عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 04-12-2017, 11:07 PM
 



5


..[ بس قبل لا تبدون البارت سوو لكم كوب قهوة كذا تروقون عليه أو أي شيء ثاني , لأن البارت طوويل بالنسبة للي أشوفه ... وكمان يمكن تشوفون أغلاط أو أشياء ملخبطة أنا فيها لأن البارت من كثر من هو كان طويل ما قدرت أحيط كل جوانبه زي ما أبغى وم كثرت وصف .. فأعذروني على هالشيء ]..
وبسس ..قرآءة ممتعةة للجميع

 
أطبق الظلام على الغرفة دون ضوء القمر الذي يتسلل مع النافذة المفتوحة , وتلاشى الضجيج من المكان بالكامل .. كنت أستلقي وسط مفرشي مطبقه عيني في هدوء وقد بدأ النوم يداعب جفناي الرقيقان ومع محاولاته بالنيل منهما فجأة تشتت صمت المكان على صوت خطوات في الخارج قرب النافذة , دغدغ ذلك الصوت مسامعي ففتحت عيني بريبة ورفعت جسدي العلوي في تساءل .. من هذا الذي يوجد في الخارج بهذا الوقت؟ أهو جيهان يا ترى؟ .. هدأ الصوت لثوانٍ قليلة قبل ان أسمعه مجدداً من ناحية الممر فوجهت نظري ناحية الباب .. كان الصوت يرتفع بالتدريج وكأن هناك من يقترب من الغرفة فتركت مكاني بقلق وصرحت " جيهان , أهذا أنت؟ "
هنا سحب الباب بقوة , فوسعت عيني لمصارعها مباشرة وأفلت مني شهقة مبحوحة خافته لما برز لي مظهرة من خلف الباب , كان المكان مظلم وبالكاد يدخل ضوء بسيط من شعاع القمر مع النافذة لكني رأيته بكل وضوح , كان يقف بترنح ممسكا بطرف الباب وهو بالكاد يحمل نفسه وقرص عينه الأحمر الملتهب يعكس صورتي دون غيري , كاد الدم يتجمد بعروقي وأنا أرمق حالته تلك .. نطقت بصوت مرتجف " ليام! ما خطبك؟! "
ترك مكانه بشكل غير متوازن نحوي , لم يبدو لي طبيعياً على الأطلاق فعدت بخوف خطوات للخلف لكنني لم أبرهه حتى انقض علي كالمجنون فشحب وجهي وكنت سأتراجع للخلف بسرعه لولا أني تعثرت من فرط سرعتي بالأرض وسقطت بقوة فأنقض علي مباشرة كما لو أنه وحش بالفعل وضعت كفي على صدرة محاولة أن أدفعه أو أقاومه بدون فائدة , ووسط مقاوماتي تلك دنى هو بهدوء لعنقي الأبيض وهو لا يكاد يشعر بأي شيء حوله فقط يريد روي عطشه غرس نابيه بقوة فقطعت مقاومتي لوهله وأنا أوسع عيني بقوة صدمة وأطلقت صرخة حارة من أعماقي من ألم وخزته تلك !
لكن هل من مستجيب !! .. أنزلت عيني ببطء له لما بدأت أتدارك الأمر بملامح شحوب , لم أشعر بألم من وخزته تلك بقدر ما كنت شيئاً فشيئاً أفقد طاقتي مع فقداني دمي , راح يتملكني ضعف شديد .. مرت ثوان قليلة قبل أن أسقط رأسي فيها لجانبي بوهن وأقول " هذا ... يكفي "
لحظتها رفع عدسته علي بهدوء ورمق ملامحي المنهكة تلك لثوانٍ ثم نزع فكيه اللذان بللتهما الدماء بهدوء وأبتعد فأعدت عيناي الناعستين له لأجده يمسح قطرات الدم من فمه , وبشكل غير متوقع بعدها فجأة رأيته ينحني للأرض بألم , رمقه بأستنكار وشيء من الذهول قبل أن أشعر بألم صدري المعتاد يتحرر فجأة فرفعت جسدي عن الأرض خلفه على الأرض بألم أتأوه .
تناسيت الألم لوهله وأنا أصغي لصوت أبتسامته تلك فرفعت عيني له لأراه يبتسم ضاحكاً ضحكه مكتومه بسبب ألمه ورفع يده لي ليمسح على موضع وخزته بخفه ويقول بصوت هادئ " أنتِ عذراً إندريلا , لكن مصلحتي أهم ! لن تستطيعي التحرر مني للأبد ! "
ضيقت عيني بنظرة منهكه مستاءه وأنا ارمقه , بدا في نظراته شيء عميق وهو ينطق تلك الحروف ثم قطع نظراته تلك أخيراً وترك مكانه ليغادر الغرفة بالكامل فألقيت بجسدي على الأرض وأطبقت عيني بوهن وأنا أحاول التقاط نفسي بهدوء .

أحتلت الشمس مكانها بوسط السماء وراحت أشعتها تتسلل من أجزاء نافذة غرفتي المكشوفة لتتسكع على جسدي الملقى على الأرض , فتحت جفنيّ الرقيقين ببطء وأستقر نظري على سقف الغرفة وأنا أشعر بأني بدأت أستعيد قوتي قليلاً لكن لم تكن لدي أدنى رغبه بالبرح من مكاني .
بقيت على وضعيتي ذاتها حتى أيقضني بقوة من كسلي ذلك صوت إزعاج قوي بالخارج , شيء أشبه بضرب أو شيء كهذا .. تعجبت بالقدر ذاته الذي انزعجت فيه فحملت نفسي من الأرض بهدوء لأستكشف الأمر .. توجهت ناحية النافذة التي كانت هي مصدر الصوت فرأيت جيهان من خلفها يقف منكباً على تكسير رزمه من الأخشاب بفأس حديدي عملاق , تركت مكاني هامة بالتوجه له فغادرت الغرفة فالمنزل بالكامل , سمع صوت صرير باب المنزل الخشبي وهو يفتح فرفع عينه للخلف وبمجرد رؤيته لي أستقام بوقفته وقال " هل أفقتِ ! "
نظرة له بنظرة هادئة وقلت بنبرة أنزعاج " من يستطيع النوم بهذه الضجة .. وواصلت بتساؤل " ما الذي تفعله؟ "
رد وهو يعود لما هو مشغول فيه " الجو بارد بأعماق الوادي لذا أقوم بتجهيز الخشب لإشعال النار "
تقدمت لأجلس قريباً منه على الأرض مسندة ظهري على جدار المنزل الخشبي وأنا أراقبه وهو يعمل بشيء من الاهتمام فلا يمكن رؤية منظر كهذا في المدينة , لم يطل الأمر كثيراً حتى فقدت إهتمامي بما هو يفعل عندما تذكرت ما حدث ليلة البارحة فرفعت يدي في خفوت لألامس عنقي باحثه عن موضع وخزة ليام لكني لم أجد لها أثراً البته , هذا الجسد حقاً عجيب , رحت أمسح برفق على موضعها الخالي قليلاً وأنا أذكر كلماته " أنتِ لن تستطيعي التحرر مني للأبد! عذراً إندريلا , لكن مصلحتي أهم " ما الذي يعنيه بـ ذلك..التحرر منه؟
لاحظ جيهان شرودي الغريب ذاك فأردف في فضول " بماذا أنت شاردة ي آنسه؟ "
" لا شيء " قلت ذلك في هدوء بنبرة سارحه , قبل أن أتذكر على صوته أيضاً لقائي بذلك الشاب مصاص الدماء فقد كنت أود سؤاله بالأمس عن ذلك فقلت " جيهان أخبرني عن مصاصي الدماء الآخرين , إين يعيشون؟ "
رفع حاجبيه مستنكراً يقول " ضننتكِ لستِ مهتمةً بمعرفة هذه الأمور " لم أجبه فتدارك الأمر وأجاب على تساؤلي " هناك مؤوى لهم في وادٍ في الجهة المجاورة لكن من النادر أن تجيدي أحداً هناك فهم لا يمكثون فيه بل ينشرون داخل القرية "
فقلت في فضول " الأ يوجد مصاصيّ دماء بالمدن الأخرى؟ "
" قليل جداً ! فهناك خطر أن يكتشفوا , الاختباء في القرى الصغيرة أأمن بكثير "
سكت قليلاً ثم قلت " بالأمس عندما كنت أتجول بالقرية قابلت شاب "
ووجه نظره لي مباشرة بتفاجئ قبل أن أواصل حتى " ماذا؟ منذ متى وغادرت أنتِ الى القرية ..أستقام بوقوفه وأردف بجديه " لا يمكنك التجول بتهاون هكذا فأنت لا تعلمين شيئاً عن أحوال القرية أو حتى عن وضعك الحالي كثيراً , هذا خطر "
قلت ببساطه " أعلم , يجب أن لا أدع أحد يعرف هويتي الحقيقة صحيح؟ "
" ليس هذا فقط .. واصل بنبره هادئة حاول فيها كسب رضاي وأقناعي " أسمعي أن احتجت لشيء ما أنا سأحضره لك لكن لا تخرجي لوحدك أبداً "
عقدت حاجبي وصرحت بأندفاع " لن تستطيع إجباري على البقاء طوال الوقت في هذا البيت المهترئ جيهان "
تنهد بأنزعاج لأنه علم أنه لا فائدة من النقاش بالأمر معي وأنا مصره هكذا فخبرته التي أكتسبها عني خلال اليومين هذه كانت كافيه تماماً لتجعله يدرك أنني عنيدة كفاية , صمت قليلاً وكأنه يفكر بأمر ما ثم أردف " عليك أن تحذري من مصاصيّ الدماء الذين يتجولون في القرية , إن لمحك أحد وتعرف على شخصيتك ستكونين بعداد الأموات "
أجبت بنبره أهدأ من السابقة " لماذا؟ "
" لأن النساء أمثالك أنقرضن بالكامل ..هذا هو السبب الرئيس لأن سلالتنا بدت على وشك الأنقراض .. عاد يواصل تكسير الخشب وهو يتابع " النساء لم يكونوا يتميزون بأي قوى جسدية تختلف عن قوى نساء البشر فهن كانوا ضعاف لكن دمائهم كان تحمل طاقة أقوى من دم البشر العاديين او مصاصي الدماء الرجال انفسهم لهذا كانت عادة ما يستخدمهن الرجال كخادمات او جاريات , جرح وقتل الكثير حتى قلّ وجودهم .. وقيل أنه من تبقى منهم يختبئ الأن في المدن "
رمقته بتفهم وأخفضت نظري .. هكذا إذاً! لهذا كان يبدو على ذلك الشاب الدهشة عندما رآني .. الأمر بالفعل كما قال جيهان , مصاصي الدماء في تناقص .
قطع حديثنا صوت عواء ذئب جهوري قريب للغاية فرفعت عيني لأفاجئ برؤية الذئب " جاستي " الذي قابلته مسبقاً يتجاوز عدة أشجار جافة ليقف قريباً منا بأمتار , ترك جيهان ما بيده بالكامل قائل " أنت مجدداً "
" جاستي " قلت بهدوء فنظر لي جيهان بتفاجئ لبرهه قبل أن يرى الذئب يترك مكانه بشكل مفاجئ وهو يجري بحماس ويعوي بصوت جهوري , نهضت مباشرة بتفاجئ عندما أدركت أنه يقصدني بجريه ذاك .. ضننته لبرهه يريد التهجم علي لكنه توقف أمامي ورفع رأسه لي وهو يعوي بشيء من السعادة فرمقته بتعجب لكن لم يطل الأمر كثيراً ليغير موقفه بشكل غريب ويعود في خطوات بحذر وهو يرمقني بشراسه .. تقدم جيهان نحوه باسماً وأردف بابتسامه " جاستي؟ هل أطلقت عليه أسماً ي آنسه إندريلا .. مسح على شعره وأردف " ضننت للوهله الأولى أنه أحَبَك فهو لا يتحمس بهذا الشكل الأ عند رؤية ليام فقط لكن عله لم يميز بين رائحتك ورائحة ليام فهي تتشابه نوعا ما "
رفعت حاجبي بأستنكار عندما شدتني آخر جمله له " ماذا؟ "
أبتسم على ردة فعلي وواصل " هذا الذئب يمكنك أن تقولي عنه صديق السيد ليام " واصل بينما ترك الذئب مكانه ليقترب من باب المنزل الخشبي المغلق وراح يصيح وكأنه يحاول أستدعاء ليام من الداخل " أنه يأتي أحياناً لرؤيته هنا .. أستقام بوقوفه ليعود لعمله " لا أضنه سينجح في جعله يخرج "
يأس جاستي سريعاً فتركت مكاني نحوه لأواسيه قليلاً , رحت امسح على شعره بنعومه في الحين الذي حمل جيهان قطع الخشب التي كسرها وراح يسير بها للداخل , بدأت اشعر أن جاستي تقبلني ووثق بي عندما جلس على الأرض بأطمئنان , بقي لدقائق قبل أن أراه فجأة يخرج من هدوءه وينهض بسرعه فرمقته بتعجب أصرح " ما بك؟ .. ترك مكانه وراح يجري مبتعداً بسرعه فنهضت بسرعه أصرح " هي~!! .. واصلت بتعجب " ما باله فجأة ! الى إين ذهب؟ .. تناسي امره وكنت سأعود أدراجي للداخل قبل ان اتذكر لوهله كلمات ذلك الصغير ماكس الذي قابلته سابقاً " أنه كمن يحرس هذا الوادي .. كل من يحاول الدخول لهنا يحاول قتله " .. هل يمكن أن يكون هناك من أقتحم الوادي ؟ غيرت أتجاهي لأبتعد عن المنزل بالطريق الذي سلكه بفضول
 
خطوة خلف خطوة , بقيت أشق الأرض بخطواتي البطيئة نوعا ماً حتى أصبحت أسير بأعماق الوادي , تنهدت في أنزعاج لما سئمت البحث عنه وتوقفت أقول بنبره بتململ هادئه " صدقاً , الى إين ذهب يا ترى؟ " عدت لأواصل سيري , لكن من يمكن أن يكون من أقتحم الوادي ؟ ماكس مجدداً ؟
قطعت دوامه أفكاري على صوت تكسر أغصان خلفي فوجهت نظري للخلف سريعاً لأرتسم مباشرة ملامح التفاجئ وأنا أرمق من خلفي " أنتَ! "

على صوت طرقات على باب غرفته بدأ يستعيد وعيه ببطء بعد أن كان ينام على مفرشه بعمق ففتح عينيه ورفع ظهره بتثاقل قليلاً وهو يتساءل منذ متى وهو نائم؟ , تناسى الأمر سريعاً لما سمع نداء جيهان له " سيد ليام .. سحب الباب جانباً وأردف بملامح هادئة " هل استيقظت؟ "
رد بأندهاش وهو يرفع نفسه ليعتدل بجلوسه " ما الخطب؟ "
رمقه بملامح جادة صارمه كعادته " أخبار سيئة .. يبدو انه قد أتى , أنه في هذه القرية الآن "
ملئ ليام رئتيه بالهواء وزفره ببطء وشيء من الانزعاج فقال جيهان " الأمر كما قلت يبدو أنه لن ييأس هذه السهولة عن أمساك إندريلا "
رد بذات لكنته " أجل .. وأردف متسائلاً " وإين هي إندريلا؟ "
أرتسم ملامح التوتر وأردف بتأتأة " فـ..في الحقيقة لقد فقدتها ! يبدو أنها خرجت مجدداً للقرية "
" جدها جيهان , وأعدها لهنا حالاً.. أخبرتك أن تحرص عليها بشكل أكثر " قالها بهدوء لكن بشكل آمر ومعاتب
" حسنا " أخفض نظره للأرض بأستياء فهو بالفعل قد حاول منعها لكنها لا تصغي , صعبٌ التعامل معها ! .. لطالما تناسي الأمر عندما تذكر شيء ما صمتت قليلاً بتردد فيما سيقوله ثم اردف " سيدي كنت أنتظر منك أخباري حقيقة تلك الشابة منذ مدة , أنا متأكد أن ما أخبرتني به ليس كل القصة , أنت تعرف حقيقتها صحيح؟ "
أخفض نظرة بسرحان وأردف " حين يحين الوقت ستعرف لكن أريدك الآن أن تحرص عليها في الوقت الراهن "
" لا داعي للقلق فهي بكل الأحوال فقدت مأواها ولا تملك سوى هذا المكان لتعود له "
كان هاماً بأن يستدير بعد أن ختم كلامه بتلك الجمله بثقه عمياء فأستوقفه ليام بصوته الجهوري " كلا ! .. تعجب جيهان واعاد وجهه له فواصل " قد يبدو عليها الضعف لكنها عاشت سبعة عشر سنة كاملةً لوحدها , أنها أقوى بكثير مما تبدو "
شده كلامه فقال متعجب بأهتمام " كيف تعرف شيئاً كهذا؟! .. لكن ليام لم يجبه فضيق عينه بجديه وقال " كما توقعت ولادة إندريلا ليست مجرد صدفة ! سأنتظر الوقت الذي ستخبرني فيه الحقيقة "
سحب الباب وخرج ثانية فرمق ليام مكانه الخالي قليلاً ثم عاد يستلقي

كان يقف خلفي ببضع سنتمترات يمسك بطرف قبعته القشية الكبيرة جداً وهو يرسم على شفتيه أبتسامه واسعة , توقفت أرمقه بعين هادئة , كما توقعت هناك من دخل .. لابد أن جاستي يبحث عنه الآن
أزاح قبعته بأبتسامه ناعمه " مرحباً .. أدلف بخطى هادئة نحوي وأردف " لقد سرتني رؤيتك مجدداً يا آنسه "
وجهت جسدي بالكامل له وأردفت " ما الذي تفعله هنا؟ "
هز كتفيه بهدوء وأردف بابتسامه مرحه وبشكل غير متوقع " لقد فتنني جمالك المرة السابقة فأتيت لأراك مجدداً .. رفع حاجبيّ بتفاجئ فواصل " عرفيني عليك.. ما أسمك؟ "
رمقته قليلاً أستوعب حديثة , فهذا فعلاً غير متوقع .. وعندما أفقت تذكرت سؤاله فقلت " ءء .. أخفضت نظري قليلاً بتردد ثم رفعت عيني وقلت " إندريلا "
 
بدون أن أشعر كان الوضع قد مر بشكل هادئ وأنسيابي ونحن نتبادل الحديث معاً , أشحت وجهي عن تلك الجهة التي كان يشير لي بها من فوق التلة الصخرية التي كنا نجلس عليها لأعيد نظري له وهو يجلس عن يميني وقلت " إذًاً جاك أنتم تعيشون في تلك الجهة المقابلة من هنا "
أجابني بأبتسامه متعجبة " أجل , ألم تكوني تعلمين؟ لابد أنك جديدة عن المكان "
" يمكنك أن تقول ذلك "
" إذا تلك الإشاعات صحيحه؟ أنكن تختبئن في المدن , هل وجدك ليام هناك؟ "
قلصت أبتسامتي وقلت " أجل "
فقال بتساؤل " بإي مدينه؟ "
قلت بخفوت " من نيويورك "
عقد حاجبيه مستنكراً " نيويورك ؟!! ظننت أنك أتيت من مكان بعيد , أنا أزور نيويورك كثيراً ! أنها مدينة جميلة بالفعل "
" ليست بعيدة ؟ .. صمتت قليلاً وقلت " إين هي بالضبط ؟ "
رمقني وأبتسم بخفوت " لماذا؟ أتنوين الهرب لتعودي لبلدتك .. "
فوجئت فقلت بتعجب " لما استنتجت الأمر بهذه الطريقة؟ "
" لأني ضننت أن ليام يستعملك كجارية عنده , أوليس الأمر كذلك ؟"
عقدت حاجبي بأنبهار " هل لدى ليام تلك الأهتمامات .."
ازدردت حروفي الباقي على عواء شرس من خلفي فاستدرت بسرعه لأجد جاستي يقف وهو يرتسم ملامح مرعبه , نهض جاك من مكانه بملامح منزعجه متوترة " اللعنة على هذا الذئب "
فتركت مكاني بسرعه نحوه " جاستي توقف! "
تناول جاك كفي بحرص وقوة ليسحبني نحوه مانعاً أياي من التوجه للذئب وأردف بسرعه " لا فائدة , هذا الذئب اللعين لا يصغي الأ لليام , أنه متوحش أكثر من الذئب العادي .. سحبني بسرعه وأستدار " لنهرب .. راح يجري بسرعه رهيبة وهو يجرني وراءه فقلت بتوتر " جاك لا تقلق! .. أنا سأهدئه "
رد بتوتر " قلت لك لا فائدة من ذلك , لابد أن ليام من ارسله لنا الآن "
عقدت حاجبيّ بأستكار " ما حاجه ليام لأن يفعل ذلك ؟ "
" أنه يحاول أبعادنا نحن مصاصي الدماء عن هذا الوادي , والبشر أيضاً "
رمقته بتفاجئ " لماذا؟ "
صاح بثقة " لا يريدنا أن نعرف مخبأة بالتأكيد ! .. غير اتجاهه لمكان تملئه الأشجار الكبيرة ذات الأفرع الطويلة وأختبئ خلف أحدها ~ من هنا .
رمقته وهو يرتسم ملامح شيء من التوتر واردف " سمعت أن ذلك الذئب لم يفلت أحد منه يوماً , كل من دخل هنا قتل على يديه حالاً .. ألصقني لجانبه وأردف بحرص " لا تتحركي "
يبدو أن ليام أكثر شراسه مما كنت أضن , يبدو الخوف بادياً على وجهه وفجأة بشكل مخيف لم أنتبه الأ وجاستي يقف خلفي فوجهت نظري للخلف بسرعه وتبعني هو بعينه المصدومة ولم يلبث الأ وأنقض جاستي عليه مباشرة واوقعه أرضاً وهو يصيح بشكل مرعب , وهيئ مخالبه ليقضي عليه فشهق ذلك برعب قبل أن اصرخ أنا بصوت حاد آمر " توقفِ! "
تراجع جاستي وكأن الرعب دب بداخله وصوب نظره لي ليجدني أرمقه بجديه , أرتفع جاك بذهول ببطء لحظة أنسحب جاستي من فوره فأردف جاك بغرابة " لما؟ .. وجه نظره لي " من أنتِ بالضبط؟ "
تقدمت لأساعده على النهوض وسألته " هل أنت بخير ؟ أنا اعرف ذلك الذئب , فقط هذا هو الأمر "
رمقني بتفهم فقلت " لكن لا أفهم , لما يبدو عليك القلق دائماً عندما يتعلق الأمر بليام , وما الذي تعنيه بأنه لا يريد أن تكتشفوا أين يوجد مأواه؟ "
عقد حاجبيه بأستنكار " ما الذي أعنيه!! .. وجدني ارمقه بنظرات مستغربة فتنهد وأردف " أنت حقاً لا تعلمين شيئاً .. نهض واستقام واردف بملامح جدية " هناك سلالة مميزة من مصاصي الدماء تملك زرمه دم نادرة جداً , تسمى دم بوّر ! ذلك الدم يمتلك طاقة قوية , مهما جرحت وطعنت وقتلت يقوم ذلك الدم بمعالجة جسدك ! أن دم بوّر شيء أشبه بالمعجزة لكن كل من يحمل ذلك الدم من أختفوا بظروف غامضة ولا أحد يعرف مكانهم .. والوحيد الذي تبقى منهم الآن هو ليام " وسعت عيني بأهتمام وهو يواصل " أنه شخص غامض ومخيف لدرجه كبيرة فلا اود التورط معه "لاحظ الاهتمام بادٍ على وجهي وأنا أصغي له فواصل بخفوت " كان مصاصي الدماء يحاولون دائماً قتل صاحب دم بوّر سعياً للحصول على دمه مضحين بحياتهم ومن يتمكن من قتله كان يشرب من دماءه وبذلك ينال تلك القوة , ليام مر بذلك فحاول مصاصيّ الدماء مراراً قتله لكن باءت محاولاتهم بالفشل! والآن يعيش متخفياً .. هز كتفيه ~ لكن ليس وكأنه يختبئ حقاً فذلك الرجل خالدٌ لا يموت "
لمعت عيني بصدمه " خالِد لا يموت !! " برق فكري وأنا أتذكر .. كاي كان يقول شيئاً كهذا أيضاً , لا أتذكر الكثير مما قاله لأني لم أستطع حينها فهم أي شيء , لكنه حتماً ذكر شيء كهذا!
أجاب على أنفعالي ذاك " أجل , طالما لم يصب قلبه بضرر فسيظل يشفى مهما جرح! لقد سمعت أنه قد هجم عليه من قبل أكثر من مئة شخص لكنه لم يمت .. وأردف بأبتسامه الشاحبه " هه هذه الأشاعات , هذا خيالي صحيح؟ "
بقيت أرمقه قليلاً بملامحي ذاتها ثم بادلته بابتسامه هادئة وقلت " لقد تعديت مرحلة الخيال منذ وقت طويل " فأكتسى وجهه ملامح التعجب , قفز قلبي فجأة لما شعرت بشيء ما يتجه نحونا بسرعه خاطفة فأستدرت بسرعه لأصعق بسكين حادة تركب الهواء متجه نحونا وبالأحرى نحو جاك فلم ألبث حتى تركت مكاني ودفعته بقوة رهيبة جانباً وانا أهتف " جاك .. أحترس! " أرديته على الأرض وسقطت فوقه بقوة لحظة عبرت السكين بسرعه خاطفه من مكانه الخالي وانغرست بقوة في جذع شجره كانت تقابل موقعه فرمق جاك ذلك بصدمة ثم رفع نظره للخلف بالاتجاه الذي كان مصدر أنطلاق السكين فرفعت رأسي معه لأفاجئ بجيهان يقف بطوله الفارع فوق غصن أحد الأشجار , وثب مباشرةً عندما ألتقت عيني بعينه ليثبت قدميه بالأرض بهدوء ثم أردف بابتسامه خبيثة وهو يضيق عينيه بشكل مرعب " كانت قريبه فعلاً .. أشار بأصبعه الإبهام لقلبه فرفع جاك ظهره قليلاً وأثر الصدمة لا يزال عالق بوجهه فنهضت عنه حينها هتف جيهان وكأنه لتوه قد تعرف عليه بنبره متعجبة نوعاً ما " أهذا أنت جاك؟ هذا مفاجئ حقاً , ما الذي تفعله هنا؟ "
أستقام هو الأخر وقال بأبتسامه متوترة وقد بدأ زخات العرق تغزو جبينه بينما كنت أنا أنهض خلفه " جيهان! "
رد بخشونة " ليس مرحباً بك المجيء هنا لهذا الوادي , أنت تعلم ذلك جيداً .. فما الذي أتى بك؟ "
أبتسم بشحوب " ليس لي نية سيئة على الأطلاق .. وضع يده بخفه على رأسي " فقط أتيت لأني أستلطف هذه الشابة "
رمق يده تلك بحده ورفع أحد حاجبيه " تستلطفها!.. وواصل بأبتسامه " هذا وحده سبب يتطلب مني التخلص منك ! فهذه الفتاة ليست فتاة عاديه كما تظن أنها تحت وصاية من السيد ليام " وجه نظره لي بصدمه فرفعت عيني أرمقه بهدوء بينما كان الآخر يواصل حديثة " يفضل بك الانصراف حالأ وعدم التورط معها لأن ذلك سيكلفك حياتك "
قال بتلعثم وصوت خافت وكأنما هو يحدث نفسه وهو يرمقني " حقاً؟ ضننت أنك مجرد جارية! .. واعاد نظره لجيهان مجدداً وأردف " المعذرة إذاً على ذلك فأنا لم أكن أعرف.. رفع ذراعيه يعلن أنسحابه وهو يتصنع الأبتسامه " أنا راحل الآن "
سحب مكانه من جانبي بملامحه المتوترة نفسها وعينه ترمقني ثم سلك طريقة مبتعداً حتى بدأ يختفي بالتدريج من أمام نظري فأدلف جيهان مباشرة نحوي وتناول يدي وجذبني بشده طفيف له يقول بصوت أهدأ ونبره أكثر أحتراماً " هيا لنعد آنستي " لكني أعرضت عنه بشده وأنا أنزع يدي وقلت بصوت هادئ ومعاتب " لما لحقت بي؟ ماذا تظن نفسك فاعل جيهان! أخبرتك أني لن أظل محبوسه في ذلك المنزل "
" أخبرتك مسبقاً أن الوضع خطير عليك في الخارج , أنا أحاول حمايتك ! .. تأففت وأنا أشيح وجهي عنه بأنزعاج فقال وهو يحاول أقناعي " حتى جاك ذاك ما كان يجب عليك أن تصاحبيه , أن ذلك خطِر! "
لكني أنفجرت غاضبه " ما الخطر بالموضوع ؟ لقد كنا نتبادل الأحاديث بشكل طبيعي جيهان حتى أتيت أنت وأفسدت الأمر .. رمقته بأستنكار ~ لقد كدت تقتله بدون سبب جيهان "
" آنستي أنت لا تفهمين , هو يدعي اللطف لكنه يريد إستغلالك حتماً "
أستدرت مغادرة أتجاهله وهو يواصل حديثه فوضع يده على كتفي ليستوقفني بضجر واضح وصوت أعلى من سابقه " آنستي فضلاً , أنا لن أظل ألاحقك طوال اليوم "
أزلت يده عني ببرود " لم أطلبك أن تتبعني "
" أنا أحاول حمايتك فقط "
" لم يكن هناك شيء لتحميني منه , وأن كنت تفكر بحمايتي حقاً فأتركني وشأني قبل أن تقحمني بأفعالك المجنونة " واصلت سيري فقال وقد بدأ صبره ينفد وبدا ذلك واضحاً في صوته " الى أين أنت ذاهبة؟ "
"لا شأن لك أبداً "
رفع جيهان علم الاستسلام من عنادي وعبس وهو يخفض نظره بملامح الخاسر , أنها عنيدة.. أكثر مما توقعت ! لا فائدة من النقاش معها .. سأتبعها بصمت هذا أفظل .. كان هذا آخر حلّ توصل له وبدأ يسير خلفي , لاحظت ذلك فعقدت حاجبي متفهمه أنه أستسلم للأمر الواقع لكن لا يبدو أنه سيتركني وشأني .. واصلت السير لدقائق وهو لا يزال خلفي , ألن يتوقف؟ لقد بدأت أشعر بالغضب حقاً .
تناسيت الأمر بالكامل عندما أردف هو ليقطع أفكاري " يبدو أنها ستمطر "
رفعت عيني للسماء بأنتباه لأجدها ملبدة بالغيوم السوداء , صمتت قليلاً وكأني شعرت بأني محاصره وأحس هو بذلك فقال بتنهد " الى إين تودين الذهاب حقاً؟ "
صمتت قليلاً ثم قلت " للبحث عن جاستي صرخت في وجهه عندما أتى قبل قليل وذعر بشده , أريد تفقد أمره "
أطلق همهمة تفهم بنبره ساخره نوعاً ما , فوجهت نظري له بعدوانيه قبل أن أسمعه يقول " إذاً لنحتمي من المطر الآن ثم سأحضره لك كما تشائين , أعرف مكاناً جيداً هنا "
 
مرت دقائق ونحن نسير معاً الى المكان الذي يتحدث عنه , كان هو يتقدمني بينما كنت أنا أجد صعوبه في السير بشكل سريع على تلك الأرضية الحجرية , رفعت عيني له عندما بدأت أضجر الأمر وقلت " جيهان ألم نصل بعد ؟ "
أجابني بهدوء " بقي القليل .. وجه نظره لي ليجد ملامح العبوس بوجهي فأردف " أنتظري قليلاً "
أجبته بالإيجاب وفي أثناء سيري تعثرت بحجرة صغيرة وفيما كان جسدي يسقط للأرض خدشت ذراعي من جذع شجرة ما بقوة فصحت متألمة ما إن أرتكز جسدي على الأرض , وجه نظره لي ودنى ليساعدني على الوقوف ببطء وأردف " حاذري "
رمقته بشحوب وأمسكت ذراعي فتناولها بيده ورمقها وهو يقول " انهضي , سأغطيه لك "
عدنا للسير لكنه هذه المرة أبطأ بخطواته ليسير بجانبي وعندما وصلنا وجدت كهفاً أسود صغير , اسرعنا بالدخول وجلست أنا ببدايته أرمق السماء بالخارج أما هو فبقي يعبث قليلاً بالداخل وقد اكتشفت فيما بعد أنه يبحث عن ما يغطي به جرحي عندما أردف وهو يمسك بطرف سترته ويمزقه " هذا سيَفي بالغرض "
رمقته بتفاجئ ووجهت يدي لذراعي لأجد أنه لا أثر للجرح كالعادة , جلس وألتقط ذراعي ليجد أنه لا أثر للجرح فألتقط الأخرى باحثاً عنه لكنه سرعان ما صرح بصدمة " إ,إين الجرح؟ هل شفي بهذه السرعة؟ "
رمقني فقلت وأنا أسحب كفي منه بتعجب " لما؟ أليس مصاصي الدماء هكذا؟ "
تجاهل سؤالي وأثر الصدمة لا يزال بادٍ على وجهه وألتقط حجر قريب منه لأصعق أنا الأخرى بأنه يرفع ذلك الحجر بوجهي وأنا أوسع عيني لمصارعها , أرتفع صوت الرعد الضارب وزلزل المكان بشكل مرتفع مع سطوع بريق الرعد القوي , كان يقف متصلباً في مكانه وتموّجت في جسده ارتعاشة قوية , انزلقت عيناه وجحظتا بصدمه وهي تصعدني وأنا أجلس أمامه كضحية سهلة لكن بدون أن يُقدم علي شيء فأستغليت الأمر وسارعت بترك مكاني لأستقيم بوقفتي وأتراجع عنه بسرعه وأهتف " ما الذي تحاول فعله جيهان! "
كان لا يزال في حالته , يصارع للتحرر من مكانه .. مستدرك أنه قيّد من قبلها بقوة , كيف؟ .. وببطء بدأ يرتخي جسده فرفع عينه لها وأثر الصدمة لا يزال واضح يوجهه وأستطرد " أسف آنسة إندريلا .. أحنى رأسه ناحية الأرض قليلاً وصرح بلكنه تتخللها الجدية والوضوح " أرجو المعذرة ! "
رمقته بأستنكار , بعد أن حاول التهجم علي ؟ ما الذي يفكر فيه ؟ رفع عينه لي بنظره أهدأ " كل الأمر أني دهشت من سرعة شفاءك , صحيح أن مصاص الدماء يستطيع التحكم بحركة الدماء بجسده وتسريع شفاء جروحه لكن في حال أصابته بجروح بليغة كهذه يأخذ الأمر وقتاً للشفاء حسب قوته على ذلك , وفي حالك أنت فأنت لا تأخذين ما يكفيك من الدماء أبداً وجسدك على الأغلب يحتاج للدم أكثر مما تتوقعين " رمشت بعيني في ذهول فواصل " وأنت تتعرضين لنوبات حادة جراء ذلك ..فبالنسبه لشخص مثلك يفتقر للطاقة الأمر مستحيل "
" نوبات حادة .. هل ألم صدري المعتاد بسبب النوبات؟ " رفع عينه لي واردف " اجل , هذا يجعلك غير قادره على التحكم بنفسك .. مثل ما حدث معك عندما قتلت ذلك الطفل في المشفى ! كنت في حاله عطش شديدة واستنزفت أغلب دمه " فأرخيت جسدي بتردد ورمقت ذراعي قليلاً وقلت بشحوب " هكذا إذاً .. ثم واصلت~ لكن هذا الأمر حدث معي مراراً يا جيهان "
رمقت ملامحه المضطربة تلك , ألهذه الدرجة الأمر مخيف وعجيب؟ .. اقتربت لأجلس مجدداً وقلت " أوليست نفس الطاقة التي حولتي لمصاصة دماء هي السبب " رمقني بخفوت وسرح قليلاً يفكر ولم يفق الأ على صوتي وأنا أهتف " جيهان , إلى متى تود البقاء بهذه الحالة ؟ " أنتبه أنه لا زال يحني ظهره نوعاً ما فرفع جسده ورمقني لحظة قلت بهدوء " لما تفعل كل ذلك! فقط لأن ليام أخبرك أن تهتم بي , أتصغي لكل ما يأمرك به؟ "
أجابني بالموافقه ما فقلت " لماذا؟ ليس وكأنك تأخذ أجراً على ذلك "
.. رمقت تلك الصخره التي كان يمسكها وقلت " أكنت تتحقق من أني سأشفى بسرعه بمحاوله إيذائي "
" أجل .. "
رمقت ملامحه المضطربة تلك , ألهذه الدرجة الأمر مخيف وعجيب؟ .. اقتربت لأجلس مجدداً وقلت " أوليست نفس الطاقة التي حولتي لمصاصة دماء هي السبب " رمقني بخفوت وسرح قليلاً يفكر ولم يفق الأ على صوتي وأنا أهتف " جيهان , إلى متى تود البقاء بهذه الحالة؟ " أنتبه أنه لا زال يحني ظهره نوعاً ما فرفع جسده ورمقني لحظة قلت بهدوء " لما تفعل كل ذلك! فقط لأن ليام أخبرك أن تهتم بي , أتصغي لكل ما يأمرك به؟ "
أجابني بالموافقه ما فقلت بأستغراب " لماذا؟ ليس وكأنك تأخذ أجراً على ذلك "
جلس بقربي وأسند ظهره على الحائط يقول " أنني مدين له .. صمت قليلاً ثم أردف وهو يرمقني " ماذا عنك أنت؟ الأ يفترض بك أن تكوني شاكره فهو من أنقذك "
أسندت يدي على ذقني بأضطراب " أنقذني..هاه"
" أسمعي يبدو أنك لا تستوعبين الأمر جيداً لذا دعيني أشرح لك , أنه من منحك هذا المنزل وأنقذك من كاي والشرطة طبعاً "
" أعلم بكل هذا "
" إذاً أي شيء يجعلك غير ممنونة في هذه الحالة , أتذكرين عندما كنتِ بالمشفى , لحظة أختفاء صوتك .. وسعت عيني بأنتباه فقال " ليام هو من كان السبب , فعل ذلك لكي يسيطر على الموقف , وعندما سقطت من النافذة حتى .. ليام من أنقذك , هو من كان يسيطر على الوضع رغم أنك كنتِ تفسدين الأمر في كل مرة , ورغم هذا لا أفهم كيف لكِ أن لا تكوني شاكره "
" حقاً؟ لم أكن أعلم" أخفضت نظري بأضطراب أشد فواصل " حتى الآن , أن كاي يبحث عنك "
وجهت نظري له بقشعريرة , ذاك الرجل مجدداً فأبتسم " انه مصر على قتلك وليام يريد حمايتك منه "
رمقته بذات ملامحي .. أنا حقاً لم أعلم ما الذي يجدر بي فعله؟ من يجب علي أن أصغي له ؟ من يجب علي أن أأمن نفسي عنده ؟ بعد كل الذي فقدت هل هناك حقاً من لا يزال يفكر بي ويهتم لأجلي؟ من يجب أن أثق به بالضبط؟ " أنتِ حقاً تثق بليام .. لكنني أنا لا زلت لا أعرف , هل لقاءه بي وأنقاذي مجرد صدفة؟ هل يفعل كل ذلك لشخص لا يعرفه ؟ ماذا يعتبرني هو بالنسبه له حقاً ؟ "
قاطعني بنبره معادية " هل تشكين به ؟ بعد كل الذي فعله لك "
شعرت من نبرته وكأنه يلومني فقلت " لم تمضي مدة منذ قدومي لهنا وأنا لا أعرف ليام مثلك حتى أثق به جيهان فهو بالنسبة لي رجل غريب الأطوار , لم تأتيني أي ففرصة لأثق به .. على الأقل أود أن أعرف ان كان هناك ما يخفيه عني وعن حقيقتي "
" أنتِ مختلة " أرتجف مسار حديثنا على كلامه فقلت بأبتسامه " الأحترام أختفى من كلامك "
رمقني بعبوس " أنها الحقيقة ي آنسه "
" فلتقل ما شئت , لطالما كنت وحيدة وظهور ليام لينقذني فجأة لا يعني أنني سأثق به فوراً "
رمقني بخفوت فواصلت " هل تعلم لقد ربيت أنا في دار للأيتام منذ كنت طفلة رضيعة , لم أعرف والديّ ولم أرهما قطّ .. قيل لي أنهم تخلو عني وقيل أيضاً أنهم توفيوا ولم يقبل ما تبقى من عائلتي الأعتناء بي وقيل أيضاً أنهم أنجبوني بالحرام .. لقد سمعت قصص كثيرة ولم أصدق شيء منها ! لكن في ذلك الدار كان لدي من عوضني عن فقدهما .. المرأة التي ربتني منذ كنت طفلة , لقد كنت أدعوها بـ أمي .. كانت لطيفة وكنت أحصل على كل ما أريده منها , كان الجميع في الدار كالأصدقاء تماماً فلا أحد يتميز عن الآخر بشيء .. نفس الملابس , نفس الأسره , نفس الأحذية والحقائب .. لم يكن هناك ما يحث على جعلنا نكرهه بعضنا البعض , لكن الشيء الوحيد الذي كان ينسي الجميع فيه كل ذلك هو يوم مميز ونادر , لم يكن له موعد لكن الجميع كانو دوماً ينتظرونه على أحر من النار , اليوم الذي تأتي فيه أحد العائلات لتأخذ أحدانا كفرد من أفراد عائلتها , بالنسبة لي أنا كان لا يعني لي شيء فأمي بالميتم كانت تغنيني عن الأحتياج لذلك .. وفي أحد الأيام أتت أحد العائلات وكان الجميع سعيدون جداً ويتأهبون لذلك .. عرضنا جميعاً والمفاجئة أنني أخترت أنا , لم أكن حزينة أو سعيدة .. فقد سمعت من الجميع أن الذهاب مع عائلة شيء جميل طوال عمري لكن وبنفس الوقت كنت أحب البقاء مع أمي لكن الأمر قد حسم مهما قررت أنا , فاض حسد الجميع مني فنادراً ما يحصل عرض كهذا لهذا حاولت صديقتي الأكبر مني سناً أن تتخلص مني , وفي أثناء عودتنا من المدرسة أخذت شيئاً من حقيبتي وعندما لم أجده أنا خرجت من الحافلة لأبحث عنه معها بعد أن أخبرتني أنها ستساعدني بالبحث لكنها تركتني عندما كانت الحافلة على وجه المغادرة وبقيت أنا في الخارج "
صوبت نظري له فرأيته يرمقني بخفوت وواصلت " كنت عندها في السابعة من عمري , وبقيت ضائعة لمدة يومان كنت ممتلئة بشعور الخيانة والغضب , كانت تلك اليومين بالنسبة لي كافية لأدرك أنه لا يجب أن أثق بأي أحد بتلك السهولة , وجدني أحدهم في ليلة اليوم الثاني وسلمني للشرطة التي كانت قد تلقت بلاغاً عن أمر أختفائي .. وعندما عدت أنا كانت المفاجئة أن صديقتي تلك قد تركت الميتم مع تلك العائلة وأنها كانت تبكي بشدة على فقداني ... وعندها أدركت مدى حمقي , وتعلمت أن الناس عندما يريدون أستغلال شخص في الغالب يستخدمون أسلوب اللطافة معه لأيقاعه , لهذا أنا لا أثق بأي أحد بسهوله "
لم ارى منه أي رده فعل على ما قلت " أنها المرة الأولى التي أتحدث لأحد عن ما يحدث معي بهذا الشكل , لكن أنت بكل الأحوال لا تتأثر الأ ان كان الأمر يتعلق بليام "
صمتت قليلاً ثم أردف " إذاً فالتتعرفي على ليام كما شئت , فأنا أيضاً أضن أن ليام يخفي شيء عنك "
هل .. يحاول تشجيعي؟ عقدت حاجبي وأنا أرمقه بشكل بتعجب .
 
في النهاية , عدنا للمنزل بدون أن نبحث عن جاستي فقد أكد لي جيهان بأنه سيحضره لي بالغد لذا أستسلمت لكلامه وقررت لقاءه غداً ,.. هذا ما ضننته قبل أن أراه يعبث قرب المنزل عند عودتي مع جيهان فأبتسمت وتركت مكاني بهدوء وأنا أهتف " جاستي .. ها أنت ذا "
توقفت أمامه وأنحيت له , قبل أن تتشى أبتسامتي برؤية ليام الذي كان يقف فوقي خلف نافذة غرفته .. يبدو أن كان جاستي يقف هنا رغبةً في رؤيته , فغرت أرمقه لثوان كما بادلني ذات النظرات قبل أن يتراجع بالداخل ويتراى عن نظري فوجهت نظري لجاستي الذي يبدو عليه السرور وسرحت لثوان أفكر وأنا أمسح على شعره .. سأكشف كل شيء بالنهاية , وسأقضي على من كان السبب بدمار حياتي .

داخل حلكة الظلام .. كنت وحيدة أسير بقدمي العاريتين بخطوات هادئة , خطوات يتردد صوت صداها في المكان بوضوح .. وبينما أنا أسير بتلك الطريقة شعرت بسائل بارد يلامس قدمي فأصابتني الدهشة ودنوت للأرض وضعت كفيّ على الأرض وأغرقتها به قبل أن أرفع قرصي عن الأرض وأصعق بمنظر الجميع وهم على الأرض غارقين بدمائهم التي كنت أبلل كفي بها .
" وأخيراً أتيت " مزق أجواء الصمت صوته الخشن الجهوري فرفعت نظري بسرعه ناحية ذلك الصوت الذي تعرفت سريعاً عليه بسرعه للخلف لأجده يقف وحلته ملطخة بالدم .. كاي ! رفع كفه ومسح فمه من بقايا الدم بابتسامه واسعة أظهرت أسنانه ونابيه الحادين وأردف " انتظرتك كثيراً حتى ظننت أني سأموت وأنت لا تزالين مختبئة .. رفع سيفه من غمدة الذي يثبته حول خصره وتقدم يجري بملامح جادة وهو يوجه نحوي قاصداً عنقي مباشرة وهو يصرخ بأنفعال فشهقت من أعماقي بهلع .
فتحت عيني لمصارعها وانا أشهق من اعماقي برعب وأرفع جسدي العلوي تلقائياَ عن الفراش , رحت ألتقط أنفاسي بصعوبة لكني سرعان ما أدركت انه مجرد كابوس فرفعت خصلات شعري عن وجهي وانا أسترجع انفاسي الضائعة وسرحت أتذكر ذلك المشهد الملوث ببقع الدم وأستقرت أفكاري بصورة كاي وهو يبتسم فأطبقت عينيّ بألم وضيق " هذا الحلم ثانيةً !! "
اغروقت عيناي بالدموع , منذ البداية كان هو السبب في كل شيء , لقد فقدت كل شيء بسببه .. ضيقت عيني بغضب وحقد ونهضت عن مفرشي وتوجهت نحو نافذة غرفتي الخشبية أرمق سطوع ذلك بدر تلك الليلة , كاي!! .. أطبقت عيني لأتذكر صورته البشعة وفمه مملوء بالدماء بعد قتله للإيميلي والبقية , شددت بقوة على قبضتي وبلحظة غضب تسلقت على النافذة وقفزت للأسفل , رحت أسير بخطوات تميل للسرعة قاصده الخروج من هذا المكان للوادي .. وبينما أنا أعبر أنتبهت لنافذة غرفة ليام التي كان يصدر منها ضوء خفيف ففتحت عيني بأستغراب " ما هذا؟ "
أقتربت أكثر لأتعرف على السبب ومع أقترابي كنت أسمع صوت همسات كأنين وبكاء مكتوم لكن الصوت لم يستمر كثيراً بل أنقطع , أقتربت من النافذة وهي مغلقة أنتابني الفضول لفتحها فقد تعجبت من استيقاظ ليام بهذا الوقت لكني خشيت فعل ذلك نوعاً ما , وبقيت عوض ذلك قليلاً أتمنى سماع الصوت مرة أخرى علي أتعرف عليه لكن بدون جدوى فتركت مكاني بهدوء وواصلت طريقي لأبتعد عن هذا المنزل .. وأخرج للوادي

بأعماق الوادي , داخل كهف مظلم عميق ومحصّن يسوده الهدوء , من بين مجموعه من الرجال الذين يستلقون على الأرض كان يجلس مسنداً ظهره على الحائط الصخري ورأسه للخلف وهو ينام بعمق , شعر بحركه أحدهم بالقرب منه فبدأ يفيق وفتح جفنه ببطء ليستقر نظره على أحد ما يقف أمامه , رفع نظره للأعلى وهو شبه نائم وصعده من الأسفل للأعلى وما ان بدأ يستعيد وعيه ليستوعب الأمر وسع عينه لمصارعها وسارع بتعديل طريقه جلوسه وأردف " أنتِ ...إندريلا!! "
نظرت له بنظرات حادة واثقه فبادلني بنظرة قلقه وخائفة نوعاً ما ..
 
STOP, أرجو لكم قراءة ممتعة
 
~~ الأسئلة ~~
-ما الذي ان يعنيه ليام بذاك الكلام لها ؟!
-ما سر تلك الطاقة التي تحملها إندريلا بجسدها ؟!
-ما الذي جعل إندريلا تأتي لجاك؟!

__________________
خَلفَ أكْبادِ آلّسنِين وَآلشُهُور لِقَآء مَحّتُوم .. وَقَدَرٌ صعْب .
حُبٌ تَرَآقصت نَغَماتُهُ تحْت بُقع آلدَمّ , وحِقدٌ غَلَفتُهُ مَشَآعرُ رَقِيقَة .
رَأيُكُم يٌهِمٌنِي

التعديل الأخير تم بواسطة мoи ; 04-13-2017 الساعة 06:38 PM
رد مع اقتباس