عرض مشاركة واحدة
  #928  
قديم 04-13-2017, 04:43 PM
 
الفصل 50


























لا مكان للضعفاء ....... و لا مكان للحمقى و الأغبياء , الكل يتصارع ليكون الأقوى في كل الأرجاء , و منهم من بلغت قوته عنان السماء , و لم يكتفي بذلك حتى تتجاوز قوته حدود الفضاء


ساريو و النوسامي , و الأباطرة الأربعة الآخرين , و الكثيرون غيرهم ...... يُشكلون قوى عظمى جعلت العالم يعيش فترةً من السلام , و لكن هذا التوازن على وشك الإختلال , و حدوث أي إختلال يعني نُشوب الحرب

و الحرب سوداء مظلمةٌ لا تعرف الرحمة , تجلب شبح الموت و يحصد أرواح البشر بعشوائية , حتى الذين زعموا أنهم خالدون يخشون وطيس تلك المعارك التي يبرز فيها العظماء

جيناي بد بتدريب هيمون إبن ساريو , و مونو إبن مونوياواشي , و إنضم لهم شابٌ مميز إسمه هاكيش , و أخيراً إنضمت لهم فتاةٌ تدعى لاناسا , الآن هم يمشون في طريقهم نحو الغابة السوداء فما الذي سيواجهونه فيها ؟؟؟؟؟










الحكمة الأخيرة








وحش الأوريفيرا يتلاعب بكل من هو واقعٌ تحت تأثيره , الأكثر تقدماً الآن هو هاكيش الذي وصل لمواجهة أكثر شيءٍ يكرهه , و المُفاجئة أن من ظهر له هو لوردين "سيد الحكمة" و إستسلم له هاكيش مباشرةً و دون أي تفكير , أما هيمون فقد توصل لسؤالٍ لم يخطر بباله من قبل , لماذا كان جيناي يمتدح والده دائماً ؟؟!! بينما في الحقيقة هو الأكثر شراً في هذا العالم ؟؟!! , فأوقف القتال و سأل والده هذا السؤال , أما لاناسا فهي غارقةٌ في أحلامها مع فارسها الذي هو مونو و لم تُدرك بعد حقيقة هذا الوهم , و الأمر مختلفٌ قليلاً بالنسبة لمونو فهو بدأ يشك بالأمر بعد حوارٍ مع أخيه نامورا و هو غارقٌ الآن في شكوكه


كانت لاناسا مغمورةً بالفرحة و هي ترى فارس أحلامها مونو يتقدم ليطلب يدها للزواج , و كانت موافقةً على ذلك و بقي أن تعلن قبولها له

لكن !!

تذكرت لاناسا شيئاً مهماً و قالت في نفسها : مونو !!!! ..... , إنه ليس أميراً , عندما عرفته لم يكن أميراً , لقد كان ........ , أنا لا أذكر أين إلتقينا

و بدأت لاناسا بتذكر أول موقف إلتقت فيه مونو , و ذلك عندما جائت برفقة ماجودي إليهم و تذكرت كل تلك الأمور و لكن كانت ذكرياتها الحقيقية بمثابة أحلام و خيالات غير واضحة بعكس هذا الوهم الذي تعيشه الآن

نظرت إلى مونو الذي ما يزال منحنياً و هو يمد يده نحوها منتظراً ردها , فكرت لاناسا بسرعة ثم سألت : هل تستطيع القتال أيها الأمير ؟؟

فأجابها مونو : بالطبع أستطيع ذلك , فكيف سأحميكِ إذا لم أكن قوياً ؟

فوقفت لاناسا و قالت : حسناً , إذا هزمتني في معركة فسوف أقبل الزواج بك , و إن لم تقبل فسوف ترحل من حيث أتيت

طلب لاناسا كان ينفع في كلتا الحالتين , فهي تعرف أنها لن تستطيع التغلب على مونو بجميع الأحوال , فإن هزمها الآن فسوف يكون الأمر عادياً , و لكن إذا هزمته فلن يكون هو نفسه مونو , لذلك لاناسا أحسنت إختيارها فهذه أفضل طريقةٍ لمعرفة الحقيقة

~~~~~~~~~^~~~~~~~

أما مونو فقد إزدادت حيرته بعد تذكر ذلك الحوار و بدأ يشك بكل ما هو حوله , ثم نظر إلى والده و تذكر أنه أختُطفَ من قبل أتباع ساريو فبلغ شكه أقصى درجاته , فإلتفت إلى أخيه نامورا و و ضربه بقبضته على وجهه فسقط نامورا طريحاً و قال له : لماذا ضربتني يا مونو ؟؟!!!

فأجابه مونو بغضب : هيا ... لنتقاتل , أريد أن أواجهك في معركة

فقال نامورا بلطف : و لماذا نتقاتل يا أخي ؟؟!! , الإخوة لا يجب أن يتعاركوا

فإقترب منه و جلس على صدره و بدأ يضربه بقبضتيه على وجهه و هو يُردد : لكنني أريد القتال

و إستمر مونو بضربه حتى أدمى وجهه , و لم يقم نامورا بتوجيه أي ضربة له

"في الإختبار الأول الخاص بوحش الأوريفيرا من المستحيل أن يؤذي الشخص الواقع بتأثيره بأي شكل من الأشكال , لأن من يقع بهذا الإختبار يرى أكثر شيء يُحبه , و إن سبب له الأذى فقد يكرهه و يتخطى هذه المرحلة إلى أكثر شيء يكرهه , لذلك فلن يقوم نامورا بضرب مونو مهما حدث"

حتى والدا مونو لم يتدخلا لأن هذا الأمر قد يُسبب إزعاجاً لمونو و من الممكن أن يكرههما حسب ما يراه ذلك الوحش , فقد إكتفى والداه بالتأثير على مونو بالكلام و هما يقولان مراراً و تكراراً : ما الذي تفعله يا مونو ؟؟ , لا تؤذي أخاك فهو يُحبك

توقف مونو عن ضرب أخيه بعد أن غير ملامح وجهه

فقال نامورا : مهما فعلت فلن أؤذيك يا مونو , فأنت أخي الصغير

هذه الجملة مزقت قلب مونو لأنه كان ينتظرها فعلاً من أخيه نامورا

فوقف و قال : أخي نامورا ليس بهذا الوهن , ولا يُثير الشفقة مهما حدث , إن له هيبةً تُخيف حتى أقرب أصدقائه

ثم حول مونو يده إلى سيفٍ من هواء و قطع رأس نامورا و توجه نحو والديه بتخبط

فقالت والدته : ما الذي فعلته يا مونو ؟؟!!! , لقد قتلت أخاك !!! , و نظراتك تقول أنك تريد قتلنا أيضاً , هل ستفني عائلتك بيديك ؟؟!!!!

رفع مونو يده ليقتل والديه لكن بتردد شديد , ثم قال : أنتي لستي أمي , أمي تثق بي و حتى لو أردت قتلها فما كانت لتخاف مني بل ستتقبل الأمر بكل سرور

و قطع رأسيهما و دخل في حاة توترٍ شديد و هو يقول لنفسه : ما الذي فعلته ؟؟!!! , ماذا لو كانوا أهلي بحق ؟؟ , عندها سأكون إرتكبت أكبر خطأ في حياتي , و يجب أن أقتل نفسي ثمناً لهذا الخطأ

و ما هي إلا لحظاتٌ و إختفى هذا الوهم الذي أحاط بمونو و عندها إطمئن قلبه لكنه لم يكن يعرف ما هو القادم

فالوحش كان يبحث في قلب مونو عن أكثر ما يكرهه , و وجده بسرعة , و بدأ يُجسده أمامه

و ظهر ذلك الشيء أمام مونو و المفاجئة أنه لم يكن شخصاً واحداً , بل كانوا خمسة أشخاص , فمن يكونون يا تُرى ؟؟!!

~~~~~~~~~~~~^~~~~~~~

أما هيمون ~~~

فقد أنزل سيفه و سأل : لماذا ؟؟؟؟ ............. لماذا أنت شخصٌ شريرٌ ؟؟؟ , ما الذي دفعك لهذا الأمر ؟؟؟ , أخبرني لماذا تغيرت ؟؟!!!

فكان إجابة ساريو كما هو متوقع

فقال : هذا ليس من شأنك , هذا أمرٌ ما زال عقلك صغيراً على إستيعابه

إمتص هيمون غضبه و فكر قليلاً في نفسه : الأمر غريبٌ بعض الشيء , لكنه غير طبيعي , يوجد شيءٌ خاطئ يحدث الآن , لكنني لا أعرفه حقاً , ماذا سأفعل ؟؟!!

وجد هيمون فكرةً قد تنجح و بدأ بتطبيقها فوراً

فإقترب من والده و هو يقول : أترى هذا السيف , إنه لك , أعطانيه جيناي و كنت فخوراً بحمله لأنه سيفك , لكنني أقسمت أن أقتلك به عندما ألتقيك , و لكن الأمر إختلف الآن , فأنا فكرت ملياً و جدت أمراً لم أفكر به من قبل , لقد أدركت أنك كنت شخصاً طيباً و لكنك تغيرت , و أنا ما زلت لا أعرف السبب , لكنني لن أفعل أي شيءٍ قبل أن أعرفه , أنت رغم كل شيء تبقى والدي و من جاء بي إلى هذه الحياة , و هذا فضلٌ لن أنكره لك , لكن إذا كنت تكرهني و لا تريد أن تخبرني بشيء فلي طلبٌ واحد , و هو أن تقتلني بسيفك هذا كي أكون سعيداً و أنا أرقد في قبري لأنني مت بسيف والدي و ليس بسيف الأعداء

و إقترب هيمون حتى صار والده قريباً جداً منه

فهاجمه في تلك اللحظة ليضربه و يقتله , لكنه إختفى فجأةً و إختفى معه كل ذلك الوهم

كانت خطة هيمون أن يخدع والده بهذا الكلام و يقترب منه و يقتله , لكن هذا الكلام حرك مشاعره تجاه والده حتى دون قصد , فتغير الكره في قلبه , و هكذا يكون إجتاز الإختبار دون أن يعلم حتى

و الآن سيواجه أكثر شيءٍ يكرهه , فماذا سيكون

هذه المرة وجد هيمون نفسه في منزله , و لم يجد أحداً فيه , و بدأ يبحث عن قطه كابس , فلم يجده

فخرج يبحث عنه حول المنزل , فلم يجده أيضاً

و عندما نظر إلى شوارع المدينة لم يرى فيها أثراً لأي مخلوق أو جنس حياة

نعم , هذا أكثر شيءٍ يكرهه هيمون , إنها الوَحدة


~~~~~~~~~~~^~~~~~~~~~

أما هاكيش فقد أعلن إستسلامه أمام لوردين و قال : أنا أستسلم , و أعترف بالهزيمة حتى قبل أن تبدأ المعركة

فقال لوردين : لست بحاجةٍ لإعترافك هذا ,؟ فالأمر محسومٌ و لا مجال للشك فيه

إقترب هاكيش من لوردين و هو يقول : أتعلم , لقد ظننت أنني لم أعد أخافك , لكن الواقع عكس ذلك , هذه فرصةٌ جيدة للتخلص من مخاوفي , و إستسلامي لا يعني إنهزامي , إنه يُحقق لي النصر بشكلٍ مختلف

فقال لوردين و هو يبتسم بثقة : التخلص من الخوف قد يحتاج لسنوات و ليس للحظات

وقف هاكيش أمام لوردين و وضع يده على كتفه و قال : دعني أعلمك حكمةً لم تُدركها بعد , إن بعض السنوات قد تكون بلا قيمة إذا لم ننجز بها أي شيء فتكون بطول وقتها كأنها لا شيء , و بعض اللحظات قد تكون أهم من كل سنوات حياتنا لأننا قد نحقق فيها ما عجزنا عن تحقيقه في كل تلك السنوات , كل هذا الكلام أختصره بهذه الحكمة "لحظة النجاح أغلى من سنوات الفشل , فقطعة ذهب أغلى من أكوام تراب"


فإختفى لوردين بعد هذا الكلام الذي أفنى مخاوف هاكيش منه خلال لحظات , لقد قال الحكمة و طبقها فوراً , لقد تغلب على سيد الحكمة دون أن يُقاتله , و لكن بقي أن يتغلب على نفسه

فقد وصل إلى الإختبار الرابع , حيث سيواجه نفسه هذه المرة

ظهرت أمام هاكيش صورةٌ طبق الأصل منه , بالشكل و القوة و كل شيء تقريباً , و إن تمكن هاكيش من هزيمة نفسه سوف ينجو الجميع من ذلك الوهم و يظهر الوحش أمامهم فوراً و يُواجهونه معاً , و لكن الأمر ليس سهلاً , فالحقيقة المرة ما زالت موجودة , و هي أن هاكيش سيواجه نفسه














1- ما رأيك بهذا الفصل من جميع النواحي ؟؟؟ و هل كان أفضل من السابق ؟؟

2- ما هو أكثر شيء أعجبك بهذا الفصل ؟؟

3- هل توقعت أن تكتشف لاناسا أنها في وهم أم ستبقى عالقةً فيه ؟

4- هل أعجبتك طريقة خروج مونو من الإختبار الأول ؟

5- هل توقعت أن هيمون سيخرج من الإختبار الثاني بهذه الطريقة ؟؟

6- ما رأيك بما فعله هاكيش ؟؟ و هل حقق إستسلامه نصراً مختلفاً حسبما قال؟

7- أخبرني بأي شيء تراه ناقصاً في هذا الفصل :












__________________





التعديل الأخير تم بواسطة Hossam Ali Obeidat ; 04-14-2017 الساعة 11:55 AM
رد مع اقتباس