليتسلل صوته الهادئ الى مسامعي خلسه
"تولي؟؟"

لااحد ينادني بذلك الاسم سوى شقيقي الاكبر ازلت الغطاء عن وجهي بحذر
توقعت ان ينظر نحو الشخص المهزوز امامه بشفقه لكنه كان ينظر لي بحده

تأمل تلك العينان الدامعتان بنظرات لم افهمها ليردف بعد صمت لم يدم طويلاً "لم اعهدك ضعيفةً هكذا"

اردفت بصوت عالٍ"ارحل"
زفر بقوه مخرجاً بركاً من الغضب صب جام حممه فوقي
"الم يخبرك بأن تكوني قويه وتبتسمي لكنكِ خذلته دون ادنى مبرر لتصرفك هذا سحقاً لااصدق بأنه كان يلفظ اسمك حتى عند افتقاده لنفسه الاخير"

كلماته جعلتني لااستوعب مايدور حولي خرج من الغرفه مغلقاً الباب خلفه بقوه
ارخيت رأسي على حافة السرير وصداه كلماته يتردد في اذني

هل كان يلفظ اسمي حتى في اخر لحظات حياته
لمَ لم يخبرني احداً بذلك لا هذا خاطىء انا لم اعطهم فرصة ليصرحوا لي بذلك

بدأت بالنحيب بصوتاً عال تلك الاصوات لم تعد موجوده بل لم اسمعها بسبب صوت بكائي
استمريت بذلك حتى غلبني النعاس وغفوت محتضنة لوسادته

تسللت اشعة الشمس التي اخفت من حدتها الستائر نحوي متعمدة ايقاضي
فتحت عيناي بتثاقل ولكن سرعان مااستعدت نشاطي

قفزت من على السرير بخفه اتجهت نحو الحمام لااستحم
وبعدها توجهت نحو خزانتي لاارتدي زي المدرسه

توقفت امام المرآه وبصوت مسموع صرحت
"يالي من فاتنه"
لم اخطئ فيما قلته ،بشره كلون ثلج الشتاء وشعر اسود مناقضاً لها وملامح هادئه عكس شخصيتي المتهوره

هرعت نحو الاسفل لاني كالعاده متأخره قبل خروجي بوهله اسرعت نحو فراشه
والتقطت الصورة التي بجانبه واضعةً اياها في حقيبتي
•حتى وهو في العالم الاخر يعيد لي الامل •

كدت ان اغادر الغرفه لولا تلك الورقة التي لمحتها اسفل خزانتي
التقطتها وذهبت لكني لم اجد الوقت لقرأتها

قابلت والداي وشقيقي الذي يبدو بأنه استيقظ من النوم مرغماً
القيت التحيه بدون نبرةً معينه لينظر الي الجميع بصدمه
فتحدث امي قائله"ءانتِ بخير"

كدت ان اجبها لكني صرخت فزعة"عااااااا لقد تأخرت"
ركظت نحو الخارج ملوحةً لهم بذراعي رأيت تلك الابتسامة تشق طريقها في ثغر كلاً منهم
لقد اذيتهم دون ان ادرك لكن علي ان اعوضهم بدل ذلك لم اجعلهم يقلقون علي مجدداً
لست انا من خسرت شقيقي بمفردي فوالدتي خسرت ابنها لكنها بقيت قوية من اجلنا
صوت نحيب اخي الاكبر الذي سمعته البارحه مازلت اتذكره جيداً لكنه مازال قوياً لااجلنا

دخلت الصف بينما كان المدرس يشرح الدرس سمح لي بالدخول لااول مرةً في حياته
فأنا حتى وان لم اتأخر اطرد بسبب تصرفاتي المتهوره والمجنونه
جلست في المقعد الاخير ارمق بعيني سماء لندن وقد بدأ الودق بالتساقط ليكسي الارض بحلةً بيضاء وكأنها عروس

تذكرت امر تلك الورقة فأخرجتها من حقيبتي واقوم بفتحها واقرأ المحتوى
"ياهووو توتو امم ماذا كنت سأقول
اه صحيح عيد ميلادك اقترب لااعلم فعلياً ان كنت ساكون موجوداً لحينها
لكنك ستكونين هناك وهذا مايهم
ايتها المتهوره ابقي كما انتِ ولاتنسي تلك الابسامة البلهاء التي ترسمينها على وجهك
دوماً انها حقاً مظحكه وايضاً لاتتبعيني فأنا تخلصت من ازعاجك اخيراً"


احتظنت الورقه ومسحت دموعي بسرعه
"كان يدرك بأنه لم يتبقى له الكثير ليعيشه"

انتهى الدوام المدرسي دون اية احداث مهمه
وعدت للمنزل لأتفاجى بتلك الحفله التي تقام فيه احتفالاً بيوم مولدي

علمت في وقت متأخر بأن شقيقي المتوفي كان مصاب بمرض خبيث قاتل
وان تلك الادويه التي كان يتناولها هي مضادات لذلك المرض
لقد كان يعاني دون اخباري بذلك لكي لايجعلني اقلق
وهذا ماجعلني اتمسك بالحياة اكثر
اخخخ فعلياً كنت اعيش حياة مزيفه ولاادرك ماحولي لكني ادرك بأن وجود
حقيقياً في حياتي وسيبقى كذلك....


















__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Niko_chan ; 03-03-2017 الساعة 06:36 PM
رد مع اقتباس