عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 04-03-2017, 02:50 PM
 
الفصل الأول ! . !









-1-


*هيروشي*

"ياجيما" الغبية كاد قلبي يقفزُ من موقعه خوفًا !

كيف ترمي بنفسها بهذه الطريقة ؟ ألم تنتبه إلى إني قد حركتُ السيارة بالفعل ؟!

لا و السببُ تافه ! كانت تستطيعُ أن تتصلَ ب"ناتالي" لاحقًا . نزلتُ غاضبًا لأوبخها !

و قد كانت تبدو خائفة بعض الشيء ، لا أستغربُ ذلك لم يسبق لي أن غضبتُ أو انزعجتُ منها !

تراجعت للخلف مُتوترة و قالت معتذره : أنا آسفه يا "هيروشي" .

انتبهتُ لنفسي فامتصصت غضبي قائلًا : لا تُعيدي الكرة .

أعترف أني بِتُ سريع الغضب منذ أمس ، لو كان غيري لانفجر منذ شهور !

ومن جهة أخرى أدركُ أن الذنب ليس ذنبها .

نادتني "آكاني" فالتفتتُ نحوها بأجفال ، سألت باستفسار : ماذا بك ؟! هل أنت بخير ؟

نظرت لملامحها القلقة ، ثم التففتُ نحو ناتالي و لم تكن بأقل من الأخرى !

قمت بتصرفي المعتاد ، و وضعتُ يدي على رأسها بملل : أنا آسف ! لا تُكرريها "ياجي" .

ابتسمت لي تلك الأبتسامة التى تُضيء كالقمر في ليلة بدر !

الشعور بأنها لم تنزعج مُريحٌ للغاية ، ركبتُ سيارتي و أنا أبادلها الابتسامة ،

سحقًا لي بدأتُ أنفس عن ضغوطاتي بمن حولي ، و هذا ليس جيدًا البتة .

ودعنا "ياجيما" و "ناتاليا" تعدُها بمرافقتها فى الغد ، لم أفهم لِمَ هذه الأصرار ،

فاستفسرتُ بعد أن حركتُ السيارة نحو البيت : "ناتالي" ! لمَ أصرت "ياجي" على مرافقتكِ لها فى الغد ؟

قالت و هيّ تنظر للأمام كما لوكانت هي من تقود ! : لأنني تأخرتُ فى التسجيل و وعدتُ الأستاده "هانا" أن أتي فى الغد .

ابتسمتُ رغمًا عني ، إضافة لقب الأستاذة بجانب "هانا" ، كبرت "هانا" و أصبحت أستاذة

كما كانت تحلم دائمًا ، يالها من حياة ، تجري بسرعة ! البارحة كُنا ندرس معًا و اليوم تُدرس فى المدرسة !

لطالما ساعدتني فى دروسي ، لازلتُ مُمتنًا لها .

انتبهتُ ل"آكاني" و هي تُناديني ، التفتتُ لها و إذا بها تكلمني : "هيروشي" أريد أن أسألك ، كيف حال الشقراء ؟

لمَ الجميعُ فضوليين نحو هذا الموضوع ؟ أعترف أنه من المُحرج أن يعلم الجميع بذلك !

تجاهلتُ سؤالها و تابعت القيادة كما لو لم أسمع شيء ، و حين وصلنا للبيت تركتهُم و قُدت عائدًا نحو عملي مُباشرةً !

حسنًا أنه من الطبيعي أن يُثير الأمر فضول الجميع ، فقد فضلتُ العمل بجانب "اوريليا" ،

بدل تولي أمور شركة والدي ، و التى يُمكنها مُنافسة أعمال السيد "جاكسون جوناثن"،

إذا بذلتُ فيها القليل من الجهد !

التقيتُ ب"اوريليا" فى الجامعة وقد حدثت مواقف كثيرة بيننا حتى الآن !

مع إنها تبذلُ قُصار جُهدها فى إزعاجي و إغاظتي طوال الوقت !

كُنتُ فى السنة الثانية حين أنضمت "اوريليا" لفرعنا و قد كانت فتاة مزعجة و لم نكُن نلتقي

إلا فى محاضرتين طوال الأسبوع و ذلك لم يمنعها من مُضايقتي طوال الوقت !

فى البداية كُنتُ مجرد الشخص الذى حطم غرورها فى أثناء مُناظرة

عن الأسعار و ما شابه ، لكن فى ما بعد بتُ أراها طوال الوقت و فى كُل مكان ،

و لم تكُن تتركُ فرصةً إلا و استغلتها لإزعاجي ، بلا فائدة تُرجى ،

فهدوء أعصابي أسعفني للتغلُب عليها دائمًا !! أكيد تسألون الآن لمَ أنا مُعجبٌ بها !

الأمرُ بسيط لكن الحديث عنه سيستغرق وقتًا أنا لا أملكه حاليًا !

لكنني سأكسبُ حُبها عما قريب ! .





*ناتاليا*



نائمة على سريري ، أُحاولُ عدم التفكير بلا فائدة ! كان الأمرُ مُتعلقًا بذلك الرجُل !

لا أعلمُ لمَ لكنني عاجزة عن التفكير سوى به ! لقد كانت ملامحهُ تُثيرُ الفوضى بي !

مع إني لم أرى سوى جانبه وذلك حين خرجتُ من بيت "ياجيما" اليوم ،

عيونًا حادة و شاردة ، ابتسامة ذابلة و هدوء لا معنى له ، أنهُ فقط ، فقط وسيمٌ جدًا !

مهلًا ، ماذا قُلت؟ لا يا "ناتاليا" هذا لا يجُوز ! هذا التفكيرُ غيرُ صائب ،

و عليكِ إيقافهُ حالًا .

حاولتُ طوال الوقت إشغال نفسي عن التفكير به ، فى أثناء العشاء

كان جميع أفراد عائلتي مُجتمعين حول المائدة ، عدا أخي و أبي .

كان الصمتُ ساكنًا ، جدتي تكرهُ الحديث فى أثناء الطعام ، تعتبرُ ذلك قلة أدب .

بعد العشاء حاولتُ إشغال نفسي قدر المستطاع بلا فائده ..



تكلمتُ مع أمي و أختي ، وكان محور الحديث التجهز للعودة للثانوية ،

قالت أمي بعد أن أنزلت كوب الشاي من يدها و هي تكلم كلينا : جهزا نفسكما للعودة للمدرسة ، لم يبقى سوى ثلاثة أيام !

"أكاني" و الحماسة تُحركها : لا تقلقي أمي ، لقد جهزنا كل شيء ،

نهضت من مكانها و هي ترفع يدها بعد أن زادت حماستها ! : لا أصدقُ أني سأرتدي زي مدرسة "تيتان" الثانوية .


ضحكنا أنا و أمي بخفة ، لطالما كانت "آكاني" تتمنى ارتداء زي مدرستي !

إنهُ زي البحارة المعروف لمدارس الثانوية باللون الأسود الراقي ،

و هذا اللون منحصرٌ لمدرستنا فى المدينة .



قالت أمي مُكملةً حديثها : "ناتالي" ، أنا لديّ أعمالٌ كثيرة فى الجامعة ، كما أني سأرقى مع بداية الفصل لمديرة فرع الأدارة !

سعدنا جميعًا عدا جدتي ! هي لا تُرحب بفكرة العمل ، و تقول العمل ليس للسيدات !!!

عقيدة قديمة ! لكن هذا ما تعتقد و تؤمن جدتي به منذ عقود .

أكملت والدتي كلامها : لا تنسي استلام زوجين من البدلة لكل منكما !

تقصدنا أنا و "آكاني" . هذا يعني أنني يجب أن أهتم بكل شيء كالعادة ،

لا أذكرُ أني توقعتُ يومًا أن تهتم بهذه الأمور الصغيرة ، لكن مجرد تنبيهي بين الحين و الحين يُسعدني كثيرًا .

أتجهتُ نحو غرفتي و تجهزتُ للنوم ، بقيتُ جالسه أمام المرآة العب بأطراف شعري ،

و عدتُ للتفكير بنفس الموضوع ، حينها عزمتُ أمري ، سأتقدم و أسألهُ سؤالًا واحدًا ،

" لمَ تجلسُ هُنا كُل يوم يا سيد ؟!! "



طلع الفجر و حل الصباح و لا أزال فى صراع مع نفسي ، لم أنم جيدًا و اشعرُ بضغط شديد ،

ليتني أبقى نائمة و لا يُقظني أحد ، لكن "ياجي" تنتظرُني .



رفعتُ ثقل جسدي بتعب و أخذتُ حمامًا مُنعشًا أعاد لي حيويتي ، ثم تناولتُ بلوزة خفيفة مع تنورة قصيرة و ارتديتُهما بملل ،

كُنتُ أريد أن أرفع شعري حين انتبهتُ لنفسي ، لقد قصصتهُ قبل فترة قصيرة ،

آه ، لهذا كانت "ياجيما" متسمرة فيه حين ذهبت لمنزلها بعد غياب شهرين ،

لم نعد نُشبه بعضنا بسبب قصة شعري .

خرجتُ من غرفتي و توجهتُ لصالة الطعام و كان الفطور جاهزًا، و جدتي تترأس الطاولة و تتناول الأفطار لوحدها !

لا شك أن أمي قد غادرت و أنا نائمة . بدأتُ بشرب الشاي ، حينها كلمتني جدتي ، و لأول مرة على طاولة الطعام !

سألتني : هذه آخرُ سنة لك فى المدرسة ؟ صحيح ؟!

بقيتُ مُستغربه من جهتين ، جدتي تُكلمني هُنا و سؤالها الغريب !!!

أومأتُ برأسي مُجيبة ، لتكتفي بالصمت .

لم أفكر عن سبب هذا السؤال الغريب و مناسبةُ الآن ! تجاهلتُ ذلك تمامًا .

بعد الفطور غادرت مع أختي نحو المدرسة

و أكملتُ تسجيلي و استلمتُ كُتُبي و زي المدرسة الخاص بي و بأختي أيضًا

كان المفترض أن يكون ذلك أمرٌ سهل لكن الحرارة الشديدة أتعبتني بشدة .

ركبنا السيارة و كانت "ياجيما" الأكثر راحةً بيننا ، لأنها وفت بوعدها للأستاذة "هانا"

و لم يبقى إلا أن يأتي اليومُ الأول للمدرسة .

قالت "ياجيما" إنها ستذهب لمكتب العقارات لترى ما فعلوه لها ، و إن كان قد جائتهُم أحد طالبات الجامعة أم لا .

و قد حدث أمرٌ مؤسف بحصولنا إجابة سالبة ! كانت خيبة "ياجي" كبيرةُ جدًا ، و

قد بذلتُ جُهدي فى التخفيف عنها قائلة : لا تقلقي عزيزتي ، سنُعلن ذلك فى الجامعة و نوزع الأعلانات فذلك أسرع من المكتب !

تحمست "آكاني" قائلة : و نحنُ سنُساعدك لا عليكِ ! الأمرُ أسهل من ما تظنين !

نظرنا لها ببتسامة لتُكمل بثقة : أنا سأطبع لكِ الأعلان فى بيتنا و لن يُكلف ذلك شيءٍ و لن يُمانع أبي .

نظرتُ ل"ياجيما" و يبدو أنها استلطفت الفكرة ، و الابتسامة تُهلهل على وجهها لتقول : و لمَ لا ! سأكون شاكرة لك عزيزتي .

تدخلتُ قائلة : إذن لنركب سيارة أجرة ، كي نذهب للبيت و نُجهز الأعلان ،

بعد ذلك ننشرهُ على لوحات الأعلانات فى الجامعة .



اتفقنا على ذلك و قُمنا به ، و حين دخلنا البيت ،

كانت جدتي تجلسُ فى المجلس التقليدي و البابُ مفتوح على مصراعيه .

و حين رأت "ياجيما" توجهت نحونا بسرور ، جدتي تُحب "ياجيما" كثيرًا ،

خاصة أنها تأتي لحفلات الشاي الخاصة بجدتي و تُساعدها فيها .

على ذكر حفلة الشاي ،

الكيمونو يليق ب"ياجيما" كثيرًا ، عيناها الكبيرتان و شعرها الأسود كليالٍ ظلماء

و بشرتها البيضاء ، يُضيفُ لطلتها ، سحرًا لا نظير له .

رحبت جدتي ب"ياجيما" و جلسنا معها ، و بعد ساعتين من الحديث ،

ألزمت جدتي "ياجيما" أن تأتي لحفلة الشاي فى الأسبوع القادم .

استأذنا من جدتي و لحقنا بأختي ، حين دخلنا مكتب أبي

كانت تضع الأوراق فى جهاز الطبع ، حين رأتنا قالت بعتب : أنا انتظرُكُما منذ ساعة ! لقد جهزت الأعلان و لم يبقى غيرُ الطبع .

أعتذرنا متحججّتين بجدتي ، و اقتربت "ياجيما" لترى ما قامت به "آكاني" .

خلال الفترة التى جلسنا مع جدتي قامت بكُل شيء هُنا .

ابتسمت "ياجي" برضا و قالت بأعجاب : أحسنتِ "آكاني" ، عمل ممتاز .

أجابت أختي بغرور : العفو ، يُمكنكِ الأعتماد علىّ فى أي شيء و مهما كان ! .





*ياجيما*



أبهرني تصميم "آكاني" ، لم أتوقع أن تفهم بهذه الأمور !

أنا و فى سني هذه لا أفهم الكثير بالتقنيات و الحواسيب ! بالكاد أجيدُ تشغيل الصور و

الفيديو و الأغاني ، بالأضافة للطباعة و هو السبب الرئيسي لاقتنائي حاسوبًا .

ضغطتُ على زر الطباعة و بدأت تطبع . حين أنهت ذلك وضعت الأوراق أمامنا ،

سألتُ باستغراب : أليست كثيرة ؟!

فأجابتني بثقة : لتزداد فرصتنا أكثر !

حسنًا لقد كانت الأجابة مُقنعة جدًا و منطقية ، نهضنا من مكاننا

و توجهنا نحو الجامعة بسرعة و كانت الساعة الحادية عشر .

لصقنا الأوراق على اللوَحْ المُخصصة للأعلانات

و كانت "ناتاليا" منزعجة بعض الشيء ، كنتُ لأكون لو كُنتُ مكانها !

فتلك الفتاة المُتكبرة قد عاملتها بقلة أحترام ،

و ذلك حين كُنا نوزع الأوراق على الفتيات فى الجامعة . بعد ثلاثة ساعات توجهنا لبيتي .

كان أخي قد أنهى غدائه منذ فترة طويلة ، و كان لطيفًا بتجهيزه لنا

و خاصة أننا لم نأكل شيء فى موعد الغداء ،

انزعج أخي لأننا لم نطلب المساعدة منه ، قال مُعاتبًا لي و ل"ناتاليا" : لمَ لم تُخبرانني كُنتُ لأساعدكما أكثر من هذه الصغيرة !

أيُدركُ أنهما فى نفس العمر ؟ وصفُ "آكاني" بالصغيرة كان وصفًا فاشلًا للغاية.

نهضت "آكاني" مُعترضة بعد أن تركت العيدان من يدها : من الصغيرة أيها المتعجرف !

قال بغير اعتبار أننا جالسات : هذا لا يعنيكِ أيتها الطفلة المدللة ! الأفضل لكِ ألا تتدخلي فى ما لا يعنيكِ !

صُدمت ! ليس من عادة أخي أن يتكلم هكذا مع أي أحد !

أو ربما لأنني لم أره من قبل كيف يتكلم مع أصدقائهُ فى العادة !

كانت "آكاني" منزعجة و تبحثُ عما تُجيب به و هي تعض شفتها السُفلى ،

قالت و هي تكبحُ دموعها : مـ من تظنُ نفسك يا هذا ، أهكذا تشكُرُ من يُقدم المساعدة بنيةٍ حسنة ؟!

أدار أخي رأسهُ للجهة الثانية ، ليس لأنهُ لا يعلمُ بما يُجيب ، بل لأن "آكاني" بدأت بالبُكاء بعد ما قالته !

أغمض عينيه العسليتين و عبث بشعره الأشقر معبرًا عن توتره ،

ثم قال بنبرة مُتعجرفه : دعي دموع التماسيح جانبًا أيتها الطفلةُ البكاءة !!!

اتسعت حدقتا عيناها الزرقاوان على وسعيهما و تيبست الدموع أثر كلامهُ الجارح ،

و أنا اكتفيتُ بدور المشاهدة ، نهضتُ من مكاني غاضبة : لقد قُلتَ الكثيرُ يا أخي ! اعتذر حالًا !!!

قالت "ناتاليا" مُبررة لتُهدئني : لم يقصد يا عزيزتي اهدئي ! هو فقد منزعج لأننا لم نطلب المساعدة منه !

قال أخي بنبرة جافة لا صدق فيها : اعتذرُ منك يا فتاة ، لم أقصد جرح مشاعرك المُزعجة !

و خرج بعد ذلك بسرعة و أغلق الباب خلفهُ بغضب .



أعتذرتُ ل"آكاني" كثيرًا لكنها لم تتوقف عن البكاء !

لقد ساعدتني كثيرًا و لم تجد سوى الكلمات الجارحة من أخي بدل الشكر .


بقيتُ أعتذر و أعتذر لكنها لم توقف البكاء ، و بعد فترة طويلة هدأت وحدها وتوقفت عن ذلك .

قالت و هي تفتحُ الباب : سأعود للبيت وحدي ! أراكِ فى المدرسة "ياجيما" !

ماذا ! فى المدرسة ؟ أهي منزعجة لهذه الدرجة ؟ ألن تأتي لبيتنا ثانيةً ؟

غادرت و وقفنا عاجزتين عن منعها إذ لم تترك لنا المجال لذلك و ركضت للخارج بسرعة .

بعد قليلٍ اعتذرت "ناتاليا" قائلة :
سأذهبُ للبيت ! يجبُ أن أرى "آكاني" و أطمئن عليها ، لا أعلمُ لمَ تأثرت لهذه الدرجة !
لم ألَف ردة الفعل هذه فيها من قبل !
.

و أتجهت للمخرج لتُكمل و هي تنتعلُ حذائها الصيفي :

سأتصلُ بك قبل النوم يا عزيزتي ، لم تسنح لنا فرصة الحديث عن أمر مهم ، يُعتبر سخيفًا بالنسبة للمواقف التى نحنُ فيها الآن
.

- : تقصدين "جوان" ؟ لا عليكِ سأعاتبهُ لتصرفه و اعتذري ل"آكاني" مرةً أخرى .

- : ليس "جوان" و حسب بل الكثيرُ من الأمور ، كمشكلة المستأجرات و ذلك الر ......

توقفت عن الحديث فجأة ! لماذا ؟ ليس من عادتها أن تُخفي عني أي شيء قبل الآن !

نظرت نحوي بأجفال ، و شردت للحظة ثم غادرت البيت مودعةً لي و ل"جوان" الغائب

وقفت عند عتبة الباب لفترة طويلة فاستغربتُ تصرُفها هذا !

اقتربتُ لأجدها سارحة و عينيها مُتوسعتين و مُتلألأتين بريبة ، نظرتُ لحيثُ تنظُر ،

كان ذلك الشاب يجلسُ مكانه كالعادة ، ماذا ؟ ألاتزالُ تُفكر بأمره ؟! هذا مُحال !

أعرفُ أن "ناتاليا" تغدو فضوليةً فى بعض الأحيان لكن ليس لهذه الدرجة !!

ماذا حدث معك فى غيابك عني يا صديقتي
.نظرت نحوي فتفاجئتُ قليلًا لتقول بشرود :

ماذا سيحدث إذا ذهبت و سألتهُ سؤالي البسيط ؟ هل سأندم !!!

تفاجئت لسؤالها البريء ! جاريتُها بالكلام قائلة : ممَ تخشين أن تندمي ؟

قالت بشيء من الحُزن : أخشى أن أندم إذا لم أغتنم فرصتي !!!

استغربتُ كلامها بشدة ، أين أنتِ يا صديقتي ؟ كيف سأساعدك ؟

ماذا لو ندمتُ إذا كلمته ؟ و لكن لمَ كُلُ هذا الأهتمام يا "ناتالي" ؟

انهُ مُجرد شابٍ يجلسُ على الشاطىء ينظُر للبحر ، لا شيء يستحقُ الأهتمام !!

نظرت نحوي بوهن ، ثُم تقدمت و هي تقول : ..........

.

.



" يتبع "



التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 08-06-2018 الساعة 05:13 PM
رد مع اقتباس