عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-14-2008, 07:45 PM
 
عثمان بن أرطغل مؤسس الدولة العثمانية

عثمان بن أرطغرل



عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه (656 ه/1258م - 1326م)مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها وإليه تنسب. شهدت سنة مولده غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية

بطل مغوار، على راس مائة أسرة وأربعمائة فارس تركماني، أسس إمبراطورية حكمت نصف العالم لأكثر من ستة قرون، وأجبرت أمريكا على دفع الجزية!!!

لم يضع أسس بناء إمبراطورية حبا بالسلطة والجاه والجبروت وإنما حبا بالإسلام. لقد كان يؤمن إيمانا عميقا بأن مهمته الوحيدة في الحياة هي إعلاء كلمة الله. أوصى ابنه وهو على فراش الموت، يابني، إياك ان تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، ان نشر الإسلام وهدايةالناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.

اتصف بالشجاعة الفائقة والحكمة العميقة والإخلاص الشديد للإسلام والصبر على الشدائد والملمات والعدل في الحكم والوفاء والإيمان العميق الذي لا يتزحزح.

ذلكم هو المجاهد التركماني البطل الغازي عثمان بن أر طغرل بن سليمان شاه بن قيا ألب، مؤسس الإمبراطورية العثمانية.

فقبل ان نبحر مع هذا المجاهد لنرتوي من معين حكمته وإيمانه، ونرافقه لنسمع صهيل خيول فرسانه وجعجعة مواضيهم وهتاف حناجرهم التي تشق عنان سماء المعارك الجهادية، مزمجرين بصوت هادر (الله اكبر) ليحولوا سوح الوغى إلى أعراس للنصر، و ليدب الرعب في قلوب أعدائهم. فقبل ذلك أيضا لابد ان نتعرف على الدوحة التي ينحدر منه هذا العملاق الغازي الذي مازال نتائج ما أفرزتها إمبراطوريته لم تحسم لحد هذا اليوم!!

ينتسب العثمانيون إلى قبيلة ( قاتي) التركمانية والتي كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تعيش في سهول آسيا الغربية وتزاول حرفة الرعي. ونتيجة الغزو المغولي بقيادة جنكيزخان تحركت هذه القبيلة نحو الغرب قاصدة دولة خوارزم ، ثم توجهتبعد ذلك نحو العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى.

كان ( سليمان شاه بن قيا ألب ) جد عثمان رئيس وزعيم العشيرة، الذي قرر الهجرة في عام 617 للهجرة الموافق لعام 1220 للميلاد مع قبيلته وفيها ألف فارس من موطنه إلى بلاد الأناضول فاستقر في مدينة أخلاط التي تقع في شرق تركيا الحالية. ولما هدأت موجة المد المغولي رغب في الرجوع إلى موطنه الأول عبر ديار بكر نحو الرقة. حاول عبور نهر الفرات فهوى فيه وغرق عام 628 للهجرة الموافق لعام 1230 للميلاد، فدفن هناك قرب قلعة جعبر.

خلف سليمان شاه أربع أبناء، اختلفوا بعد وفاة أبيهم في الطريق التي يجب ان يسلكوها للعودة إلى موطنهم. الابن البكر ( سنكورتكن) الذي تولى زعامة القبيلة خلفا لأبيه، فقد حقق رغبة أبيه ورجع مع أخيه ( كون طغري) إلى موطنهم الأول. وأما الأخوان الآخران وهما ( أرطغرل) و( دندان) فقد عادا ادراجهما, وكان ( أرطغرل) الأوسط زعيم المجموعة المتبقية من القبيلة، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس.

سمع أرطغرل، خلال مسيره يوما، جلبة وضوضاء وشاهد جيشين مشتبكين فوقف على مرتفع من الأرض، يراقب هذا المنظر المألوف لدى القبائل التركمانية الرحل، المفطورون على أنغام السيف وحشرجة الرماح وصهيل الخيول. ولما أنس الضعف في احد الجيشين وتحقق انكساره وخذلانه، ان لم يهب لنجدته، وفي هذه الأثناء سمع صوتا جهوريا مدويا ينطلق من بين فرسان الجيش الآيل إلى الانكسار، زلزله زلزالا شديدا، سمع لفظة الجلالة ( الله أكبر) فارتعد أوصال أرطغرل ودب فيه النخوة الإيمانية ونزل مسرعا يتبعه فرسانه كالسيل العرم وهاجم الجيش الثاني بقوة وشجاعة عظيمتين حتى وقع الرعب في قلوب الذين كادوا يفوزون بالنصر لولا هذا المدد الفجائي. واعمل فيهم السيف والرمح ضربا ووخزا حتى هزمهم شر هزيمة وكان ذلك في أواخر القرن السابع للهجرة، وبعد تمام النصر علم أرطغرل بان الله قيضه لنجدة الأمير علاء الدين السلجوقي أمير قرمان (قونية). فكافأه السلطان علاء الدين على مساعدته ونجدته له بإقطاعه عدة أقاليم ومدن بجوار الثغور مع الروم، واتاح لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم. كانت مساحة هذه الأرض 2000 كيلو متر مربع استطاع أرطغرل توسعها إلى 4800 كيلو متر مربع خلال حياته.

وبعد وفاة أرطغرل عام 687 للهجرة، خلفه بطلنا المجاهد عثمان الذي سار على سياسة ابيه في قضم ارض الروم وإلحاقه بدولته الناشئة الفتية. وعلى يده تأسست الدولة العثمانية سنة 699 للهجرة الموافق لعام 1288 للميلاد.

يذكر بعض المؤرخين إلى ان عثمان هو أول من اسلم من قبيلة قاتي التركمانية، وهذا الزعم غير صحيح لآن القبيلة كانت بالأصل مسلمة قبل ان ترحل من موطنها الأصلي مع زعيمها. إذ المعروف ان قبيلة قاتي تركمانية، وكلمة تركمان تطلق على الترك الذين اعتنقوا الإسلام فسموا ( ترك إيمان) والدليل الآخر هو اسم زعيمها سليمان.

لقد كان لنجدة قبيلته لجيش الأمير علاءالدين السلجوقي المسلم وإحرازهم النصر على الروم الأثر الكبير في تكوين شخصية هذا المجاهد فأعتقد بان مهمة كبيرة قد القي على عاتقه وينبغي تحقيقه مهما غلا التضحيات.إلى الحد الذي أصبح الجهاد محور حياته وتفكيره. دأب على تنشئة أولاده وتدريب جيشه على الإيمان العميق للجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام.


أعماله


لقد بدا عثمان يوسع إمارته فاستطاع ان يضم إليه عام 688 قلعة قرة حصار وفي عام 699 أغارت المغول على إمارة علاء الدين السلجوقي ففر من وجههم والتجأ إلى إمبراطور بيزنطا وتوفي هناك في العام نفسه، وتولى الإمارة من بعده ابنه غياث الدين فقتله المغول.ففتحت الأبواب وأزيلت العقبات من أمام عثمان ليتوسع رويدا رويدا على حساب الروم، واتخذ مدينة يني شهر قاعدة له ولقب نفسه باديشاه آل عثمان واتخذ راية ودعا أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام، فان أبوا فعليهم دفع الجزية، فأن رفضوا فالحرب هي التي تحكم بينه وبينهم فخشوا على أملاكهم منه، فاستعان الروم بالمغول عليه، وطلبوا منهم ان ينجدوهم ضده، غير ان عثمان قد جهز جيشا بإمرة ابنه أورخان وسيره لقتال المغول فشتت شملهم. وكانت هذه المعركة مشابه لمعركة عين جالوت العظيمة.

ثم تواصلت انتصارات المجاهد عثمان بعد دحر المغول واعتناق قسم كبير منهم الإسلام. اتجه وجيشه نحو مدينة بورصة التي كانت تعد من الحصون المنيعة والمهمة في آسيا الصغرى، فاستطاع ان يدخلها عام 717 للهجرة،1317 للميلاد ،امن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له ثلاثين ألفا من عملتهم الذهبية، وأسلم حاكمها ( افرينوس)، فمنحه عثمان لقب( بيك ) وأصبح من قادة العثمانيين البارزين.

توفي الغازي عثمان عام 726 للهجرة الموافق لعام للميلا325، وقد عهد لابنه اورخان بالحكم بعده.


أهم الصفات القيادية في عثمان

الشجاعة :لشجاعته كان مضرب الأمثال. جمع له الروم عام 700 للهجرة 1300 للميلاد حلفا صليبيا من امراء النصارى في بورصة ومادانوس وادره نوس وكته وكستلة البيزنطية، لمحاربته والقضاء عليه. ولكن عثمان لم يمهلهم فخاض الحروب ضد هذا الحلف بنفسه متقدما فرسانه الميامين ليشتت شملهم .

الحكمة : لقد رأى من الحكمة أن يقف مع السلطان علاء الدين ضد النصارى ، وساعده في افتتاح جملة من مدن منيعة ، وعدة قلاع حصينة ، ولذلك نال رتبة الإمارة من السلطان السلجوقي علاء الدين. وسمح له سك العملة باسمه ، مع الدعاء له في خطبة الجمعة في المناطق التي تحته.

الاخلاص:. عندما لمست الإمارات الإسلامية المجاورة لأمارة بني عثمان، إخلاصه للدين الإسلامي الحنيف تحركوا لمساندته والوقوف معه لتوطيد دعائم دولة إسلامية ناشئة تقف سدا منيعا امام الدول المعادية للإسلام والمسلمين.

الصبر:لقد اتصف المجاهد الغازي بالصبر، وتجلت هذه الصفة فيه عندما شرع في فتح الحصون المنيعة والبلدان القوية، ففتح في سنة 707 للهجرة 1307 للميلاد حصن كته، وحصن لفكة وحصن آق حصار وحصن قوج حصار وفي سنة 712 للهجرة1312 للميلاد، فتح حصن كبوة وحصن يكيجة طرا قلوا وحصن تكرر بيكاري وغيرها وقد توج فتوحاته هذه بفتح مدينة بورسة في عام 717 للهجرة 1317 للميلاد، وذلك بعد حصار صعب شديد دام عدة سنوات، كان من أصعب ما واجهه عثمان في فتوحاته.

الجاذبية الايمانية:تأثر كثير من القادة البيزنطيين بشخصية عثمان، ذات الجاذبية الإيمانية، ومنهجه القويم الذي سار عليه، حتى دخل البيزنطيون في دين الله أفواجا حتى امتلأت صفوف العثمانيين بهم.

العدل:اشتهر المجاهد عثمان بالعدل، وقبل وفاة والده أرطغرل عهد إلى عثمان بولاية القضاء في مدينة (قره جه حصار) بعد فتحها عام 784 للهجرة 1382 للميلاد، وتروي المراجع العثمانية التاريخية، أن عثمان حكم لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، فاستغرب البيزنطي وسأل عثمان: كيف تحكم لصالحي وأنا على غير دينك؟ فأجابه عثمان: بل كيف لا أحكم لصالحك والله الذي نعبده، يقول لنا:

(( أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل)) فاهتدى الرجل وقومه إلى الإسلام.

الوفاء:كان شديد الوفاء بالعهود فعندما اشترط أمير قلعة اولوباد البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني، ان لا يمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم إلى داخل القلعة، التزم بذلك وكذلك من جاء بعده.

التجرد:لم تكن أعماله وفتوحاته من اجل مصالح اقتصادية أو عسكرية أو غير ذلك، بل كان فرصة تبليغ الدعوة إلى الله ونشر دينه، وقد وصفه المؤرخ أحمد رفيق بأنه ( كان متدينا للغاية، وكان يعلم ان نشر الإسلام وتعميمه واجب مقدس وكان يتمتع بفكر سياسي واسع متين، ولم يؤسس عثمان دولته حبا في السلطة وإنما حبا بالإسلام) ويقول الكاتب مصر أغلوا: ( لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيمانا عميقا بان وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعا بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف السامي.

شخصية متزنه مؤثرة خلابة تأخذ بالباب مستمعيه،لم تطغي قوتها على عدالتها، ولم تفقدها القوة والسلطة توازنها.لم يتزحزح إيمانها قيد أنملة، ولم تتجاوز سلطانها على رأفتها ولاغناها على تواضعها. أكرم الله عثمانا بتأييده ونصره ومكنه الأخذ بالأسباب والغلبة فجعل له مكنة القدرة على التصرف والهيبة والوقار وطاعة الرعية وكان رعاية الله له عظيمة ولذلك فتح له باب النصر والتوفيق.


الدستور الذي سار عليه العثمانيون


لقد كان حياة هذا المجاهد التركماني العظيم جهادا ودعوة في سبيل الله، وكان علماء الدين يحيطون به ويشرفون على التخطيط الإداري والتنفيذ الشرعي في الإمارة ولعل ابرز ما حفظه لنا التاريخ من إيمان هذا البطل المغوار المؤمن

والتزامه الشديد بالإسلام ونشره، وصيته إلى ابنه أورخان وهو على فراش الموت،الوصية التي أصبحت منهاج عمل ومنار لجميع سلاطين بني عثمان الذين تعاقبوا على السلطنة طيلة أكثر من ستة قرون.

يقول المجاهد عثمان في وصيته لابنه أورخان، كأنه وصية لقمان الحكيم لابنه:

( يابني : إياك ان تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، وإذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلا..يابني: احط من اطاعك بالإعزاز، وانعم على الجند، ولايغرنك الشيطان بجندك وملكك وإياك ان تبتعد عن أهل الشريعة.. يابني: انك تعلم أن غايتنا هي إرضاء رب العالمين، وان بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضات الله جل جلاله.. يابني لسنا من هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة الحكم أو سيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نحيا ونموت، وهذا يا ولدي ما أنت له أهل.. يابني: اعلم ان نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.. يابني: إنني انتقل إلى جوار ربي وأنا فخور بك، بأنك ستكون عادلا في الرعية، مجاهدا في سبيل الله لنشر دين الإسلام...يابني: أوصيك بعلماء الأمة، ادم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمرون إلا بالخير...يابني: إياك ان تفعل أمرا لا يرضي الله عز وجل وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة، فإنهم سيدلونك على الخير...وأعلم يابني ان طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله وان مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وإننا لسنا طلاب جاه ودنيا...يابني وصيتي لكم ولأبنائي وأصدقائي، أديموا علو الدين الإسلامي الجليل بإدامة الجهاد في سبيل الله، أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بأكمل جهاد. أخدموا الإسلام دائما، لان الله عز وجل قد وظف عبدا ضعيفا مثلي لفتح البلدان، اذهبوا بكلمة التوحيد الى أقصى البلدان بجهادكم في سبيل الله ومن انحرف من سلالتي عن الحق والعدل حرم من شفاعة الرسول الأعظم يوم المحشر...يابني: ليس في الدنيا أحد لا يخضع رقبته للموت، وقد اقترب اجلي بأمر الله جل جلاله، أسلمك هذه الدولة واستودعك المولى عز وجل، أعدل في جميع شؤونك))

لقد كانت هذه الوصية منهجا سار عليها السلاطين العثمانيبون، فاهتموا بالعلم وبالمؤسسات العلمية وبالجيش والمؤسسات العسكرية وبالعلماء واحترامهم لهم وبالجهاد وصل جيوش الفتح العثماني الإسلامي إلى أبواب فيينا ومن المغرب إلى باب المندب ومن البحرين إلى وادي الرافدين.

أسس الغازي عثمان ارطغرل امبراطوية على دعائم قوامها الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء. وتوقير كلام الله عز وجل ، إذا صدرت الأوامر السلطانية بتاريخ 25 تموز يوليو عام 1518، بأن تتم قراءة القرآن الكريم بصورة متواصلة من دون توقف من قبل أشخاص يمتلكون الصوتالجميل. ولم تتوقف القراءة لحظة واحدة حتى 3/3/1924( تاريخ خلع السلطان) اي ان القراءة استمرت 405 سنوات اشهر ايام!! هذه القراءة المتواصلة للقرآن كانت تحدث في دائرة ( خرقة السعادة وهي احد أقسام قصر ( طوب قابو) مقر الحكم.

وأما كيف دفعت أمريكا الجزية لهذه الإمبراطورية العملاقة، وفيما يلي ملخص قصة معاهدة الصلح.

وقع جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي معاهدة صلح مع بكللر حسن والي أيالة الجزائر، التزمت بموجبها أمريكا ان تدفع إلى ايالة الجزائر العثمانية على الفور مبلغ 642 ألف دولار ذهبي، 200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل ان تطلق البحرية العثمانية سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، والا تتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.

ففي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي استغاثت أهالي الجزائر بالدولة العثمانية الفتية لحمايتها من الغزو الذي يتعرض لها من قبل اسبانيا والبرتغال بعد سقوط دولة الإسلام في الأندلس. فاستجابت لندائهم وضمت الجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية وألفين من الجنود الانكشارية، وأذن السلطان سليم ياووز ( سليم الأول) لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى أيالة الجزائر( ولاية الجزائر) والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة البطل خير الدين بارباروس الذي نجح في إنشاء هيكل دولة قوية بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية وأسس أسطولا بحريا قويا، أصبحت سيدة بحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وجعل المجاهد بربروس من أيالة الجزائر قاعدة بحرية عثمانية.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية، بعد ان انتزعت أمريكا استقلالها عن انجلترا سنة 1190 للهجرة الموافق لعام 1776 للميلاد، ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1197 للهجرة الموافق للعام 1783 للميلاد وتجوب البحار والمحيطات.
ففي إحدى الرحلات، تعرض البحارة العثمانيون في أيالة الجزائر لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش وذلك في رمضان عام 1199 للهجرة الموافق لشهر تموز، يولي785 للميلاد، ثم ما لبثوا ان استولوا على إحدى عشرة سفينة أمريكية أخرى وساقوها إلى السواحل الجزائرية.فشلت محاولات استردادها. لعجز البحرية الأمريكية من مواجهة الأسطول العثماني، بحيث اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الدولة العثمانية في أيالة الجزائر في ( 21 من صفر 1210 للهجرة الموافق 5 من أيلول سبتمبر 1795 للميلاد). تضمنت المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير إنكليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها. وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة سفنها وأسراها وضمنت عدم تعرض الأسطول العثماني لسفنها وعلى الرغم من ذلك فان السفن العثمانية التابعة لآيالة طرابلس (ليبيا) تعرضت للسفن الأمريكية التي كانت تدخل البحر المتوسط وترتب على ذلك ان أرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس فيعام 1218 للهجرة الموافق لعام 1803 للميلاد، واخذ يتبادل نيران المدفعية مع السفن العثمانية. وأثناء القتال جنحت سفينة الحرب الأمريكية ( فلاديليفيا) إلى المياه الضحلة، لعدم دراية بحارتها بهذه المنطقة وضخامة حجمها حيث كانت تعد أكبر سفينة في ذلك التاريخ، ونجح البحارة العثمانيون المسلمون في اسر أفراد طاقمها المكون من 300 بحار.

طلب والي ليبيا قرة مانلي يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار ، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويا.
رضخت الولايات المتحدة الأمريكية لهذه المطالب وظلت تدفع هذه الجزية ( الضريبة) حماية لسفنها حتى سنة ( 1227 للهجرة الموافق لعام 1812 للميلاد)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهباً وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها أمريكا الضريبة السنوية.
هذه هي الإمبراطورية التي أسسها الغازي المجاهد عثمان أرطغرل على أساس من التقوى والإيمان والأخذ بالأسباب. مسك بعدها بنوه بزمام النصر الذي وعد الله المؤمنين به.
فهل توضح الآن لماذا شوه المستشرقون والمستعربون تاريخ الإمبراطورية العثمانية الاسلامية؟!!!..وماذا يعني المعنيون بان المسلمون يريدون إنشاء إمبراطورية من اسبانيا إلى اندنوسيا؟‍‍
23/10/2005


المصادر/
1- الدولة العثمانية- علي الصلابي.
2- التاريخ الإسلامي- محمود شاكر
3- تاريخ الدولة العثمانية
4- عندما دفعت أمريكا الجزية- أحمد تمام
5- موقع التاريخ الالكتروني
6- موقع الفسطاط الالكتروني
7- موقع الإسلام الالكتروني
8- موقع إسلام اون لاين نت
9- مجلة العربي العدد 551 أكتوبر 2004 –دفاتر منسية لحكام الدولة العثمانية-ناصر عراق

منقول بتصرف
__________________
سيد الإستغفار
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

****************************************

رد مع اقتباس