الكذب
خرجت كيارا من حشد من التلاميذ امام المدرسة ومشت تدندن في طريقها الى البيت، صادفت فتى تركوازي الشعر اصفر
العينين، وشم وجهه من كبرياء الطفولة، ما ان رأتها حتى لوحت له بسعادة: "هاي نوي كيف حالك؟..."
رد عليها التحية وبحماس طلب منها ان ترافقه الى البيت ليريها اللعبة الجديدة التي اشتراها له والده التي تعمل
بجهاز تحكم عن بعد
ترددت كيارا بالاول لكنها وافقت و ذهبت برفقة نوي الى بيته
تأخر الوقت و كيارا ما زالت عند نوي لم تشعر بمرور الوقت من شدة اندماجها باللعب و بعدة فترة ادركت انها تأخرت و
ان والدتها ستعاقبها ان علمت انها ذهبت الى منزل نوي دون اذن منها لذا كان عليها التفكير فى عذر مقبول للخروج من المشكلة
وصلت كيارا الى البيت و كانت والدتها قلقة جدا فليس من عادة كيارا التاخر هكذا
كانت الام تمشي جيئة و ذهابا في ارجاء البيت منتظرة لجرس الباب أن يرن
و قد صدر الصوت المنتظر اخيرا لتجرى متلهفة لرؤية من بالباب لقد كانت كيارا
الأم" لم تأخرت هكذا ؟أين كنت لقد قلقت جدا ، ماذا حدث لاتفاقنا ان لا ذهاب الى أي مكان بدون أن تستأذني اين كنت هل
كنت عند احد الاصدقاء تلعبين؟
لاحظت كيارا ان والدتها ستعاقبها ربما و خاصة ان اسلوب كلامها به حدة
فاجابت كيارا
"صديقتي جين مريضة وقد ذهبت برفقة المعلمة سينا و صديقتي ميرا للاطمئنان عليها
فرحت الوالدة عندما سمعت بهذا الكلام
و احتضنت ابنتها و قبلتها و اثنت عليها على فعلها الحسن و قالت لها ان تستأذن المرة القادمة كي لا تقلق كما اليوم
بعد مرور القليل من الوقت رن هاتف الام بنغمة معروفة هي نغمة صديقة طفولتها لتجيب الام كلارا "مرحبا روز كيف ؟
حالك لترد الاخرى انها بخير و تضيف "كيفت وصلت كيارا و هل هي بخير و اضافت ان اعتذرت عدم طمأنتها منذ
وصول كيارا الى بيتها برفقة نوي "ردت كلارا ان كل شئ بخير و قد قالت ذلك و هي تنظر الى ابنتها الجالس امامها على
الارض تلاعب كريس الصغير
انهت كلارا المكالمة و طلبت من كيارا ان تاتي لتقف بمستوى والدتها و سألتها اين كانت
هذه المرة كشف امرها لا يمكنها الانكار و بدأت بالبكاء ليتبعها اخاها الصغير بالبكاء بصوت عالى
و هكذا امتلأ ارجاء البيت بالصراخ...
تمهلت الام قبل ان تبادر بالعقاب، فعقابها لن يجر ابنتها الا للكذب فقررت ان تفكر بطريقة جديدة لتقنع ابنتها بعدم الكذب...
**
عند المساء كالعادة تنتظر اميرتنا الام بغرفة نومها لتحكي لها ما اعتادتها قبل النوم
جلست الام قبالة ابنتها على كرسيها الهزاز و بدات تقص عليه
خرجت انجليسا للعب كالعادة و لكن ما في الامر ان على انجليسا الا تبتعد عن المرج لان المكان خطر و ان عليها
الاستئذان في حال ارادت الذهاب الى مكان بعيد
اليوم بعد ان لعبا كان على انجليسا العودة للبيت لكنها لم تفعل انما ذهبت مع اسكويك الى مكان ينمو فيه التوت الاسود و
هو مكان بعيد نسبيا لكن مع قدرة اسكويك على الطيران لم يصعب عليهما الوصول بسرعة الى المكان لعبا و قطفا
التوت و باندماجها مضى الوقت دون ان ينتبها و قد اوشكت الشمس على المغيب ..
جلست السيدة العجوز تنظر عبر النافذة لعل صغيرتها تظهر في اية لحظة و لكنها تاخرت جدا و بدأت تشعر بالقلق تارة
تمشي و تجئ داخل الغرفة وتارة تقف و تنظر الى الحائط حيث الساعة معلقة
وتفرقع اصابع يديها و بعد ان تأخرت جدا همت بارتداء عباءتها وهمت للخروج للبحث عن صغيرتها و ما ان فتحت
الباب وجدت صغيرتها واقفة تحت
حملتها و دخلت بها الى الداخل و نبرة العتاب باد على صوتها "اين كنت حتى هذا الوقت ؟"
انجليسا لم ترى امها بهذه الجدية من قبل لا شك انها ستعاقبها ان قالت انها خرجت من المرج لذا فكرت في عذر لتخرج
من الورطة و اجابت
لقد كنت عند اسكويك فوالدته مريضة ..
بعد كذبتها تلك تحول المكان الى اسود دامس فزعت السيدة العجوز مما رأت و تذكرت ما قاله الساحر تلك المرة التي سلمها
البذرة فيها "ان على انجليسا الا ترتكب الخطايا "
فتحت بوابة وسحبت انجليسا
لتجد نفسها في مكان مظلم لا تكاد ترى شيئا ، بدأت تتخبط في المكان و تتلمس المحيط ليقع يدها على شئ اجزمت انه
جدار و بدأت تتلمسه و هي خائفة الى ان لمحت ضوءا يبدو انه نور المخرج ، اسرعت اليه و عندما وصلت كان المخرج
فعلا و لكن كل شئ طبيعي
بينما تسير وجدت امامها ارنبا و قطة
القت التحية سألت " اين انا " لياتيها الرد
اجاب الارنب"ارض الكذب " و ترد القطة " ارض الصدق "
قالت من منكما صادق؟
لتجيب القطة "الارنب يكذب
و يقاطعه الارنب بل هي تقول الحقيقة نحن في ارض الصدق نعم نعم و بدأ يهز رأسه ايجابا
لتنظر لهما ببلاهة وتقول " اكذبا او اصدقا يا لكلامكما الغير منطقى و غادرتهما و قبل ان تخطو اكثر من خطوتين اتى
ذاك الصوت من خلفها " الى اين ؟"
لتلتفت بفزع لتجد الارنب و القطة يندمجان بشكل مخيف ليتشكل الوحش مشطخ
فزعت و تراجعت للخلف
تكلم مشطخ " لم انت تستمرين بالظهور في عالم الخطايا يبدو انك تحبينه ما رأيك ان تسكنيه؟
لترد " لا أريد " و لكن لا صوت لها
رد مشطخ و هو يمد رقبته اليها ماذا قلت انا لم اسمعك
لتمسك بحلقها و تحاول اطلاق صوتها لكن لا فائدة
ضحك مشطخ قال هذا جزاءك لانك كذبتي لم يعد لك صوت !
بدأت تصرخ لكن دون جدوى لا احد يسمعها سوى نفسها
و مشطخ مستمر في ضحكته الشريرة
و قال هذا لانك كذبت على والدتك بشأن تأخر عودتك للبيت ، لا خلاص لك الا التوبة و ان تعديني بعدم ارتكاب الخطيئة مرة
اخرى ..
تذكرت كذبتها على والدتها و جثت على ركبتيها و بدأت بزرف الدموع و تقول بصوتها الغائب انا اسفة لن اقول الا
الصدق بعد اليوم لن اكذب عل والدتي و بدات تبكي بحرقة
كان مشطخ قادرا على سماع صوتها
و عند سماع توبتها القى عليها شعاعا ادى الى استعادتها لصوتها
شكرت الوحش و عادت الى والدتها و اعترفت بخطأها و طلبت السماح ووعدت الا تكذب مجددا
ما ان انهت الام كلارا القصة حتى اتاها الصوت الطفولي.."آسفة يا أمي.. لن اعيدها و غطت وجها خجلة "
لتبعد الام عنها غطاءها و تطبع قبلتها المعتادة على خدها و تمسح على شعرها و تقول
اعتذارك مقبول يابنتي لكن عديني الا تعيدي الخطيئة حتى لا تعتادي عليها.
****
***
**
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الفصل الثاني بين يديكم
لم يتبقى سوى اقل من 15 يوما على نهاية المسابقة لذلك سأستعجل وهذا يعني بارت اسوأ من تاليه
***
و هناك شئ اخر سيكون عليكم اعتياد ظهور مشطخ كل مرة فهو وحش الرواية و البوابة كذلك
قراءة ممتعة