عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 03-14-2017, 07:58 AM
 
المرآة المكسورة / الفصل السادس "التكبر"









"التكبر"

في عمق الظلام ، و بين صفحاتُ الأحداث أخذ أثنان يتحدثان في عمق الأسرار ..



" هل قتلتهُ حقاً ؟ "

" ربما ! "

" لماذا ؟ "

" لأنني لم أستطع منع نفسي من ذلك ! كُنتُ أريدُ ذلك بشدة ..
لقد استحقها ذلك الخائن ... "

" وما دخلي بذلك ؟ لما ورطتني ؟ "

" لا تجعلني أجيبُك كما أجبتُ ايميتو ! "

" وماذا تقصد يا هذا ؟ "

في لحظة غفله رفع القاتلُ سلاحهُ نحو الثاني و وجه رصاصةً و بكُل برود نحوه ،

غير آبه لزيادة نقطة سوداء أخرى في حياته ، هو غارقٌ في مُستنقعٍ نتنّ على أي حال !



*****



عادت كيتي لمحضنِ ذكرياتها الغابرة تُداعبُ مُقلة عينيها الحزينتين ، و شوقٌ يأسرُ حنينها ،

هذا الصمتُ يحتضنُ غيابَ الغوالي ، فنبشَ هذا الهدوء في أسرارِ ذكرياتها ،

حاملاً عبقَ أروع النسمات لمسامها .



حافظً هذا المكانُ على أثارها السابقةَ ، الأثاثُ بزينتهُ الغامقة و الستائرُ بيضاء لامعهَ ،

لکن الحديقة مشهدٌ من أيامٍ قاحلة ! النباتات ذابلة و العشبُ ميتْ ، الشجارُ حزينة و المسبح عفنْ ، كأنها مقبرةٍ مُقفرة !

يا لهُ من مشهدٍ يقضي على مسرة الوجدان !



تبع حديثُ الشريكين ، مُلاحقه للإمساك بهدفهم الغامض ،

وصولهم كان بعد فوات الأوان ! و عم الغضبُ و الإحباط لكُلٍ منهُما ،

أخذت تلتمسُ باحثةً عن مُرادها لتتصل به مُستنجدة، جاءها صوتٌ مُتلعثم غيرُ رزين :

" ببمماا أخخدمُك سسيدتتي ؟ "



أجابتهُ مُتململه وهيّ تعبث بلورقة بيدها غاضبه :

" أيها الاحمق ! ما هذه الإحداثيات التي زودتنا بها ، المكانُ مصنعٌ مُحترق و مهجور !
أين هو ابحث عنهُ جيداً أريدُ أن أنهيَ عملي على هذه البطيخة اليوم ! "



توتر هيروشي و أسقط الهاتف من يده و استعادهُ قائلا و هو يمسك به معكوساً ! :

" فففي الححال انتظرري اانا ابححث ااالآن ... "

بعد لحظات محسوسه ،

" لققد غيييرَ مككااانهُ ثثانيتتاً ..
اااليكي ااحداثثيات الموققع الححالي "



" تلقيتها ، ابقى على الخط و أخبرني بوجهته الجديدة" ..

التفتت لشريكها :

" لدينا احداثيات الموقع الجديد ، الهدف يتحركُ مُبتعداً نحو الشرق .. "



كان يقف بعيداً ، مصدوماً فاتحاً فاههُ ينظر في اللاشيء ، تقدمت نحوه قائلة :

" ما بك يا كيث ؟؟ ماالـ..... "

بترت كلامها مصدومة برؤية ما ينظرُ اليه .....





دخلت كيتي للمطبخ لتراهُ قليلاً ، كان كارثة بلا مبالغة ، التقطت نفساً عميقاً قائلة :

" معك حق يا كاغوري ، البيتُ بلا أمراءه ككعكةٍ بلا زينة !!! "



رفعت الطبق الذي يبدو عليه أنهُ لا يخصُ اليوم أو الذي سبقه قائلة باشمئزاز :

"كعكةٌ عفنة بلا زينة !! "



قامت بتنظيف البيت هُنا و هُناك ، تقتُلُ فراقها مُنتظرةً عودةَ والدها و أخيها ،

و حين كانت تمسحُ الغُبار عن البيانو الأبيض ، القابع في زاويةٍ من زوايا غرفة الاستقبال ،

لمحت ملف فضي اللون كان مُندساً بين كومة أوراق بفوضى ، فأخذت تكشفُ مكونهُ من الأسرار ....





في الطريق ، كان كيث يجلس بجانب ايكوكو وهي تقودُ بعد أن فقدا أثر هدفهما ،

كان الغضب و الانزعاج جلياً عليه ، قالت ايكوكو مفتعلةً النقاش :

" علينا أن نُمسكَ به بسرعه ، لم أتوقع أن نجد ضحيةً أخرى له ،
العلاقة الوثيقة بينه و بين الضحية باتت تُدينهُ و بشدة ! "



أجابها و هو يُضيقُ عينيه بحذر :

"علينا الإمساكُ به قبل أن يؤذي أحداً آخر ، بتُ قلقاً على كيتي .. "



*****



عصر نفس اليوم، عاد القاضي و كان مصدوماً لتواجد كيتي ، لم تكُن قد أخبرتهُ بقرارها هذا بالأمس ،

كانت تجلسُ على كرسيُ البيانو العريض و تنظرُ لمفاتيحهُ بفراق ،

فزعت حين وضع يديه الكبيرتين على كتفيها ، نظرت نحوهُ بفزع ثم هدأت لدى رؤيته ُ يحتضنها بكفيه ،

فأعادت طرف عينها للملف الذي في حضنها لتقول بلا مقدمات :

" لقد كُنتُ أبدو كالمغفلة الساذجة طوال السنوات الثلاث السابقة ،
استُغللتُ ، أهنت و اُذللت ، و أنا غيرُ مُدركة لما يحدُث حولي "

وجهت نظراتها نحوهُ و قالت و الدموع تغزو خديها :

"في ذلك اليوم ،
اتصل ايكيجي بي و قال ، إن كُنتُ لا أصدق ما قاله لي في حفلة ليلة أمس ،
فل أعد أدراجي الأن ! لا أعلمُ لما عُدتْ لكنني عُدتُ وحسب ،
كُنتُ بحاجة لأشعر أني مُحقه ، و اكتشفتُ أني لستُ كذلك !
وقفتُ مترددة أمام بيتي لم أعلم ماذا سأقول لايميتو ان سألني لما عُدت !
لكنني تفاجأت بمارثا تخرج من بيتي أنا و ابتعدت بسرعه ! تجمدتُ مكاني ،
و لم أدرك ماذا يفترضُ بي أن أفعل ، شعرت بخليط من المشاعر غلبها الحقد ،
دخلت و أنا في شدة غضبي بعد أن أدركتُ أن لا فائدة من البكاء هُنا !
حينها كنتُ في قمة غضبي لدرجة أني لم أكن لأستغرب من نفسي إذا قتلتهُ ،
صُدمت !!!!
كان ايميتو هُناك غارق بدمائهُ فاتحاً عينيه على وسعها ، دبَ الخوف في سري ،
لم تحملني قدماي و تهاويت فوق دمائهُ الدافئة على الأرض ،
حاولتُ الإقتراب لكن عجزت و خذلتني شجاعتي عن التقدم ،
اتصلت بهيكيجي و تحدثتُ معه بحروف مُبعثرة بالكاد فهم منها أني في موقفٍ صعب ،
حاول تهدئتي ليفهم جيدا و حين هدئت رويت لهُ ما حدث ،
فقال لي أن أخرج من هُنا و أن أذهب لحيثُ يفترض بي أن أكون ،
لأن الشرطة ستتهمُني بقتله !!!
فزعتُ و تلبكت بشدة ، و في النهاية نهضتُ من مكاني و غادرتُ بسرعه ،
بقيتُ أهلع و أدور حول نفسي و أنا أبكي ،
ثم خلعتُ جواربي و معطفي الأبيض بعد أن تلوثا بالدماء و ركبتُ سيارتي مبتعدة ،
فكرة أن يكون ما قالهُ هيكيجي صحيحاً طغت على منطقي تماماً !
لا أصدقُ أني تركتهُ هناك غارقًا بدمائهُ في زاوية مكتبهُ الباردة !!!
و حتى الآن أفكر أنهُ كان من الممكن أن أساعدهُ لكنني خذلته بسبب أنانيتي !! "



كان والدها يستمعُ لها باهتمام ، طبعا ليست أول مرة يستمعُ لشيء مشابه ،

في نهاية الأمر هو قاضي و عملهُ يتطلب منه الاستماع لما يقولهُ طرفه ،

رجلً كان أم أمرأه ، ليحكم بعدل !

حركها من كتفيها جاثياً على ركبتيه ، لتستوي أمامهُ تماماً ويتقابلا وجهاً لوجه ،

أمسك وجهها يبن كفيه الكبيرتين قائلاً بحذر :

" أأهذا كُل ما حدث ؟ ألم تُغفلي عن أي شيء مهما كان صغيراً "



بات والدها الوحيد الذي تثق به في الحياة ، و الناس من حولها يستغلونها لا أكثر !

أجابته بلا خوف واثقة به ، من غير توريط ايميوي لتسترهُ عليها طوال الشهور الماضية :

" نعم هذا ما حدث تماماً ! "



رسم ابتسامة هادئة و رقيقه لابنتهُ الغالية و ضمها لصدره بأريحيه قائلاً :

" لقد أرحتني صغيرتي ، كُنتُ واثقاُ بك . "



تأثرت و انصدمت من كلامه ، فسألت بحذر :

" أهذا يعني أني لن أذهب للسجن ؟؟ "



بقي يُحدق بها لفترة قبل أن يُدرك سؤالها البريء ليُجبها :

" لا يا صغيرتي ! هذا لا يستدعي السجن ، لن يحكم القاضي بأكثر من
دفع مبلغ معين للمحكمة مع بضعة أشهر من الأعمال الإجتماعية !
فأنت لم تقتليه إنما لم تبلغي الشرطة بسرعة بتأثر من شخصٌ آخر . "


قالت مبررة : " لكن هيكيجي قال ..... "

توقفت حين استوعبت الأمر أخيراً ، فنهارت باكية لغبائها ......



" في هذه الحياة لا أحد يستحقُ أن تثقي به أكثر من عائلتك ،
لأن الآخرين يُشكلون الذئاب في المجتمع ، ينتظرون منك أن تغفلي ليغدروا بك ،
وأنا هي هذه العائلة ، لأنني أبقي مصلحتك في هذه الحياة ففي النهاية أنا شريكُ حياتك ،
ولن يفرقنا أحد عن بعض ، الى الأبد !!! "

كانت هذه كلمات ألقى بها ايميتو على مسمع كيتي ذات مرة ،

وها هي تذكرُ ما قالهُ لها لتنهار أكثر و تُحاول الإستناد على والدها ....



****



" اعكسي الاتجاه بسرعة ، لقد دخل المبنى هُناك !! "



و بخفة فائقة عكست اتجاه السيارة الى حيثُ أشار كيث ، التفتت إليه لتقول له :

" تذكر أننا نريدُ الإمساك به حياً ! "

لكن كيث نزل غاضباً و بسرعة قبل أن تتوقف السيارة تماماً !

لتنزل خلفهُ قائلة بتذمر :

" أي حماسة هذه ؟ لن نُمسك به حياً و هو على هذه الحال ! "



كانا يبحثان هُنا و هُناك إلى أن لمحاه كما فعل هو فبدأ بالركض هارباً منهما

وبدأت المطاردة ، الى أن حاصراه و وصلا لنهاية هذه المطاردة السخيفة ،

لاشك لأنهُ مدرك أنهما سيُمسكان به في نهاية المطاف فلما يُتعبُ نفسه ؟!

حاصراه في زاويةٍ من إحدا القاعات الكبيرة في الطابق الثالث بعد المئة !

بدأ بالذهاب يمنةً و يسرة إلى أن أدرك أنه قد حُوصر تماماً ،

توقف يلتقط أنفاسهُ بفوضى ليسأل كيث بحدة :

" هل أدركت أخيراً أنك وصلت لنهاية المطاف يا هذا ؟
سأضعُ نهاية لهذه المطاردة ! استسلم و إلا !! "

قال الجملة الأخير و هو يُلقمُ سلاحهُ و يُشهرهُ نحو هيكيجي مُتابعاً لكلامه :

" توقف و إلا تعرف أني لن أتردد أبداً !! "



ففعلت ايكوكو الشيء نفسهُ لكن بحذر ، سأل هيكيجي مستفسراً :

" أعتقدُ أنهُ يحقُ لي أن أسأل عن سبب مُطاردتكُما لي ؟! "



ليجيب كيث و الشرر يتطاير من عينيه :

" كأنك لا تعلم ! أم أنك تحبُ لعب دور الغبي ؟ "



لتُتابع ايكوكو وهي تظهرُ ورقةً له :

" أنتَ رهنُ الأعتقال بتُهمة مُتاجرةَ الممنوعات ،
بالإضافة لقضايا أخرى سنفتحُ التحقيقَ عنها بعد استضافتُك لدينا
وهذه هيّ مذكرة الاعتقال ! "



فقال هيكجي بعد أن خلع قناع السيد المهذب الذي اشتُهر به بين المحامين :

" أنتم يا كلاب الحكومة تعيشون على تنظيف الشوارع من المتشردين
لننعم نحنُ أصحاب المصالح المُربحة بالنعيم و الرُقي !! "

ثُم رفع يدهُ و أشار نحو كيث مُكملاً بتعالي :

" أنت تعتقدُ أنك ستُنهي الأمر بالقبض علي
لايمكنُكُما إدانتي بهذه التهمة ببساطة ، لا تتوقعا أن إظهار
ورقةً سخيفة سيجعلُني أستسلمُ لكُما أنا لا أهزَمُ بورقةً ضعيفة كهذه ! "

ضيق بعينيه ليقول بثقه أكبر :

" كما أنني الوحيدُ القادر على تخليص كيتي من كُل الاتهامات التي وجهة لها
و منها تلك التُهمة التي ورطتها بتجارة الممنوعات ! "



قال كيث غاضباً و هو على نفس الوقفة :

" ما الذي تتحدّثُ عنه الآن أيها اللعين ؟ أية تجارة و ما علاقة كيتي ؟ "



نظرت لهُ ايكوكو لتقول تاركةً دور المُشاهدة :

" إنهُ يقصدُ تلك الملفات التي جمعها والدك ، بعض تلك الصفقات تحملُ توقيع كيتي !
هذا المتعجرف يعتقدُ اننا لا نملكُ دليل براءة شقيقتك من كلا القضيتين !"



تفاجئ كيث من هذا الكلام و بقي غير مُصدق لما يحدُث ،

هو جاء لمساعدة ايكوكو و لم يكن يعرف شيء أكثر من أنهما

يُطاردان هيكيجي بعد أن كشفت بعض تلك المستندات عن تورطهُ

مع و مارثا و ايميتو و أنهم شركاء منذ عقد !



قال هيكيجي بحذر :

" أيُ دليلٍ تقصدينَ يا فتاة ؟ "



قالت و ابتسامةً واثقه تُزين ثغرها :

" حين استلمتُ قضية جاستري ، قمتُ بدراسة كُل المستجدات التي جمعها كيث ،
لكنها لم تكن كافية ! ذلك الشعور في أن هُنالك حلقةً مفقودة بقي ينتابُني ،
فذهبتُ لبيت كيتي وحدي حين كانت في المشفى ،
و بحثتُ عن شيء جديد فوجدتهُ في مكانٍ من مكتب جاستري ،
كانت تلك التحفةُ تُثيرُ استغرابي ، لم تكُن مُتميزة ولا جميله مُجرد تُحفه رخيصة و
بالمقارنة مع التحف الثمينة الأخرى لا تستحقُ أن يُزين جداران المكتب بأربعٍ منها !!
اقتربتُ لتفحُصها عن قُرب و الأربعة منها كانت تحملُ مايكرو كاميرا ذكية
و ذات ذاكرة واسعة ! فحصلنا على تسجيلات التسعة أشهر الماضية
و من ضمنها يوم الجريمة قبل سبعة أشهر !! "


كانت الصدمة تعلو وجه المتابعين لحديثها ،

من جهة كيث الذي فاتهُ العثور على الدليل و هيكيجي الذي أدرك موقفهُ

في هذه القضية ! تراجع هيكيجي متوتراً يفكر في مخرجٍ لا وجود له ،

وفي لحظة غفلة هجم نحو ايكوكو ، مُعتمداً نظرية أنها الأضعف !

لكنها تصدت لهجومه و أمسكت ساقهُ و حولت هجومهُ لمصلحتها و أسقطتهُ جانباً ،

ثم عاود الهجوم فاحتدم القتال بينهما ، بدا جلياً الكفة لمصلحتها مع أن هيكيجي

كان يصبُ جام غيضهُ عليها !!



في أثناء ذلك كان كيث يُرجع ما قالتهُ قبل لحظات غافلاً عن ايكوكو ،

التفت نحوهما ليفاجئ بمشهد انتزاع هيكيجي لسلاح ايكوكو

وفي طرفة عين كانت قد تهاوت لتسقط بصمت .

وكردة فعل سريعة أطلق كيث النار على الآخر قبل أن يُطلق عليه ...

.

.

.

*يتبع*





اذا بعد كشف المجرم ، ما رأيكم بالحبكة ^.^

أرجو أن لا أكون أفسدتُ كُل شيء

لأنني لم أغير الخطة التي رسمتها منذ شهور

رأيكم و توقعاتكم للفصل القادم

أول مره أسألكم على توقعاتكم بليز بلا هريبه

مع اني عارفه أنتو بتحبو الفروض المنزليه ما رح تهربوا



دمتم في أمان الباري






التعديل الأخير تم بواسطة Y a g i m a ; 01-17-2019 الساعة 11:49 AM
رد مع اقتباس