بــــــــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــم الــــــــــــلــــــــه الرحـــــــــــــمــــــــــــــــن الــــــــــــــــــرحـــــــــــــــيـــــــــــــــم ..
مـــــــــــــدخــــــــــــــل
جلست على السّكون
بانتظار انتهاء بؤسي انتظر الغدّ السّعيد يأتي
على المشارف العاليات أطوف نظري على السّنبلات المنهكات أحدّق بصمتي
أين الأمل؟ ماذا هناك؟ ما الأمر؟
لعلّي الآن أقضي الوقت لكن أين أمضي سنون عمري؟ تمرّ أمامي وهي تجري
أين الأمل ما الذي حدث لصبري؟ يا بحراً أسوداً يكاد يضيع في طيّاته الأمل
يا شخصاً أخرقاً لم يعرف كيف يتقن اللّعبة، يا عصفوراً مكسور الجناح أضناه السّهر
يا حلماً ضاع منّي، محي من قلبي، يا جبلاً أتاه الرّيح فتركه ثرى يسري
على جنبات الحقول وضفاف النّهر تلهث نفسي
يا شوقاً للماضي يدفعني ويمضي عليّ ليتركني بين الحسرة والشّوق
أين الأمل؟ ما زلت لا أدري
البــــــــــــــارت الثــــــــــالـــــــــث!
~~~~~~~~~~
قـــويـــتـــو
~~~~~~~~~~
كنت اتأمل نفسي في مرآة غرفتي الشعبيه القديمه ..
لقد كهل جسدي وكبرت في السن ..
القيت نظره على شباك غرفتي الشعبي لأرى الستار يتراقص ..
لقد نسيت اقفاله .. اليوم عاصف والسماء يكتسيها السواد والقطرات المطر العنيده تتسابق للهبوط بسرعه قصوى لسطح الارض ..
ومن بين فترة واخرى يعلن الرعد صوتة الجهوري المخيف ..
أغلقت النافذه ووقعت عيني على ساعة الغرفة الشعبيه الكبيره في الحائط ..
كانت العاشرة صباحا ..
استغربت كثيرا ... فهذه الايام تتقلب من بين فترة واخرى ..
فمثلا اليوم الساعه الخامسة صباحا .. قبل ذهاب مشمشة للمدرسة كان اليوم مشرقا والعصافير تغني اغنيتها بصوتها العذب الرقراق .. وانامل الشمس الذهبيه كانت تتسلل لنافذة البيت لتدفئة بتلك الانامل ..!
حقا غريب لقد تقلبت الاجواء اختفت تلك الشمس الدافئة ونسمات الهواء اللطيفة واغنية تلك العصافير العذبه .. لقد استولى ذلك السواد تلك السماء الصافية الزرقاء ..
انا حقا قلق على مشمشة .. اتمنى ان تكون بكامل الصحة والعافيه ........
~~~~~~~~~~
مـــيـــكـــو
~~~~~~~~~~
انتهت حصة الرياضيات ..
التفتت الى مشمشة اللتي كانت بجانبي ..
كانت تنظر لنافذه الفصل ...
حقا ان اليوم ممطر وعاصف ..!!!
قلت لها بابتسامة : هل انتي قلقة على ابيك ؟؟؟
التفتت مشمشة واردفت قائلة لي : اممممم .. نعم .. اليوم مخيف
ميكو باستغراب : مخيف ؟؟ اعرف انك لا تخافين من شئ ..
مشمشة بضحكة : ربما ..
ميكو نهضت قائلة : تعالي فلنشتري شئ نأكله .. فانا حقا جائعه وعاصفير بطني تزقزق ..
مشمشة نهضت : حسناً ..
اشترت ميكو شطيرة الجبن وعصير البرتقال ..
اما مشمشة فاكتفت بعصير المشمش اللذي تحبة ..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
نظر بعينية السوداوية الممتزجة بلون الدم الى تلك الصورة اللتي بين يدية بنظرات حقد واحتقار ..
كانت اقرب لنظرات ثعلب ..
القى نظرة على غرفتة اللتي يكتسيها اللون الرمادي ..
ثم القى نظرة على شباك .. كان ذلك الجو السوداوي مماثلة لمشاعر ذلك الثعلب المكار
ابتسم ابتسامة مكر واردف بهمس قائلا وهو يمزق صورة الشخص : اقتربت نهايتك يا ........
نهض من سريرة الكبير ليتجه الى مرآتة اللتي كانت تلمع بغرور ومكر مثل صاحبها ..
بدأ يتأمل شكلة ويداعب شعرة اللذي لا يتعدى رقبتة بانامله و يفتخر بلون شعرة اللذي كان يشكل فوضى محببة بلون اشقر عسلي وذهبي ..
وقعت عينية الدمويه السوداوية الى تلك الساعه القريبه للون عينية الماكرة .. كانت الساعه الثانية مساء ..
قطع تأملة وافكارة الخبيثة طرقات صوت باب الغرفة الرمادي الكبير ..
قال بصوت شبة عالي : افتح ..
فتح ذلك الطارق الباب وانحنى ثم قال : سيد هادار .. لقد احضرت الرجل المناسب للمهمة الخطيرة ..
هادار بابتسامة مكر : ادخلة الى هنا ..
انقضت فترة قصيرة حتى أتى ذلك المجهول المناسب للمهمة الغامضة ...
هادار اقترب لذلك الشخص : ما اسمك ؟
......... : اسمي جريمر
هادار بنظرة تفحص من اعلاه الى اقصاه : حسنا اعطني اثباتاتك والاوراق اللتي تتعلق بك ..
جريمر بكل ثقة اعطى هادار الاوراق والاثباتات اللتي تتعلق به ..
بعد فترة قصيرة اردف هادار بابتسامة مكر وعينية معلقة بعيني جريمر : انا موافق ..
جريمر بملامح خالية من الامان : بذلك المبلغ اللذي اتفقنا عليه ..
هادار بكل خبث : حسنا .. انا موافق ..
جريمر : اعطني موعد ..
هادار وهو يتأمل عيني جريمر البنية الصغيرة : بعد غد .. الساعه الخامسة مساء .. عند ذلك المكان ..
جريمر بابتسامة لا توحي بخير : حسنا .. لا تنسى احضار المبلغ ..
هادار بابتسامة مماثلة : بكل تأكيد ..
جريمر : اذاً .. الى اللقاء ..
هادار اكتفى بأن يتتبع جريمر بعينية حتى اختفى ..
اغلق باب غرفتة الكبير واتجة الى الشباك وبدأ يتأمل بكل استمتاع لذلك المطر والسماء السوداء المخيفة ..
هذا المكان اللذي يسكن فيه .. او فلنقل قصرة .. يفتقد اشراقة شمس العدل والامان .. مكان قاسي لا يوجد في قاموسه ومعجم كلماته , الرحمة , كان قانون هذا القصر .. المكر !!
لم يسكن ولن يسكن الامان في هذا المكان .. فالسواد سيبتلع ذلك المكان ويتلاشى وجوده ..
/ مكر , خداع , قلب اسود , انعدام الرحمة , وحش متعطش / ..
كانت هذه افضل العناوين لتعبر عن حالة هذا المكان المكسو باشواك الظلم والحقد ...
~~~~~~~~~~
ســـيـــتـــا
~~~~~~~~~~
تلك الأشاعه كانت ترفرف كفراشة في القصر لتنشر كلماتها .. ولكن تأبه هذه الاشاعه الدخول لأذني السيدة الصغيره كاتي ..
ولكن لا احد يعلم حقيقة هذه الاشاعه في القصر ..
نهضت من الأريكة الأقحوانية الموجوده في غرفة المعيشة الكبيره اللتي تكتسيها تلك الالوان الهادئة الزاهيه لأتجه الى كبير الخدم وأتحقق من هذه الأشاعه ..
كان في غرفة الاستقبال ..
اقتربت له ثم اردفت قائلة : جايك.. هل مجيء السيدة أيزابيلا بعد غد حقاً .. أم أن تلك كذبة شائعة في القصر ؟؟
جايك ’’كبير الخدم’’ بابتسامة : نعم .. هي من اتصلت بي وأخبرتني بمجيئها بعد غد ..
سيتا بصدمة : اذاً لقد كان ذلك صحيح .. ولِم لَم تخبرو السيدة الصغيرة كاتي ؟
جايك : غداً اخبريها ..
سيتا بتفكير : حسنا ..
أبتعدت عن جايك وتراجعت لمكاني .. الى تلك الأريكة الأقحوانية المريحه .. وأريح أعيني اللتي كانت بلون أوراق الشجر الخضراء .. بتلك الألوان اللطيفة الهادئة ..
بدأت بمداعبه شعري اللذي كان يشبه لون اغصان الشجر ..
ورحت افكر ....
هل سيتغير شئ بمجيء السيدة أيزابيلا ؟؟
ضربت رأسي بكل خفة ..
ما هذا السؤال الغبي .. بالتأكيد ستتغير معظم الامور ..
أبتسمت وانا أتخيل ملامح كاتي عندما تسمع خبر رجوع امها ايزابيلا ..
فعندما احدثها عن امها يجتاح الشوق قلبها ..
اتمنى ان تتلاشى تجاعيد الحزن وجهها الطفولي عند رؤية امها ..
ولكن أخشى من شئ ..
أخشى ان لا ارى كاتي بعد الان ..
اخشى ان أتلاشى ويغيب ذكري في هذا القصر ..
اخشى ان تكون السيدة ايزابيلا عاصفة هبت لكي تبعدني من كاتي ..
ليس هذا المهم ..
سعادة كاتي هي الأهم ..
أبتعدت عن محور موضوع افكاري ورجعت بذاكرتي للوراء ..
قبل 15 سنة تقريبا .. عندما كان عمري يقارب الثامنة والعشرين ..
__________
بحنان امومه لطفلي اللذي بين يدي : بوني .. حقا انك طفل جذاب ..
بوني يتأتئ : أ ... أم .... أمي .. !
احتضنت طفلي اللذي قارب اكمال السنتين من عمرة ..
فجأة ...!
دخل رجلان وملامحهما لا توحي بالأمان ..
اما انا فاحتضنت طفلي وقلت بغضب : ماذا تريدان .. ومن أذن لكم بالدخول لبيتي ؟؟!
اردف الاول بقوة : احضري اللذي بحضنك ..
لقد خانتني دموعي وهبطت على خدي الناعمين : ما اللذي تريدونه .. هل تريدون مال .. اذا كان المال .. فلا بأس ولكن لا تأخذوا طفلي الصغير .. فهو اغلى ما املك .. كل من أحبهم قد ماتو .. ولم يتبقى لي الا هذا الطفل .. ارجوكم لا تأخذوه ..
قال الرجل الاخر بحزن : نحن نعمل لمصلحتك يا سيدتي .. نحن لسنا لصوص أو عصابة كما تظنين .. لقد اكتشفنا أن هذا الطفل يسبب خطر للمجتمع .. وقد يقتل كافة البشرية وينفي الأرضيه !!
بدأت امسح دموعي بعنف : هل نحن في فلم خيالي ؟ .. ما اللذي تقوله ايها الغبي ..
الرجل الاول : سيدتي نحن لا نمزح .. هذا الطفل اللذي بين يديك لدية تلك القوة .. سيقتل البشريه .. ويعرض حياتهم للخطر ..
حاولت استيعاب مايقولانه : وتريدون مني قتلة ؟
الرجل الاول يكمل : نعرف انك لا تستطيعين .. نحن من سيتكفل بهذه المهمة ..
سلمت طفلي بوني بين ايديهم على مضض وبدأت بالانهيار والبكاء بشكل هستيري ..
ومرت سنوات ثم عرض علي العمل في قصر عائلة غنيه مشهورة .. عندما وافقت كانت كاتي لم تتعدى السنه !
وبدأت اتناسى همومي ودموعي بكاتي اللطيفة
__________
نعم ...
كل من احبهم قد احتضنهم التراب ..
لم يبقى لي احد في هذه الحياة ..
لا يهم اذا طردتني السيدة ايزابيلا ام لا ..
لا يهم امر كاتي فهي ستكون بين تلك الاحضان الدافئة ..
لا يهم أن قُتلت ام لا ..
لم يعد يهمني شئ بعد ان تلاشى كل من حولي ...!!!
~~~~~~~~~~
رايـــتـــو
~~~~~~~~~~
انتهت المعكرة الطاحنة اللتي كانت في ارجاء السماء ..
لقد تلاشى ذلك السواد ..
وأختفى ذلك الرعد ..
وأنتهى سباق قطرات المطر ..
كانت الساعه الثامنة مساء ..
التفتت لأرى توأمي رينا كعادتها تقرأ كتاب ..!
ثم وجهت نظري الى النافذة لأرى ذلك القمر يوزع نوره على الأرجاء ..
واللذي يزيد المنظر جمالا .. تلك النجوم اللتي تغطي سواد الليل ..
حقا ما اجمله من منظر بعد تلك الحرب بين المطر والرعود والعواصف ..!
ادخلت اناملي بين خصلات شعري الأسود القاني الممزوج بالأحمر القاني ..
التفتت مرة اخرى الى توأمي رينا وانا اخطط لمضايقتها ..
نهضت من الكرسي الرخامي اللذي كان بجانب النافذة الكبيرة ..
واقتربت لرينا وقلت بابتسامه عريضة : رينا .. ما رأيك ان نخرج ونذهب للجبل .. فالمنظر بغاية الجمال في الخارج ..
رينا بنظرات برود وهدوء : ما اللذي دهاك ... هل ترانا حبيبان ام عاشقان لنخرج لنتمشى في الجبل ؟؟
اردفت لها قائلا : لا اعلم ولكن المنظر يريح العينين ..
رينا ولم تزحزح عينيها الرماديتين عن كتابها : ابتعد عني .. اريد اكمال قراءة هذا الكتاب ..
ضحكت بخفة وابتعدت عنها واكملت تأمل منظر السماء من وراء تلك النافذة الضخمة !!
ألى هنا نسدل الستار وننهي الفصل الثالث ..
بدأت تتضح بعض التساؤلات ..
ولكن بالمقابل .. لم نجد توقعات او أي فكرة عن بعض الاسئلة .. او فلنقل معظم تلك الاسئلة ..!
تـــــــــــــــوقـــــــــــــــعــــــــــــــاتــــــــــــــــــكـــــــــــــم ..!
عن أي مهمة يتحدثان عنها هادار وجريمر ؟؟
كيف سيكون موقف كاتي عندما تقابل امها السيدة ايزابيلا ؟؟
برأيكم هل السيدة ايزابيلا قاسيه وصارمه ام ودوده وعطوفة ؟؟
ماهو مصير سيتا ؟؟
رينا ورايتو لِم لَم يظهر والداهما بعد ؟؟
ما رأيكم بفصل اليوم ؟؟
أنتظر مشاركاتكم وانتقاداتكم البناءة ..
دمــــــــــــــتــــــــــــــم بـــــــــــــــود
التعديل الأخير تم بواسطة رفيقة الخيال ; 04-05-2017 الساعة 01:41 PM |