عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-06-2017, 07:56 PM
 
ذهبية~ الأمل جُهد...الجُهد لا يضيع


*
* * *




( لا تبكِ يا صغيري,لا...انظرْ نحوَ السّماء
مِن قلبكَ الحريري لا,لا تمنعِ الرّجاء
إنّ الأمل جهدٌ عمل, و الجهد لا يضيع
الأمل ...جهدٌ ,عمل )

مهما سمع "حسّان" هذه الأنشودة اللطيفة لا يملّها,خاصّةً حين تَشدوها والدته ليلًا بصوتها الحنون, و هي تداعب جبينه كي يغفو بسلام .

ذات ليلة أنشدَت و أعادتْ ولا تزال عيناه الحلوتان مفتوحتَين كأنّهما تطردان النّعاس, فقالت بحبٍّ:
-ما به حبيب "الماما" لا يريد أن يغمض عينيه؟
- ما معنى "الأمل جهد عمل" ماما؟
ابتسمت الأمّ فابنها لا يريد فقط كلماتٍ تغنّيها لينام, هو أيضًا يريد أن يفهم .
-الأمل هو ليس فقط الجلوس تحت شجرة التُّفَّاح و انتظار الفاكهة لتسقط وحدها.
بشهقة قاطعها و سأل:
-لكن ألا يكفي أن نقول"يارب أرجوكَ أوقِع التّفّاحة"؟
ضحكتْ من ذهوله البريء قائلة :
-طبعًا نقول "يا رب" لكن أثناء القفز نحو الغصن لنقطف تفّاحتنا تلك,
يعني أنّنا يجب أن نعمل و نجتهد مع الاعتماد على الله...هذا هو الأمل.

هزّ رأسه و قد فهم شرحها ,ثمّ عاد يسألها:
- ماما؟هل فعلًا"الجهد لا يضيع"؟؟
هنا عدّلت السّيّدة وضعيّتها لترتاح على سرير ابنها أكثر, فالجلسة ستطول.
- طبعًا ,أتدري؟أنا جرّبت هذا
تحمّس الولد و هتف:
-حقًّا؟كيف جرّبتِ؟أخبريني هيّا هيّا!

أشارت أمّه إلى ساقها المشلولة قائلةً:
- لقد تعرّضتُ لحادث عندما كنت في سنّك . أُجريَت لي عمليّة نجحتْ في إحدى ساقيّ ,و فشلت في الأخرى ,فكان عليّ أن أعيش حياتي برفقة عكّازي التي تراها دائمًا معي.
-كان ذلك صعبًا,صح؟
قال بتعاطف , فردّت والدته:
- نعم, فقد كان عليَّ الاعتياد على المشي بالعكّاز , و الذّهاب إلى المدرسة كلّ يوم مع نظرات الجميع إليّ بفضول,كان الأطفال كلّهم يركضون في ساحة اللّعب إلّا أنا,
فقرّرتُ أنّني لا أريد لطفل غيري أن يُحرَمَ من الرّكض. كنت أفهم أنّني لن أجد حلًّا للشّلل إلّا إذا صرتُ طبيبة, فكيف فعلتُ ذلك؟

سألتهُ بطريقة تحزيريّة ,بما أنّه يريد أن يسمع بقيّة الحكاية وحسب أسرع يقول :
-عجزت! كيف؟
- بذلت جهدي في المدرسة, فاحتملت العكّاز و أسئلة الأطفال و نظرات النّاس . أنهيت المرحلة الابتدائيّة بدرجات عالية ! لَم يكُن الأمر سهلًا و لكنّ النّتيجة شجّعتني على الاجتهاد أكثر, فتابعتُ دراستي... مع الأيّام و الشّهور أصبحت العكّازة مثل صديقة لي , حتّى تخرّجتُ من الجامعة أخيرًا و صرتُ طبيبة جرّاحة, فتعرّفتُ على أبيك و تزوّجنا... عِشنا في ثبات و نبات و أنجبنا صبيًّا طيّبًا سيسمع كلام أمّه و ينام!

لعبتْ بشعره و هي تنهض مستندةً على عكّازها, بينما قال "حسّان" وهو يتثاءب:
- أنا أريد أن أنجح مثلك, لذلك...سوف ...
نام قبل أن يستطيع المتابعة ,فأطفأت الضّوء و همست:
-سوف تبذل كلّ جهدك مثلي , و لن يضيع عملك إن شاء الله.

- تمّت -

* * * *

مرحبًا يا عيون
كيف أنتم؟
مُقِلَّةٌ أنا في كتابة القصص القصيرة مع أنّني من عُشّاق قراءتها
تشجّعتُ على كتابة ثاني قصصي هنا في القسم
بفكرة المشرفة الجميلة زهراء عن قصّة تكون موَجَّهة للأطفال angel3

عادة لا أقيّد حرفي بعمر معيّن ,هذه المرّة الأولى لي في أدب الطِّفل
لذا تلاحظون محاولتي ألّا أستخدم من المفردات و العبارات إلّا أسهلها

أرجو أن أكون قد وُفِّقتُ هنا,كما أرجو أن تتحفوني بآرائكم
-
ملاحظة: فقط لمَن لا يعرف؛ كلمات الأنشودة ليست بقلمي


* * * *



__________________








التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 03-08-2017 الساعة 01:41 PM
رد مع اقتباس