قرآءةة مُمتعةة
كان الهواء الذي يرتطم ب ( آدم ) سآخن في اثناء شقه الشوارع للوصول الى البنك. كل ذلك كان بسبب الحرائق الي كانت تشتعل سحريا في كل مكان في كل ساعه من كل يوم .
شعر آدم بـ قدميه تبدآن بخذلانه بعد فترة من السير-الركض المتواصل , لم يكن يستطيع مواصله السير بسبب حالته البائسه تلك .. بعد فترة,توقف(آدم ) عن السير و بدء يلهث باحثا عن الهواء الذي بدى وكانه اختفى من الشوارع على حين غفله منه , مما جعل الامر اسواء لقدميه.
انحنى (آدم) واضعا يديه على ركبتيه محاولا التقاط انفاسه , جَسد (آدم) لم يكن مبنيا للسير المتواصل لفترة طويلة على الاطلاق.
مر وقت محدد و بدء (آدم) يشعر بالتحسن لذلك مَسَح العرق المتصبب من جبينه و اكمل رَحلته ل (الـــبنك)
هذه المره لم يحاول (آدم) الركض وخمن انه لو فعل ذلك لسقط مغشيا على الارض .
بعد فترة بدأت بنايه ضخمه بالظهور من بين النيرآن المشتعله في الشارع والمباني الصغيرة الاخرى و كلمه (بـــنك )مكتوب عليها, تنهد (آدم) بارتياح .
لقد فعلها و وصل لوجهته , حياً .
..
.
دَخل (آدم) البنايه و وضع القلنسوة فوق رأسه ثم احتظن نفسه محاولا ان يختلط بباقي الناس , لقد كآن البنك مزدحماً دائماً بـ ناس مدينه نيويورك .. الذين يريدون الحصول على النقود.
وقف (آدم) بـ صف طَويل من الناس و أنتظر محاولا تجنب احداث اي ضجه او ان يرتطم بأي احد.
تسآئل (آدم) عن حآل الرجل القابع في شقته, و أن كان يشعر بالالم ويعاني وحده ..
[ربما مات .. ؟]
أرتعش (آدم) بسبب فكرته تلك , لقد كان يستمتع بالرفقه التي يحضى بها من (ويل) الذي استولى -ليس و كأن له خيار في ذلك- على مرتبته الهوائيه الوحيده.
بعد فترة من الزمن كآن (آدم) اول من في الخط و وجد نفسه يحدق وجهاَ لـ وجه بـ أمرأة ذآت معالم جآده , كانت تقف في الجهة الاخرى من الزجاج الفاصل بينهما و تنظر له من خلال نظارتها التي استقرت على جسر آنفها الصغير , تحدثت له من خلال فتحه صغيرة في الجدار الزجاجي ببطئ
" مالذي تريده عزيزي ؟ " تردد صوتها له من خلال الفتحه.
"أود الحصول على مآلي لهذا الأسبوع" قال ( آدم) .
" ما أسمك أذا ؟ " سألته بهدوء.
-" آدم , آدم لونكبوتوم "
بدأت بالبحث خلال سجلاتها حتى وجدت أسم (آدم) و وضعت أشاره صغيره بجواره
" أرى بأنك ستبلغ الـ 30 من العمر قريبا. تبقى شَهر و عشرون يوماً فقط اليس كذلك ؟ انصَحك بـ أن تتوخى الحذر ." قالت و غمزت له ثم سلمته ظرفاً .
نَظر (آدم) حَوله لـ يتأكد من انه لا يوجد من ينظر له قبل ان يخرج من البنك , كلماتها له جعلته يرتعد خوفاً ,هل كان هنالك احد يريد النيل منه ؟ هل كانوا يريدون قتله ؟
شعر (آدم) بـ كلامها يَرن داخل رأسه مراراً وَ تكراراً
[أرى بأنك ستبلغ الـ 30 من العمر قريبا. تبقى شَهر و عشرون يوماً فقط اليس كذلك ؟ انصَحك بـ أن تتوخى الحذر ]
سآرَ ( آدم)بَسرعه نحو زُقاق فارغ و نظر داخل الظرف , لم يكن هذا االكثير من المال لان المتاجر كانت تقوم بَ بيع كل شيء بسعر عالي جداً .
تنهد ( آدم ) بـ بؤس ولكن لم يكن هنالك شيء يستطيع فعله تجاه ذلك .
سآر مسرعاً للمتجر لـ يشتري لـ(ويل) و لنفسه بعض الطعام.
و طوال الفترة, كآن (آدم) ينظر خلف كَتفه بتوتر.
..
"ويل؟" نادى آدم بعد ان قام بفتح باب شقته , كان معطفه الاسود القديم ثقيل بسبب كمية الطعام الموضوع بداخل جيوبه السريه.
[لن نموت جوعاً , لمدة اسبوع على الاقل]
لم يكن يكن آدم يجيد الطبخ ولكنه كان متاكدا من قدرته على صنع شيء صالح لـ (ويل)
"مالذي استغرقك كل هذا الوقت ؟ " تنهد (ويل) المستلقي على المرتبه في الارض , لم يَكن (ويل) قادراً على التحرك بسبب جُرحه العميق الممتد من وركه حتى ركبته. اصابه اصابته بها سكينه شخص حقود.
"كُن مُمتناً ! " رَد (آدم) بشيء من العنف , بعد ان قام بخلع حذائه ليتجه نحو الغرفه التي يقبع بها (ويل)
وقف (آدم ) على مقربه من (ويل) ثم قام بخلع سترته , بعد هذا بدأ بأخراج الطعام من جيوب السترة .
أتسعت عينا (ويل) عند رؤيته للطعام , وَ كأن الشاب الصغير لم يرى الطعام في حياته من قبل.
وَعندما أخرج ( آدم) تلك البرتقالة بدا و كأن صبر (ويل) قد نفذ
" اعطني تلك ! " زَمجَر (ويل) و رما بذراعه نحو البرتقاله الموضوعه على الارض.
قآم آدم استراتيجيا بوضع البرتقاله خارج متناول (ويل) و شاهد الشاب المصاب وهو يحاول الوصول بيأس نحو الفاكهة.
أبتلع ( آدم) ريقه , وهو يراقب المنظر الذي أمامه .
تَوقف (ويل ) عن المحاولة بعد فترة , نَظرت عيناه نحو عيني ( آدم) الهادئه " أريد أن ّأكل , أحتاج أن أّكل" دَمدَم (ويل) وهو يشعر بالاختناق.
سآدَ الصمت الغرفه.
"أريد منك أن تخبرني المزيد"
....
.
"ليس وكان صوتا من السماء قد أخبرنا بالقوانين الجديده , عَلمنا وَ حَسب , وكأن المعرفه كانت تَسري في اجسادنا"
" لقد علمنا باننا جلبنا البؤس و الشقاء على انفسنا وعلى احفادنا وبأن علينا ان نعيش ثلاثون عاما لكي نثبت باننا نستحق العيش في مكان افضل من الارض"
"أنا , كَـ شخص عاش حياتا صعبه, كنت اعلم بأن السعاده شيء مؤقت , كل شيء جيد كانت له نهايه.
كنت اعلم ايضا بأنك أنت مَلِك حياتك"
" أذا فكرت بالامر جيداً , انا كبير في السن كفايه لأكون جَدك , ولكنِ اجيد تجاهل هذه الفكرة واحاول ابقائها قابعه في احدى الزوايا المظلمه في عقلي"
كآن (آدم) يشَعر بعقده في لسانه بعد انتهاء (ويل) , الرجل القابع في مَرتبته الهوائيه كانَ مجنوناً.
والشيء الغريب أنَ (آدم) وجدَ نفسه معجباً بفرادة (ويل) و كميه أختلافه عن باقي الناس.
ليس و كأن (آدم) كان يعرف شخصا أخر .
" أنا أسف لأنك أختبرت بعض هذه الاشياء " قال (آدم) ببطئ , هزَ (ويل) كتفه بهدوء .
" انا متاكد بـ أنك مررت بالكثير ايضاً , لان هذه هيَ الحياة" قالَ (ويل) ببهجة.
خفضَ (آدم) رأسه محدقاً بالارض " اعتقد بانني لم اعش حقاً "
قَطبَ (ويل ) حاجبيه المثاليين " كم من الوقت تبقى لك؟ " , سأل.
أجاب (آدم) " أقل من شَهرين "
" هذا وَقت كافي , سأعلمك كيف تعيش " قال (ويل) ,
[المُعلم (ويل)]
"حَقاً ؟ , مُتشوق لهذا " دَمدَم (آدم) بهدوء.
هل كان الوقت صباحاً ام مساءاً ؟ لم يَستطع ( آدم) معرفه الجواب , ولمَ يهتم (آدم) على أي حال.
كآنت النيرآن مُشتعله والسماء ذآت لون أحمر دآكن , كالمعتاد .
لم يَكن هنالك اي شيء يشير الى اذا ما كانت السابعه صباحاً ام السابعه مساءاً , تفحص (آدم) السماء من خلال النافذه الوحيده في شقته , كآنَ الدخآن و الرماد يتطاير في السماء كما لو كان نوعاً من الطيور
عدا ان الطيور حية على اي حال.
" مالذي تفتقده من الماضي ؟" سأل (آدم) محاولا تشتيت أفكاره , نَظر له (ويل) بعينين مبتهجتين.
" عدا الضَحِك, يجب علي أن اختار الطعام , الراحه .. " توقف (ويل) قليلا ثم اكمل "افتقد ان أسير في الشارع دون الحاجه الى القلق من الناس التي تحاول قتلي, دون الحاجه الى ان احمل سلاحا ما .."
لم يكن هنالك جواب محدد لما قاله (ويل) , لذلك تنهد (آدم) و قام بوضع البرتقاله على صَدر(ويل) , قآمَ بحمل باقي الطعام و توجه للمطبخ ليضع كل شيء بـ مكانه.
كآنَ (آدم) مُتعباً , وكآن بحاجه لأن يُفكر .
توجَه (آدم ) نحو مكان نومه الجديد , الحمام .
اقفل الباب خلفه ثم نظر لحوض السباحه .. سينام هُنا يوماً أخر .
..
..
.
عندما أستيقط ( آدم ) كآنت رقبته متصلبه كـ قطعه خشب , تنهدَ بأنزعاج .
قآم ( آدم) برفع نفسه من حوض السباحه ليجد نفسه يفكر
[كيف سأجعل الحوض مريحا اكثر للنوم ؟]
أذ ان الوساده و المرتبة الوحيده الموجوده في شقته تقبع تحت (ويل) ولم يكن (آدم) ينوي تحريك لا (ويل) و لا المرتبه في اي وقت قريب.
ثم أندفعت عينا (آدم) للنظر للستارة القبيحه المعلقه فوقَ حوض السباحه , كآنت مغطآة بنقاط زرقاء, صفراء و زهرية.
.. فَكَرَ (آدم) . [هه, كم هي طفولية المنظر هذه الستارة]
بعد فترة أتسعت عينا (آدم) و قآم بـ نَزع الستارة بسهولة من مكانها , قآم بوضعها في حوض السباحه ثم أستلقى فوقها .
شَعر(آدم) بأن هذا كآن أفضل من لا شيء ليحميه من صلابه الحوض .
بعد هذآ قآم (آدم) بترتيب و تنظيف الحمام-غرفته الجديده- و خرج من الحمام ليتفقد حال (ويل)
وهنآك استلقى (ويل) على المرتبة كَـ سَيدٍ نَبيل , حَوله على الارض كآن قَشره الفاكهة التي تناولها يومَ أمس.
كآنت مبعثرة على الارض كأنها زهور برتقال .. .
كآنت الغرفه بآرده و عندما أقترب (آدم) من (ويل) لاحظ بأنَ الشآب كآن متجمداً .
كآن الامر متوقعا , حيث أن (ويل) كآن يرتدي قَميصا و , حسنا .. , قميصاً فقط .
لقد أجبر ( آدم) على قطع بنطاله و ما تحته من اليوم الاول لكي يستطيع معالجه أصابته.
الشيئ الوحيد الذي كآن يغطي جَسَد (ويل) من الخَصر حتى قدميه هي ملائه بآليه .
قررَ (آدم) بأن لا يوقظ (ويل) الان
[أن كآن (ويل) يشعر بالبرد وهو نآئم فلن يَشعر بـ ألم ذلك حتى يستيقظ]
قآم (آدم) بألتقاط قشور البرتقال من على الارض و رماهم بَعيداً .
و آلان كل ما كان بوسعه العمل هو الانتظار لـ (ويل) ليستيقظ .
..
.
أستغرق (ويل) سآعه أخرى ليستيقظ , "صباح الخير " دَمدَمَ (آدم) بهدوء, نظَرَ (ويل) بأتجاه الصوت متفاجئاً ليراقب الشاب الطويل الذي وقف وَ يداه في جيب بنطاله الازرق دآكن اللون.
"أني أتجمَد" تَمكن الشاب ذو الوشوم من القول , كآن صوته ذو نبره مرتجفه بسبب البرد الذي اعترى جَسده.
رَفَع ( آدم) حاجبه بتعجب متصنع , هل كآن (ويل) يتوقع منه أن يُشعِلَ نآراً في وَسَط الغرفه ؟ كآن هذا مُستحيل.
بالتأكيد , (آدم ) حقاً أراد ان يَجعلَ (ويل) مُرتاحا ولكنه لَم يَكُن سآحراً ليقوم بتدفئه الشقه بهذه السهولة -على حد علمه.
" (ويل) , سَتنجو البَرد " قآل (آدم) بَـ برود , أذ أنه لم يُؤثر شُعور (ويل) بالبرد عليه من أي ناحيه لذا لَم يهتم.
فَكرَ( آدم) بـ أن شفتا ( ويل) لم يملكا أي سيطره على حركتهما عندما كانتا ترجفان , كآنتا زرقاوتا اللون و وجه (ويل) كآن بآهتاً أكثرَ من المعتاد .
تأوهَ (ويل) قآئلاً " أرجوك , الا تَستطيع على الاقل ان تقوم بتدفئتي بَسترتك تلك ؟ "
عَلَم ( آدم) بـ أن (ويل) كآن يَقصد سِسترته الطَويلة التي كآن يرتديها عندما يحين وقت خروجه من الشقه, تَردد (آدم).
كآنت السترة الشيء الوحيد الذي كآن ذو قيمه من الاشياء الخاصه به , كآنت مصنوعه من الصوف الناعم و النقي وملمسها كَـ خد طفل رَضيع .
لم يَكن (آدم) يثق بـ (ويل) مع سترته .
[ماذا لو نَزَفَ (ويل) و دَمرَ سترته بالدماء ؟ تَنظيف بقع الدماء لم يَكن شيئاً سَهلاً ]
" أرجوك ؟ " تَوَسلَ (ويل) و نَظر لـ (آدم) بَـبرآئه , لم يَستطع (آدم) مقآومه عيناه وَ شَعر بالجليد الذي يحيط بقلبه يذوب.
"حَسناً , سأحضرها ! "تَذمرَ ( آدم ) و رَما ذراعاه في الهواء اعلاناً لهزيمته , وَجه (ويل) البريئ قد فآز , مُجدداً.
جَلبَ (آدم) سترته لـ (ويل) و قآم بَتغطيه جَسده بها , وبمآ ان (ويل) كآن أقصر من (آدم) , فقد قآمت سترته بتغطيته من رَقبته حتى اصابع قدميه.
"شُكراً لَك " هَمَسَ (ويل) بهدوء , و على وجهه أبتسامه امتنان .
أخذَ (آدم) خطوة فوق جَسد (ويل) ليتجاوزه و يتوقف على بعد خطوتين من النافذه و نظر خارجاً .
النيرآن المُشتعله , السماء الحمراء , و الرمآد المتساقط كآلمطر فوق الشوارع , كآن الناسَ يَركضون , يقومون بَتكسير النوافذ , يعانقون بعضهم البعض , و يَبكون.
كآنت فوضى .. فوضى كلية , كآن على ( آدم) أن يقضي شهراً و تسعه عشر يوما فقط في هذه الفوضى .
لكن .. (ويل) و(آدم) كآنا آمنين في شقته الصغيرة .. جنه آمنه .
لم يَشعر (آدم) بالوقت الذي استغرقه وهو ينظر خآرج النافذه ويُفكر, قبل أن يقوم (ويل) بَسحبه من أفكاره.
"(آدم ) ؟ " هَمَسَ (ويل) بهدوء.
" نَعم؟ "
"يَجب عَلي أستخدام المرحاض "
..