عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 03-17-2017, 12:28 AM
 



"جشع يقطع وصال القلوب"




النتيجة مضمونة بعد جملتها
لقد أحسنت كاترين التفكير و التصرف، فهي عروس قلقة على عريسها كما ترى الأعين
و بالنسبة للورانس فقد وصلته الرسالة ..نطقها بحروف إسمه يعني أنها تود منه أن يقطع هذا الوضع بمجاراتها و مجاراة إدعائها قلقها...

إستدار لها بينما هي منزلة رأسها لسبب يجهله ، بانت كفتاة خجلة و قد تكون ..لكن بالنسبة له ، هو يجزم أنها تهرب من النظر لملامحه بعد أن رأته ذلك اليوم...

و هو محق
كانت تمَنِّي نفسها أن لا تواجهه أمام هذا الملئ، فهي لن تتحمل أن ترى عريسها قبيح المنظر و الذي يثير اشمئزازها، هي بالكاد تريد أن تتحامل على نفسها لتصلح الأمور و إن رأته قد تلكمه كما تفعل عند غضبها عادة ..فالأفضل أن تتهرب من ذلك...

إقترب ممسكا يدها مبينا إعتذاره الذي جعل القلوب تنحني تبجيلا لخشوع روحه لها: كاترين، أعتذر منك عزيزتي.. لم أكن أقصد إقلاقك، لقد صادفت مشاكل قبل مجيئي...أرجوا أن تتفهمي ذلك .

تمتمت له بخفوت يثبت له كم هي حاقدة عليه لإمساكها : أبعد يدك .
واه كم هي عنيفة ... و بيانها صريح في تبيان هذه الحقيقة...هذا ما طرأ ببال عريسها الواصل توا..

لكن هو تصدى التمويه و إبتعد يدعي الشكر لها و الإمتنان : ممتن لك هذا التسامح، أعدك أن أعوض ما حصل .

حقا ، انقلبت الأجواء رومنسية في الظاهر بينما في الباطن كل منهما يخاطب الآخر بعدم فعل ما يزيد الأمور سوءا...

مضى كل شيء على خير إن كان يُرى خيراً

بلغت اللحظة التي ستقطع كل خطوط النزاع العقلي و النفسي لكليهما...

ذلك السؤال الحاسم من العاقد
ماجوابه...نعم أم لا...؟

شعرت بتصلب أطرافها و حواسها معا...كل ما تسمعه هو همهمة ما لا تدرك معانيها ، بينما لم يبدوا هناك تردد في لحن لورانس الذي أبدى كلمته القاطعة
"نعم،أقبل"

وصل أوانها هي لتقلها لكنها كانت تلوذ بالصمت..!
صمت سره في عدم استيعابها أنها على أهبة دخول حياة مع الذي يقف جوارها يرتدي البزة الناصعة ...هي حتى لم تسمع الخطاب و تعرف أنه وصل لخطابها ...

جيد أن لورانس تفَهم وضعها و أمسك كفها ليوقضها من غياب وعيها هامساً بإسمها الذي يحثها على فعل ما فعل : كاترين، هيا. ..

شعرت بقشعريرة تكفلت بإطلاق لسانها بما نطق به زوجها توا...ليعلوا التصفيق و التصغير و التبشير معا...

اكتضت القاعة بتلك الأصوات التي يصعب التقاط أحدها على انفراد لتسمعها بينما انهمرت دموع الأم أخيرا بتلك اللحظة التي هيجت مشاعرها و الأب ترقرت عينيه الخضراوان بدموع نجح في إخفائها..

بينما عائلة العريس كانت على العكس حيث مازالت حمرة عين السيد أندريان محتفظة بمكانتها بتلك العين الحادة و زوجته الشابة مبتسمة و نظرة غامضة تعلوا محياها و لم يكن هناك سعادة بادية إلا على ملامح أخاه الصغير ذو الحادية عشر عاما ربما...

إبتسم لورانس للحظور و انتبهت زوجته لصديقتيها الواقفتان أمامها، لم يغب عنها سر تلميحات كريستينا و تورد وجنتي سيرمي...هي تود منها أن ترمي باقتها
حقا، هل هناك حقيقة لهذه الخرافة!
لكنها ما لبثت أن رمتها، فهي تشعر بثقل عبر كل شيء يرمز لهذا الزفاف

لم يكن يهم هذا الإعتقاد أن من ستلتقط هذه الباقة هي التالية

فهذا خير سبيل للتخلص من جزءٍ من ذلك الثقل...

لمح لورانس فتاة واقفة مستندة على جدار القاعة الزهري ، بدأ أنها بكت طيلة ساعات قبل أن تأتي...
جهل من حوله كان يرمي سهامه بكل تبريك يتلقاه لحظة رؤيتها، فتلك كستنائية الشعر فتاته ...
بل كانت فتاته ، فهو يمسك بمعصم فتاة أخرى و يبتسم لها لأنها حضرت ...زفاف من كانت ترتقب..

أما كاترين فقد تكفل فيكتور بزيادة جرعة الحزن بمجيئه، فهو لم يخرج إلا بعد أن تقدم نحو العروسة ذات الطلة البهية بحليها و مكياجها الخفيف و ثوبها الطويل الناصع ذو اللمسات البراقة..

مد كفه نحوها قائلا بلحن غاضب شد لورانس للنظر نحوة نظرة نارية : مبروك لك زفاف في حداده...
ماذا...؟
و كأنه يتحدث أنها قامت بجريمة قتل!
تدخل لورانس ليقطع ما جعل زوجته تبسط كفها أمام شفتيها المصبوغتان بالأرجواني الصارخ محييا به : مرحبا بك فيكتور..
لم الصدمات تتوالى ، كيف للورانس أن يعرف فيكتور...؟!
و لم فيكتور ضرب كفه معلنا أنه في نطاق سخطه أيضاً...

و لمَ وجه له مقولته
"أنت لا تقل دناءة منها .."



مهما كانت الضروف...

ها قد انتهت مرحلة لتنتقل كاترين بكنف شخص لا تعرف منه سوى اسمه و شكله الذي لا يروق أي فتاة ..

~~~~~~
~~~~~~


وقت التصوير...

أم وقت الإرتباك ..
أم كما أسميه أنا...وقت الإشمئزاز...

بالكاد أتنفس و هذا اللورانس يستجيب لكل ما تطلبه تلك المصورة..

يا إلهي، ألبسني الخاتم و ألبسته ، ألبسني ساعتي و كذا فعلت أنا. ...ألبسني العقد و الحلق المقارن له ، رفع تلك الشيفونة ، صنعنا قلبا بكفينا و لم يبق شيئٌ سخيف لم نفعله . .!

يا لمزاجها، و يا لتسلط لورانس..أنا طوع تحركاته التي تقودني دون إدارة من عقلي على جسدي...

تحملت كلّ ذلك على أمل أن تأتي لحظة أحظى بها براحة بعيدة عنه ، و لكن ....

حصل شيءٌ غير متوقع بتاتا...

قالت تلك المصورة الثلاثينية و هي تشير لنا...كفيكما، ابسطاها فوق بعض و كلٌّ منكما يحدق بعيني الآخر..هيا.

لهجتها الآمرة هذه جعلتني أنطق حروفي الحاقدة : سوف أقتلع لسانها هذا...فالتأتي و تصور معك.

أطلق ضحكة خفيفة تثبت لي أنه سمع ما قلت ثم رفع كفي اليمنى ليطبق ما قالته تلك الآمرة ذات الشعر الخشن و الشفتان الضخمتان: كوني مطيعة لفترة لا غير.

رفع وجهي نحوه لِ..لِ....لِ...لأصرخ مبتعدة ثلاثة أمتار على الحد الأدنى مشيرة له بسبابتي : من أنت؟!!

رفع حاجباً من حاجبيه الدقيقان: ما الذي تهذين به؟..جننتِ، من سوف أكون..!!!

لا أصدق ، حقا لا يصدق أن يكون هذا الرجل هو ذاته من لقيته...

أبديت رأيي دون مجاملة، يبدوا في الأمر إشتباها كبيرا: لحظة، لورانس يملك لحية ...أين هي، حاجبيه و شعره مبعثران...و هو..غير مستوي القامة، أين هو..أخبرني أين ذلك الأحمق...؟!

لن أنسى ذلك الإحراج ما حييت، يضحك على ماذا.. إن الذي رأيته مسبقا كان مسخا على طلّة بشر و هذا...بدون مبالغة يكاد يكون ملكا ما .. لكن هذا...

عرفته ، إنه هو بحق...عندما رفع حاجب استفزاز بانت لي ملامحه الفعلية عن طريق نظرته تلك...

لكن أنًى لي أن لا أبدي ما يجول في ذهني من أفكار: هذا ليس عدل، تزوير..تدليس...أنت مخادع.

و هكذا بدأت صفحة أخرى ذات لون مجهول حقا

~~~~~~
~~~~~~



أغلقت حزامها و نظراته تتفحص إن كانت أحكمت إغلاقه ، بدى أنه لا يعتمد عليها بأي شيء و لو كان قليلا و ذلك طبيعي و هي طيلة الوقت شاردة مشغولة البال أو تواجهه بكلمات لا يعرف من أين تأتيها...

استقرت تنظر لنافذة الطائرة حتى قبل أن تقلع، هي فعلا لا تود حتى الحديث معه حيث أنها لم تسأله عن الوجهة التي تجعلها !

هو لا ينكر أن هذا أفضل له...ليرتب أفكاره على الأقل ، فهو منذ قرر والده هذا الزواج لم يقر له جفن...

والده
شخص يكرهه و إن كان كرهه غير مسوَّغٍ له ، و هذا ما حصده هو بما زرع في قلب إبنه، دوما يطمع و يطمع بتجميع ما يريد ...
حتى باتت أمه ضحية ذهابه للعب قمار يربح منه...

و الآن أصبح هو ضحية لطمع والده بسمعة السيد قلاوس أب زوجته كاترين..


قد لا تعلم هي كم كانت صدمته شديدة عندما لقيها، لم يتخيّل يوما أن مزحة من لقيه مرة واحدة قبل أشهر أن تتحقق الآن، كيف سُلمت له هذه الزهرة الذابلة بعد رونالد..!
تنهد مستندا على ظهر المقعد الجلدي يبحث عن ماضيه الذي ترك بصمة على حاضره، ، من تلك الفتاة التي حضرت زواجه ليرى تهديدا حارقا بعينيها الكهرمانيتين ، و سلام فيكتور الذي أطلق إهانة لمجاورته بتلك الجملة الساخطة: مبروك لك زواج في حداده..!
لا يعرف أين رمى قوسه السهم ، لقد نشب في قلبه هو الآخر...من قد يتصوّر أنه سيكون أداة عذاب هذه الفتاة ...

أخرجته من شروده ببيان استياءها : ألا تستطيع الإبتعاد قليلا؟

فكرة عابرة جرته لإبتسامة ..على ما يرى ،لقد ملت زوجته الشابة و ترغب بالتسلية بالشجار معه...

و هو قد استغلّها لصالحه: ماذا بعد؟ .....
مللت من جملتك هذه منذ لقيتك و أنت تكررين ابتعد،ابتعد..أليس لديك حديث آخر؟

أجابته و هي تخرج قارورة ماء صغيرة لتشرب منها: لا مزاج لي بالتحدث معك.

أبدى سخرية منها و هو يرفع قارورتها ليشرب منها: على ما أظن، أنت شاردة بالتفكير بحبيبك الذي هجرته بسبي...أليس كذلك؟

~~~~~
~~~~~



تصنمت لحظة و كأني قد قرأت فكرة من أفكارها ، لكن ..إن كان صحيحا فبمن تفكر... ؟!
لا أظنه رفيق فيكتور ذاك فهو متوفٍ و عندما لقيته لم يكن قد صرّح لها بما لديه..

" هو من هجرني.."

لحظة، هل تقصد رونالد فعلا..!
هل سبب شرودها من توفي قبل أيام..؟!

أدعوا حقا أن لايكون كذلك، أن لا أكون سبب جحيم كونَّه والدينا ...

أبديت لها أن جملتها لم تهمني رغم أنها أثارت بنفسي الفضول و القلق و الإرتباك ، وقلت : حسنا، أنا أيضا قد فقدت الفتاة التي أحببت و ها أنا هنا معك ، فتاة تود لو تجد فرصة لرميي من النافذة الي بجانبها...

توسعت حدقتيها كياقوتة زرقاء بدت في مدها لتبدي نوعا من الأسى لأجلي: أنت خسرتها بسببي؟!

تلبكت للحظة ، ربما لمواجهتها عيني لأول مرة ..لا أعرف..و ربما لطيبة قلب ظهرت في مقلتيها قبل حروفها...

تداركت نفسي أحاول أن أخفف عنها ما لا سبب لها به فصرحت: لا تلومي نفسك كاترين...كلانا ضحية جشع والدي .

~~~~~
~~~~~



"جشع والده.."
أي جشع يقصد...المصلحة هنا لوالدي لاغير...!

نطقت ما لم أفهمه له : لا أفهم، عن أي جشع تتحدث ؟...كل ما هناك أن والدك سيتنازل عن ديون أبي.
قطب حاجبيه بجدية ، و بات يحادثني و عيناه مصوبة للأمام و كأنه يهرب خجلا من ناظري : والدي..يتنازل عن أمواله للاشيء ؟!..ذلك لم يحصل قط... كل ما هنالك أنه يود استغلال شهرة والدك حسن الصيت و السمعة للدخول بصفقات أخرى معه...ما سيربحه نتيجة هذا القران أضعاف ما سلمه لأبيك .

لا أصدق ، هل اتخذنا والد هذا الفتى سلعته التجارية ؟!..كيف سمح له لورانس بذلك..تلاعب بحياته، مستقبله لأجل منافعه الشخصية من طمع و رغبة في أموال أكثر...

بانت الحدة في لحني و لم أرَ استغرابا من قِبلِه: أتقصد، أننا سلعته التجارية؟..كيف له أن يفعل هذا بك..

أجاب و كأنه آلة يكرر ما يشاء مرة تبعا لمراتٍ سابقة : هذا هو ما عرفت عليه والدي ، حتى أن أمي توفيت جراء مرضها في المنزل أمام ناظري و هو ذاهب يلعب القمار ليربح...

بدى حزينا بالفعل، عينيه تتلألآن دموعا لا أستطيع إدراكها و لسانه يرتجف و هو يخبرني بتلك الذكرى المثقلة على صدره بإسترسال : للآن أذكر، كيف كانت السماء تمطر بغزارة... ماذا بحق الله طفل في الثامنة قد يفعل ، والدتي لا تكاد تتنفس، والدي أغلق الهاتف دون أن أتم حديثي معه... خرجت بنفسي علًني أرى شخصا يعينني ، الخدم بأمر من والدتي غائبون ..لا أحد غيري أنا... كنت تائها لا أعرف صوابا أم خطأ..المهم هو أن أنقذ أمي المرتمية على أرض الغرفة... بالفعل، بعد مدة رأيت شخصا توجه معي للمنزل ...

صمت بغصة استشعرت وجودها في حلقه، غصة خرجت بصمت ...على الأقل خرجت لأفهم ماجرى من خلال صمته...كان يريد إنقاذها لكنه واجه جثة هامدة...

نظرت له و أنا أفكر بسهولة بكاءه و ذرف دموعه، حقا أنا في عذاب لا ينكر...أود البكاء بصوت عال و النحيب مكررة مدى ألمي ...

مددت كفي لأواسي لورانس الذي صمت و تحدثت دموعه، لم يبد بخير بتاتا ...
لكني ارتدعت، أنا عاجزة عن فهمه، إدراك عمق آلامه... أنا حتى لا أستطيع مواساة نفسي..

ربما هذه غلطة فادحة، أعلم كم هي قسوة أن لا تواسي المرأة زوجها ..لكن هذا الإعتبار أقسى على قلبي...

كلُّ ما فعلته أني نطقت بجملة واحدة : أنا آسفة لورانس.

فاجأني هو برد لم يكن يتوجب عليه نطقه، لكنه بدى يقوله بين نوم و يقظة : لورانس...بدى إسما رائعا بين شفتيك.

قالها و غط في نوم عميق ، أتصور أني سأخبره غدا بعدم تعذيبي بسوط لسانه .....


~~~~~~
~~~~~~



قراءة ممتعة













[/COLOR]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-17-2017 الساعة 10:33 AM
رد مع اقتباس