عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 03-19-2017, 01:00 AM
 





"تشتهي الأنفس، تشتهي القلوب، تلك هي الشهوة.."




" كاترين...كاترين...إستيقظي، قد وصلنا.."

تكفلت كلماته البسيطة بإيقاض رقادها

لم تدرك كيف إنقلب الوضع، فهو من كان مستغرقا في النوم لا هي بينما هو من يوقضها حاليا...

عركت عينيها النعسة و المنهكة و أبدت ما تشعر به: أود الراحة، لم أراها منذ يومين .

لم يستغرب، هي نطقت بإنهاك الجسد الذي تعانيه كل عروس أيام زفافها..لا نوم، أعمال عجلة..تجهيزات مربكة...و لو أرادت أن تحكي إنهاك روحها فلا يعلم كم له من الوقع المنهك...

نهض يخرج حقيبة سفره النيلية من الأدراج التي تعلوهما ، يجيبها بما قد يحثها على ترك خمولها: سترتاحين في الفندق...

أردف بعد أن أخرج حاسوبه القابع في حقيبته القاتمة ليقدمه لها: خذي.

تبعته بعد وضعها تلك الحقيبة على كتفها الأيسر و هي مكتفية لتسلية نفسها بالنظر...

طبعا ليس بالنظر نحو مرتدي القميص الناصع و السترة السوداء ، فهو أبعد شيء عن ناظريها ..بل التسلية بما حولها من ضوضاء المطار الذي أعلن بصوت فتاة ما وصول طائرتهم لأرض كولومبيا ..!

كولومبيا!
لم مكتوب لها السفر لهذه الدول الغريبة، ألم يجد غير كولومبيا..ماذا عن هوليوود ،لوس انجلوس، فرنسا...؟؟؟

حقا، بداية حياة مميزة..
جزر كولومبيا

~~~~~~
~~~~~~


وصلنا الفندق أخيرا، بعد أربع ساعات من تضييع الوقت في المطار...

كل ثانية تمضي تزيدني حيرة بكيفية التصرف مع كاترين، و لا حرف آخر منذ وصولنا...

رميت بالحقيبة قبل أن أقفل الباب بعد دخولها ، هي اتجهت لترتمي على الأريكة السوداء ذات الزخارف و الورود الفضية ...
شعرت بهالة قاتمة تنبعث منها ..
كانت أكثر سوداوية من الأريكة التي تريح جسدها النحيل ، تلك السوداوية تحجب عني الكلمات حتى...

تركتها لأذهب أتفحص هذه الشقة...

كانت مقتصرة على غرفة ذهبية مزدوجة و حمام مع هذه الجلسة الثنائية ..
~~~~~~
~~~~~~




أفضل تصرف فعله هذا المدعوا لورانس أنه خرج ليتركني وحدي قليلا، صحيح أنه لن يتأخر كما صرّح لكن...و لو خمس دقائق يخفى عن ناظري سيكون شيئا أمتن عليه...

توجهت للغرفة القابعة يمينا، كانت فخمة كما هو متصور منها و كما يعكس ظاهر الفندق الزاهي ...

أذنت لجسدي أن يلقي بنفسه بإنهيار على ذلك الغطاء المخملي المحمر، شعرت بنوع من السكينة و أنا أرى ألوان منزلي الذهبية و الحمراء في هذا المكان...ربما تخيلت نفسي بمنزلي رغم أنه وهم عابر...

فكرت بنفسي، بحياتي، ماضي و حاظري...و بلورانس...الضحية الأخرى!

واضح أنه ليس بذلك السوء ، لكني أمقت حتى النظر له...وجوده غير مرغوب فيه البتة..
فقلبي لم يرحب به و هو دخل حياتي دون استئذان...دون ذنب منه هو أيضاً...

تكوَّرت حول نفسي ، حائرة...
هذا الشاب لا ذنب له بفقدي رونالد أو تعلقنا ببعض ، و لا يد له في موافقتي أو حتى في موافقته...أجهل ما أجبره به والده ...لكنه أيضا يعاني ...بالحصول على حياة لا يبتغيها ...
آماله كلّها انتفت عندما وقف بجانبي و أعلن أنه يقبل بي زوجةً له ...

لففت جسدي بذراعي بقوة...
لكل تلك المصائب التي توالت في أيام معدودة...

يكفيني ، ما رأيته من تلك الدماء المتطايرة من جسد عزيز قلبي ... و يكفي أنني مازلت أشعر بثقل جسده علي لأنه أراد تهدئتي و قربي...

ربما لو بكيت فقط ، و لو أطلقت صرختي المكبوتة على فقيدي ..سيكون الأمر أفضل

و قد تكون الفرصة التي فقدتها لأواسي نفسي بفقده أشعلت نيران صدمةٍ أخرى لن تكبت قريباً...

شعرت بسكون جسدي و ارتخاء عظلاتي، لأعود لنومٍ كنت بحاجته بالفعل...


~~~~~~
~~~~~~



عدت و شعوري هو الإنهاك المضاعف، أحمل كيس الطعام الذي اشتريته مطعم مجاور نتيجة إقفال مطعم الفندق السفلي...

و أجر بيدي الأخرى فتاة مشاغبة تائهة...
أطلب صبرا يردعني عن فقدان عقلي و رميها من طابق الخمسين هذا ...يا إلهي...كيف لطفل أن يكون بهذه الشقاوة المرعبة..

تجاهلت صرخاتها الصارخة نحوي لأني امتنعت عن شراء بوضة بعد عدد لا يحصى من الطعام و الحلويات..!
و اتجهت لحيث تقطن كاترين، فمادامت ليست هنا فهي في الغرفة لاغير... و هذا ما كان بالفعل...

لكن ...
هناك لون لطخ بياض بشرتها ، كانت دماء...

اقتربت منها أطلُّ على جرحها ، الذي سببته هي لنفسها..!

لقد غرست أضافر يسراها بيمناها لشدة ضغطها عليها!

لم تضغط على أعصابها بهذا الشكل؟!
إن كانت غاضبة من هذا الزواج الغير مرضي فالتبكِ، إن كانت حزينة على
فقد زميلها ذاك يجب عليها البكاء و التخفيف على نفسها و إلا فستهلك ..

لم أسترح لحظة إلا بشرود يؤرق و ذي الطفلة ذات العشرة أعوام تقفز على السرير محتظنة كاترين التي فزعت بدورها و هي ...!

كانت الطفلة تصرخ بفوضوية : استيقظي أيتها اللطيفة...أنت كسول..

بينما زوجتي ترمقني نظرات استفسار لا أعرف كيف أجيبها ..؟!
اكتفيت بجملة بترتها الطفلة بقوة رمتني على أرضية الغرفة : كانت تائهة و تجهل اللغة الإسبانية لذا...

صرخت بموجة غاضبة: توقفي...

بأن تغيراً طفيفا في ملامح كاترين، ربما هدأت قليلا أو تجاهلت ما تكفّل بجرح روحها الهائمة بعشق غيري ...
و مع هذا الإفتراض قد ابتهجت لما حصل حين نزلت متجهة نحو فيفا لتسألها بعطف: ما اسمك ياصغيرة؟

كان منظرها مثيرا للضحك هذه الفتاة ،و هي تنحني رافعة ثوبها السكري تنطق حروف إسمها مع تعريف غريب: أدعى فيفا، تشرفت برؤيتك سمو الأميرة..!

سموَّ الأميرة !
هي حقا أميرة بشعرها الذهبي و عيناها الزرقاوان ،لكني رغم جمالها...لم تأسر مشاعري التي مالت لغيرها مسبقا
لا أرى ما يجري سوى متاهة...
متاهة مفجة لأربع قلوب... !

~~~~~~
~~~~~~


فتاة صغيرة، أشكرها لظهورها أمامي الآن..لست مضطرة للتفكير بلورانس و كيفية التعامل معه...

أمسكت بيد فيفا لأخرج ، للأسف لاشيء هنا لأسليها به سوى يدي...
و لساني الذي يغني لها بعض الأناشيد و هي شاركتني جلستي هذه بكل حماس..

النظر لها فقط يحث عقلي على تمني العودة لعمري المزدهر بنقاء قلبي و صفاء روح...

صفير بطني و زقزقته العالية بعد مدة وجيزة أضحكت فيفا ، و أنطقت لورانس الذي جهلت وجوده معنا و هو جانبي على بعد شبر! : الطعام أمامك، في هذا الكيس.

أخرجت ما جلب، بدى لي طعاما عجيبا كاد يسد شهيتي..
ماذا..؟
هذه اللحوم الصفراء بمادة لزجة غريبة بالطبع لن ترُقني...

تركت الطعام بصمت ليلتفت هو لسر ذلك: لم يعجبكِ؟

~~~~~~
~~~~~~


أشارت له كاترين على ما أتى به و منظر الإشمئزاز رافق اعتراضها الخفي : هل أكلت هذا الشيء ؟!

أجابها بإشارة تنفي ما استبطنته : لم آكل شيئا حتى الآن، لقد رأيت أن هذه الفتاة اختارت طعاما كهذا و أعجبها ..

تنهد و هو يتوسط حاجبيه بسبابته: بين كل تلك المناظر الغريبة ، هذا كان أفضل شيء.
فاجأتهما فيفا بفتح الطبق المصنوع من فلين لتأكل ما بداخله دون أخذ الإذن أو مقدمة . .: مادمتما لن تأكلاه، لن أمنع نفسي عنه..فأنا أشتهيه .

لمحت كاترين غضبا و حنقا من لورانس ، غضب جره لردع فيفا عن أكل هذا الطبق الغريب: إسمعي فيفا، كثرة الأكل هذه تضرك ..لست مستعداً لمصائب أكثر...كلي كما تشائين عندما تعودين لوالديكِ.

زجرته و تشبثت بالجاهلة عن واقع الحال الذي يتحدث عنه لورانس: جلالتك، إنه يردعني عن الأكل و أنا جائعة...كيف له أن يفعل ذلك في بلاط سموك.

احتظنت كاترين الصغيرة بين ذراعيها لترمق الشرير الظاهري هنا: لورانس، كف عن مظايقة طفلة..و كل الطبق الآخر إن شئت.

أطلق أفّا سببتها آفة شهية فيفا التي أزعجته: منذ رأيتها ، وهي تأكل...لم تتوقف عن الأكل سوى بهذه العشر دقائق التي لقيتكِ بها، إن استمرت هكذا سوف نذهب بها للمشفى بسبب آلام ستصيب معدتها المسكينة..و نحن، لا وقت لنا للعب.

كان مفاجئا لها ما سمعت..هذه الطفلة الهزيلة..أين يذهب كل ما يدخل جوفها...!
من غير المعقول أن يكذب لورانس عليها بشئ كهذا..

لكنها قالت له: دعها تأكل هذا فقط، و بعدها سنخرج بحثا عن والديها..من غير المعقول أن نتركها معنا ..بالتأكيد هم قلقين.

أشاد بفكرتها ناهضاً آخذا حقيبة سفره ناويا إخراج ملابس له: حسنا، سوف آخذ حماما قصيرا ريثما تنتهي.

أسمعته مالديها: أسرع، أريد شيئا آخر للأكل..قبل أن أموت جوعاً.

~~~~~~
~~~~~~


تكتفت بإمتعاض و أبلغته ما أشعر به عبر كلماتي المحتجة: لا تخبرني أنك تهت عن المكان الذي وجدتها به.

إبتسم بهزل مجيبا بما يثير السخرية بالفعل: لا تنسي أني بشوارع مجهولة ، و لم أكن أخطط للخروج من الفندق أساسا لولا أن مطعمه مغلق ...

نظرات فتاة في العاشرة تحدق في منظرنا الحائر لأجلها ، هذا ما ظنناه ...

لكن ما لبث ظننا حتى رُمي عرض الحائط مشبَّعاً بيقين آخر بعدما قالت مشيرة لبائع حلوى القطن الزهري خلفنا: أريد.

ياه!
ما الذي سمعته منها توا؟!...ألم تأكل غدائي أنا و لورانس منذ قليل..؟!

قلت لها بلهجة قاطعة: مستحيل..ليس كل ما تريدينه يلبى عزيزتي.

تلقتها إهانة ما، أم أنّها استوعبت عدم مقدرتها للجوء بي حتى ترفع صوتها بحدة و هي تشد على كفيها بعناد: لن أذهب معكما إلى أي مكان حتى تأخذا لي الحلوى.

بدى استخفاف جلي من لورانس الذي انحنى لها و يديه مندستان في جيبه: و ماذا ستفعلين لو رفضنا؟

ألقت ضربتها القاضية دون اكتراث : سأصرخ مدعية أنّكما اختطفتماني .

سحقا لها، ليست بريئة كما يدل ظاهرها...
فتاة الغنج هذه، بدت تثير أعصاب لورانس بتحريكها خصلاتها الفحمية المزرقة ذات الحد القصير، و على ما أظن..هي ترمي لذلك!

~~~~~~~
~~~~~~~


لا أكاد أصدق أني صرفت على حلويات ....مصروف شهر كامل من عملي و كدّي... صحيح أني سافرت للتخلص من والدي و الضغط النفسي هناك لاغير ..لكن ذلك لا يعني فقدان كلَّ الهدوء...!

سلّمتها ما اشتريت و قلت لها كلمتي الآمرة: لا تسمعيني صوتك رجاء.

كانت تنظر كاترين لي و لفيفا، يبدوا أنّها تأسف على حالي بعد تسليمي هذا النوع من الحلوى لها مرَّة ثانية..لو تعلم فقط كم حلوى أخذت أيضا لربما فقدت عقلها...
بدوري، بدأت أشعر بالغثيان ما أنظر لكل أصناف السكريات...

التقطت سخرية كاترين المستهدفة شره هذه الصغيرة التي سلبت مني أهم شيء كنت أرغب به: أمتأكد أنك لم تلتقطها من مجاعة أفريقيا؟!

أجبتها بحدة تسكتها رغم أني لم أكن أستقصد ذلك: للأسف أجل.

لحسن الحظ و...لحسن طالعي و دعاء الخير من أمي الراحلة أنَّ صوت رجلٍ ثلاثيني أتاني بالبشرى و هو ينادي إبنته التائهة: فيفا ، أهذه أنتِ؟

اقترب ليتمعن بها بعمق و كأنه يخترق أحشاءها ليتأكد من سلامتها: هل أنتِ بخير يا ابنتي ؟

بدورها ارتمت في أحضانه باكية بشكل بَعُد عن ذهني و توقعي، فهل هذه الفتاة شعرت بفقدانهما حقا ..؟!

تبادلنا التحية معه ، و نظراتها الخبيثة ترمقني كل حين لأبادلها بما لدي من سخط و عدم رضا...
لا أعرف كيف تحملت جملتها الأخيرة الساخرة و هي تبتعد تخبر والده : أبي...لن تصدق ، هذان عريسان فاشلان... حتى أنّهما لم يتبادلا نظرات الغموض و الغرام ...

جيد أني لم أسمع باقي حديثها التافه ، هي فتاة لا تطاق...

فتاة لها شهوة الأكل التي أفلستني!

وجهت جملتي لمرافقتي : كان عليّ أن أطالب بتعويضٍ عمّا صرفته من مالي...

~~~~~~
~~~~~~


نسيمٌ عليل...
هذا البحر و هذه المساحة التي تمتد على مدِّ البصر ،لا تُرى كثيرا في بلدتي الممتدة بالبنايات و دخان التلوث المضيق للأنفاس...

أشعر بالدفء يغمرني بسكينة تتخلل مشاعري المتلاطمة كأمواج عاتية، ربما يكون أمواج هذا البحر هو السر و السبب و ربما للهدوء النسبي المشترك بيني و بين لورانس جعل لنا مساحة التأمل بواقعنا هذا...

لم أكن عالمة يغيب أفكاره الخفية ، فحدقتيه العسليتان الساكنة تردعني عن قراءة ردات فعله و ملامحه...

كنت أحرك يدي ببطء بتلك المياه التي بدت حوافها مملوءة بالوحل ، ميتة باردة لكني أستشعر منها دفئاً يبعدني عن عالم لورانس الواقف بقربي...

يبدوا أنّه سمع ما طرأ ببالي ليقطع أوتار راحتي بجلوسه نصف جلسة قربي يحدّثني بشيء أيدى لي تعمقه في ما يجري حوله بشكل غريب و بتشبيهات غريبة...: فيفا..حقاً علّمتني درساً عظيما كاترين...
أجبته ببرود و عينيه تسابق عينيه في النظر لأبعد مايرى من حدود البحر اللامتناهي: درس..!
أومأ بخفة إيجاباً ليوضح: تلك الفتاة لها شهية لا تقاس ، و بدون حدود...و بما أنّها طفلة فقد تجلّى ذلك بحبها للحلويات غالبا...لكن الحق، أننا مثلها ...دوما ما نرغب بفعل أمور و الحصول عليها و نشتهي الحب و المال و الصحة و الأمان و كل ما يصبوا بكمالنا... و لأجل ذلك نقدم على فعل ما نبالغ به ...العقل يخاطب أنفسنا،قلوبنا ...ما تفعله و ما تريده مضر و مع ذلك لا نصغي و نندم بنتيجة جازمة.


لا أنكر ، أنّ استنباطه فكره كهذه من شره طفلة أثار عجبي و إعجابي..حتى أني نظرت نحوه لأوّل مرة منذ مجيئنا هنا....

النضج سامٍ بوعي لديه، و أنا و أي شخص عاقل لن ينكر هذه الحقيقة ، اقتصرت على تأييده ناطقة : أنت محق.

لاحظت أنه رمش مستدركا ما تناساه ربما ، كان في شروده حبيسا حتى تلك اللحظة حيث قال: طبعا، لقد ذهب يومنا سدًى كاترين، و غدا سنعود بريطانيا.

لم يكن ماقاله سيئاً لي ، لكني مستغربة...
كنت أظن أنه سيمضي شهرا كاملا في رمي نقوده للترفيه ، و أيضاً لمَ هو منزعج ..

أخرجت يدي و قدميَّ من الماء لأعتدل بجلستي مستفسرة منه : عودة مبكرة، لمَ؟:

أجابني و هو يرفع كتفيه كأنَّ ما سيسمعني أمر بديهي: النقود..بالأساس عندما تأخرت عن الزفاف كان لأجلِ أن أستدين نقوداً لهذه الرحلة...


لم أستوعب تواً ، هل قال أنّه استدان؟؟؟!!

" تمزح معي، النقود تتخبط تحت قدمي والدك ..!"

كانت إجابتي شيئا لم أعرف كيف أجيبه... أله الحق في ما يتصرّف به؟..: إسمعي، أنا لم و لن آخذ قرشاً من نقود ذلك الرجل...نقوده لم تتزايد إلا على سعادة غيره و جثث أناس لم يستطيعوا ردّ الديونِ له..و أنتِ لا تفكري بجلب نقوده القذرة لمنزلي .

عقل رشيد و فهم عتيد يقودني لإستحسانِ قراره هذا..

لكن ذلك لم يجعلني أغفل عن أن الحياة التي كنت أتصورها سوف تختلف جذريّاً ، خصّة أن أوّل سفرةٍ لنا هي بواسطةِ دَين..!

أكان علي كبت استيائي الذي لم أخفيه : تعني، أنّك أتيت بي لهذه الدولة الغريبة بدَين.. من قال لك أنّي أرغب بالسفر أساساًً ؟

ربت على رأسي بخفة : أردت بعض الهدوء لي و لك...
أجفل ليتم بعد ثوان

"لمَ لا تبكين..؟"

هذا ما قاله و هو ينظر لي و لأعماقي معاً ، صمتُّ قليلا ..فماذا أختار من كلمات لهذا الشخص







~~~~~~
~~~~~~



قراءة ممتعة













[/COLOR][/QUOTE]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس